الاثنين، 5 أكتوبر 2015


قادة الحركات السودانية يبلغون الرئيس التشادي التمسك بإشتراطات تسبق دخول الحوار الوطني



رفضت الثلاث حركات الرئيسية التي تقاتل الحكومة السودانية في إقليم دارفور، وساطة الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي سعى لإقناعها بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع انطلاقه في الخرطوم، الأسبوع المقبل، وتمسكت باشتراطات بضرورة خلق الظروف الملائمة قبل الانضمام للحوار بالداخل. واجتمع الرئيس التشادي، السبت، في العاصمة الفرنسية باريس، إلى كل من رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم وزعيمي حركتي تحرير السودان مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، ناقلا تعهدات الحكومة السودانية بضمان سلامة قادة الحركات المسلحة حال مشاركتهم في مؤتمر الحوار المقرر بالعاشر من أكتوبر الجاري.
وطلب السودان رسميا عون تشاد، للتدخل، والسعي لإقناع الحركات المتمردة في دارفور، بقبول مبادرة الحوار الوطني ولوثيقة سلام الدوحة، وتسلم الرئيس التشادي إدريس ديبي، الأسبوع الماضي، رسالتين من نظيره عمر البشير نقلها مساعد الرئيس الذي حط في نجامينا لساعات بمعية ممثلين لآلية الحوار الوطني.
وقال مساعد الرئيس إبراهيم محمود حامد، في تصريحات أعقبت اجتماعه إلى الرئيس التشادي، في نجامينا الأربعاء الماضي، إن "السودان يسعى الآن لعون الرئيس ديبي في إقناع بقية الحركات للانضمام لركب السلام خاصة لوثيقة الدوحة للسلام في دارفور والانضمام للحوار الوطني".
وقال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم لـ"سودان تربيون" في باريس، الأحد، أن الرئيس التشادي وصل باريس حاملا رسالة محددة لخصها في أن يغادر قادة الحركات إلى الخرطوم للمشاركة في الحوار الوطني، وإسماع صوتهم من الداخل ، وأكد ديبي حسب جبريل، أن الحكومة تعهدت بتوفير كل ضمانات الحماية للقادة وأن أمام الجميع فرصة مواتية لا يجب إهدارها باعتبار أن الحلول لا تأتي "دفعة واحدة".
وأفاد رئيس حركة العدل والمساواة أنهم نقلوا الى الرئيس التشادي بأنهم جزء من المعارضة السودانية وأن لديهم التزامات ومواثيق دولية وإقليمية لايمكن التخلي عنها، وأشار لتأكيدهم رغبتهم في التوصل الى سلام شامل لكن بعد وضع أساس صحيح يمكن البناء عليه.
من جانبه اوضح رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي لـ "سودان تربيون" أن ديبي طلب من قادة الحركات الإنضمام للحوار الوطني داخل السودان، وأنهم نقلوا اليه متطلبات إكمال الخطوة بضرورة وقف الحرب واشاعة الحريات والافراج عن المعتقلين وعقد الملتقى التحضيري في مقر الاتحاد الأفريقي باديس ابابا.
وأضاف مناوي "طلبنا من ادريس ديبي دعم هذه المطالب وان يكون لتشاد دور في أن تدفع باتجاه تحقيق تلك المتطلبات، خاصة وان نجامينا تتأثر بأزمة دارفور وتأوي ألاف اللاجئين من دارفور".
وأفاد مناوي أن ديبي اظهر التزاما بمواصلة الجهود وصولا الى تسوية وسلام شامل في السودان.
وقال بيان مشترك صادر عن القادة الثلاثة، أن كل من مناوي وجبريل أكدا رغبتهما في السلام باعتباره الخيار الأفضل والأقل تكلفة لتحقيق الأهداف، كما أبديا استعدادا للمشاركة في الحوار الوطني حال توفرت فيه الترتيبات والشروط الواردة في خارطة طريق الجبهة الثورية السودانية الصادرة في سبتمبر 2015 والمتسقة مع وثائق ومطالب قوى "نداء السودان" وسائر قوى المعارضة السودانية.
وتتمثل المطالب والاشتراطات في وقف الحرب بغرض توفير الأمن للمواطنين وتوصيل الإغاثة للمحتاجين وتهيئة المناخ لمحادثات السلام والحوار، وتوفير الحريات الأساسية، وعقد المؤتمر التحضيري وفق قراري مجلس السلم والأمن الإفريقي رقم 539 و456 للاتفاق على أسس و قواعد وضوابط و إجراءات وضمانات الحوار ومخرجاته.
وطبقا للبيان فإن الرئيس التشادي ذكّر الحضور بالمعاناة المستطيلة التي يعيشها الأهل في معسكرات النزوح واللجوء وفي دارفور عموماً، و دعا قادة الحركات الثلاث إلى الجنوح للسلام و العمل على اغتنام فرصة الحوار الوطني و المشاركة فيه "لأن الحلول العسكرية غير ممكنة للقضية السودانية."
من جهته أكد رئيس حركة/ جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور أن السلام العادل والمستدام لا يمكن أن يتحقق إلا إذا توفر الأمن للمواطن على الأرض أولا وتم تبني خارطة الطريق المطروحة من حركته التي تنص بأن توفر الحكومة من جانبها البيئة المواتية للسلام بوقف الإبادة والقتل والتشريد والاغتصاب، ونزع سلاح الجنجويد وطرد المستوطنين الجدد من أراضي وحواكير النازحين واللاجئين وتوفير الحريات الفردية والجماعية قبل الشروع في أي عملية سلمية.
يذكر ان الحكومة السودانية كانت أعلنت رفضها لقيام المؤتمر التحضيري الجامع مثل ما هو منصوص عليه في خارطة الطريق المطروحة من الاتحاد الافريقي وقالت انها على استعداد فقط لمقابلة الحركات لمناقشة شروط عودتها للمشاركة في الحوار الوطني داخل البلاد، كما أعلن الرئيس عمر البشير عن عفو يشمل كل قادة الحركات اللذين يقبلون بالمشاركة في مبادرته الخاصة بالحوار.
سودان تربيون

