الخميس، 12 نوفمبر 2015

الكشف عن دفن (40) حاوية مشعة بمنطقة سد مروي



كشف المدير الأسبق لهيئة الطاقة الذرية السودانية، د.محمد صديق عن دخول مواد كيميائية خطيرة للبلاد من إحدى الدول الآسيوية، أثناء عمليات حفر سد مروي، وقال إن السلطات سمحت بدخول آليات ومعدات من تلك الدولة.
وأضاف صديق خلال حديثه في ورشة رفع الوعي بالمخاطر الكيمائية التي نظمها الجهاز الوطني لحظر الأسلحة الكيمائية بهيئة المواصفات أمس، أضاف أن الدولة الآسيوية استقلت هذه الفرصة وقامت بإدخال عدد (60) حاوية تحوي مواد كيمائية، وقامت بدفن (40) حاوية منها داخل مقبرتين بمنطقة السد، بينما تركت الـ(20) حاوية الأخرى في العراء.
من جانبه حذر الخبير في مجال الكيماويات د.إبراهيم محمد أحمد من خطورة استخدام الأطفال للألعاب النارية وذات الإشعاع، مشيراً إلى أن هناك أطفالاً ماتوا وأصيبو بإصابات خطرة بسبب هذا النوع من الألعاب. ولفت إلى أن هناك مشاكل في طرق التخلص من المتبقي من مواد المعامل الكيمائية بالجامعات.
ابتهاج العريفي : 
اخر لحظة

البشير يعود للبلاد عقب مشاركته في القمة العربية اللاتينية بالرياض



عاد الى البلاد مساء الأربعاء المشير عمر البشير رئيس الجمهورية عقب ترؤسه وفد السودان المشارك في القمة العربية اللاتينية التي اختتمت اليوم بالعاصمة السعودية الرياض وكان في استقباله بمطار الخرطوم الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس الجمهورية وعدد من المسئولين.
وقال الدكتور عبيد الله محمد عبيد الله وزير الدولة بالخارجية في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب وصول الوفد أن القمة ناقشت عددا من الموضوعات المهمة وأصدرت إعلان الرياض الذي اشتمل على عدد من النقاط التي تصب في تطوير العلاقات بين المجموعة العربية والمجموعة اللاتينية .
وأشار الى أن الاعلان أكد أهمية التعاون بين المجموعتين في المجالات كافة وضرورة السعي الدائم لتطوير العلاقات التي وصفها بالاستراتيجية المبنية على الاحترام المتبادل .
ودعا الاعلان الى ضرورة تفعيل اللجان المشتركة بين المجموعتين لمزيد من التنسيق في الملفات ذات الاهتمام المشترك بما يصب في مصلحة المجموعتين ولشعوبهما .
وقال عبيد الله إن القمة أظهرت دعما قويا لمسيرة الحوار الوطني الشامل بالبلاد فضلا عن إبداء روح التعاون مع السودان لحلحلة بعض المشاكل ذات الصلة بالعقوبات الاقتصادية ومسألة الديون الخارجية .
وأوضح وزير الدولة بالخارجية أن السودان سيستضيف اجتماعات اللجنة الزراعية للمجموعتين خلال فبراير من العام المقبل .
وقال إن الرئيس البشير أجرى على هامش القمة عدداً من اللقاءات المهمة شملت أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد وبحثا الدور القطري فيما يتعلق بإحلال السلام في دارفور كما التقى بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبحثا العلاقات الثنائية حيث عبر الرئيس اليمني عن تقديره للسودان حكومة وشعبا لوقفته مع الشعب اليمني .

 (سونا) 

احتواء احداث شغب بكلية التربية جامعة القران الكريم.. بعض طلاب دارفور يحرقون الكلية



احتوت الشرطة احداث شغب بكلية التربية جامعة القران الكريم بالثورة وتعود تفاصيل الحادثة لإحتجاج بعض طلاب ولايات دارفور لعدم منحهم اعفاءات من الرسوم الدراسية قاموا علي اثرها بحرق ثلاثة مكاتب بالكلية وعدد اربعة مكاتب بعمادة الطلاب وقاعة دراسية ومكتب خاص بالشئون المالية وحرق عدد كبير من الاثاثات المكتبية.
وتم احتواء الموقف والسيطرة علي الحريق بواسطة الدفاع المدني وقام اللواء شرطة اسماعيل محمود مدير دائرة الطوارئ والعمليات بشرطة ولاية الخرطوم بزيارة للجامعة والوقوف علي حجم الاضرار.
وأفاد المكتب الصحفي للشرطة انه تمت السيطرة علي الاوضاع وعادت الاحوال للهدوء بالجامعة وتم وضع قوة من شرطة العمليات بالجامعة تحسبا لأي طارئ.
 (سونا)

