الأحد، 17 يناير 2016

«ذكرى حروب قادمة» رواية سودانية بطلها الموت!


الخرطوم – «القدس العربي»:

صدرت مؤخرا رواية جديدة للكاتب عثمان شنقر، الأمين العام لاتحاد الكتّاب السودانيين (الموقوف بأمر السلطة) وهي رواية (ذكرى حروب قادمة). ونوقشت في منبر (تجارب) بالمسرح القومي السوداني في امدرمان.
صدرت الرواية عن دار المصورت للنشر والتوزيع في الخرطوم، واشتملت على (12) فصلا تراوحت بين الطول والقصر. حملت بعض الفصول عناوين مثل (انجلينا، ميمونة جسد بري، حكايات لاستحضار الغائبين)، بينما تصدرت بعض الفصول الأخرى (أرقام)،وتستلهم الرواية (تداعيات وطن) ويتمظهر ذلك في التناول السردي المتصاعد 
والمفعم بالتفاصيل التي تجسد قيم إنسانية في زمن الحرب وخياراته الصعبة والمحدودة.
الناقد الأدبي مصطفي الصاوي قدم ورقة في منتدى (تجارب) في المسرح القومي بعنوان البناء السردي في رواية (ذكرى حروب قادمة) وقال إن عنوانها ينهض على مفارقة لغوية (ذكرى، قادمة) فالذكرى فعل ماضوي بينما محمولات العنوان تشير إلى المستقبل بحسب الصاوي.
وفيما يتعلق بـ ( أشكال البناء السردي) في الرواية يرى الصاوي أن الرواية تستند إلى فصول صغيرة شكّلت أساسا للبنية القصصية وتضافرت لتكون جزءا أصيلا من بنية النص
وأضاف أنّ الرواية عملت على تكسير خط الزمن والذي اعتمده الكاتب في تأسيس نصه ،حيث يقوم النص على تكسير الزمن عن طريق تقنية الاستباق والاسترجاع والمراوحة بين أزمنة وأمكنة مختلفة.
وأوضح الصاوي أن الرواية اعتمدت على تقنية الصوت والصدى، ويقصد بها ان الراوي يقوم بالسرد عن الشخصيات في فصل ومن ثم في الفصل المقابل تتحدث الشخصيات عن نفسها وهذا ما اطلق عليه تقنية الصوت والصدى.
كذلك اعتمدت الرواية عددا من التقنيات الأخرى مثل توظيف الرسائل، الحكايات، المنولوج ، تيار الوعي وأسلوب التداعي. ويلاحظ الصاوي أن الرواية بتبنيها الزمن الماضي، وضعت كل مادتها في حقل الذاكرة وكأنها انفجرت من ذاكرة متقدة لاستحضار سيرة الغائبين. 
ويخلص الناقد إلى أنّ رواية الحرب بطلها واحد هو (الموت) وهذا ما تبدّى في هذا النص وتمثل في المصائر السوداء والعجز والاختفاء! 
ويرى الناقد السر السيد أن الرواية فارقت سائد الكتابة السردية الراهنة باسلوبها المختلف عن بقية الكتابات الروائية الراهنة، وأوضح قوله بأن الرواية اشتغلت على التركيز في موضوع الحرب ووضعها كإطار عام تتحرك في فضائه الشخصيات وتتأثر به. وقال ان الاسلوب الذي كتبت به، والذي يتراوح بين (التداعي والهذيان والرسائل والسرد الخشن، وتعدد المستويات اللغوية)، يجعلها من الروايات المغايرة عما هو مطروح في الساحة.
وركز متحدثون آخرون حديثهم على ضعف الإنتاج الأدبي الذي يتناول موضوع الحرب في السودان على الرغم من تطاول الحروب في البلد المنكوب لفترات تتجاوز الخمسة عقود. 
صدرت للكاتب، من قبل، مجموعة قصصية بعنوان (ثلاثتهم دهاقنة حرباوات لدنة خضراء برائحة تعبق) عن دار ومكتبة عزة للنشر، في الخرطوم، سنة 2009. كما نشر قصصه ومقالاته في الصحف والمجلات داخل السودان وخارجه و عمل محررا ثقافيا لمدة تزيد عن عشر سنوات.


صلاح الدين مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق