السبت، 5 سبتمبر 2015

عمر البشير يعلن المسكوت عنه : لا أقبل بالحوار الا اذا كنت رئيسه



اعلن عمر البشير انه لن يقبل بأى حوار لا يكون هو شخصياً رئيسه ، كما اكد موقفه الرافض لقرار مجلس السلم والأمن الافريقى (539).
وقال عمر البشير لدى مخاطبته الجالية السودانية ببكين يوم الجمعة ، (أنا رئيس لجنة الحوار ولن يأتي شخص ليترأس الحوار ويكون رئيسا لي سواء كان من الاتحاد الأفريقي أو أي جهة ثانية).
وأضاف (إذا أصدر مجلس الأمن أي قرار بشأن الحوار سنشرطه كما شرطنا غيره من القرارات).
وزعم أن دارفور أصبحت آمنة ! ولا وجود للحركات فيها، وأن قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان، (في أسوأ حالاتها)!.
ويريد المؤتمر الوطنى حواراً (من الداخل) بدون وساطة الآلية الرفيعة للاتحاد الافريقى فى مناخ من مصادرة الحريات ليسيطر على عملية الحوار ويعيد انتاج سلطته الاحتكارية القائمة على القهر والنهب .
و اصدر مجلس السلم والأمن الافريقى القرار (539) بتاريخ 25 أغسطس ، داعياً الى انفاذ الاجراءات التمهيدية للحوار الواردة فى خارطة الطريق (توفير الحريات) ، والى السماح بوصول الاغاثة الانسانية ، وايقاف الحرب (كشرط للحوار). وكرر الدعوة للحضور العاجل للاجتماع التمهيدى للحوار لجميع الاطراف ذات الصلة ، فى مقر الاتحاد الافريقى بأديس أبابا ، لمناقشة والاتفاق على المسائل الاجرائية المتعلقة بالحوار . وطلب من الآلية الرفيعة تقديم تقرير الى المجلس ، فى غضون 90 يوماً ، عن انخراط أصحاب المصلحة السودانيين من جديد فى عملية حوار وطنى شامل وذى مصداقية على النحو المتصور خصوصاً فى خريطة الطريق ، وعن الجهود اللازمة لايقاف الحرب فى دارفور والمنطقتين.
وسبق وقال المحلل السياسي لـ(حريات) ان الادارة الامريكية ظلت منذ زمن تضغط لأجل تسوية تتيح للمؤتمر الوطنى المحافظة على أهم مكاسب (التمكين) بان يصبح عبر اصلاحات محدودة مركزاً تدور حوله اقمار القوى السياسية الرئيسية الاخرى ، ومن هذه الاصلاحات (تطهير) النظام بتخليصه من عبء عمر البشير بتوفير هبوط ناعم وملاذ آمن له ، وقد ظلت القوى الديمقراطية السودانية تكرر بان هذا المخطط على تواضعه لن يجد القبول من عمر البشير وانه سيظل يتمسك بسلطته الا اذا ايقن بان رأسه مقابل تاجه .
حريات


الحوار النوبي – النوبي حوار للإلهاء والإلتفاف ودس السم في الدسم!!!!


بقلم : مبارك اردول

 لقد ملأت صفحات الأسافير هذه الأيام مجدداً مسالة تسمى الحوار النوبي - النوبي بين من نصبوا أنفسهم وأطلقوا عليها مثقفي النوبة، هذه الدعوات خرجت من مطابخ النظام النتنة والتي لا تنتج سوى هذه الطبخات النيئة التي تسسم من يلقفها ويحسبها طعاما، التاريخ يعيد نفسه ويكرر أحداثه وشخصياته، فقائمة لجنة هذا الحوار تحوي نفس المجموعة التي إجتمعت في كمبالا وأقامت مؤتمر – ضرار – للتشويش على مسار المفاوضات في عام 2003م أيام نيفاشا، هذه المجموعة رسم لها خطاً موازياً لما يقدمه وفد الحركة الشعبية المفاوض في كينيا بقيادة دكتور جون قرنق، حيث كان المطلب أنذاك أن يمنح حق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة والنيل الأزرق، حسبما جاء في توصيات مؤتمر كل النوبة الأول في كاودا وغيره، رفض هؤلاء هذه المطالب بل كل ما تقدمت به الحركة الشعبية بإعتبارها رؤيتها لحسم الصراع في المنطقة وتحقيق للسلام، لم تكن لهذه المجموعة أي رؤية محددة لكيفية تحقيق الحقوق وإحلال السلام، بل كان العمل كله منصب على الرفض والتشويش لمواقف الحركة الشعبية التفاوضية ورؤيتها في طاولة المفاوضات، حيث حشدهم النظام في ورشة – ضرار – في كمبالا وأتى ببعضهم فكانوا أكثر من الخمسين فرداً يتقدمهم ( سليمان رحال – كبشور كوكو – محمد مركزو - مكي على بلايل - ..الخ) ومن خلفهم يقف آلن قولتي المبعوث البيرطاني، فقد أعابوا أمر حق تقرير المصير ورفضوه وقالوا نحن فقط نريد حكم زاتي بصلاحيات موسعة!!! ،، ولما حدث من ربكة في المفاوضات إضطرت الوساطة الي أن تحول مفاوضات المناطق الثلاث الي منطقة كارن بدلا من نيفاشا ليتوصلوا الي ما وصلوا اليه، بعد هذه التباينات في المواقف والأدوار التي نفذها هؤلاء لوفد علي عثمان بحذافيره، فخرجت برتوكولات المنطقتين بالصورة التي راءها الجميع. قامت نفس هذه المجموعة مجدداً ومن معها بكيل الإتهامات على الحركة الشعبية وإتهامها بأنها تسببت في ضعف المطالب للمنطقة وبيع نضال النوبة وو ... الخ من المزايدات وأصبح تلفون كوكو ومن شايعه يرون الفيل ويطعنون في الظل بسلسلة مقالات في صحيفة الترابي طيلة فترة السلام والغرض من كل هذا شئ واحد وهو تصفية الحركة الشعبية في شمال السودان وإعدام وجودها وتسويف مطالب أهل المنطقة العادلة والقديمة، وهو نفس الشيء الذي طرحه تلفون من قبل في مؤتمر دبى حيث أقترح للحضور الاستسلام وعدم مواصلة الكفاح، ومرة آخرى ترشح ضد مرشحي الحركة الشعبية لتحقيق نفس الهدف هو وصديق منصور وغيره (ممن يتطاولون اليوم) لتشتيت الأصوات وقطع الطريق أمام أي نصر يمكن أن تحرزه الحركة الشعبية لتتمكن من نيل الحقوق عن طريق الأغلبية الميكانيكية في البرلمان. الغريب في الأمر إن المجموعة التي كانت تصارع الحركة الشعبية في الداخل وتزايد عليها بالمشورة الشعبية ومطالب النوبة وغيره من الكلام المشروخ التي تطلقه، لم تستطع أن تتحدث عن هذه الحقوق بالفصاحة والبجاحة التي ظهرت في تفسير وتأويل المشورة الشعبية وغيرها من القضايا بعدما خلى لها الجو بخروج الحركة الشعبية من العملية السياسية وحظرها في الداخل، بل خرجت تبحث عنها في الخارج لتفتعل معها الصراعات والمعارك الجانبية بغية صرفها من المعركة الرئيسية مع النظام.

