الأحد، 17 يناير 2016

السودان... فتنة في "المولد النبوي"




لم يشهد السودان في احتفالات المولد النبوي، طوال العقود الماضية، غير المديح والتراتيل والأهازيج الدينية وحلوى المولد الملونة التي حافظ السودانيون عليها، على الرغم من الضائقة الاقتصادية. لم يكن هناك غير الشوارع التي أخذت زخرفها، وازينت متوجة بزفة المولد، حيث يخرج الجميع في حالة روحانية ممزوجة بطرب ترتسم فيه علامات الرضا والفرح. يحدث ذلك كله، وسط إيقاعات الدفوف (النوبة والطار) التي تجوب الأحياء، وتنتهي مسيرتها بـ (حوش الخليفة)، المكان الرئيسي للاحتفال في أم درمان، لما له من خصوصية، ذات عبق تاريخي. وحوش الخليفة هو الباحة المطلّة على سكن عبد الله التعايشي، خليفة قائد الثورة المهدية الإمام محمد أحمد المهدي، وقد شيّد المبنى عام 1887م المعماري الإيطالي بيترو.هذا فيما يتعلق بمكان الاحتفال بالمولد وخصوصيته، حيث اختيرت ميادين أخرى للهدف نفسه، تتمتع بالخلفية التاريخية نفسها. ولكن، منذ ثلاثة أعوام، بدأت تتسلّل إلى أماكن هذه الاحتفالات بعض مظاهر العنف الطائفي. ولم يحدث ذلك، حينما كتب الشاعر محمد المهدي المجذوب قصيدته "ليلة المولد"، المنبعثة من "نار المجاذيب" التي يؤرخ لها الكاتب ف. لوريمير منذ عام 1936. وسرّ الليالي عند المجذوب هي تصوير لما نشأ عليه غالبية أهل السودان الشمالي: "وهنا حلقة شيخ يرجحنُّ...يضرب النوبة ضرباً فتئنُّ وترنُّ، ثم ترفضّ هديراً أو تجنُّ، وحواليها طبول صارخات في الغبار...حولها الحلقة ماجت في مدار".كما لم يكن السودانيون بهذا القدر من الفصام الطائفي، فقد كانت الطرق الصوفية في كل عام، طوال العقود السابقة، تنصب سُرادقها في ساحات المولد المنتشرة في العاصمة الخرطوم والولايات، في الإثني عشر يوماً الأولى من شهر ربيع أول، جنباً إلى جنب مع سُرادق جماعة أنصار السنّة الذين يشاركون بالمحاضرات الدينية من دون الاحتفال أو الاعتراض عليه.هذه الاحتقانات بين التيارين الإسلاميين حديثة عهد في المجتمع السوداني الذي كان يتعاطى مع أيٍّ منهما من دون رفضٍ للطرف الآخر وتكفيره. ولكن، تم تصعيد الأحداث في عام 2012، حين تم حرق سُرادق أنصار السنة، واتهمت الحكومة بتآمرها لتكريس الطائفية وتحجيم دورها. ويدل اتساع الهوة الآن على أنّ هناك جهة مستفيدة من تعصب كل فئة إلى اعتبار نفسها "الفرقة الناجية".فالصوفية يرون ألّا غبار على معتقدهم في تقديس النبي محمد، والأضرحة والتبرك بها، وأنصار السنة يرون أنه لا بد من محاربة ما يعدّونه من قبيل البدع والضلالات، بالدعوة إلى التوحيد وتصحيح المعتقد. ولعلّ ما رسّخ من ذلك، بالإضافة إلى الواقع المعيش أنّ جلّ كتابات الرحالة والمؤرخين، مثل بيركهاردت، لم تخل من سرد ما يلصقه العامة بالمتصوفة من قدرات خارقة.كما أنّ الصراع المفتعل ليس بسبب نشاط معيّن، يتعلق بهذا الموسم، وإنّما هي فرصة تُنتهز ليبرز كل تيار عضلاته بأنّه الأولى بالبقاء على الساحة. وما نجحت فيه الإنقاذ هو تأجيج هذه الصراعات، لإبعاد طرفٍ واستقطاب آخر، حسب المواسم، وحسب ما يقدمه من ولاء ونزول من شرفة العلم اللدني إلى درك المكاسب السياسية السحيق.عمّقت الحكومة من الجرح، وهلّلت لانقسام المجموعتين، فأحدثت انتماءات عديدة لحزب "لم يعد التّسامح سيّد الموقف في السودان، ولم يعد أهل التصوف يقفون إلى جانب الفقراء والكادحين، ويتوسطون لحلّ مشكلات الناس مع الحكّام، بل صاروا أداة في يد السلطة" المؤتمر الوطني بألوان الطيف. تيارٌ من أنصار السنة موالٍ للحكومة، وآخر متعنّت ورافض لممارساتها. وتيارٌ من الصوفية احتوته الحكومة، كان من الممكن أن يحفظ التوازن داخل الحكومة، لولا الصلاحيات الواسعة التي يتمتّع بها على مستوى الأفراد، وشيوخ الطريقة.ووفقاً لهذا الحراك، وبعد أن فقد "المؤتمر الوطني" أرضيته الدينية، وانتماءه القديم إلى الجبهة الإسلامية القومية، فكّر أعضاؤه في إيجاد شيخٍ، يؤدي هذا الدور، فضمت أحدهم بين جناحي الحزب. وعلى الرغم من أنّ جدلاً كثيراً يدور حول الرجل، حتى وصلت إلى مسألة الاستقامة ومدى الصلاح، ونعته على المستوى الشعبي بصفاتٍ تتنافى مع رجل طريقة صوفية، إلّا أنّ الحكومة سلّمته مقود أمر البلاد، بأن بعثته مفاوضاً عنها في دولة الإمارات، في إحدى الصفقات الاقتصادية الحكومية. من الصعب أن يسلّم المجتمع السوداني بأنّ مسألة نجومية الشيوخ ظاهرة ذات بعد سياسي، أو أنّها قابلة للتوظيف سياسياً، حتى لو اعترف الشيخ نفسه بأنّه ينتمي لحزب معين "بالفطرة"، مثلما يحاول هذا الشيخ تبرير انتمائه للحزب الحاكم. وحتى لو أمّ نشاطات الحزب، وقاد الدعوة إلى تقرير قضية المشاركة بالحكومة، ذلك لأنّ "المشيخة" في السودان من ضروب الزعامة الدينية الروحية التي تكتسب قوتها من السند الشعبي. ولم تؤثر موجات الحداثة على شكلها العام، وإن تغيرت بعضٌ من فلسفة المضمون، بل استطاعت قوة الزعامة تطوير طريقتها، لتضطلع بوظائف فكرية في مواكبة العصر المتزايدة تغيراته، والتي لم يكن باستطاعة العلماء التقليديين الوفاء بها.كانت الزعامات الروحية، وما زالت، أمراً واقعاً، ومن صميم مفاهيم المجتمع السوداني التي لا يمكن تجاهلها، حيث اتصفت بالزهد في كل شيء، بينما ظهر شيوخ الحكومة المنعمون، وديدنهم الانغماس في ممارساتها، تقودهم الوصولية، وتحقيق المكاسب الخُرافية، يتبع ذلك تضخيم لدورهم الذي وصل إلى الأخذ والرد في قرارات سيادية. لم يعد التّسامح سيّد الموقف في السودان، ولم يعد أهل التصوف يقفون إلى جانب الفقراء والكادحين، ويتوسطون لحلّ مشكلات الناس مع الحكّام، بل صاروا أداة في يد السلطة، وصار التكفير السمة التي تعبّد الطريق لإحداث فتنة دينيّة وشيكة. 
منى عبدالفتاح
العربي الجديد