الحكومة السودانية تقر بفشل جهودها لإنهاء العقوبات الأمريكية


أقر مسؤول سوداني رفيع، الأربعاء، بفشل جهود الحكومة في إنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده التي أضرت بالشعب لأكثر من 20 عاماً، وقال إن كافة التحركات التي قامت بها الحكومة لرفع اسم السودان من قوائم الحظر لم تجدي نفعاً.
وتجدد واشنطن عقوبات اقتصادية على السودان منذ العام 1997، بسبب استمرار الحرب في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، بجانب وجود قضايا عالقة مع دولة جنوب السودان، على رأسها النزاع على منطقة أبيي.
وقال وكيل وزارة العدل بالسودان، أحمد الرزم، في اجتماع اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة، إن كل التحركات التي قادتها الحكومة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وقوائم الحظر “لم تجدي نفعاً”.
وناقش اجتماع اللجنة العربية لحقوق الإنسان، تقريراً قدّمه وفد السودان أمام اللجنة التي قررت في ختام أعمال مداولاتها يوم الأربعاء، إعطاء فرصة شهر ونصف الشهر لإصدار القرار النهائي بشكل العقوبات على السودان، على أن تتصل اللجنة مع حكومة السودان لمزيد من الاستفسارات.
وأضاف الرزم في تصريح لـ”الشروق”، أن هناك مساعي حثيثة تقودها حكومة السودان ومنظمات المجتمع المدني، لإلغاء العقوبات إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها، لدينا النزاعات المسلحة التي ما زالت مستمرة، والديون الخارجية، والعقوبات القسرية.
شبكة الشروق

الخرطوم.. اصابع الإتهام تشير إلى الأجانب :إنفـلات أسعار إيجارات المنازل.. من المسؤول؟


وفق إحصائية غير دقيقة تبلغ نسبة الاجانب في ولاية الخرطوم (40%) اي ما يعادل (3) ملايين أجنبي من جملة سكانها والنسبة غير عادية بالطبع .. وكانت تأكيدات صادرة عن مسؤولين بالمؤسسات المختصة بالأجانب قد اجزمت باستحالة إجراء إحصاء دقيق للأجانب بولاية الخرطوم أو السودان عموماً ودفعوا بعدة أسباب أبرزها وجود عوائق طبيعية بالحدود بما لا يمكن من حصر الأجانب الداخلين يومياً للبلاد عبر الحدود الشاسعة .. هذا العدد الكبير والتدفق اليومي للاجانب يأتي من دول مجاورة بعضها تعاني من اضطرابات امنية واخرى من الفقر ويتوقع دخول المزيد الى السودان خاصة من دول شرق ووسط افريقيا بعد التحذيرات الاممية بحدوث مجاعة هناك نتيجة الجفاف والتصحر الذي ضرب تلك الدول هذا العام نتيجة شح الأمطار .. سلبيات الوجود الاجنبي بالبلاد تفوق الإيجابيات والفوائد خاصة في الجانب الاقتصادي والتأثر المباشر على المواطن (الغلبان) بسبب مشاركة الأجانب للخدمات المخصصة أصلا له .. وفي مقدمتها اسعار إيجارات المنازل التي جن جنونها وارتفعت لمبالغ خرافية بالعاصمة بسبب الطلب الكبير عليه من قبل الاجانب باي قيمة .. (الرأي العام) تجولت في احياء ولاية الخرطوم ووقفت على مشكلة ارتفاع اسعار إيجار المنازل لتجيب عن سؤال غاية في الأهمية: من المسؤول عن إنفلات وجنون أسعار إيجارات المنازل؟**
اصحاب المنازل يفضلون التعامل مع الأجانب.. فماذا يفعل المواطن (الغلبان) مع المد الأجنبي؟
منزل يسكن به أكثر من (20) أجنبياً من الجنسين.. كيف تسمح السلطات بهذا العبث؟!
أجانب يدفعون (3 ـ 5) آلاف جنيه شهرياً في منزل لا يستحق نصف هذا المبلغ

