الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

السيسي يعفو عن محكومين بينهم صحفيين بالجزيرة


أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، قرارا جمهوريا بالعفو عن 100 من المسجونين، بينهم صحفيين بقناة الجزيرة الإنجليزية محمد فهمي وباهر محمد.
وشمل القرار أيضا محكومين صدرت بحقهم أحكام تتعلق بخرق قانون التظاهر، بالإضافة إلى عدد من الحالات المرضية والإنسانية.
ومن بين المعفو عنهم محكومون في قضية “مسيرة الاتحادية”، وعددهم 22 متهما، أبرزهم الناشطتين سناء سيف ويارا سلام.
وقال مصدر أمني إن الرئيس أصدر توجيهاته لوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بسرعة الإفراج عن جميع المعفو عنهم لقضاء العيد مع أسرهم.
وأضاف أن هذه الدفعة تأتي في إطار مبادرة الرئيس للإفراج عن مجموعات من الشباب، التي أطلقها خلال لقائه مع شباب الإعلاميين في ديسمبر الماضي.
سكاي نيوز عربية

رئيس الاتحاد السوداني يناشد الجماهير الوقوف خلف الهلال والمريخ في ابطال افريقيا



طالب الدكتور معتصم جعفر سرالختم، رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، جماهير الكرة السودانية بالتوحد خلف الهلال والمريخ وهما يتأهبان لمنازلة تي بي مازيمبي الكنجولي واتحاد العاصمة الجزائري في ذهاب الدور قبل نهائي أبطال أفريقيا يومي السبت والأحد بامدرمان.
ويستضيف المريخ ثاني المجموعة الثانية فريق مازيمبي الكونجولي بطل المجموعة الاولي السبت على ملعبه بامدرمان، فيما يحل اتحاد العاصمة الجزائري بطل المجموعة الثانية ضيفاً على الهلال ثاني المجموعة الاولي مساء الاحد باستاد الهلال بامدرمان في ذهاب الدور قبل النهائي.
وأعتبر معتصم جعفر وصول الفريقين لهذه المرحلة فرصة لفوز أحدهما بلقب البطولة، متمنياً أن يقف الجماهير بكل ميوله الرياضي خلف الفريقين من أجل رفعة إسم السودان عاليا.
وأعرب سرالختم عن ثقته الكبيرة في قدرة الهلال والمريخ علي تحقيق نتائج إيجابية في مباريات الذهاب تسهل من مهمتهما في جولة الإياب، معتبرا أن المستويات الكبيرة التي ظهروا بها في المباريات السابقة كفيلة بأن تجعلهما يتفوقان علي مازيمبي واتحاد العاصمة.
وناشد رئيس الاتحاد السوداني جماهير الهلال والمريخ بضرورة الانضباط أثناء التشجيع، منبها إلي أن الإنفلات في التشجيع يؤدي لعواقب وخيمة ويعرض إتحاد الكرة وناديي الهلال والمريخ لعقوبات من الإتحاد الأفريقي لكرة القدم.