تضم تراثا تاريخيا وثقافيا وطبيعيا: خبراء ومختصون يحدّدون مواقع سياحية سودانية لضمها لقائمة التراث العالمي



الخرطوم ـ «القدس العربي»:
يتميز السودان بإمكانيات كبيرة في مجال السياحة، لكن لا يستفاد منها لأسباب عديدة، ورغم التقدم الذي حدث في إيرادات السياحة خلال العامين السابقين، فإنّ الكثير من الخبراء يرون إمكانية مضاعفة هذه الأرقام.
فقد شهدت السياحة السودانية تطورا في الأعوام الماضية، ففي عام 2014 حققت أكثر من 855 مليون دولار بنسبة زيادة بلغت 19.3٪ عن العام 2013 فيما بلغ عدد السياح للعام ذاته نحو 683.618 سائح بنسبة زيادة بلغت 19.1٪ عن العام السابق وارتفعت إيرادات السياحة في 2015 إلى 930 مليون دولار وبلغ عدد السائحين 700 ألف ويتوقع أن ترتفع نسبة إيرادات السياحة بمقدار 7٪ خلال هذا العام.
ولتحقيق السودان أقصى فائدة ممكنة من السياحة، عكفت مجموعة من الخبراء على تحديد المواقع السياحية التي يمكن ضمها لقائمة التراث العالمي ليتوفر لها ـ بذلك ـ الدعم والحماية الكافية، وتشارك في هذا العمل وزارة السياحة، اليونسكو (الوطنية والعالمية) والهيئة القومية للآثار ومختصون في هذا المجال.
الدكتور عبد الرحمن علي المدير العام للهيئة القومية للآثار في السودان، عدّد فوائد الإنضمام لقائمة التراث العالمي والمتمثلة في ضمان الدعم الفني، والخبرة والمساعدة في كيفية إدارة المواقع بصفة مستدامة، أما المكسب الأكبر فهو التعريف بالحضارة السودانية.

مواقع أثرية

ويقول إنّ المواقع المقترحة للإنضمام لقائمة التراث العالمي كثيرة، ولكن هنالك مناطق يسهل تطابقها مع المعايير المطلوبة وتحتاج فقط لبعض الجهود، ومنها موقع «كرمة» وهي أول دولة سودانية مستقلة وتضم مناطق الدفوفة (الشرقية والغربية). ويضيف أنّ هذا الموقع يتميز بخصائص عديدة، حيث يمثل حضارات بها أصالة ولا شبيه لها، وبه معبد وقصر يضم 1500 عمود من الطين، وتعمل فيه بعثة أثرية تقوم بالترميم منذ أكثر من 50عاما، ويقع على بعد45 كيلومترا شمال دنقلا وفيه متحف موقعي يدار بصورة جيدة.
ومن المواقع التي يرى مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف أنها جديرة بالإنضمام لقائمة التراث العالمي، الآثار الفرعونية الموجودة في السودان، وهي تثبت أن المصريين دخلوا حتى الشلال الثالث وتفاعلوا مع النوبيين وتركوا معالم بارزة منها معبد سوليب.
وهنالك خمسة مواقع ذات جذب سياحي فريد ومميز منها معابد صادينقا وسيسيب وتمبس وتضم تماثيل نادرة وتكمن أهميتها في أنها تمثل الحدود الجنوبية للمملكة الفرعونية وهي نماذج لحضارات انقرضت.
ومن المواقع المهمة التي يشير إليها الدكتور عبد الرحمن علي، ثلاث ممالك مسيحية هي المقرة وعاصمتها دنقلا العجوز وفيها القصر الإداري الذي تحول إلى مسجد وتوجد فيها كنائس وقباب وتعمل في هذا الموقع بعثة هولندية منذ 40عاما.
والمملكة الثانية هي نوباطيا وعاصمتها فرص، وآثارها موجودة في المتحف القومي وهنالك موقع اكتشف حديثا بابقانارتي واشتغل فيه البولنديون وفيه أكثر من ثلاث كنائس تحوي لوحات جدارية لا توجد إلا في سوريا ورومانيا ولوحات عن المسيح والحواريين كما تخيلها سكان تلك الفترة.
وهنالك موقع جبل العوينات ويتميز بوجود رسومات صخرية تمتد من عشرة آلاف سنة حتى العصر الحديث، مثّلت تسجيلا للحياة التي كانت سائدة والتفاعل مع البيئة والتعبير عنها (مشاهد للصيد وأنواع من الأبقار منقرضة) وحسب الدكتور عبد الرحمن فإن هذا الموقع يتميّز بأربعة خصائص تجعله ضمن التراث العالمي.
موقع (وادي هور )8000 سنة قبل الميلاد، من المواقع التي اقترحها الخبراء لتضم إلى قائمة التراث العالمي وقد كان فرعا رئيسيا لنهر النيل قبل تسعة آلاف عام ، وفيه آثار تشير إلى وجود حياة بريّة في ذلك التاريخ، وأنه كان ضمن حزام السافانا الغنية، لكنه إنتهى إلى بيئة صحراوية أو شبه صحراوية منذ 600 ألف سنة تقريبا (قبل الميلاد) وهذا يعني أن حزام السافانا تحوّل بنحو 600 كيلو متر من هذا الموقع.
ويقول الدكتور عبد الرحمن إنّ هذا الموقع كان يمثّل واحدا من روابط التواصل بين السودان وأفريقيا في جنوب الصحراء وفيه قلعة أبو حمد المحصّنة وهي من الآثار الكوشية التي كانت تنظم التجارة بين أفريقيا ومصر، ويضم الموقع بقايا أثرية من القرن الثامن قبل الميلاد ويمثّل هذا الموقع تكاملا بين الحياة البريّة والتراث الثقافي.
ويضاف إلى تلك المواقع، موقع الخندق، وهو تراث إسلامي من المملكة المصرية الحديثة التي تعود إلى ألف سنة قبل الميلاد ويمثل مدينة من القرن الثالث عشر وميناء على النيل، وفيه نماذج من العمارة الطينية مرتبطة بمملكة الفونج 1504وهي أول دولة إسلامية تزامنت مع سقوط الأندلس، وتتميز هذه المواقع ـ بحسب الخبراء ـ بخصائص تمكنها من الإدراج في سجل التراث العالمي.
ويقول المدير العام لهيئة المتاحف والآثار، إنّ هنالك قائمة سابقة أعدّت لتقدم بوصفها آثارا عالمية ومنها جزيرة سواكن التي تحتاج إلى إعادة ترميم وإحياء للثقافات التي كانت موجودة فيها وتواجهها مشكلة (الملكية) التي يجب أن تحسم لأن المنطقة تتكون من الحجر المرجاني وهو سريع التعرّي.

التراث الطبيعي

إضافة لتلك المواقع الأثرية، توجد العديد من مواقع التراث الطبيعي التي يرى الخبراء السودانيون أنها جديرة بالإنضمام لقائمة التراث العالمي، ومن بينها محمية جبل الحسانية وهي محمية طبيعية في ولاية نهر النيل وتوجد فيها أنواع شبه منقرضة من الحياة البرية وتتميز بالأصالة.
وهنالك حظيرة الدندر التي تمتد في مناطق بين السودان وأريتريا وإثيوبيا وتضم أنواعا مختلفة من الحياة البريّة، وفيها أكبر غابة في المنطقة تساهم ـ بجانب فوائدها الأخرى ـ في تحسين المناخ.
وفي شمال كردفان، توجد محمية جبل الداير التي تضم أنواعا متميزة من الحياة البريّة، تشكل تكاملا بيئيا متفردا، وتعدُّ لان تصبح منطقة سياحية في المستقبل.
وتعتبر سلسلة جبل مرة في وسط وجنوب دارفور، من المناطق المدهشة، حيث يصل إرتفاعها لألف قدم فوق سطح البحر، وتتميز بمناخات متعدّدة، وبحيرات بركانية وآثار من العصر الحجري القديم ، لكنها تأثرت بالنزاعات المسلحة وأصبحت غير آمنة.

مناطق جديدة

الخبير في مجال السياحة، حسن حسين، طالب بالتوسّع في القائمة التمهيدية المقترحة، بحيث تغطّي كل مناطق السودان، مؤكدا وجود خبراء يعرفون المطلوب منهم من حيث الفصل بين المواقع وإعداد الملفات والمعلومات بشكل علمي.
واقترح إضافة العديد من المناطق مثل قصور السلاطين في الفاشر، وجبال توتيل في كسلا، مع ربط سواكن بساحل البحر الأحمر. وأضاف أن الملكية تعد من أكبر المشاكل في هذا الملف ودعا لإشراك السكان المحليين في أي عمل سياحي في مناطقهم.
ويقول المهندس نور الدين حمد، رئيس لجنة التراث في الاتحاد الافريقي للمعماريين، إنّ أهم متطلبات نجاح المواقع السياحية أن تكون سهلة الوصول وأن تتوفر لها إدارة جيدة، وأضاف أن تفاعل المواطنين مع موضوع السياحة مهم وضروري، مشيرا لضرورة ترسيخ الوعي في المناهج الدراسية ، وطباعة (كتيبات) توضح أهم المعالم السياحية في السودان وتنظيم مهرجانات التراث.
وقال نور الدين إنّ سواكن محمية بقانون الآثار ورصدت لها ميزانية تصل لخمسة مليون دولار من أجل ترميم المباني التاريخية ، إضافة لوعد من حكومة إمارة الشارقة بتقديم الدعم في هذا الاتجاه.

تصميم خريطة للآثار

وتعهّد الصادق سليمان حميد، المدير التنفيذي لهيئة المساحة السودانية ، بتصميم خريطة للآثار ووضعها في الخريطة الأساسية للدولة، وربط هذا الأمر بتحديد هذه المواقع من قبل الجهات المختصة، وطالب بضرورة إجبار الحكومة على الإهتمام بمناطق الآثار وتوفير الخدمات الإساسية فيها، والترويج للسياحة بشكل جيد ، إبتداءً من مطار الخرطوم وبوابات السودان الأخرى.
واقترح الدكتور صديق بابكر أحمد ، عضو قطاع الثقافة في اليونسكو، إضافة أمدرمان القديمة للمواقع المقترحة لأنها تضم معظم آثار الثورة المهدية، مؤكدا أن جامع الخليفة حدث له تشويه ، حيث تم تجديد حوائطه بالطوب بعد ان كانت مشيّدة بالحجر.
وقال إنّ ميدان الخليفة هو في الإصل جامع عبد القادر الكردفاني وكان مغطّى بالقش ويحتوي على 70 ألف «فروة» وهي نوع من المصالي مصنوع من جلود الحيوانات، وأكد مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن أمدرمان القديمة ومقرن النيلين تم تضمينهما في الخريطة القديمة المعدة للتراث العالمي.
الخندق والصحابة


ويرى موسى محمد عبد الله إن المواقع التي تصلح لأن تضم للتراث العالمي كثيرة، ويقول إن معظم المواقع التي اقترحت، توجد بالقرب منها مناطق تحمل السمات نفسها، وعلى سبيل المثال، في موقع سيسيبا توجد قلعة اسبانية كبيرة جدا وكن تم رصد المعبد فقط ، وأضاف أن القلاع التاريخية منتشرة على النيل حتى الخندق، وفي المواقع المسيحية التي تم رصدها، هنالك موقع الصحابة في الضفة الأخرى للنيل.
ويضيف أن جنوب ووادي هور توجد به عدّة مواقع منها أبوسفيان وأخرى ترجع للفترة المروية، وهنالك سنكور في غرب كردفان وهي مدينة ملكية موازية للفترة المروية واستخدم فيها الطوب.
وطالب بضرورة تسجيل المباني الأثرية الموجودة في الخرطوم، مثل وزارة المالية والقصر الجمهوري، ومبنى البريد والبرق مشيرا إلى أنها تعرضت لتغييرات (حديثة)..!
ويقول الدكتور عبد المنعم أحمد عبد الله ، مدير معهد الدراسات المروية بجامعة شندي، إن الوضع الآن يحتاج لتنسيق محكم بين كل الجهات ذات الصلة وذلك حتى يتم إنشاء هيئة متكاملة تعنى بالتراث والآثار.
وقال إن اختبارات تسجيل آثار جزيرة مروي واجهت مصاعب عديدة، مؤكدا أن النجاح في هذا الملف يتطلب تنسيقا محكما وإيمانا كبيرا بأهمية هذا العمل.

مهددات السياحة

ويطالب شوقي ضو البيت، الذي يعمل في إدارة السياحة في ولاية الخرطوم، بالإسراع في تسجيل المواقع الأثرية لدى وزارة التخطيط العمراني، لأن التمدد السكني والعمراني، يشكل تهديدا للكثير من المواقع الأثرية، ويطالب ـ أيضا ـ بحماية الآثار من المهددات البشرية بسن التشريعات القومية حتى لا تضيع.
أحمد محمد تاجر، عضو لجنة في البرلمان السوداني تعنى بالسياحة قال إن البرلمان أبدى اهتماما واضحا بأمر السياحة في هذا العام ، وجعل لها وضعا مقدرا في الميزانية ، بوصفها تمثل موردا مهما للعملات الصعبة. وأضاف أن لجنتهم زارت العديد من المواقع السياحية وفشلت في الوصول لبعض المناطق ، لوعورة الطرق وافتقاد بعض هذه الأماكن للأمن ، خاصة تلك التي تسيطر عليها الحركة الشعبية (المسلحة) وضرب مثالا لتلك المناطق بـ(كاودا) في جنوب كردفان وهي المقر الرئيسي لحاملي السلاح.
وطالب حامد سبيل، عضو لجنة الثقافة والإعلام والتربية والسياحة في البرلمان، بوضع خريطة للآثار الوطنية، مؤكدا ضرورة التنسيق في خطط الوزارات المختلفة والتي تلتقي في العمل السياحي.
ويقول مدير الهيئة العامة للآثار، إنّ السودان يجيء في المرتبة السابعة ضمن عشر دول في العالم غنية وواعدة في مجال السياحة. ويشير إلى جملة أشياء اتفق عليها الخبراء في هذا المجال للإرتقاء والنهضة، في مقدمتها رفع الوعي بهذا القطاع ليشمل كل فئات الشعب السوداني، التأكيد على قومية الآثار، وتكوين جسم موحد للتراث الوطني والطبيعي والثقافي.
ويرى أنّ العمل يسير بشكل جيد في اتجاه تحديد القائمة الوطنية لمواقع التراث واعتمادها من قبل رئاسة الجمهورية ليتم بعد ذلك إعداد القائمة المقترحة كتراث عالمي، وأكّد أنّ عدم التنسيق بين مؤسسات الدولة المختلفة يشكّل مهددا أساسيا للتراث السوداني.
وقال إنّ الخبراء أوصوا بضرورة إدراج مواقع التراث الثقافي والطبيعي في أطلس أو خريطة توزّع في كل أنحاء العالم عبر السفارات السودانية، وأضاف أن كل هذا المجهود يتطلّب أن تتبنى أجهزة الإعلام قضايا التراث بشكل أعمق.