زيادة الطب
بالرغم من عودة كثير من الاجانب الى بلادهم في السنوات الأخيرة بعد تراجع الجنيه السوداني مقابل عملات دولهم ، الا ان الخرطوم ما زالت تئن من الثقل الاجنبي الذي يجثم على صدرها ، ويقتسم الخدمات مع مواطنيها ، ويتمتع بكافة الحقوق دون انتقاص متساوياً مع المواطن السوداني ، مع ان معظم هؤلاء الاجانب لا يؤثرون ايجابا على الاقتصاد السوداني ، بل يعدون خصماً عليه ، فالى جانب الجرائم الغريبة التي وفدت مع هؤلاء فان المواطن السوداني ظل يعاني من الوجود الاجنبي في السكن بصفة خاصة ، والذي تصاعد ايجاره بنسبة (300%) بسبب الطلب الكبير من رعايا دول الجوار علي السكن باي ثمن لدرجة ان المواطنين ضاقوا ذرعا من سلبيات الوجود الكبير للاجانب ومزاحمتهم لهم حتى في سوق العمل الهامشي ، والوظائف الدنيا.. عدد من المواطنين المكتوين بنار هذه القضية تحدثوا لنا عبر هذا التحقيق.. (أ-ب) من مواطني الصحافة مربع (23) يقطن في منزل ايجار منذ سنتين ، ابدى تذمره من عدم وجود ضوابط في ايجار المنازل ، وانفراط عقد النظام في هذا الجانب بعد الطلب الكبير من الأجانب على منازل الإيجار بالصحافة ، وقال ان السماسرة واصحاب المنازل يفضلون الأجانب لانهم يدفعون اكثر من دون مناقشة او مفاصلة ، وقال ان السوداني بات غير مرغوب للسماسرة واصحاب المنازل مما سبب مشكلة كبيرة لأصحاب الدخول الحدودة الذين ليست لديهم منازل خاصة بهم.
الايجار من الباطن
وتساءل: (ماذا يفعل المواطن حيال المد الأجنبي الذي اقتسم كل شيء معه؟) ، واشار الى ان الاجانب يقومون بايجار المنزل الذي يقيمون فيه بالباطن ، لآخرين ، محذرا من انتشار الأمراض خاصة انهم يتكدسون في مساحات ضيقة ، وطالب الجهات المسؤولة بوضع ضوابط صارمة لحفظ حقوق المواطن السوداني.
«الأمر الذي يثير حنق المواطن السوداني لعدم إكتراث الدولة بمواطنها وعدم التعامل بالمثل مع الاجانب من دول معينة لا يتمتع السوداني فيها بذات حقوق مواطنيها».. هكذا ابتدر الأستاذ (محمد عبد الوهاب) استاذ جامعي حديثه لنا حول التأثير السالب للأجانب ، وقال: «السودان ليس به قانون يضبط الوجود الاجنبي ليس في الجانب الشرعي فحسب بل حتى في الحقوق والواجبات..وإنني اتساءل ماذا استفاد السودان من هذا الوجود، غير التردي ونقص الخدمات جراء حصول هؤلاء عليها بذات المقابل الذي يدفعه المواطن؟».. وفيما يتعلق بارتفاع اسعار ايجارات المنازل قال: «الأجانب لهم إسهام كبير في ارتفاع اسعار السلع وليس إيجار المنازل فحسب، فعدم وجود الضوابط يضر كثيرا بالمواطن السوداني الذي يعيش وضعاً معيشياً سيئاً وليس بامكانه مجاراة الاجانب الذي يقطنون في بيت واحد اكثر من (20) فردا يتقاسمون الايجار بالتساوي ، فكيف لمواطن عادي موظفاً او عامل يومية توفير قيمة ايجار يتجاوز الـ (3 ـ 5) آلاف جنيه سوداني في الأحياء الشعبية لوحده؟»».
بعبع المقدم
المواطنة (فاطمة حسين) تقطن بالصحافة مربع (23) تبحث عن منزل للايجار ، قالت بانها تعمل موظفة في احدى المؤسسات الحكومية وراتبها لا يتجاوز الـ (1000) جنيه وتبحث عن منزل متواضع لعائلتها التي تتكون من اربعة اشخاص بمن فيهم زوجها، وتمضي فاطمة بقولها انها حيث ما ذهبت الى مكاتب العقارات تواجه ببعبع المقدم الذي يفرضه المؤجر كشرط اساسي ، خلاف عمولة السمسار ، واضافت ان منزل (غرفتين) بـ (2500) جنيه في الصحافات ، وأرجعت ذلك الي إقبال الاجانب على المنازل بالصحافة لقربها من مواقع عملهم في الأسواق ووسط الخرطوم .بينما وهن العظم من المواطن (الهادي حسين) من كثرة تجواله وبحثه لمنزل للسكن منذ (6) اشهر ولم يتمكن من العثور عليه حتى الآن، مشيرا الى ان العثور على منزل ايجار في منطقة الصحافات بات امرا صعبا إن لم يكن مستحيلا بسبب تدفق الأجانب عليها وهم يدفعون دون نقاش للسمسار او صاحب المنزل، فالاجنبي يدفع (3) آلاف جنيه في بيت لا يستحق (1500) جنيه، بينما انه لا يستطيع الايفاء بهذا المبلغ، كما انه يؤجر هو الآخر بالباطن لابناء جلدته ، ويقطن في البيت الواحد اكثر من 20 شخصا او اكثر ، وقال انه بسبب هؤلاء الاجانب بات السماسرة واصحاب البيوت يفرضون مقدم ايجار لـ (3) اشهر.
مشكلة معقدة
وقال احد العاملين بمكتب ايجار عقارات ان مشكلة الايجار في السودان شائكة ومعقدة جدا ، اولاً لان الضرائب تتحصل علي قيمة واحدة من كل المنازل وبكل المستويات علي سبيل المثال، انه يتحصل علي قيمة واحدة من منزل مؤجر بي (200) جنيه وآخر بـ (600) جنيه ، دون اعتبار لفارق السعر ، واضاف: هذا ما يجعل اصحاب المنازل يرفعون من قيمة الايجار ، ولكنه لم ينف ان الأجانب ايضا احد العوامل الاساسية في ارتفاع اسعار الايجارات ، خصوصا الاثيوبيين والاريتريين والسوريين ، وطالب الجهات المختصة ان تنظر الى ارتفاع اسعار الايجارات بعين الاعتبار ، وتابع ( المواطن يتهم الوسطاء جزافا بتسببه في رفع الايجارات ، ولكن الوسيط برئ من هذا الاتهام ) .
التأثير السلبي للأجانب
الأستاذ سعد محمد احمد المحلل الاقتصادي قال لـ (الرأي العام) ان الوجود الأجنبي له تأثير سلبي على معيشة المواطن في ولاية الخرطوم ، خصوصا في الخدمات التي تتمثل في المياه والكهرباء والعلاج واستهلاك السلع الاخرى والسكن ، مشيرا الى ان الدولة غير مستفيدة من اغلب الأجانب الذين يعملون في مهن غير مؤثرة علي الاقتصاد ، وقال ( لا أطالب ولا اشجع الدولة معاملة رعايا دول الجوار او اللاجئين السوريين بقوانين الأجنبي في البلاد الاخرى .. لكن ينبغي ان تضبط وجوده ، وتحرص ألا يتضرر المواطن من وجوده ) . وأعربت عن دهشتها من جنون السماسرة واصحاب المنازل دون وضع اعتبار للمترتبات الصحية لهؤلاء الاجانب الذين يعانون من امراض عديدة اخطرها (فيروس الكبد الوبائي ) الذي يمكث سنوات طويلة على الحائط والمطبخ ، وقد يتعرض من يسكن في هذه المنازل لتلك الأمراض.