حاتم السر يشكك في نجاح مبادرة الحوار الوطني ويكشف عن خلافات مع الحزب الحاكم



أنهى القيادي ذائع الصيت بالحزب الإتحادي الديموقراطي، المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية في السودان، حاتم السرعلي، حالة العزلة التي إختارها لأكثر من عام ، معلنا تأييد حزبه الدعوات لعقد حوار وطني جامع لايستثني أحدا، وشكك في نجاح مبادرة الحوار الوطني الحالية ووصفها بالمعيبة، وبرأ الحزب من المشاركة في ترتيباتها، مراهنا على ان الاصرار عليها بشكلها الراهن سيعيد انتاج الازمة. وشدد السر على ضرورة وجود الحركات المسلحة والأحزاب المعارضة في مبادرة الحوار، كاشفا عن حزمة خلافات بين الاتحادي، والمؤتمر الوطني حول كيفية ونوعية الحل المطلوب للأزمة السودانية.
وقال حاتم السرلـ"سودان تربيون" أن حزبه مستعد للمساعدة في انجاح عملية الحوار الوطنى الشامل المفضي لحل الازمة السودانية ولكن في اطار مختلف عن ما يجرى حاليا.
وفسر بقوله " لابد من توفر ارادة صادقة لتحقيق الوفاق الوطنى، وان يكون هناك استعداد من جانب الحكومة لدفع استحقاق الوفاق، واستعداد لتهيئة مناخ الحوار، بالجدية وليس المظاهر الاحتفائية، وايكال الأمر لافراد وجهات بلا طعم ولا لون ولا رائحة"
وفي لقاء نظمته قيادات وكوادر الحزب بالقاهرة ، قال حاتم السر أن الاتحادي ملتزم بمبادرة الميرغني للحوار بمشاركة القوى السياسية السودانية كافة بلا استثناء لطرف، وبلا هيمنة من جهة، لبحث كل القضايا بلا تحفظات او سقوفات وصولا الى إجماع ينهي الأزمة السودانية.
وقطع حاتم بعدم وجود اي خلاف مبدئي بين اهل السودان بان الحوار الوطنى الشامل هو المدخل الطبيعي لمعالجة ازمات البلاد ، لكنه كشف عن ان الاتحادى "مختلف مع المؤتمر الوطنى في نوعية الحل وكيفية الوصول اليه."
وفصل القيادي الاتحادي مظاهر الخلاف بالقول "حزبنا مع الحوار الشامل بمشاركة الكافة والمؤتمر الوطنى هو صاحب نظرية الحوار بمن حضر، حزبنا مع بناء شراكة مع المجتمع الدولى وفتح خطوط تواصل معه ودعوته لمراقبة الحوار، والمؤتمر الوطنى مع استمرار القطيعة مع المجتمع الدولي واستفزازه، حزبنا مع التغيير الشامل والمؤتمر الوطنى مع الترقيع."
وطالب السر بضرورة ان تتسع دائرة الحوار لتشمل الاطراف كافة وان تتمدد الأجندة لتشمل كل القضايا .
واضاف " اصرار المؤتمر الوطنى علي اجراء الحوار بهذه الطريقة المعيبة سيعرقل عملية الحوار ويعيد الامور الي نقطة الصفر ولن يجعل من المؤتمر المزمع انعقاده مخرجا للبلاد من ازماتها بل سيكون مدخلا لاعادة انتاج الازمة من جديد."
ودعا السر الي التقليل من سقف التوقعات لمخرجات المؤتمر المرتقب في العاشر من اكتوبر، مراهنا علي حتمية فشله في الوصول الي تحقيق اجماع وطنى شامل بسبب ما اطلق عليه " الظروف غير الناضجة المصاحبة لانعقاده وفي مقدمتها الفشل في ضمان مشاركة اهل الوجعة الحقيقيين وشحن المؤتمر بعناصر وتنظيمات معظمها موالية للحزب الحاكم ".
وتابع" المؤتمر سيكون اخضر اللون – في اشارة الى شعار الحزب الحاكم- وهو ما يفقده المصداقية لدى الشعب السوداني."
وشدد على أن اي حوار في غياب اللاعبين الاساسيين - في اشارة للحركات المسلحة والاحزاب المعارضة- سيكون مصيره الفشل الذريع وطالب باهمية ان تكون الحركات المسلحة جزءا من الحل وتساءل كيف يتم ايقاف الحرب ومعالجة قضايا مناطق النزاع المسلح في غياب الحركات التى ترفع السلاح؟؟
واعاب حاتم علي الحكومة حرصها الشديد علي ارسال وفودها لكل العواصم لتقديم الدعوة لضمان مشاركة الضيوف في الوقت الذي اهملت فيه عن عمد تكثيف الاتصالات لضمان مشاركة اطراف النزاع خاصة تلك التى ترفع السلاح في وجه النظام.
ولفت السر الي ان الحكومة ارتكبت خطا سياسيا فادحا بسعيها لاستقطاب افراد منشقين عن الحركات المسلحة عوضا عن بذل الجهود لضمان مشاركة الحركات الاصلية.
واعلن السر براءة الاتحادى الديمقراطى من المشاركة في الاعداد لمؤتمر الحوار الوطنى ، ووصفه بانه لا يستحق هذه التسمية علي حد قوله مشيرا الي ان ابجديات الحوار تتطلب وجود راي وراي اخر، كما ان الحوار لا يكون الا بين اطراف متنازعة "الامر الذي لا يتوفر في مؤتمر العاشر من اكتوبر حتي هذه اللحظة."
وقال السر:" نحن اول حزب سوداني في محاولة منه لتدارك المخاطر المحدقة بالسودان يطلق مبادرة متكاملة للوفاق الوطنى الشامل حظيت بقبول معظم القوى السياسية السودانية بما فيها فصائل الجبهة الثورية وبترحيب المجتمع الدولي والاقليمى ولكنها اجهضت بسلوك عقلية الاستكبار والتفرد والهيمنة المتحكمة في امور البلاد."
وحذر بشدة من التشكيك في مواقف الحزب الاتحادي، بشان الحوار الوطنى ،قاطعا باستحالة المزايدة علي مواقفه الوطنيه سيما بعد تبنيه الأزلي لمبادرة الوفاق الوطني الشامل.
واكد السر وقوف حزبهم مع مطالب الشعب السودانى في الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان ومعالجة القضايا الحياتية والمعيشية الملحة للمواطن السودانى وشدد علي ان المؤتمر الوطنى وحده يتحمل مسئولية وتبعات ما يعانى منه المواطن السودانى.
واختتم القيادى الاتحادى والمرشح الرئاسي السابق حديثه قائلا:ان قدر الاتحاديبن دائما انهم يتصدون لمعارضة الانظمة الشمولية؛ولكن ليس من شيمهم خيانة الوطن او الغدر بالخصوم."
وتحدى ان يكون هناك اسم لقائد اتحادى في قاموس الخيانة بالاوطان او العمالة للاجانب مشددا علي ان الوطنية هي المعيار الذي يفرق بين الاتحادى وغيره.
سودان تربيون

شراكة سودانية روسية لتحويل الغاز الى وقود سائل بكلفة 70 مليون دولار


وقعت وزارة النفط السودانية، الأحد، اتفاقية مع شركة (GTL) الروسية، لاستغلال الغاز المنتج من حقل نيم بمربع "4" وتحويله إلى وقود سائل، بكلفة بلغت 70 مليون دولار ، ووقع عن الوزارة، ممثل شركة سودا بت، نور الدين سعد الدين، فيما وقع عن الشركة الروسية، رئيسها رافيس كادير فيتش .
وبموجب الاتفاقية يتم إنشاء محطة لتسيل الغاز لمعالجة 10 مليون قدم مكعب من الغاز المصاحب يوميا وتحويلها لمنتجات بترولية كالجازولين والبنزين بمعدل إنتاج يقدر بـ 100 مليون طن من الوقود سنويا.
وتمتلك شركة سودا بت السودانية 51% مقابل 49% للشركة الروسية، ويتوقع تنفيذ المشروع خلال 18 شهر .
واعتبر وزير النفط والغاز، محمد زايد عوض، خلال حفل التوقيع، المشروع مجزي اقتصادياً، و يوفر كميات من الغاز لإنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى الجازولين والبنزين.
ولفت لتعميم المشروع على بقية الحقول إضافة لانتاج الغاز لمحطة الفولة لتوليد الكهرباء، وقال ان المشروع يوفر للدولة 10 مليون دولار شهرياً، ويعمل على تعزيز اقتصاديات النفط، معلنا أن تكلفة المشروع تقدر بـ 70 مليون دولار ويعتبر من المشاريع ذات الأولوية في زيادة الإنتاج النفطي.
وأشار رئيس الشركة الروسية للفائدة الاقتصادية للمشروع مؤكداً انه يتم وفقا لأعلى مواصفات الجودة فى المنتجات النفطية متعهداً بالتطوير المستمر وإدخال التقنيات الحديثة إضافة لتدريب الخبرات الوطنية .
سودان تربيون

كيف تنجح الثورة...(1) مرحلة الإعداد و التخطيط


مصطفى عمر

مفتاح نجاح المقاومة المدنيًة بسيط و هو قوة المشاركة و فعاليتها، قوًة المشاركة تنشط جميع المفاتيح الأخرى للنجاح، مما يدعم المصداقية و عدالة القضيًة و هو دليل دامغ على أن تكاليف الوضع الراهن لا يمكن تحملها..في الجانب الآخر، النظام لديه الكثير من الأشخاص الذين يعملون في مليشيات الأمن، الخدمة المدنية، النخب الاقتصادية والرأسماليًة الطفيليًة و النفعيين من رجال الأعمال، النخب التعليمية،و وسائل الإعلام و غيرها في مؤسسات الدولة التي تدعم النظام... هؤلاء سيبدؤون في التساؤل عما إذا كان هذا هو الواقع الذي يرغبون في استدامته..، فالمزيد من الناس لا يرغبون في ذهاب النظام فحسب.. إنًما يشاركون فعلاً في ذلك.. مما يدل على أن التغيير بدأ يلوح في الأفق،.. والمزيد من الناس في الأركان المختلفة من أجهزة النظام يبدؤون في التساؤل عما إذا كان لا يزال هنالك متسعاً من الوقت أمامهم.. ، و يتنازعون مع أنفسهم بقوًة عمًا اذا كان من مصلحتهم مواصلة دعم النظام الذي يرونه يتداعى..، تقول الدراسات و التجارب العمليًة أنً احتمال حدوث انشقاقات وسط قوات الأمن في مثل هذه الحالات أمر مؤكًد بنسبة 100%..، هذه وحدها إن كانت بدرجة مؤثرة ستزيد من احتمالات النجاح بنسبة أكثر من 60٪ ..، و أن الحملات اللاعنفية التي تكون كبيرة في الحجم ومتنوعة أكثر انتزاعاً لتلك الانشقاقات في صفوف قوات القمع .."الشرطة و الجيش" ( نعني بقوات الأمن جميع القوًات النظاميًة و المليشيات التي تدافع عن النظام و تسحل النًاس)...
تحليل وتحديد أركان الدعم (ركائز الدعم الرئيسيًة التي تزود النظام بالقوًة) يمثل عنصراً أساسيا في تشكيل إستراتيجية الحملات اللاعنفية لبلوغ النجاح لأنً هذا من شأنه تحديد نقاط الضعف القاتلة للنظام و استهدافه بالضرب المستمر فيها ...
تسعى الحركات اللاعنفية باستمرار لفهم المعاناة والتحديات واحتياجات الناس العاديين من أجل بناء وحدة وطنية حول رؤية مشتركة للغد...لذلك عملها في المراحل المبكرة يتمحور حول البحث في المشكلة، والاستماع لأصحاب المصلحة كمرحلة أولى من مراحل التخطيط الاستراتيجي...ففي المراحل المبكرة تنضج الظروف لمشاركة الجماهير عندما ينتشر الوعي بالمشكلة و تبدأ الحشود في التشكًل نتيجةً لعمل التعبئة الجماهيريًة...(هنالك تسعة مراحل ضمن الخطة الإستراتيجية لحركة المقاومة اللاعنفيًة سنتحدث عنها لاحقاً..)