صلاح الدين مصطفى

«ذكرى حروب قادمة» رواية سودانية بطلها الموت!


الخرطوم – «القدس العربي»:

صدرت مؤخرا رواية جديدة للكاتب عثمان شنقر، الأمين العام لاتحاد الكتّاب السودانيين (الموقوف بأمر السلطة) وهي رواية (ذكرى حروب قادمة). ونوقشت في منبر (تجارب) بالمسرح القومي السوداني في امدرمان.
صدرت الرواية عن دار المصورت للنشر والتوزيع في الخرطوم، واشتملت على (12) فصلا تراوحت بين الطول والقصر. حملت بعض الفصول عناوين مثل (انجلينا، ميمونة جسد بري، حكايات لاستحضار الغائبين)، بينما تصدرت بعض الفصول الأخرى (أرقام)،وتستلهم الرواية (تداعيات وطن) ويتمظهر ذلك في التناول السردي المتصاعد 
والمفعم بالتفاصيل التي تجسد قيم إنسانية في زمن الحرب وخياراته الصعبة والمحدودة.
الناقد الأدبي مصطفي الصاوي قدم ورقة في منتدى (تجارب) في المسرح القومي بعنوان البناء السردي في رواية (ذكرى حروب قادمة) وقال إن عنوانها ينهض على مفارقة لغوية (ذكرى، قادمة) فالذكرى فعل ماضوي بينما محمولات العنوان تشير إلى المستقبل بحسب الصاوي.
وفيما يتعلق بـ ( أشكال البناء السردي) في الرواية يرى الصاوي أن الرواية تستند إلى فصول صغيرة شكّلت أساسا للبنية القصصية وتضافرت لتكون جزءا أصيلا من بنية النص
وأضاف أنّ الرواية عملت على تكسير خط الزمن والذي اعتمده الكاتب في تأسيس نصه ،حيث يقوم النص على تكسير الزمن عن طريق تقنية الاستباق والاسترجاع والمراوحة بين أزمنة وأمكنة مختلفة.
وأوضح الصاوي أن الرواية اعتمدت على تقنية الصوت والصدى، ويقصد بها ان الراوي يقوم بالسرد عن الشخصيات في فصل ومن ثم في الفصل المقابل تتحدث الشخصيات عن نفسها وهذا ما اطلق عليه تقنية الصوت والصدى.
كذلك اعتمدت الرواية عددا من التقنيات الأخرى مثل توظيف الرسائل، الحكايات، المنولوج ، تيار الوعي وأسلوب التداعي. ويلاحظ الصاوي أن الرواية بتبنيها الزمن الماضي، وضعت كل مادتها في حقل الذاكرة وكأنها انفجرت من ذاكرة متقدة لاستحضار سيرة الغائبين. 
ويخلص الناقد إلى أنّ رواية الحرب بطلها واحد هو (الموت) وهذا ما تبدّى في هذا النص وتمثل في المصائر السوداء والعجز والاختفاء! 
ويرى الناقد السر السيد أن الرواية فارقت سائد الكتابة السردية الراهنة باسلوبها المختلف عن بقية الكتابات الروائية الراهنة، وأوضح قوله بأن الرواية اشتغلت على التركيز في موضوع الحرب ووضعها كإطار عام تتحرك في فضائه الشخصيات وتتأثر به. وقال ان الاسلوب الذي كتبت به، والذي يتراوح بين (التداعي والهذيان والرسائل والسرد الخشن، وتعدد المستويات اللغوية)، يجعلها من الروايات المغايرة عما هو مطروح في الساحة.
وركز متحدثون آخرون حديثهم على ضعف الإنتاج الأدبي الذي يتناول موضوع الحرب في السودان على الرغم من تطاول الحروب في البلد المنكوب لفترات تتجاوز الخمسة عقود. 
صدرت للكاتب، من قبل، مجموعة قصصية بعنوان (ثلاثتهم دهاقنة حرباوات لدنة خضراء برائحة تعبق) عن دار ومكتبة عزة للنشر، في الخرطوم، سنة 2009. كما نشر قصصه ومقالاته في الصحف والمجلات داخل السودان وخارجه و عمل محررا ثقافيا لمدة تزيد عن عشر سنوات.