الجديد في الامر أيضاً إن نفس المجموعة التي ظل يستخدمها النظام كثيراً لتمرير مخططاته وإلتفافاته عادت للسطح مجدداً، وصدق من قال "قديمك حمار أبوك" فتريد العودة للعب نفس الدور القذر اليوم ولكن بصحبة الأقلية الفارغة التي يقف خلفها تلفون – جلاب، وكذلك باسم النوبة للمتاجرة بهم وبقضيتهم، فأنظر عزيزي/تي القارئ/ئة أكرمك/كِ الله، أن للنوبة في سلك النظام هذه الكيانات المنوبنة فلجنة جبال النوبة بالمؤتمر الوطني يقودها نافع وكذلك لجنة أبناء النوبة بالحركة الإسلامية يتزعمها علي عثمان، إسألكم وإسألهم كل هذه الكيانات ماذا فعلت لجبال النوبة؟ وماذا تريد أن تفعل غير تمكين رؤساءها من خلق النفوذ والتمكن من مراكز القوة داخل النظام والتكسب والتبضع والمأكلة باسم جبال النوبة، وتنفيذ سياسة فرق تسد، فأنظر/ي الي هذا الخلط واللت والعجن!!!!

الأدوار التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص هي أدوار غير حقيقية لا يعترف النظام بهذه الشخصيات ولا يضع لها وزناً لأنها إرتضت دوماً لعب هذا الدور الباهت، لذلك تأتي بهم متى ما شاءت أرادت ، فقد رأيتم كيف حشد النظام من يثق فيهم في حواره المزعوم تحت لافتة الخمسين شخصية قومية ولم يأتي بأحد من هؤلاء برغم من إن منهم أشخاص علقوا أحذية هذا النظام وتمرغوا في ترابهم وترابيهم، ولكن هيهات لا يعترفوا بهم ولا يحترموهم لا في الذين هم في صفوفهم النشطة ولا الفي الخاملة، لذلك خلقوا لهم هذه العجلة الملهاة لتدور في الطحن الدارش والإنتاج الفاسد.

وايضاً كان النظام يردد بأن الحركة الشعبية تستخدم أبناء المنطقتين ولا تتبنى قضاياهم في المفاوضات وأنها تتخذهم كمنصات للحرب وميدان للقتال وكيف أننا نكون منصة لتحقيق الحل لكل مشاكل السودان وإن رئيس وفد الحركة الشعبية ليس من المنطقتين وو ... الخ، ولكن قد صمتوا وبهتوا عندما طرحت الحركة الشعبية مطلب الحكم الذاتي للمنطقتين في طاولة التفاوض، كرؤية لها لحسم الصراع في المنطقتين فأصبحوا ينظرون الي بعض – نظرة المغشي عليه الموت – لم يعلق أحد منهم سلباً أو إيجاباً حينها، لأنهم كومبارس الا منير شيخ الدين، الذي سيحفظ له التاريخ هذا الموقف النبيل، وصمت الباقيين غير الحقيقين ينتظرون الإذن ممن إبتعثهم وولي نعمتهم، فاكتفى أضعف الإيمان منهم بالتلويح فرحاً لوفد الحركة الشعبية بما طرحه، الا إن النظام قام بإبعادهم من وفده المفاوض بعدها لأن دورهم قد إنتهى وخافوا أن ينط أحدهم الشوك (الحظيرة) مثلما حدث بل لأن القضية أُخذت في الأساس للتكتيك والمناورة وليس كقضية جوهرية .