الخرطوم: راوية حسن: الرأي العام

المهندس نادر إبراهيم يكشف أبعاد الحملة الوطنية لرفع العقوبات عن السودان: متفائلون بنجاح الحملة وأعددنا لافتة طولها (2026) متراً مكتوب عليها: (لا للعقوبات)




في خطوة مفاجئة قام تحالف المنظمات الوطنية بقيادة حملة لجمع توقيعات تهدف لمناهضة العقوبات الأمريكية الأحادية ضد السودان، ودشن التحالف إنطلاقة المشروع في تظاهرة جماهيرية شعبية بشارع النيل قبالة برج الاتصالات عكست مدى تلاحم السودانيين في القضايا الوطنية وجاءت المبادرة بالتزامن مع الذكرى الثالثة والعشرين لإقرار تلك العقوبات والتي بدأت في الثالث والعشرين من نوفمبر من العام 1997م.. وللوقوف على تفاصيل المبادرة أجرت (السياسي) حواراً مع المهندس نادر عبد القادر إبراهيم رئيس منظمة الجهود الخيرية ورئيس لجنة السلام والمصالحات والتعايش بتحالف المنظمات الوطنية لمعرفة تفاصيل المبادرة وإلى أين ستتجه عقب الفراغ من جمع التوقيعات، وهل أن الحملة يقف وراؤها جهات حكومية أم أن لا علاقة لها بالحكومة:
==

*بداية من أين نبعت فكرة حملة تحالف المنظمات الوطنية المناهضة للعقوبات الأمريكية ضد السودان.. وهل هو جهد للتحالف فقط أم أن هناك دور حكومي غير معلن؟
-في البدء دعيني أقدم لك شرحاً لتحالف منظمات المجتمع المدني وهو مجموعة منظمات وطنية عملت وتكاتفت على مجموعة أعمال وأحداث وطنية وكوارث بيئية وطبيعية وكوارث مصطنعة من قبل الإنسان، وكلنا تكاتفنا وإتحدنا على تنفيذ أيَّة تحديات وتوظيف الجهود على أساس حتى لا يحدث تضارب في تقديم المساعدات.. وكان التحالف الأكبر في انتخابات عام 2015م في جانب المراقبة مناشدة من عدة جهات إلى ضرورة إسهام تلك المنظمات الوطنية في المراقبة وعملت تلك المنظمات بمهنية عالية جداً، وبحمد الله كانت تجربة رائدة جداً وعملاً حاز على إشادات دولية وإقليمية ومحلية، فتم تكوين التحالف باسم قوس قزح من قبل مجموعة من المنظمات المحلية ووصل عددها إلى حوالي مائة منظمة تعمل في مجالات مختلفة ووزعت المنظمات حسب التخصصات المتشابهة وتواثقنا على التكاتف والتعاضد وتنفيذ البرامج وتنزيلها من خلال التحالف ننفذ البرامج للجهات المحتاجة، التحالف كون حوالي أربع لجان منها لجنة السيول والطوارئ، ولجنة التدريب ولجنة الشرق، ولجنة السلام والمصالحات والتعايش السلمي وهذه على رئاستها منظمة الجهود الخيرية.. وفيما يتعلق بمتبقي سؤالك نحن لا صلة لنا نهائياً بالحكومة أو برامجها، ولكن نحن من خلال التحالف نتعاطى مع أي مشكلة تجابه الإنسان والمواطن ونمده ونتعاون معه في كل ما يحتاج له ونقدم له المساعدات أما في حالة الكوارث الطبيعية أو الكوارث المصطنعة.

*عفواً.. تتحدث عن كوارث طبيعية وإصطناعية ولكن ما تقومون به هو صميم السياسة والحملة تدعم الموقف الحكومي؟
-بالعكس هو ليس شقاً سياسياً، يبدو كذلك في المنظور العام، لكن في إطاره المحسوس والملموس تأثر به المواطن السوداني بكل طبقاته والمقصود من العقوبات الحكومة وهذا جانب سياسي لا نتدخل فيه، ونحن تدخلنا في الجانب الإنساني والضرر الكبير والضائقة المعيشية التي تسببت فيها تلك العقوبات التي وقعت على المواطن جراء تلك العقوبات وواجبنا الإسهام في رفع ذلك الضرر، ونتجت الفكرة من إخوانا في منظمة الفولنتير الشبابية منذ العام 2013م من خلال مؤتمر الدوحة العربي الأوروبي لقضايا حقوق الإنسان في الدوحة، وبعد عودة المنظمة عقدت العديد من المبادرات للأسف لم يسلط عليها الضوء كما يسلط الآن على حملة مناهضة العقوبات وربما ذلك لسبب الظروف القاتمة التي نتجت بسبب تلك العقوبات، والآن أصبح الدور للتحالف والتضامن مع منظمة الفولنتيز الشبابية بحيث تطرق الناس بشدة إلى أن يصل الصوت إلى القاصي والداني والخارجي والمحلي.