صلاح الدين مصطفى

اتحاد نقابات عمال الجزيرة : لا بدمن ضرب ” أوكار ” الفساد



هاجم رئيس اتحاد نقابات عمال ولاية الجزيرة الشريف حمد الزين ، المعارضين لسياسة الإصلاح في الخدمة المدنية بالولاية ، وشدد على ضرورة ” ضرب أوكار الفساد ” .
وقال الزين لدى مخاطبته حفل تكريم وفد ولاية البحر الأحمر المشارك في مهرجان السياحة والتسوق بود مدني ، إن العاملين بالولاية هم الفصيل المتقدم في نهضة الولاية ، مبينا أن نهج إصلاح الخدمة المدنية تعرض لهجوم كبير قائلا : ” لولا الإصلاح لكنا في المربع الأول الذي تراجعت فيه الولاية كثيرا في عدد من المجالات ” .


صحيفة السوداني

السبت، 16 يناير 2016

خيارات الشعب..




من أجمل العبارات التي سمعتها آخر الأسبوع الماضي، هي قول أحد المتحدثين في ملتقى الحوار المجتمعي الخاص بمنسوبي المنظمات الوطنية، والذي نظمه ظهر الخميس الماضي المجلس السوداني للجمعيات الطوعية (اسكوفا)، بقاعة اتحاد أصحاب العمل. المتحدث قال في معرض تساؤلاته عن هل رئاسة الجمهورية في تعهداتها بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني؟ ثم مضى الى القول بأن الشعب السوداني وقطاعاته الحية يملكون الخيار الغالب والكلمة الفصل، وستطبق مخرجات الحوار الوطني حتى وإن تم الغدر بها والاستجابة لتخرصات ودعاوى تسفيه مخرجات الحوار. وقال إن الشعب يملك خياره البديل حينما يتم الكفر بمخرجات الحوار، ولا يمكن أن يرضى بالمزيد من الخراب وتضييع الموارد وإهلاك الحرث والنسل.
وحسب الدعوة التي وجهها الأمين العام للمجلس إبراهيم محمد الحسن الشهير بـ(اسكوفا)، فقد تداعى الى قاعة اتحاد أصحاب العمل مدراء العديد من المنظمات الناشطة في الساحة مثل المنظمة السودانية لحماية البيئة، والمنظمة السودانية للشفافية، ومكافحة الفساد، ومنظمة أصدقاء السلام والتنمية، ومؤسسة الشرق الخيرية، وشبكة منظمات شرق السودان، ومنظمة الزبير الخيرية، والمنظمة الإفريقية للتنمية، وغيرها من المنظمات التي لبت دعوة (اسكوفا)، ودار حوار كثيف أفرغ فيه الحضور الهواء الساخن من الصدور وأبانوا رؤيتهم حول قضايا الساعة وما ينبغي أن يرفع من توصيات للسيد رئيس الجمهورية عبر مندوبه الذي جاء الى الملتقى خصيصاً لهذا الغرض، وتناول الحضور تحديات عملية الحوار الوطني الجارية والتي شارفت على نهاياتها، حيث طالبوا بتنفيذ مطلوبات الشعب وإلغاء مطلوبات الفئة الباغية التي ماتزال مساعيها جارية لإجهاض ثمرات الحوار الوطني بمختلف الأساليب الملتوية، ظناً منهم أن الشعب السوداني بلا خيارات أو أن قيادة الدولة إنما تطلق الكلام على عواهنه حينما تعهدت بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهي مخرجات بدت ملامحها تتضح من خلال تصريحات أبناء السودان العاكفين على إخراج الثمرة النهائية المطلوبة بعد نقاشات مستفيضة حول كيفية إقرار دستور دائم يرتضيه جميع السودانيين وتوسيع قاعدة مشاركة الشعب في السلطة وطرق إيقاف النزاعات الأهلية المسلحة وطرائق تضييق الخناق على غول الفساد ومحاربة الانتهازية الطفيلية التي انسربت داخل مؤسسات الحكم وتخللتها نهباً وإفساداً وتخريباً.
إن كثرة التصريحات المناهضة لمطلوبات الإصلاح وتحقيق تطلعات وأشواق الجماهير والقوى الحية المؤمنة بالحوار، تجيء كفرفرة مذبوح او كردة فعل طبيعية من القوى الظلامية التي أدمنت تهميش الجماهير والتلاعب منفردة بإمكانيات البلد وإيصالها الى مرحلة حصاد الهشيم، ولقد قُضيَ الأمر بالنسبة لهم وانتهت اللعبة، ولذلك هم يخافون من عملية انفتاح الشعب على السلطة ومشاركته بكل أطيافه فيها لأن هذا يعني كنس القوى الظلامية التي نصَّبت نفسها عبر تزوير إرادة الجماهير وممارسة الفساد بكل إشكاله والإثراء على حساب افقار الأغلبية الساحقة من أبناء البلد، وهم يخافون إعادة الميزان الى وضعه الطبيعي حيث لن يتولى أصحاب الولاء ولا المتخلفون في الأرض المواقع التنفيذية، وإنما أصحاب الخبرة حينما يتم إقرار منهجية تكافؤ الفرص وإلغاء دجل التمكين، هذه واحدة وقس على ذلك كل شيء ومحفل ومؤسسة وموضوع.
إن القوى الظلامية الرافضة لعملية الانفتاح الكبير، إنما أدمنت في ظل استحكام الفساد وغياب دولة القانون نهب موارد البلد باسم المخصصات والجهويات والعشائر وجميع أنواع وأشكال وأنماط التجاوزات، ولذلك ترتفع أصواتهم كلما اقتربت مرحلة الحسم الكبير، باعتبار أنها مرحلة تعني بالنسبة لهم (القيامة الصغرى)، هذا عدا أنه يوم تقوم الساعة سيتعين عليهم اختبار معاني ودلالات الوعد القرآني «بئس الورد المورود».