المفاوضات هذه المرة ليست كفاوضات نيفاشا فهذه مسنودة بقرار من مجلس الامن الدولي 2046 والذي حدد طرفين هما الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فمن يجمعهم المؤتمر الوطني في اي منبر فهم لم ولن يكونوا في صالح الحركة الشعبية ولا يتوقع منهم تأييد موقفها التفاوضي، بل سيلتفون عنه والغرض يائس وهو إفراغ المطالب العادلة حول المنطقتين والقضايا القومية من جوهرها. فالنظام حشد هؤلاء ليفك بها عزلته والحصار المضروب عليه، ومهما تحدث الناس وإن صدقت نوايا بعضهم بأنهم يريدون مصلحة للمنطقة فعليهم أن يعلموا بأن كل شخص راكب قطار هذا الحوار للوصول به لمحطة محددة وسائق القطار هو البشير ووكلائه. فالحوار الذي أطلق مؤخراً باسم النوبة هو كما ذكرت إمتداد لسلسلة التخريب والتشويش التي إمتهنتها هذه المجموعات فكان أخرها مؤتمر أهل الملطشة والذي سمي زوراً بإسم أهل المصلحة في 2012م، فمثل هذه المؤتمرات لسنا في حاجة لها لأن الإثنية من أضعف الروابط بين البشرية في المجتمعات في العصر هذا، ولن تعد هي الرابط المتين بيننا بقدر ما يربطنا الآن هو البرنامج والرؤية والأهداف، فإثنية النوبة فيها حسين جبرالدار الذي كان يقود قوات الدعم السريع مع حميدتي لقتلنا في جبال النوبة وفيها محمد جرهام الذي كان مفتش عام الجيش وأحد مهندسي عمليات الصيف الحاسم وفيها احمد خميس احد قتلة النظام ومشرد أبناء جبال النوبة ومهندس التصفيات في الحربين الأولي والثانية وفيها محمد مركزو والطيب حسن بدوي وخميس كجو وعوض هجانة وفيها دنيال كودي وتابيتته التي رقصت أمام السفاح وروجت له ليترشح مجدداً ، وفيها أخيراً وليس آخراً من يتمايلون لإيقاعاتهم ناس الأقلية المزعجة، وأما الرؤية والبرنامج والأهداف جمعت بين القائد مالك عقار والقائد عبدالعزيز الحلو والقائد ياسر عرمان والقائد جقود والرفيق كرشوم ومن قبل جمعت بين الدكتور جون قرنق والقائد يوسف كوة فجعلتهم يقاتلون مع بعض جنباً الي جنب يواجهون كل الأخطار والمصاعب مع بعض يتألمون ويفرحون مع بعض، دلوني بربكم أي مصلحة وغاية وهدف يا صديق منصور تجمعني بالقائمة الأولي وتفرقني من القائمة الثانية؟؟؟؟ ومن قبل رفعت شعار" آمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " وتاريخك أيضا معروف في المنطقة عندما كنت في السلطة آخرها التسبب في خلق فتنة بين أهلنا المسيرية وأبوجنوك.

ففي طرحنا نرى إن القضايا والمصالح تقوم ونطرحها على أساس المواطنة وليس على أساس الأثنية، فالنوبة في المنطقة يشاركهم الحوازمة والمسيرية والبرقو والفلاتة وغيرهم من القبائل، وتربطهم مصالح مشتركة ومصير مشترك بل وبينهم تصاهر وتزاوج فيما بينهم فأي حقوق سواءاً كانت سياسية أو ثقافية أو إقتصادية او إجتماعية أو تنموية...ألخ من حقوق يريدها النوبة لأنفسهم ويجتمعون لها فيجب أن لاتكون في معزل عن هؤلاء وإقصاءهم من محافلها إذا ما كانت هذه حقيقة دعوة من أجل الحقوق لأنكم جميعاً مهمشين – وفي الهواء سوا - وألا فنعتبر هذه الدعوة ما هي الا تنفيذاً لسياسة فرق تسد التي يعزفها النظام ويستمد إستمراريته منها في ظل سياسته الرامية بعدم مخاطبة مشاكل المنطقة وتهربه من مناقشتها وحلولها.

فالنظام عمل جاهداً لدفع الحركة الشعبية للقبول بتسوية على أساس المنطقتين فقط، ولا شيء سيتفاوض معها في الإطار القومي والشامل، لأنها حركة تنطلق من الاقاليم فلا يمكن لها وهي غير مؤهلة لمناقشة القضايا القومية، حسب رؤيتهم الإستعلائية، بل يعتبرون هذا تطاولاً، فكيف للحركة الشعبية التي رفضت مناقشة القضايا على أساس المنطقتين فقط وتمسكت بموقفها ودافعت عنه وخلقت حوله إجماع داخلي وخارجي كيف لها أن تاتي لتناقش وتحاور هؤلاء في إطار الإثنية والذي يعتبر مفهوما أضيق من المناطقية !!!، وكيف لنا أن نستبعد وقوف النظام خلف هذه الدعوة وهي مواعينه وديدنه ماركته المسجلة باسمه.

فالنظام لا يستطيع الظهور بشجاعة هكذا بوجهه للإجابة على تسؤلات أهل السودان عموماً واهل المنطقتين خصوصا لمعالجة قضاياهم في ظل حركة الوعي التي انتظمت في البلاد الا بالتحايل والإستهبال والإستغفال عبر هذه الواجهات المصطنعة والشخصيات التي تتلهف في موائدها لتنفيذ مخططه الرامي للإلتفاف على المطالب العادلة وتسويفها ولكنه يخطئ بتكرار طرقه المعهودة وشخصياته القديمة فنقول له عفواً (Old dogs cannot learn new tricks) الكلاب العجوزة لا تتعلم حيلة جديدة.

ففي ختام مقالتي هذه ولأربطكم مع قصص الحيل والألاعيب أحكى لكم هذه القصة التي وردت في قصص الأدب الإفريقي وتحت عنوان " حقيبة نواميس الثعلب" فيحكى إن لبوة وثعلبة خرجا للصيد في مساء يوم بعد هطول الأمطار، إتفق الجميع بأن من يرى الفريسة في الأول فسوف تكون من نصيبه حتى ولو إصطاده الآخر، قدم هذا الإقتراح من الثعلبة لأنها تدري بأن قدراتها لا تسعفها أمام ملكة الغابة التي تتميز بالسرعة والمراوغة والقوة معا، المهم لم تكترث اللبوة لمقترح رفيقتها لأنها لا تشك في قدراتها البتة، تقدمتا قليلا يتمشون مع بعض فوقع عين اللبوة على غزال متوسط العمر ملئ القامة (ملتحم)، توقفتا في مشيتهما فقالت لرفيقتها الثعلبة: أنظري هناك، لم تستطيع الثعلبة أن تقول شئ لأنها إختارت أن تمشي بالقرب من اللبوة ومحازياً لها فحجبت عنها الإتجاه بقامتها التي تكبر عنها ، ولأن الغزال أصلا كان يقف عند إتجاه اللبوة، قالت اللبوة للثعلبة هيا بنا، فأسرعتا نحو الغزال واصطادته اللبوة بأول ضربة في عنقه، وقع الغزال في قبضة اللبوة وصحبتها الثعلبة، عادتا الي الحلة على الفور حيث يسكنا بالقرب من بعض، لم تكن الثعلبة مبسوطة لما حدث ولم تستطع أن تغير من الميثاق المتفق عليه فيما بينهما لخوفها من غضبة اللبوة، ولكنها لم تستسلم ابداً من خلق حيلة ماكرة للحصول على الفريسة من صاحبتها ورفيقتها، فالثعلبة بمكرها وتحايلها لم ترى الفريسة ولم تسبق اللبوة ولم تصطادها، ولكنها حبكت قصة سريعة بأنه تريد أن تسافر في نفس الليلة، أخبرت رفيقتها بذلك وقالت لها أن في سفرتها المفاجئة هذه تخشى على حقيبتها من الضياع حال غيابها من المنزل، فهي لا تثق في أطفالها الذين يحبون المشي والحوامة ويتركون المنزل عرضة للسارقين، طلبت من اللبوة أن تحتفظ لها بحقيبتها والتي تحوى أسراراً لأسرتها ونواميسهم المتوارثة ولمدة يوم واحد فقط أو قل ساعات لانه ستعود في الصباح الباكر، وسترسل أحد أبناءها لأخذها منها، طلبت من اللبوة أن تضع حقيبة النواميس هذه في مكان آمن للغاية في بيتها، لم ترفض اللبوة هذا الطلب وإعتبرته شئ بسيط وأقل ما يمكن أن تقدمه لجارتها الثعلبة، أسرعت الثعلبة الي منزلها وأخبرت أكبر أبناءها وطلبت منه أن يضعها في الحقيبة هذه ويغلقه في الداخل ويفتح منها مكان محدد ليساعدها في التنفس والخروج في أي وقت، ويأخذها الي بيت الأسد واللبوة ويضعها بالقرب من الدبنقا (اناء فخارى يستخدم لتخزين المحصولات).

في الإتجاه الأخر وصلت اللبوة المنزل وقطعت فريستها الي شرموط (لحم منشف) وتبلتها بالملح ليسهل لها تخزينه لأطول مدة، ووضعتها بالقرب من الدبنقا، حذرت الثعلبة إبنها بالمكان المحدد لوضع الحقيبة والمواعيد التي سيأخذها في الصباح الباكر الي البيت، ووعدته بشيه من لحم الغزال في الصباح الباكر، إلتزم الإبن بتوجيهات والدته وعشمه في لحم الغزال فأخذها في الي المكان المحدد، وردد لللبوة بأن هذه هي حقيبة النواميس التي إتفقتم عنها مع أمي، فدخل ووضعها في المكان حسب الوصية، في منتصف الليل خرجت الثعلبة وأكلت نصف اللحم المشرمط وأخذت النصف الباقي معها في الحقيبة، عاد إبن الثعلب في الصباح الباكر وأخذ الشنطة وقال للبوة بأن أمي قد عادت الي المنزل. في ذلكم اليوم قضت أسرت الثعلبة كل النهار في البيت يشون لحم الغزال ويستمعون الي أمهم وعن قصصها وحيلها في الحياة.

في الصباح فقدت اللبوة اللحم في الدبنقا وتضجر كل من في المنزل عن ما حدث، وهم يعرفون جميعاً بأن لا أحد يساور نفسه بأن ياتي في الليل ليسرق من منزل الملك، عرفت اللبوة من خلال أثر الأرجل بأن ذلك للثعلبة التي كانت متواجة في تلكم الحقيبة، وأكدت لها أحد القطط بأن الثعلبة عملت وليمة لبناءها من لحم الغزال وهي لم تصطاده يوم أمس، لم تظهر اللبوة غضبها عن ماحدث فأعلنت للجميع بأنها ذاهبة للصيد في نفس اليوم، وعادت بعد لحظات تحمل غزال أكبر من غزال أمس، وعملته شرموط ووضعته في الدبنقا مجدداً، قررت الثعلبة الإحتيال بنفس طريقة أمس فذهبت في زيارة للبوة وكررت نفس قصة السفر وقالت بأن لديها أشياء لم تستطع إنجازها في سفرة أمس وتريد أن تعود اليوم وطلبت منها الإحتفاظ بالحقيبة وشكرتها على ذلك، لم تظهر اللبوة أي ممانعة ووافقت على الفور لحديث الثعلبة.

في بداية الليل جاء الإبن بنفس حقيبة النواميس ووضعها في الدبنقا بنفس طريقة أمس وعاد يحدث نفسه بوليمة لحم الغزال في صباح الغد، في منتصف الليل طلبت اللبوة من أحد أبناءها أن ياتي لها بحقيبة النواميس هذه بالقرب منها، وذلك بعد وضعت سلك المنصاص المعدني في النار فحمي حتى أحمر لونه، بدأت في ثقب الشنطة بسلك المنصاص المحمي في النار في إتجاه الخلف حيث دبر الثعلبة، كررت العملية مرة ومرتين وسط ذهول أبناءها وملك الغابة عن مايدور، تألمت الثعلبة في الداخل وتحرقت دبرها بالكامل وعرفت بأن حيلتها قد اكتشفت هذه المرة فخرجت هاربة نحو منزلها تبكي مما حدث لها من شوا في دبرها، وأصبحت تتذكره في كل وقت بدت فيه الغزلان على الافق.... فسلك المنصاص محمى عندنا هذه المرة وغزالنا موجود.

دبنقا

جرح (8) من طلاب دارفور في هجوم بالرصاص بالجامعة الأهلية


جرح ثمانية من طلاب  دارفور بجامعة أمدرمان الأهلية في إطلاق نار من قبل طلاب المؤتمر الوطني المسنودين بالأجهزة الأمنية على ركن نقاش أقامه الطلاب المنتمون لحركة تحرير السودان مناوي بالجامعة يوم الخميس. 

واعتقلت الأجهزة الأمنية عددا من الطلاب من بينهم الطالبة جهينة حاتم واقتيادها إلى موقف شندي وأطلق سراحها في وقت متأخر جدا من ليلة الخميس وتم إنزالها في السوق العربي ليلا وبصورة مهينة.

ونقل الجرحى بعضهم يعاني من جروح خطيرة واخرى متوسطة إلى المستشفى  ومنها إلى المنازل وسط  مطاردات أمنية، والجرحى هم محمد فضل أزيرق، معتصم علي عبدالله، محمد الزين محمد، موسي ضوء البيت، عمار ابكر يونس، سليمان يعقوب سليمان، بدوي اسحق بدوي، وصالج ابراهيم.

 وفي ذات الموضوع أدانت روابط طلاب دارفور بالجامعات  والروابط الطلابية الإقليمية هجوم  طلاب المؤتمر الوطني المسنودين بجهاز الأمن على منبر خطابي بالجامعة الأهلية واستخدامهم للذخيرة الحية ما أدى لسقوط  طلاب جرحى. 

وطالب ناشط طلابي البشير بتقديم استقالته وتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية باعتبار أن ذهاب البشير ومؤتمره الوطني من السلطة هو خلاص للسودان وشعبه. وقال الناشط الطلابي لـ”راديو دبنقا” إن ماحدثلطلاب جامعة أمدرمان الأهلية لن يزيد الطلاب إلا صمودا ومزيدا من المخاطبات  حتى إسقاط النظام في الخرطوم.

دبنقا

(اليونسيف) : أكثر من ثلاثة ملايين طفل خارج المدارس في السودان


أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) ان أكثر من 13 مليون طفل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، خارج المدارس بسبب النزاعات التي تعم المنطقة، بينهم أكثر من ثلاثة ملايين طفل سوداني.
وسلّط تقرير حديث نشرته (اليونسيف) الضوء على مدى تأثير العنف على أطفال المدارس وأجهزة التعليم في تسع بلدان، متأثرة بالعنف سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، هي سوريا، والعراق، ولبنان، والأردن، وتركيا ، واليمن، وليبيا، والسودان،  فلسطين.
 وأبان التقرير، الذي اطلعت عليه (الطريق)، أن  قرابة الأربعة عقود من الحرب فى السودان تسببت فى حرمان أكثر من ثلاثة ملايين طفل من الإلتحاق بالمدرسة. وكان النزاع عاملا رئيسيا فى الدفع بالفتيان والفتيات خارج الفصول الدراسية فى دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان .
وإستضاف السودان نحو 50 ألف طفل لاجئ من جنوب السودان، فروامن العنف  الدائر فى بلادهم  منذ ديسمبر 2013 . ولا يتلقى سوى الثلث من هؤلاء الأطفال اللاجئين، ممن هم فى سن الدراسة، أى نوع من التعليم – طبقاً للتقرير.
ووفقا لتقرير “التعليم في خط النار”، الذي نشرته اليونسيف، يوم الخميس، ” تعد الهجمات التي تشن على المدارس والبنية التحتية التعليمية، والمتعمدة في بعض الأحيان، إحدى الأسباب الرئيسية التي تحول دون التحاق الكثير من الأطفال بالمدرسة فى أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
و”من العوامل المؤثرة الأخرى التي تدفع آلاف المعلمين إلى التخلي عن وظائفهم أو عزوف الآباء عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة الخوف مما قد يحدث في الطريق الى المدرسة أو في المدرسة نفسها”- بحسب بالتقرير.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بيتر سلامة،  “يمس التأثير المدمر للنزاع بالأطفال في جميع أنحاء المنطقة”. وأضاف، ” لم تقتصر الأضرار على الأضرارالمادية في البنية التحتية للمدرسة فحسب، بل امتدت لتشمل جيل كاملٍ من أطفال المدارس يشعرون بالاحباط بينما يشهددون تحطم آمالهم وطموحاتهم المستقبلية”.
والقى التقرير الضوء على مجموعة من المبادرات في هذا الصدد بما في ذلك استخدام التعلم الذاتي وتوسيع مساحات وأماكن التعليم التي تساعد الأطفال على التعلم حتى في أكثر الظروف قساوة،ً ولكنه يشير في الوقت ذاته إلى عدم تلقي التعليم التمويل الكافي من الجهات المانحة، بالرغم من أن الأطفال والآباء والأمهات العالقين في النزاعات يعتبرون التعليم أولوية رئيسية.
وبحسب التقرير، أطلقت اليونيسف  وشركائها عام 2013  مبادرة “لا لضياع جيل”املاً في حشد المزيد من الدعم الدولي لاحتياجات التعليم وحماية الأطفال المتأثرين بالأزمة السورية وهي مبادرة  تستحق المزيد من الدعم.
ودعت (اليونسيف) المجتمع الدولي والحكومات المضيفة وصنّاع السياسات والقطاع الخاص والشركاء الآخرين إلى العمل على خفض عدد الأطفال خارج المدرسة، من خلال توسيع خدمات التعليم غير الرسمي خاصةً  للأطفال الأكثر هشاشةً وعرضة للخطر، بجانب “تقديم المزيد من الدعم لأجهزة التعليم الوطنية في البلدان المتأثرة بالنزاع والمجتمعات المضيفة من اجل توسيع مساحات وأماكن التعلم وتوظيف وتدريب المعلمين وتوفير المواد التعليمية”، بجانب “حشد الجهود من اجل الاعتراف وتقديم الشهادات للتعليم غير الرسمي، خاصة في الدول المتأثرة من الأزمة السورية”.
الخرطوم – الطريق

قوة من (الدعم السريع) تغلق شارعاً رئيسياً وتنهب مواطنين شمالي الخرطوم


سيطرت قوة من “الدعم السريع” المعروفة شعبيا بالجنجويد، اليوم السبت، على طريق رئيس شمالي العاصمة السودانية، وباشرت عمليات توقيف للسيارات ونهب ممتلكات ركابها.
وقال شهود لـ(الطريق)، ان عدد كبير من الجنود المسلحين انتشروا في وقت مبكر من صباح اليوم على شارع (عطبرة- الخرطوم) بالقرب من منطقة الجيلي واغلقوه امام حركة المرور وباشروا عمليات نهب واسعة للمواطنين بعد توقيف السيارات.
كما اغلقت قوة اخرى من ذات المجموعة، مدخل مصفاة الخرطوم بضاحية الجيلي ومنعت دخول وخروج الموظفين.
وطبقا للشهود، لم يعرف الغرض من اقدام هذه القوة على إغلاق الشارع الرئيس وممارسة عمليات النهب لركاب السيارات الصغيرة والبصات السفرية. فيما لم تصدر السلطات بيانا بالحادثة.
ونقل مواطنون لـ(الطريق)، انه مرت ساعات على اغلاق الطريق ولم تتحرك اي قوة عسكرية او شرطية اخرى للحد من عمليات النهب وتعطيل حركة المرور امام السيارات.
وتحولت قوات “الدعم السريع” الى قوة نظامية بموجب تعديلات اجرتها الحكومة السودانية على الدستور السوداني يناير الماضي. وتخضع هذه القوات – التي قوامها في الاصل مليشيات كانت تقاتل مع الحكومة بدارفور ومعروفة شعبيا باسم “الجنجويد” -إداريا الى جهاز الامن والمخابرات.
واقدمت هذه القوات في ديسمبر الماضي، على اغلاق شارع الخرطوم- عطبرة بعد ان قدمو اليه راجلين من معسكرهم القريب إحتجاجا على تأخر صرف راتب شهر وعدم استلام بطاقات علاجية.
وأصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، محمد عطا المولى، مايو 2014، قرارا بانتشار قوة قوامها ثلاثة لواءات من قوات “الدعم السريع” حول العاصمة السودانية الخرطوم لحمايتها، على أن تبقى تلك القوات في حالة استعداد تام وتأهب قصوى.
الخرطوم- الطريق