في كتاب ماريا ستيفان عن فعالية المقاومة المدنية و تحديد الأسباب الذي تحدثنا عنه في المبحث السابق ، كانت النتيجة أنً الحملات اللاعنفية متوسطة الحجم يزيد عدد المشاركين فيها عن نظيراتها العنيفة (العسكريًة على وجه الخصوص) بمعدل 150 ألف مشارك وذلك لأن الحواجز الأخلاقيًة والالتزامات المادية و الاعلاميًة للمشاركة أقل بكثير من الحملات العنيفة. .. ليس بالضرورة أن تكون شابًاً أو لائقاً طبيًاً أو تلقيت تدريبات على استخدام الأسلحة و عمل المتفجرات للمشاركة في الحركات اللاعنفية. .عوضاً عن ذلك معظم النًاس بطبيعتهم ينفرون من العنف، و لا يمانعون الانخراط في الحركات اللاعنفية، نظراً لاتساع وعمق التكتيكات المتاحة و ملاءمتها فعلاً مع أدوارهم المحتملة و يجدون فيها الحافز... ومع ذلك، ليست الأرقام و أعداد المشاركين هي الفيصل في النجاح و إنما تنوع المشاركين أمر بالغ الأهمية لفعالية الحملات بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، وذلك بفضل الطيف الواسع من التكتيكات والأنشطة المتاحة التي تناسب الجميع (الاعتصامات، والبقاء في المنازل، مقاطعة المستهلكين، المواجهات، العصيانات، المخاطبات و الحشود الجماهيريًة، الدعم و التشجيع..الخ، لو تلاحظون أن كل واحد من هذه الأساليب يكون أكثر جاذبيًة من غيره لشريحة محدًدة من النًاس)... التنوع يعني أن الفرصة سانحة للناس من ذوي الخلفيات والخبرات المختلفة لنقل المعرفة والمهارات الخاصة بهم مما يسمح بالابتكار التكتيكي وتعزيز القدرة على التكيف مع الحملة والقدرة على المناورة...، علاوة على ذلك، مشاركة الناس من مختلف الفئات العمرية والأجناس والطبقات والمهن و الحرف والانتماءات السياسية ، يزيد من احتمالات الانشقاق و تحولات الولاء بين النخب في معسكر الخصم حتًى على مستوى كبار المسئولين في السلطة لأسباب كثيرة..،.

جنبا إلى جنب مع الابتكار والولاء و التحولات التكتيكية، هنالك آليات أخرى تساعد على تفسير أسباب النجاح..الحملات اللاعنفية أكثر مرونة عند مواجهة القمع ومحاولات الاستقطاب. حيث أنًه بإمكانها جذب المزيد من الدعم الدبلوماسي الدولي؛ والأهم من ذلك،..استخدام القمع من جانب الخصم سيأتي بنتائج عكسية... قوات الأمن ستكون معرضة لاستقطابات حادة و أكثر عرضةً للانقسامات و بالتالي العصيان داخل صفوفها و رفض تنفيذ التعليمات..و أبعد من ذلك، الانضمام إلى صفوف حركة المقاومة عندما تكون هنالك مجموعات كبيرة من المقاومة المنضبطة والمتنوعة. ...، من خلال تفعيل هذه الآليات تكون المقاومة المدنية قادرة على فرض تكاليف باهظة على النظام و هياكل السلطة القائمة هذه التكاليف سيعجز النظام عن استيفاؤها و تكون سبباً مباشراً لفقدانه ركائز الدعم الحيويًة...، و حتًى العناصر المرتزقة هي الأخرى لن تستطيع فعل الكثير لأنً هنالك حملات أخرى تستهدف إيقاف تدفق الأموال التي تعمل من أجلها و بالتالي سيوجهون أسلحتهم للنظام لا المقاومة في هذه الحالة.


حدوث الانشقاقات وفقاً لمبدأ الجو جيتسو ( المصارعة اليابانيًة):

في أحدث تجربة لنا خلال انتفاضة ابريل حدث انشقاق في الجيش على مستوى قيادته بعد مرور ستة أيام فقط من الاحتجاجات السلميًة ....، ما الذي يفسر ذلك؟ يقول جين شارب في كتابه "من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة"أن إدارة الصراع في اللاعنف تتم بنفس مبدأ المصارعة اليابانية الجوجوتسو و تعني الكلمة "الطريق للخضوع"، تطور الجوجوتسو بين الساموراي في اليابان الإقطاعية كطريقة لهزيمة خصم مسلح دون استخدام أسلحة نظرا لعدم فعالية ضرب الخصم المدرع فقد كان أكثر الأساليب فعالية لهزيمة العدو هو عمليات لي المفاصل والرمي... ، الجو جيتسو السياسي يعنى أن نستخدم قوة الخصم لإضعافه من خلال تنفير المزيد من الناس من دعمه و تحويلهم للمقاومة، ..نوع من رد الفعل العكسي عندما يكون النظام وحشي للغاية، فبدلاً من تتوقف الثورة نتيجة القمع يحدث العكس و يُدفع الناس للنفور من النظام و تُدفع الجماعات والمؤسسات لسحب تعاونها و طاعتها..

تم تطوير هذه التقنيات حول مبدأ استخدام قوة النظام ضده بإحداث خلل في التوازن بين استخدام العنف من قبل (الخصم) واللاعنف من قبل المقاومة، أي وضع الخصم في موضع يفتقر إلى التناسق والانسجام (موضع الضد) .. المبدأ الأساسي لزيادة عزلة الخصم يستهدف ثلاث مجموعات أساسية: 1- أعضاء جماعة الخصم نفسه، 2- المواطنين الذين يؤثر عليهم الوضع، 3- الأطراف المشاركة في الصراع بشكل غير مباشر...، ويكون هدف الحملات التي تقودها المقاومة تلك الجماعات وذلك لزيادة المعارضة الداخلية في معسكر الخصم، وتحويل بعضهم إلى صف المقاومة.