*هل لديكم أمل في جدوى تلك الحملة برفع العقوبات؟
-بكل تأكيد ستنجح الحملة وسيكون لها دور قوي وملموس لأن العالم الأوروبي والغربي يهتم جداً بمثل هذه المبادرات والحملات الإنسانية والمجتمعية ويعمل لها حساب، الإهتمام بالنواحي الإنسانية جاء به الدين الإسلامي ولكن في غفلة من الزمان إستغلها الغرب.

*أنتم حددتم ثلاثة ملايين توقيع لماذا هذا الرقم تحديداً؟
-التحالف يستهدف أربعة ملايين وليس ثلاثة، بغرض تحطيم الرقم القياسي في موسوعة جينيس فقد وصل أعلى رقم إلى ثلاثة ملايين فقط ونحن نعمل على تسجيل أعلى رقم لـ(لا للعقوبات الأحادية ضد السودان) ما يلفت أنظار العالم لتلك العقوبات والظلم الذي وقع على المواطن السوداني بسببها.

*الحملة تستهدف سكان العاصمة أم أن الولايات أيضاً ستشارك في ذلك؟
-إستراتيجية التحالف والمنظمة تم التدشين يوم الخميس بـ(350) متراً من علم السودان وتم التوقيع عليه والعمل مستمر الحملة بدأت بالخرطوم وسوف تنتشر في كل الولايات وفي كل القطاعات والمؤسسات والفئات.

*هل وضعتم سقف زمني لإنهاء جمع التوقيعات؟
-نعم في نهاية ديسمبر نكون قد أكملنا أربعة ملايين توقيع على الجانب الأبيض في علم السودان الذي يبلغ طوله (2026) متر طولي (لا للعقوبات) من كل فئات الشعب السوداني (رجال، نساء، أطفال، شيوخ)، في يوم الخميس الذي دشنت فيه الحملة كان مشهداً وطنياً عظيماً عكس مدى عظم ووطنية شعبنا وكانت الأسر تقف وتنزل من سياراتها ويوقع الأطفال قبل الكبار من أسرهم (لا للعقوبات) ووزعت الفولنتير تشيرتات مكتوب عليها (لا للحرب)، وفي الأسبوعين القادمات ستطوف الحملة على الوزارات والمؤسسات والجامعات لجمع التوقيعات ومن ثم ترحل إلى الولايات بالتنسيق مع أفرع المنظمات بالولايات في جمع التوقيعات خلال شهر نوفمبر وديسمبر.

*ما مصير تلك التوقيعات بعد إكتمال رقمها المحدد؟
-بعد جمعها سوف يسافر وفد من المنظمة والتحالف إلى جنيف بالتعاون مع إخواننا في منظمة العون المدني ومن خلالهم قد تمت صياغة المسودة القانونية للمبادرة والتوقيعات على شكل علم ويتم رفع مذكرة إحتجاجية للسفارة الأمريكية وبكل هذه الأشياء متضامنة نذهب إلى جنيف ويتزامن ذلك مع جلسة لمجلس حقوق الإنسان في ديسمبر.. ونتوقع بعد ذلك تضامن الشعب العربي والأفريقي.

*عفواً.. كيف سيتم كسب التأييد والمساندة عربياً وأفريقياً؟
-من خلال المنظمات المحلية والشراكات الخارجية لها والتي لديها تحالفات مع منظمات إقليمية ومحلية.

*لماذا تم تنشيط المبادرة في هذا التوقيت؟
-تزامنت مع الذكرى الثالثة والعشرين لإصدار تلك العقوبات على السودان والتي بدأت في 23/ نوفمبر 1997م.

*لماذا لم تتحرك تلك المنظمات في الأعوام السابقة ولماذا ظلت صامتة طيلة الفترة الماضية.. وأذكر أن تصريحات حكومية جاءت 
بأن الحكومة ستناهض تلك العقوبات بكافة السبل.. هل ثمة تنسيق حكومي في المبادرة؟
-هي بوجه آخر يمكن أن تكون مساندة للحكومة في جانب أن الضرر لا يقع عليها وحدها ولكن وقع على مواطنيها وإن كان للدولة أذرعها وإتجاهاتها في حل قضاياها ومناهضة العقوبات.. والمنظمات الوطنية جزء من مكونات الشعب السوداني وبالتالي يمكن أن تنظر لها الدولة بأنها يمكن أن تحقق لها بعض الأهداف التي تخدم المواطن وتساعد في رفع المعاناة عنه، ونحن داخل التحالف لا نتعاطى مع مشاكل الإنسانية بمنظور سياسي حتى في الصراعات والنزاعات نعمل بمنظور إنساني لا صلة للحكومة به.