العراق والسودان الأكثر فساداً عربياً والخليج الأقل


لم تنج سوى دول محدودة في المنطقة العربية من الفساد الذي ينخر في اقتصاد العديد من البلدان التي تشابهت إلى حد كبير في تركز هذا الفساد في الصفقات والتعاقدات الحكومية التي وصلت في دولة مثل العراق إلى إبرام صفقات وهمية بعشرات مليارات الدولارات على مدار السنوات الماضية من قبل مسؤولين حكوميين، لم تجد الرقابة طريقاً إليهم رغم تعدد التقارير والبلاغات. وكانت منظمة الشفافية الدولية، قد أعلنت أن 5 دول عربية تذيلت قائمة مؤشر عالمي يتعلق بمكافحة الفساد أكثرها حدة العراق والسودان وليبيا واليمن وسورية، بينما لم تكن أغلب الدول العربية في موقف النزاهة رغم ابتعادها عن الترتيب المتأخر، في حين كانت دول الخليج العربي الأكثر تقدماً في مكافحة الفساد وفق المؤشر. وبحسب تقرير للمنظمة الدولية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً في مكافحة الفساد بينما حلت في المركز 25 عالمياً من إجمالي 175 دولة، وجاءت قطر في المركز الثاني عربياً والـ 26 عالمياً. وكان الترتيب الثالث عربياً لكل من البحرين والأردن والمملكة العربية السعودية، حيث اشتركوا جميعاً في المركز 55 عالمياً، ثم سلطنة عمان والكويت في المركزين الرابع والخامس عربياً والمركزين 64 و67 عالمياً. ثم بعد ذلك تونس والمغرب ومصر والجزائر في المراكز 79 و80 و94 و100 على التوالي. "مصر تخسر أكثر من 6 مليارات دولار سنوياً بسبب الفساد الحكومي والأنشطة المالية غير المشروعة" وفي المراكز الأخيرة عربياً وعالمياً جاءت سورية في المركز 159، واليمن 161، وليبيا 166، والعراق 170، والسودان 173، ثم الصومال 174. مأزق عراقي وساهم الفساد الحكومي المتمثل في الصفقات والتعاقدات، في إدخال الاقتصاد العراقي في مأزق كبير، ليتزامن ذلك مع الضغوط الحادة التي تسبب فيها تهاوي أسعار النفط بأكثر من 50% عالمياً ما قلص من إيرادات هذا البلد، كذلك من ارتفاع كلفة الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش في مناطق واسعة من شمال وغرب البلاد. وبحسب تقارير رسمية "ينخر الفساد المؤسسات الحكومية في العراق منذ عام 2003، ليطاول تعاقدات وصفقات وزارتي الدفاع والداخلية بشكل خاص، فضلاً عن ملفات الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها من الوزارات والمؤسسات". وبحسب خبراء وبرلمانيين، فإن الحكومة الحالية في العراق فشلت في مواجهة الفساد، الذي كبد البلاد خسائر بأكثر من 100 مليار دولار خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على مدار 8 أعوام حتى منتصف 2014، تم توجيهها لمشاريع أقرّتها الحكومة وتبين أنها وهمية، وفق لجنة النزاهة العراقية.اقرأ أيضاً: الفساد ينخر مؤسسات السودان وقال الباحث العراقي في الشؤون التجارية، مضر الوائلي، لـ "العربي الجديد"، إن هناك سياسيين يتخفّون خلف وسطاء ومساعدين لتمرير الصفقات الفاسدة ليكونوا بعيدين عن الشبهات". ومن بين التحقيقات التي أجرتها الحكومة العراقية الحالية، ما كشفت عنه مصادر عراقية رفيعة، في ديوان الرقابة المالية في مايو/أيار الماضي، عن إجراء الحكومة تحقيقات موسعة للتوصل إلى مصير أكثر من ملياري دولار اختفت من الموازنة العراقية وتحديداً من حسابات مجلس الوزراء في الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013 إلى 8 يوليو/تموز عام 2014 وخلال فترة رئاسة نوري المالكي للحكومة. ولم تقتصر اتهامات الفساد على حكومة المالكي السابقة، إنما امتدت إلى حكومة حيدر العبادي الحالية، التي تواجه اتهامات بإهدار المال العام في إبرام صفقات لشراء الأسلحة من روسيا، تقول تقارير برلمانية إن بعضها لم يكن ضرورياً. انفلات في ليبيا ولم يكن الوضع أفضل حالاً في ليبيا، التي انتهجت الحكومات المُتعاقبة فيها خلال السنوات الأربع الماضية، سياسات مالية منفلتة دون ضوابط في الإنفاق، وفق تقارير رقابية، ما تسبب في هدر مليارات الدولارات دون تنمية في البلاد. وبينما يصعب حصر إجمالي خسائر الفساد في ليبيا، التي تعاني تردياً اقتصادياً بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية، إلا أن تقارير رقابية تخرج بين الحين والآخر تشير إلى وجود هدر مالي كبير في قطاعات عدة بالبلاد الغنية بالنفط. وذكر ديوان المحاسبة الليبي، أعلى هيئة رقابية في البلاد مؤخراً، أن حجم إنفاق الحكومات المتعاقبة على مدى السنوات الثلاث الماضية، والتي أعقبت ثورة 17 فبراير/ شباط 2011، بلغ نحو 158 مليار دينار (121.5 مليار دولار)، موضحاً أن الإنفاق الحكومي اتسم خلال الأعوام السابقة بالإسراف والهدر. "الحكومة الحالية في العراق فشلت في مواجهة الفساد، الذي كبد البلاد خسائر بأكثر من 100 مليار دولار " وفي تصريح لـ "العربي الجديد"، قال محسن دريحة، مدير عام محفظة "ليبيا أفريقيا" للاستثمار، وهي مملوكة للمؤسسة الليبية للاستثمار والتي تدير الغالبية من مجنب دخل النفط في ليبيا لـ"العربي الجديد"، إن أصول المحفظة كانت تبلغ 5 مليارات دولار قبل الثورة، بينما تصل الآن إلى 3.5 مليارات دولار، وهو ما يعني ضياع 1.5 مليار دولار خلال 4 سنوات، بسبب سوء الإدارة والفساد المالي، بينما تشير التقارير الرقابية إلى أن الفساد والإهدار المالي لم يقتصرا على قطاع الاستثمارات وإنما يشملان قطاعات أخرى منها الصحة والتعليم والإسكان. مواجهة في تونس وفي تونس تشير تقارير حكومية، حول الجرائم المالية وغسيل الأموال، إلى أن الفساد يضرب 20% من قيمة العقود الحكومية، لافتة إلى أن نسبة الفساد في هذه العقود تمثل 4% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي، أي في حدود 4 مليارات دولار. وتحاول الحكومات التونسية المتعاقبة، ما بعد ثورة 2011 ، السيطرة على نزيف الفساد في العقود الحكومية، بعد أن أثبتت الملفات، التي تم كشفها بعد سقوط نظام المخلوع، عن اختلاسات كبيرة قام بها المتنفذون في النظام السابق.اقرأ أيضاً: يد الفساد والاهمال تقطع الكهرباء عن 9 دول عربية وصادقت حكومة المهدي جمعة في مارس/آذار 2014 على قانون جديد للعقود الحكومية، يهدف إلى تدعيم دور الصفقات العمومية في تحقيق الأهداف التنموية، وتسريع إنجاز المشاريع العمومية من ناحية، وإلى تكريس قواعد الحوكمة الرشيدة وخاصة المتعلقة منها بالشفافية والنزاهة. مليارات سنوية بمصر وبينما حصلت مصر على مركز متقدم في مواجهة الفساد وفق مؤشر منظمة الشفافية الدولية، خاصة خلال السنوات التي أعقبت ثورة يناير/كانون الثاني 2011، إلا أن تقريراً لمؤسسة النزاهة المالية العالمية "غلوبال فاينانشال إنتغريتي" يشير إلى أن مصر تخسر أكثر من 6 مليارات دولار سنوياً بسبب الفساد الحكومي والأنشطة المالية غير المشروعة. عطاءات الأردن وتعد العطاءات الحكومية في الأردن، أحد أشكال الفساد المالي والإداري، فيما تشكل هذه العطاءات نسبة كبيرة من إجمالي الإنفاق العام سنوياً، الذي يذهب غالبيته لمشاريع بنى تحتية وأساسية في قطاعات مختلفة، يصل إجماليه إلى نحو 700 مليون دولار. وقال مصطفى الرواشدة، رئيس لجنة النزاهة وتقصي الحقائق في البرلمان الأردني، لـ "العربي الجديد"، إن هناك حالات فساد في العطاءات الحكومية، ولكن لا يُعرف بشكل واضح عددها وقيمتها. وأشار إلى أنه سيتم إجراء تعديل تشريعي على قانون العطاءات العامة، بهدف ضبط العطاءات والحد من حالات الفساد فيها، مشدداً على أنه سيتم متابعة ملف العطاءات الحكومية باستمرار للحد من حالات الفساد والتلاعب التي تحدث. إنفاق سعودي ضخم وبينما جاءت الدول الخليجية مجتمعة في مراكز متقدمة في مؤشر محاربة الفساد، إلا أن تعثر المشروعات الحكومية في المملكة العربية السعودية يعد مؤرقاً للجهات الرقابية في المملكة التي تتسم بحجم إنفاق ضخم سنوياً. "تعثر المشروعات الحكومية في المملكة العربية السعودية يعد مؤرقاً للجهات الرقابية في المملكة التي تتسم بحجم إنفاق ضخم سنوياً" ويستحوذ الإنفاق الخاص بالمشروعات على نحو 38.5% من الميزانية العامة للدولة، حيث تقدر النفقات في موازنة العام الحالي 2015 بنحو 860 مليار ريال (229.3 مليار دولار). وتشير تقديرات إلى أن عدد المشاريع الحكومية المتعثرة يبلغ نحو 672 مشروعاً، بقيمة إجمالية تفوق تريليون ريال (267 مليار دولار). وبحسب وزارة الشؤون البلدية والقروية، فإن ما يقارب 85% من إدارات المشاريع الحكومية تجاوزوا المدة الزمنية المخطط لها لتنفيذ مشروعاتهم، مشيرة إلى تعثر نحو 64.2% من المشاريع الحكومية في مرحلتي التنفيذ والإنشاء، بينما تقل نسبة التعثر في تخطيط المشروع إلى نحو 23.8%، في حين يشكل نقص الموارد البشرية ما يقارب 55.7%. وقال نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) عبد الله العبد القادر، إن: "المؤشرات الأولية للهيئة أظهرت أن التخطيط والتصميم والإشراف والتنفيذ في المشاريع الحكومية يعتريه الإهمال والتجاوزات والمخالفات وسوء التنفيذ". بحسب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، خالد بن عبد المحسن المحيسن لـ "العربي الجديد"، فإن الهيئة رصدت المئات من المشاريع المتأخرة والمتعثرة، بسبب وجود شبهة للفساد والمحسوبية. (شارك في الملف: خالد الشايع، زيد الدبيسة، فرح سليم، أحمد الخميسي) 
العربي الجديد