هناك ضرورة لتقويض قوة الخصم وخاصة إذا كان سلطة شديدة العنف ذات طابع فاشي في التحريض..، خنق النظام يحدث من خلال تقويض مصادر قوته المتمثلة في شرعيته بنظر المدافعون عنه...، المصادر البشرية من الأشخاص والمجموعات المؤتمرة بالسلطة و تتعاون معها، المهارات والمعرفة: التي يحتاجها النظام ويقدمها المتعاونون.، العوامل غير الملموسة و تضم العوامل النفسية والفكرية، المصادر المادية و تعني الممتلكات العامًة والمصادر الطبيعية والمالية والنظام الاقتصادي ووسائل الاتصال والمواصلات. ، و أخيراً العقوبات التي يهدد النظام باستخدامها لضمان خضوع الناس وتعاونهم..(يفصل الفيديو كيفيًة استهداف ركائز الدعم)..

مرفق (1): ركائز الدعم، الصورة أدناه مأخوذة من كتاب حول استراتيجيات الصراع اللاعنفي، تبين ركائز الدعم التي يقف عليها النظام (الحكومة ) و تمده بالقوًة التي تحصل عليها بدورها من تعاون و دعم الأفراد المنتسبين لها.

image


القوة في المجتمعات يعبر عنها من خلال المؤسسات والأفراد الذين يمتلكون الوزن والتأثير على غيرهم..، وهم الذين يمثلون الركائز التي يستمد منها النظام قوته ، فهمنا للقوًة مهم جداً في أساليب عمل المقاومة اللاعنفيًة التي تعمل في الأساس على الامتناع عن الطاعة و الإذعان و التوقف عن تزويد النظام بالقوًة، لذلك خصصنا لكل منها مقالاً كاملاً في المبحث السابق ...، فنحن في الواقع لا نستهدف النظام بطريقة مباشرة إنًما نستهدف مصادر قوًته لأنًها عندما تنهار سيسقط ، يمكنكم أن تتخيلوا الصورة عن ركائز الدعم و هي تتساقط تباعاً ، ما سيحدث للنظام الذي يتربًع أعلى الركائز أنًه سينهار بمجرًد انهيار أي ثلاثة منها لأنً الأخرى و إن ظلًت صامدة لن تستمر طويلاً ، .. إستراتيجية اللاعنف تعمل على إصابة النظام بالاختناق ، أي عزله عن مصادر قوته عبر التحكم فيها وتفكيك الروابط بين النظام ومصادر القوة، عندها سيعود التحكم في القوة إلى مكانه الطبيعي بين أفراد ومؤسسات المجتمع المتمثلة في مكونات المقاومة... و كذلك بالتأثير في وعي النظام بموازين القوى، فعبر التحكم في مصادر القوة وسحب التعاون التام ينقلب وعي النظام بموازين القوى، وتصبح قوى القمع باعتبارها أكبر قوًة لاتزال تعمل معه غير فعالة في مواجهة الشعب الذي يرفض التعاون بهيئاته ومؤسساته وأفراده، و يستحيل على النظام توفير قوات قمع بالدرجة الكافية في كل المناطق..، و أرجو الانتباه إلى أمر مهم جدًا: إستراتيجية المقاومة أساساً تقوم على دفع النظام لاستخدام العنف المباشر إلى أقصى حد لحصوله على أدنى حد من الطاعة وبالتالي تحدث انشقاقات كبيرة تنكسر معها إرادة النظام وتتحول القوة إلى مكانها الطبيعي في المجتمع ( سأتحدث في مقال لاحق عن جزئية إستراتيجية المقاومة و لماذا نريد أن يستخدم النظام أقصى ما لديه من العنف لأنً النتيجة ستكون حصوله على أدنى قدر من الطاعة..)

الآن دعونا نلقي نظرة على النظرية وراء حدوث التمرد داخل ركائز الدعم: الجميع في النخب و الركائز هم الذين يمدون النظام بالقوًة، غالبيتهم ليسوا سعداء بما يجري في النظام، إستراتيجية المقاومة توقظ لديهم نزعة الخوف و توقظ جميع مخاوفهم المختلفة (اقتصادية، شخصية، أخلاقيًة ، الخ)، لذلك فهم يخافون من التعبير عن قلقهم خوفاً من بطش النظام ...، وبالتالي يرون حلاً لمشكلاتهم في استخدام تكتيكات المقاومة مثل الإضرابات المدنية، والمقاطعة، الاحتجاجات .. ، و هكذا سيتجمع الناس في صف المقاومة حتى الوصول إلى النقطة التي تحدث فيها انشقاقات بكميات كافية في معسكر الخصم (نقطة التحول)، والعناصر الرئيسية ضمن الركائز يحدث فيها ما يلي: فجأة يرفض بعض العسكريين التعليمات بضرب التحركات...ثم يبدأ الجيش و الشرطة في فصل مجموعة من الضباط في الرتب الصغيرة و المتوسطة..، تحدث انشقاقات، قيادة النظام لم تعد لديها القدرة للتحكم في الطريقة التي تسيطر بها على وضع معسكرها ، و بعدها يعرضون التفاوض.. بعد أن تعم الاضطرابات و يتوقف كل شئ..، يعجز النظام عن الدفع للمرتزقة فيمتنعون عن التعاون معه..حدث انشقاق من نوع آخر..، القوى الدوليًة تضغط على النظام و تهدد..، المقاومة تنجح في تسويق القمع ، و كلما سقط شهيداً ترتفع وتيرة عمل المقاومة..، يفر كبار قيادات النظام..، و هكذا يحدث التغيير..