*الحملة على ما يبدو ضخمة.. من أين أتى التحالف بمصادر التمويل؟
-هذا سؤال مهم.. فعلاً التكلفة عالية جدًا.. فطباعة دفتر بطول متر وعرض (50) سنتمتراً ومتعدد الصفحات والكميات مبالغ غير ساهلة.. بجانب تكلفة ثوب العلم السوداني بطول (250) متراً إلى أن يصل (2026) متراً في جملته بتكلفة تفوق التسعة ملايين جنيه، ومن هنا نحن داخل التحالف ناشدنا المنظمات منذ فترة لجمع المساهمات والوقفة وقد ساهمت منظمات عدة ونحن نعتقد أن كل من ساهم حتى بكلمة وفكرة ومجهود قد قدم شيئاً للوطن.

*كم هي التكلفة النهائية لهذه الحملة؟
-(32) مليون جنيه تقريباً.. لأن هناك أعمال بالولايات وداخل ولاية الخرطوم تحوي تكلفة ترحيل وإقامة وإعاشة ومنصرفات للمشرفين لابد للحالف أن يقف يداً واحدة في ذلك لأنها تكلفة كبيرة على الفوانتير وحدها.

*ما الذي أنجزته منظمتكم (الجهود الخيرية) التي تنشط في مجال السلام والمصالحات القبلية؟
-عندما نعلم أن هناك خلافات قبلية نبادر إلى حلها بعد معرفة أسبابها ونضع العقدة في المنشار ونزيل الأزمة، ونعمل في كل مناطق السودان لأنه هناك خلافات بمناطق الشمال أيضاً عكس الإعتقاد السائد بأن النزاعات في مناطق الحروب وخاصة دارفور فقط، وعادة نجلس إلى مجالس الشورى في تلك القبائل ونناقش الخلاف ونبحث سبل الحل.

*النزاعات القبلية أصبحت هاجساً.. هل هي في إزدياد وصلت لمستوى الحروب أم ذلك مجرد ترويج لها؟
-أولاً هي نزاعات وليست حروباً ووجدت منذ الإستقلال وتطورت وأصبحت مسلحة لكن بالإمكان إحتواءها.

*ألا ترى أن الأمر يحتاج لشغل وسط المجتمع لضمان عدم التكرار والتمدد؟
-بالفعل ونحن من خلال الورش والسمنارات التي عقدناها والمصالحات التي تمت وجدنا أن هناك مشكلة في الإنسان وهو بطبيعته تواق لفعل الخير وفعل الشر في آن واحد والجوانب الإيجابية فيه أكبر من السلبية ونعول كثيراً على تثقيفه وندعو الحكومة لتأهيل المنظمات الوطنية ورفع قدراتها محلياً وعالمياً لتساعد في تربية النشء في كل مراحله التعليمية وأناشد الدولة والعاملين في وزارة التربية والتعليم بوضع منهج يؤسس ويعظم من مجال العمل الطوعي والإنساني في روح الإنسان البسيط في المراحل المختلفة من مراحل التعليم.
===========
الهوامش
قرر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رفع القعوبات المفروضة على السودان منذ خمس سنوات وكانت هذه العقوبات -ومن بينها فرض قيود على سفر الدبلوماسيين السودانيين إلى الخارج- قد فرضت على السودان من أجل إجبار الحكومة السودانية على تسليم المتهمين في محاولة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك خلال زيارته لإثيوبيا.
==========
وقال رتشارد باوتشر المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الحكومة السودانية قد إعتقلت منذ وقوع الهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة عدداً من المسلحين يُشتبه في وجود علاقة لهم بالإرهاب الدولي، وكانت الحكومة السودانية قد نددت بالإرهاب الدولي وتعهدت بتأييد الجهود المبذولة لمكافحته في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها مدينتا نيويورك وواشنطن قال موقع (سودان تربيون) إن الولايات المتحدة الأمريكية قررت تجديد فرض العقوبات الإقتصادية على السودان، وأعلنت الأخيرة رفض المبررات التي تذرعت بها الولايات المتحدة الأمريكية لتجديد العقوبات الإقتصادية عليها.
===========
وتجدد الولايات المتحدة عقوبات إقتصادية على السودان منذ عام 1997 وترجع ذلك إستمرار الحرب في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بجانب وجود قضايا عالقة مع دولة جنوب السودان، على رأسها النزاع على منطقة أبيي.
===========
وقال البيان إن قرار الإدارة الأمريكية بتجديد العقوبات الأحادية على السودان يأتي في الوقت الذي ظل السودان يواصل جهوده البناءة في العمل على تحقيق الإستقرار وبسط الأمن في المنطقة ومحيطه الإقليمي، وذلك من خلال الدور الذي يقوم به في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود وظاهرة الإتجار بالبشر والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، علاوة على إيوائه لأعداد كبيرة من لاجئ دول الجوار.