تضارب أسباب استقالة معتمد بحري الجديد



الخرطوم: التيار
تضاربت الأنباء بشأن استقالة معتمد بحري الجديد الصادق محمد علي في وقت نقلت فيه مصادر تلقي أمانة حكومة ولاية الخرطوم إخطاراً رسمياً.
في وقت رشحت فيه معلومات عن دواعٍ صحية وراء استقالة المعتمد من منصبه واستبعدت مصادر أخرى لصيقة أن يكون السبب ذلك، وقالت إن الصادق يتمتع بصحة جيدة كما أنه من الشباب الذين دفعت بهم حكومة الإنقاذ خلال السنوات الماضية. وأضافت ذات المصادر أن المعتمد آثر على نفسه تولي المهمة لترك الفرصة لدماء جديدة يمكن أن تعطي الكثير كما أنه أظهر زهدًا في تقلد المنصب.
في سياق آخر توقعت مصادر صدور قرار من والي الخرطوم الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين بتعيين معتمد الخرطوم الأسبق اللواء عمر نمر معتمدًا لمحلية بحري عقب النجاحات التي حققها في الخرطوم والذي يقود الآن المجلس الأعلى للبيئة بالخرطوم.
وآخر منصب تولاه الصادق وزيرًا للتخطيط العمراني بولاية الجزيرة كما أسس في بواكير الإنقاد منظمة الطلاب الوافدين في العام 1994كما تقلد عددًا من المناصب التنظيمية في حزب المؤتمر الوطني