تطبيق عملي (1) الاستفادة من التجربة الصربيًة:

استخدم الثوار الصرب إستراتيجية عبقريًة في نشر الوعي الثوري بين عامة الناس بعد أن اشتد بهم البطش ، ما هي ؟ و كيف يمكن تطبيقها و تطويرها حتًى تساهم في التعبئة؟ أيضاً في صربيا كانت إستراتيجية الاحتجاجات تقوم على ترتيب الصفوف حيث الفتيات و النساء و المعاشيين في المقدمة..يحملون الورود..، كيف استفادوا من ذلك؟ و إلى أي درجة يمكننا أن نطور هذا الأسلوب؟

تطبيق عملي (2): تجربة نساء مادلين في كولومبيا:

نساء الأحياء المزدحمة والقذرة في مادلين بكولومبيا قررن القيام بإجراء لحل مشكلة النقص في المياه النظيفة... ذهبن في البداية للتحدث مع رئيس البلدية الذي وعدهن ولكنه لم ينفذ وعوده... بعد ثلاثة أشهر قررن القيام بعمل مباشر فقمن بأخذ أطفالهن الصغار وذهبوا جميعاً إلى النافورة الجميلة المضاءة في البلدة و غسلن الأطفال في البرك الصغيرة المحيطة بالنافورة... نساء من الطبقة الوسطى المكونة من عشر نساء اقتربن وسألنهن عما يفعلن مما أتاح المجال للنساء الفقيرات أن يعبرن عن معاناتهن... جاءت الشرطة وأبعدت النساء عن المنطقة... ثم قامت مجموعة أخرى من عشر نساء بنفس العمل تعاملت الشرطة معهن بالضرب،نساء الطبقة الوسطى قمن بالدفاع عنهن فاعتقلتهن الشرطة... ثم قامت مجموعة أخرى من عشر نساء بنفس الشيء مما ضاعف من ردة الفعل... وبالنتيجة تشكلت لجنة نسائية أجبرت البلدية بإقامة نظام مياه نقية في الأحياء الفقيرة..
الآن و الخرطوم تعاني من مشاكل مياه...كيف يمكن دراسة خيارات مثل هذا للعمل المباشر ، علماً بأنًه لا حاجة لمخاطبة النظام لحل المشكلة..، يمكن أن تكون حملات المقاومة على هذه الشاكلة و يفضل أن يكون هذا عملاً نسائياً خالصاً لاستفزاز الرجال للقيام بعمل مماثل فيما يتعلق بقضايا أخرى..

هام بشأن التطبيقات العمليًة: التطبيق يكون بعمل مجموعات بشرط المعرفة الجيدة بين أفرادها للمناقشة و العصف الذهني و نشر الفكرة و تنفيذها.

مصطفى عمر
mustafasd1@hotmail.com
الراكوبة

«الثراء الحرام» تأمر متهمتين بالتحلل من «233» ألف جنيه ببلاغ


الخرطوم: نجلاء عباس
أمرت نيابة الثراء الحرام والمال المشبوه متهمتين بالتحلل من مال ربوي بقيمة «233» ألف جنيه على خلفية دخولهما في تعاملات ربوية دون تجارة عينية بقيمة فائدة «5%» لكل «100» ألف جنيه أخذتاها من الشاكي. ونقل مصدر مطلع بالنيابة لـ«الإنتباهة»، أن الشاكي فتح بلاغاً في المتهمتين لفشلهما في تسديد مبلغ «500» ألف جنيه استدانتاه منه مقابل سعر فائدة «5%» عن كل «100» ألف جنيه.

الانتباهة

الدكتورة بخيتة المهدي تفتح نيرانها على الصادق: لوث تاريخ حزب الأمة.. أكبر ديكتاتور وكان يعلم بضرب الجزيرة أبا



رئيس الحزب لوث تاريخ حزب الأمة بالمعلومات والإتهامات الملفقة
كان يعلم بضرب الجزيرة أبا وفشل في إدارة الحزب والكيان في كل الحكومات التي ترأسها
الصادق أكبر ديكتاتور وما يدعيه غطاء وشعار وهمي
توقيع نصر الدين الهادي مع الجبهة الثورية كان بعلمه ولكنه تنكر له!!
=========
إدلاءات أمام الأنصار وزعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي لقناة الجزيرة في برنامجها (شاهد على العصر) فتحت أبواب إنتقادات واسعة له من داخل أسرة المهدي وخارجها ووصفت بأنها حرفت كثيرًا في التاريخ الوطني السياسي وأساءت لرموز وطنية.. نتناول في هذا الحوار مع الدكتورة بخيتة الهادي عبد الرحمن المهدي رئيس كلية الإمام الهادي ثلاثة محاور وهي شهادة الإمام الصادق المهدي في حق رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب وعبد الله خليل ونصر الدين الهادي وأحداث الجزيرة أبا.. ومحور عن الإنشقاقات التي حدثت في تاريخ الحزب ومحور منفصل حول رواية أن والدها الإمام الهادي لازال حياً وأن كثيرين يعتقدون في عودته ولا يؤمنون بأنه قد إستشهد في الكرنك على الحدود السودانية الإثيوبية بعد خروجه من الجزيرة أبا عقب أحداثها:

حوار: أميمة عبد الوهاب

*ما رأيكم فيما ذهب إليه الإمام الصادق المهدي للسيد رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب بتواطؤه مع إنقلاب مايو في أحداث الجزيرة أبا؟
– نؤكد بأن هذا التهمة جديدة لم نسمع بها من قبل ولكن سمعنا ورأينا من يتهمون السيد الصادق بعلمه بضرب الجزيرة أبا وإبعاده من مسرح الحدث بحجة الإعتقال تأميناً لحياته وهذا ما ذكره السيد عبد الغفار نميري مسئول الأمن والإستخبارات في مايو في قناة أم درمان وأيضاً ذكره أبو القاسم محمد إبراهيم في حديث صحفي بأنه يتحدى السيد الصادق إذا هو أطلق طلقة واحدة في الجزيرة أبا.. إذاً ما هو سر هذا التحدي وكلنا نعلم علم اليقين بأن المدعو أبو القاسم بعد أن سلمت أبا للعسكر قام بكل منكر حرق وقتل ومارس جرائم دفن لأحياء.. وإفادة أخرى من السيد فاروق أبوعيسى لقد قال بأن المعلومات التي لديه لو تحدث بها لحدثت مشاكل أسرية ولذا سوف يحتفظ بها وهذه المعلومات خاصة بالصادق يا ترى بعد كل هذا الإتهامات الخطيرة في شخصه ماذا هو قائل لهم؟ وسؤال آخر أوجهه للسيد الصادق.. إفاداتك تؤكد فيها على ذكائك وتميزك وشعبيتك وأنك كنت أنجح رئيس وزراء مر على السودان والسؤال ما أسباب فشلك في إدارة الحزب والكيان وفشل كل الحكومات التي ترأستها لقد إستلمت حزبا كبيرا وعظيما وكيانا متماسكا وكله ضاع بسبب إبعاد المخلصين والتحكم والسيطرة والأنانية وبعد كل ذلك تريد تلويث تاريخ حزب الأمة بالمعلومات والإتهامات الملفقة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
* وما حقيقة ما أشار إليه عن نائبه وإبن عمه نصر الدين المهدي؟
– نصر الدين وقف بجانب الصادق وشد من أزره وكان يرى فيه أباً وأخاً وشريك كفاح من أجل الكيان والسودان وكل ذلك تنكر له الصادق وحتى حينما ذهب للتوقيع مع الجبهة الثورية رغم إعتراض الأسرة على هذا القرار وكان على علم به وبموافقته وبعده أنكر معرفته بما حدث وحمل نصر الدين مسئولية ما حدث وقام بإعفائه من منصبه كنائب له وأكثر من ذلك عندما سئل في الصحف عن أسباب إبعاد نصر الدين كان رده ومع الأسف الشديد وصف السيد نصر الدين بأنه عبارة عن (بوق).. هل هذا جزاء الذين وقفوا بجانبك ولكن معروف عن السيد الصادق عدم الوفاء وضحاياك كثر في ذلك.
* ما هو دور أسرة الإمام المهدي من الذي يحدث الآن ولقد علمنا بأنها ذهبت إلى أسرة السيد عبد الله خليل إعتذاراً عن كلام السيد الصادق في شهادته على العصر؟
– قبل أن أتناول الزيارة وأسبابها دعيني أذكر بعض المعلومات الهامة عن الأسرة، أولاً لقد كانت الأسرة في الماضي محل إهتمام وتقدير من قبل أئمة الأنصار وكان لها دور في الحراك السياسي والإجتماعي والثقافي ولم تعزل من العمل العام إلا في زمن السيد الصادق والأسرة تنقسم إلى قسمين في الوقت الحالي، هناك مجموعة صامتة رغم أن لديها رأي فيما يحدث في الكيان والحزب والصمت هنا له دلائلة ومعانيه الكثيرة منها عدم الجدوى من الكلام والإعتراض.. وسبب آخر وهو مراعاة صلة القرابة.. أما الجزء الآخر فيرى في السكوت جريمة والتستر على الخطأ جريمة أيضاً في حق الكيان والأنصار والحزب خاصة وأنه أصبح هناك تجاوز لكل الخطوط الحمراء بتناول التاريخ بكثير من عدم المصداقية والتقليل من الرموز التاريخية التي ساهمت وأسهمت في بناء الحزب وتحقيق الإستقلال والدفاع عنهم يأتي من باب (الساكت عن الحق شيطان أخرس) وأن التقليل والتشويش عن الدور التاريخي لتلك الرموز أولاً وأخيرًا جريمة في حق الحزب قبل أن تكون في حق الأشخاص الذين ينتمون له.
* ولكن الإمام الصادق المهدي هو جزء من هذه الأسرة وهو إمام كيان الأنصار ورئيس الحزب وبالتالي كيف يفهم أن شهادته غير دقيقة؟
– شهادة السيد الصادق المهدي هي رؤيته وإنطباعاته وتفسيره الشخصي للحقبة الزمنية التي عاشها وعاصرها وبالتالي فهو لا يكتب وﻻ يوثق تاريخ تلك الحقبة، فهذا عمل المؤرخين الذين لم يكتبوا تاريخ تلك الحقبة بعد.. لذلك فالسيد الصادق حر في أن يقول شهادته على عصره بالطريقة التي يراها لكن ذلك لا يعني أنه يتحدث بإسم كيان أو أسره بل بإسمه فقط.
* ما حقيقة الخلاف الذي ذكره الإمام الصادق المهدي مع الإمام الهادي؟
– أود أن أوضح بأن السيد الصادق ذكر في إفادته بأن الأسرة في الخلاف الذي حدث بينه وبين الإمام الهادي أنها كانت تقف مع الإمام وهو كان معه القاعدة الأنصارية وهذا أيضاً كلام كاذب وغير حقيقي والعكس هو الصحيح بدليل سقوط الصادق المهدي في معاقل الأنصار هو وعدد من قيادات حزبه المنشق.. والخلافات والإنشقاق في حزب الأمة والأسباب التي صاغها السيد الصادق المهدي وتبريره لإنشقاق الحزب كلها أسباب غير حقيقية ووهمية إنفصال الإمامة من الزعامة وأن الإمام عبد الرحمن أصدر منشوراً بهذا المعنى حديث غير صحيح، الإمامة ودورها القيادي في أمور الدين والدولة أمر أساسي في الدولة المهدية، فإمام المهدية كان إماماً وقائداً (وأمرهم شورى بينهم) وكذلك إستمر الوضح في زمن الإمام عبد الرحمن كان يرعى الإنصار ويشرف على أمور الحزب بالشورى والمشورة ولكن أبداً لم يكن هنالك إنفصال بينهم وهذه التبريرات كانت غطاءً لتمرير أهداف وأطماع السيد الصادق للهيمنة على كل شيء وهذا وضح جلياً بعد أن جمع الآن مابين الإمامة والزعامة وأصبح القرار في الحزب وهيئة شئون الأنصار قراراً فردياً وكل من يخالف ذلك يُعرض نفسه لمحاسبة ومساءلة وتحقيق ويكون مصيره الإيقاف أو الإبعاد من الحزب.. والسيد الصادق المهدي من أكثر الشخصيات ديكتاتورية في تسيير أوضاع الحزب والديمقراطية وما يدعيه غطاء وشعار وهمي.