حوار: أميمة عبد الوهاب

الإعلام المصرى وقضية حلايب.. البحث عن كبش فداء




من اللافت أنه كلما تتجاوز العلاقات السودانية- المصرية مرحلة ينظر إليها على أنها “إختراق” يمكن أن يقود الى تسوية كافة العقبات التى تحول دون تطويرها بشكل أفضل ، حتى يعود الإعلام المصرى- بالأحرى بعض الدوائر المحسوبة على أجهزة الدولة- الى إثارة بعض الموضوعات الإستفزازية ، هذا على نحو ما طالعتنا به بعض هذه الوسائل المصرية مؤخراً عقب إجراء إنتهاء المرحلة الأولى من جولة الإعادة للإنتخابات التشريعية وذلك بالحديث عن “مصرية حلايب”.
رغم أن المسئولين السودانيين وعلى أعلى المستويات السياسية ظلوا يرددون دوماً بأن حلايب سودانية وفق حقائق التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا ولكنها لأسباب عديدة تقع الآن بحكم الأمر الواقع تحت السيطرة المصرية ولكن حلها النهائى يجب أن يكون فى داخل مؤسسات العمل المشترك بين البلدين أو تكون بين يدى رئيسى البلدين وهما يمكنهما تسوية القضية من دون الإلتفات الى الأصوات الغوغائية أوالوقوع فى شراكها أو مجاراتها ومحاولات البعض لتجيير ملف حلايب لتحقيق مكاسب سياسية وجميعها لا تخدم علاقات البلدين التى هى أكبر من ذلك بكثير.


التوظيف التكتيكى
ظلت قضية حلايب معلقة دون حل نهائى يحسم وضعية المنطقة وطى هذه الصفحة، وراهن الجانب السودانى على تفهم الطرف المصرى لحسابات السودان بعدم إثارة هذه القضية خارج الأطر الملائمة بإعتبار أن مجالات التعاون المشترك وتطور العلاقات مع مصر الى مستوى العلاقات الإستراتيجية- كما يطمح الجانب السودانى- كفيل بالإنتقال بين البلدين من مرحلة التجاذبات والتوظيف التكتيكى للقضية كما دأب الطرف المصرى دوماً الى مرحلة إيجاد أطر مؤسسية قوية تسمح بتعميق تلك العلاقات وتوفر قنوات فعالة تسمح بتسوية القضية عبر السبل العادلة التى يتفق عليها الطرفان .
ولكن من المؤسف أنه بين الفينة والأخرى يتحول ملف حلايب الى ورقة تستخدم فى الصراع المستمر فى داخل مصر، فالتناول المستفز للإعلام المصرى للقضية أتخذ مؤخرا ً وتيرة غير مسبوقة مع إجراء الإنتخابات فى “المثلث” فى جولة الإعادة التى أنتهت فى 27 أكتوبر المنصرم، وهو أمر يتعدى ظرفية إجراء الإنتخابات الى إرسال رسائل ضمنية للطرف السودانى .


وطنية متطرفة
يتساءل كثيرون من الهدف الذى يرمى إليه بعض رموز الإعلام المصرى من محاولاتهم لجر السودان الى مربع المناكفات والتراشق الإعلامى بما يضر بعلاقات البلدين ولا يخدم الغرض الذى ترمى اليه هذه الحملات؟ للإجابة على هذه التساؤلات يجب التوقف عند محطة 30 يونيو لحظة ولادة النظام القائم فى مصر حالياً.


أولاً : تعيش مصر حالياً إنقساماً غير مسبوق وتراجعاً على مستوى أدوارها الخارجية فضلاً عن أزمات إقتصادية وإجتماعية متفجرة تهدد بجر البلاد الى مصائر لم تكن السيناريوهات تقود اليها قبل هذه المرحلة .
ثانياً : هناك دوائر تمثل مخالب “الثورة المضادة” أو “الدولة العميقة” تعمل على الترويج لدور جديد لمصر يقوم على إستئصال الحركات الإسلامية والترويج لمزاعم خطر الإرهاب والتصدى له ومن بين هؤلاء من يريد جر السودان الى هذه الإستراتيجية وهؤلاء مثلما ضحوا بالديموقراطية والإستقرار – اللذين يخدمان المصالح الوطنية المصرية على المدى البعيد- لايتورعون عن التضحية بالعلاقات مع السودان لصالح تلك الأجندة .
ثالثاً : يحاول فريق داخل النظام الحالى فى مصر إثارة الحمية والوطنية فى نفوس المصريين-بشكل أهوج ومتطرف- من خلال الترويج للخطر “المتوهم” المتأتى من السودان وبالأخص مسالة حلايب حيث تحاول الأطراف المعادية للسودان فى بعض مؤسسات الدولة المصرية تسخيرها كورقة فى الصراع الداخلى المصرى .


سياسة التمصير
إتبعت السلطات المصرية منذ فرض سيطرتها على المنطقة مطلع التسعينيات من القرن الماضى سياسة تمصير ممنهجة عبر خطين متوازيين هدفا الى : تغيير ولاءات سكان المنطقة عبر إغراء شيوخ القبائل الكبيرة بالإمتيازات والإغداق عليهم بالعطايا وترغيب السكان ببعض الخدمات العامة و السيطرة الديموغرافية على المنطقة بتشجيع قبائل أخرى على الإستيطان بالمنطقة لفرض الأمر فى أى تسوية قد تتم حول المنطقة و كل ذلك فى إطار فى محاولات محمومة لتغيير الحقائق والمعطيات التاريخية والجغرافيا والديموغرافية التى تشكل -حتى الوقت الراهن- عوامل تعزز وتقوى الموقف السودانى عند الجلوس للبحث فى التسوية النهائية للقضية .