محمد كامل عبد الرحمن
الانتباهة

إحالة مسؤولين بشركة شيكان للمحكمة بتهمة اختلاس أكثر من مليار



أحالت نيابة الأموال العامة ملف ثلاثة مسؤولين بشركة شيكان للتأمين وإعادة التأمين وإدارة التأمين الزراعي إلى محكمة مخالفات المال العام بالخرطوم شمال للمحاكمة، بتهمة اختلاس أكثر من مليار جنيه من الأموال العامة بالشركة. ويشير البلاغ إلى أن الشاكي، شركة شيكات للتأمين، تقدمت بموجب عريضة لدى نيابة المال العام، أفادت فيها بأن المتهمين، وهم يشغلون مناصب إدارية بقسم التأمين الزراعي، قاموا بتزوير مستندات رسمية، وتمكنوا بموجبها من استلام مبلغ 1،531،557 مليار جنيه دون وجه حق وتصرفوا في المبلغ لصالح منفعتهم الشخصية، مخالفين لنص المادتين 123و177الفقرة 2 من القانون الجنائي المتعلقتين بالتزوير وخيانة الأمانة.

الخرطوم: مسرة شبيلي
اخر لحظة

ملتقى للدبلوماسية السودانية في الخرطوم يناقش تحديات وخطط العمل الخارجي


بعد انقطاع إمتد لعشر سنوات، ينطلق في العاصمة السودانية ، الاثنين، ملتقي الدبلوماسية السادس، لمناقشة شواغل وزارة الخارجية، والتحديات التي تواجهها وخطط الفترة المقبلة، ووصل الخرطوم فعليا 82 سفير من عواصم مختلفة، للمشاركة في الملتقى المقرر له الانعقاد لأربعة أيام.
كما يبحث الملتقى الدبلوماسي طبقا للمتحدث قضايا الاستثمار والمناخ والبيئة، وعلاقة السودان الثنائية مع كافة الدول والكيانات والمنظمات التي تربطها علاقات مع السودان، القضايا الدولية مثل قضايا حقوق الانسان والطفل والمياه، بجانب قضايا الحوار، فضلاً عن قضايا الثقافة والإعلام والسياحة وعلاقتها بالعمل الدبلوماسي.وقال المتحدث باسم الخارجية، علي الصادق، لـ "سودان تربيون"، السبت، إن الملتقى يناقش محاور: مرتكزات وأهداف سياسة السودان الخارجية في ظل التحديات الماثلة، بجانب الخروج السلس لبعثة الاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة للسلام في دارفور "يوناميد"، التعاون والقضايا الدولية بما في ذلك العلاقات مع الأمم المتحدة والتعاون مع دول الجنوب.
من جانبه أبلغ مدير الدارة الإفريقية ، معاوية التوم "سودان تربيون" بأن الملتقى يناقش أيضا أركان العمل الخارجي كافة، والتحديات التي تواجه العمل الدبلوماسي، وكيفية التعامل معها.
وأعلنت الخارجية وصول جميع السفراء والقائمين بأعمال سفارات السودان بالخارج، للانخراط في مشاورات تشمل أكاديميين ومختصين من خارج الوزارة لرسم خارطة طريق للعمل الخارجي في الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن يخاطب الرئيس السوداني عمر البشير، الجلسة الختامية للملتقى، فيما يتولى مخاطبة حاضري الجلسة الافتتاحية نائب الرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح.
سودان تربيون