* حدثينا عن شخصية الإمام الهادي (تقبله الله)؟
– الإمام الهادي كان شخصية متفردة فهو متصالح مع نفسه، متدين، يخاف الله في كل صغيرة وكبيرة، وكان يخاصم ويصالح في الله ومن أجل الله وليس لديه أجندات خاصة وفوق كل ذلك كان متسامحاً لا يكن في نفسه حقداً ولا حسداً وكان يعامل من وقف ضده في الإشقاق من أقرب المقربين له معاملة كريمة تليق بصلة الرحم وكوضعه إماماً للأنصار وهذه ملامح وحقيقة شخصية الإمام الهادي رغم ما لحق بها من إساءات ومهاترات إن كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام ومن عفا وأصلح فأجره على الله، لقد عجبت من تصريح للسيدة سارة نقد الله في قناة الشروق حينما سئلت عن رأيها في الإمام الهادي وكان ردها أن مشكلة الإمام الهادي (الكنكشة).. -سبحان الله- والأجدر والأصح أن تكون (الكنكشة) للذين لا وضع لهم ولا مكانة إلا عبر بذر الفتن والخلافات والعمل من خلف الكواليس لإبعاد أهل القضية والعقيدة هؤلاء وأقول لها هؤلاء هم ناس (الكنكشة) يا أستاذة وأنت أعلم بهم مني واللبيب بالإشارة يفهم.
* هنالك ثمة إعتقاد لدى بعض الأنصار بأن الإمام الهادي لازال حياً ولم يستشهد.. من أين نبع ذلك الإعتقاد بالإستناد للجثامين التي وجدت في خور بالكرنك وتم إحضارها إلى أم درمان.. لمن تعود إذاً؟
– أولاً أن الجبهة الوطنية في ذلك الوقت إستغلت قصة حياة الإمام الشهيد لحمل الأنصار للهجرة للخارج في المعسكرات في إثيوبيا وليبيا والإستفادة من ذلك سياسياً وعسكرياً لإقصاء النظام المايوي وأخذ الثأر وردًا على مجزرة الجزيرة أبا التي راح ضحيتها الآلاف من الأنصار وبعد سقوط النظام المايوي في إنتفاضة رجب أعلنوا إستشهاد الإمام وتم تكوين لجنة لبحث عن موقع الدفن وقاموا بنقل الرفات الإمام الهادي ورفاقه الخال محمد أحمد العمدة مصطفى والسائق الخاص بالإمام الشهيد سيف الدين الناجي وتم دفنهم في قبة الإمام المهدي بأم درمان.
* وكيف تأكدتم أن تلك هي جثة الإمام الهادي؟
– بالفعل إبن الإمام الأكبر السيد ولي الدين طالب أن لا يتم الدفن حتى يتم التأكد من شخصية الإمام وقدم عريضة للمحكمة العليا عن طريق المحامي أستاذ جعفر عبد الواحد وفجأة جاء قرار رئاسي من مجلس الوزراء بالدفن دون إتاحة الفرصة لمطابقة الأشعة الخاصة بالإمام وبعدها جاء كثيرون يدعون أن الجثمان الخاص بالإمام الهادي الذي تم دفنه ليس جثمان الإمام بل جثمان لأحد أجدادهم بحجة أن اللجنة عندما ذهبت لمعاينة موقع الدفن نتيجة لرواية الشهود في ذلك الوقت وجدوا قبر الإمام خالياً ما إضطر اللجنة إحضار إحدى الجثث ووضعها في مكان قبر الإمام الهادي.. وهذا الكلام جاء على لسان عباس جمعة وآخرين من منطقة الأنقسنا.. وقالوا عندما جاءوا في وفد لمقابلة السيد الصادق وطالبوه بإرجاع جثمان جدهم، هنا ذكر لهم السيد الصادق أنه عمل ذلك من أجل مصلحة الكيان وهذه حقيقة ما تم ودار في ذلك الوقت وأسباب إعتقاد أنصار الإمام الهادي بوجوده.. وللحقيقة أنا شخصيًا أصبح لديّ شك في أمر الإمام وما حدث له.
//////////////////////
هوامش
قالت السيدة سالمة عبد الله خليل لـ(السياسي) إن علاقة الأسرة ببيت المهدي قد إنقطعت منذ رحيل السيدة سارة الفاضل التي كانت تجمع نساء الكيان حولها وتشركهن في الرأي وتأخذ بمشورتهن، وأضافت أن والدها حينما كان مريضاً لم تهب جهة للمساهمة في علاجه وقد إضطرت بناته لبيع حليهن حتى يتمكن من السفر للعلاج بالخارج لو لا أن الدولة تدخلت في الآونة الأخيرة وتكفلت بنفقات العلاج في عهد الرئيس نميري.
////////////////
أمير عبدالله خليل الذي إبتدر الحديث لم يثنهِ ترحيبه الحار بضيوفه من أسرة الإمام المهدي (الكبير) التي تمثلت في أسرة الإمام الهادي والإمام عبد الرحمن المهدي والإمام عبد الله الفاضل بجانب أسر الطيب الحلو ومنصور الخليفة شريف وداؤود الخليفة عبدالله – لم يثنهِ الترحيب الحار بضيوفه من توجيه إنتقادات عنيفة للإمام الصادق، وقال إن ما ذكره الإمام من خلال سرده لوقائع تاريخية في لقائه مع الإعلامي أحمد منصور مقدم برنامج شاهد على العصر هو تشويه للتاريخ، وأن الحديث حول أن رئيس الوزراء الأسبق عبد الله خليل قام بتسليم السلطة بخداعه للإمام عبد الرحمن محض كذب وإفتراء، وقطع نجل عبد الله خليل بأن الإمام الصادق كان وراء ضياع حزب الأمة بدخوله في خلافات مع قياداته التاريخية بجانب خلافه مع عمه الإمام الهادي وعمه الإمام أحمد المهدي وأخيراً خلافه مع إبن عمه مبارك الفاضل غير أنه إستدرك بالقول: (زيارتكم الآن أزالت الكثير من الغبن الذي علق بالنفوس وفتحت باباً لعودة المياه لمجاريها بين الأسرتين كما كانت سابقاً).

السياسي