“دائرة حلايب”
خلال التغطية الإعلامية التى رافقت الإنتخابات الأخيرة جرى تركيز مدروس على خصوصية الإنتخابات فى تلك المنطقة حيث حرص الإعلام المصرى على إبراز “الطوابير” و”الحشود” و”الإقبال منقطع النظير” لمواطنى المثلث على المشاركة لإثبات مصريتهم ومصرية المنطقة .
وبحسب السلطات فقد بلغت نسبة التصويت 38% وهى أعلى نسبة تصويت فى البلاد، وفى مفارقة كبيرة لقد أضطرت لجان الإنتخاب للإستعانة بمترجمين للغة البجا بعدما عجزت فى كثير من الأحيان الذين لا يتحدثون العربية!.

وتقع حلايب فى الدائرة الثالثة وتضم حلايب وشلاتين حيث حصل المرشح المستقل ممدوح عمارة المنتمى لقبيلة البشاريين ( وليس البشارية كما يطلق عليهم الإعلام المصرى) وقد حصل على (3226) صوتاً ، كما بلغ عدد الأصوات فى الجولة زهاء (4200 ) صوتاً، وقد إستخدمت أساليب عديدة لحشد المواطنين للمشاركة و لعب شيوخ القبائل أدواراً كبيرة فى حشد البدو والرحل من الوديان والجبال بعد أن إنحصرت المنافسة بين ممدوح عمارة إبن البشاريين، وشاذلى غرباوى المنتمى لقبيلة العبابدة وهما القبيلتان الكبيرتان وبجانب البجا هى القبائل السودانية التى ظلت تقطن المنطقة لقرون .

الجيش القوى
وتضمنت التغطية الإعلامية للجانب المصرى لعملية الإنتخابات فى حلايب جانباً درامياً حيث حرص الإعلام المصرى على إظهار مظاهر البهجة والإحتفالات الصاخبة التى جرت فى المنطقة وكان هناك حديث عن أن المسيرات التى طافت شوارع شلاتين بسيارات الدفع الرباعى فى مناطق أبو رماد وحلايب ووصلت المسيرات الى خط عرض22 آخر الحدود المصرية عند قرية “حدربة” .
وهدفت هذه المظاهر الدرامية الى قول “الحقيقة” الآتية للسودان : أن سياسات التمصير قد نضجت وأتت أكلها بإنتخاب أول نائب مصرى من حلايب وأن تبعية المنطقة لمصر لم تعد محل مساومة فكافة الخيارات المتوقعة : الإستفتاء أو التحكيم أو إستمرار الوضع الراهن سوف لن تخرج عن هذه الحقيقة!.


“أول نائب”
أجرت صحيفة الوطن ما أطلق عليه “أول حوار مع نائب مصرى عن دائرة حلايب وشلاتين” ممدوح عمارة وركز الرجل عن جهوده- الى جانب الجيش المصرى- فى تمصير المنطقة وتعليم أبناء المنطقة اللغة العربية بعد سيطرة الجيش على المنطقة فى مطلع التسعينيات من القرن المنصرم .
وزعم عمارة الأهالى ظلوا يطالبون بتخصيص دائرة منفصلة بحلايب وشلاتين وأنهم يطمعون فقط فى تعيين نواب عن المنطقة بعد أن رفضت فكرة تخصيص الدائرة للمنطقة لقلة عدد السكان من قبل مجلس الشعب بعد ثورة 25 يناير.


“حماة الحدود”
كما حرص “عمارة” على (تأكيد بسط القوات المسلحة المصرية سيطرتها على المنطقة بنسبة 100% ولن تتركها ونفتخر بمصريتنا ونرفض أى تدخل من الجانب السودانى ونحن خط الدفاع الأول وسنظل حراس الجنوب المصرى).
ومن جانبها صحيفة “المصرى اليوم”- المستقلة- ذكرت بتاريخ 30/10 عنواناً مثيراً يقول (طوابير الناخبين فى حلايب وشلاتين تفاجئ المصريين وتصدم السودانيين) تطرقت لما تداولته مواقع التواصل الإجتماعى فى السودان وتعليق وكيل وزارة الخارجية عن “الحل الودى” للقضية.

إن التناول الإعلامى المصرى لقضية حلايب مؤخراً هدف أيضا الى تحقيق “أهداف” داخلية تتصل بالصراع السياسى بين فرقاء البلاد، فالنظام الحالى يقوم على دعاية تقول (لولا الجيش المصرى لكان مصير البلاد كمصير ليبيا والعراق واليمن وسوريا) وأن هذا الجيش يحمى ” حدود مصر ولا يفرط فى شبر منها” وأنه المؤسسة الوحيدة المؤتمنة على وحدة تراب مصر بدليل تأكيده عملياً مصرية منطقة حلايب بتخصيص أول دائرة إنتخابية للمنطقة ودخول اول نائب عن حلايب وشلاتين مجلس الشعب المصرى وهى خطوة لم ولن تجرؤ عليها القوى السياسية المصرية كافة!.
خدمة (smc)