موقع كووورة

المريخ يستعيد خدمات المدينة في موقعة مازيمبي


التحق مهاجم المريخ السوداني الدولي وهدافه الأول في بطولة أندية أبطال إفريقيا، بكري عبد القادر المدينة بزملائه بعد عودته الي الخرطوم الاثنين قادماً من دولة الإمارات العربية بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها مؤخراً وجعلته يغادر لمقابلة الطبيب الأمريكي وليام ومسؤول العلاج الطبيعي،حيث خضع لجلسات علاجية مكثفة أعلن بعدها الطبيب جاهزيته للانضمام لتمارين الفريق بصورة طبيعية توطئة لعودته للتشكيلة الأساسية.
وتولى المدرب العام المساعد والمعد البدني الفرنسي انطونيو مهمة الإشراف على المدينة بإخضاعه لتدريبات خاصة قبل أن يشارك مع بقية زملائه، وأصبح وجود المهاجم الهداف مؤكداً منذ البداية أمام مازمبي الكنغولي.
وعبر المدينة عن سعادته بعودته السريعة مشيراً إلى أن الأطباء أكدوا له صراحة تجاوز الإصابة، وتعهد بكري ببذل كل الجهود الممكنة من أجل إسعاد القاعدة الجماهيرية المريخية الوفية في كل مكان. وقال مباراة السبت سندخلها بحسابات محددة هدفنا حسم أمر التأهل من أم درمان.
على صعيد آخر يواصل فريق الكرة تنفيذ برنامجه الإعدادي الخاص بالملحمة الإفريقية المنتظرة استعداداً لمعركة الذهاب في الدور قبل نهائي ابطال افريقيا أمام مازمبي الكونجولي المقرر لها التاسعة من مساء السبت المقبل بملعب المريخ بأمدرمان، بملعب الأكاديمية بالخرطوم تحت إشراف المدير الفني جارزيتو، وقد سعى المدرب ومساعدوه بفعالية لمعالجة الأخطاء التي ظهرت على مستوى خط الدفاع ونجحوا في إيجاد معالجات فورية إضافة إلى الاعتناء بأمر التهديف وإهدار الفريق للعديد من الفرص السهلة.
وحرص عدد من أنصار النادي على الالتفاف حول المدير الفني للفريق الفرنسي جارزيتو عقب نهاية المران ، وطالبوه بضرورة بحسم أمر التأهل من موقعة السبت، وقد رد غارزيتو مؤكداً قدرة لاعبيه المطلقة على تحقيق انتصار عريض على الغربان           بأم درمان.
موقع كووورة

واشنطن تقدم 80 مليون دولار لمتضرري الصراع في جنوب السودان


أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية تبلغ أكثر من 80 مليون دولار إلى المتضررين من الصراع في جنوب السودان .
وقال بيان صدر عن الخارجية الأمريكية أن المساعدات الإضافية تأتي في أعقاب التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة والمعارضة في جنوب السودان في أغسطس الماضي.
وأشار البيان إلى أنه بهذه المساعدات الإضافية يصل إجمالي المساعدات الأمريكية المقدمة منذ اندلاع الصراع في نهاية عام 2013 إلى أكثر من 1.3 مليار دولار، مؤكدًا أن تلك المساعدات ستساعد في معالجة الاحتياجات الملحة من توفير الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية والحماية وغيرها من المساعدات.
وتابع البيان إن هذه المساعدات تؤكد التزام الولايات المتحدة تجاه شعب جنوب السودان، مناشدة الطرفين إلى الوفاء بالتزاماتهما للسماح بوصول المساعدات على الفور بدون قيود إلى المحتاجين إليها في كافة المناطق وتوفير الحماية والأمن للمدنيين وعمال الإغاثة والإمدادات الإنسانية.
المصري اليوم

المتحدث بإسم ملف السلام : يحي صالح كذاب وخزعبلاته جزء من ترقب عطايا العيد


يحي صالح كذاب وخزعبلاته جزء من ترقب عطايا العيد

نقلت بالأمس صحف الخرطوم تصريحاً للمدعو يحي صالح عضو المجلس الوطني(ربما المؤتمر الوطني)، ذكر فيه بأن رئيس الحركة الشعبية القائد مالك عقار قد وافق على الإلتقاء بوفد من النيل الأزرق من البرلمانيين وغيرهم لمناقشة قضية النيل الأزرق وطالب بوفد آخر لمناقشة قضية جبال النوبة / جنوب كردفان، لايغيب عن فطنة أحد بان هذه ليست لغة ومواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان، فقضايا المنطقتين هما قضية السودان في المنطقتين، ومواقف الحركة الشعبية معلنة وموثقة ومعروفة، فنحن مع الحل الشامل وضد الحلول الجزئية، وقضايا المنطقتين لن تحل الا في إطار حل القضية السودانية وبناء دولة المواطنة بلا تمييز.

إن إستراتيجية الحركة الشعبية تقوم على الإمساك بقضية السودان بيد وبخصوصيات المنطقتين باليد الآخرى، فخصوصيات المنطقتين لاتحل في كادقلي ولا الدمازين بل في الخرطوم. وإن خزعبلات المدعو يحي صالح علها كانت لإستلام عطايا العيد من بنوك المؤتمر الوطني.

لشعبنا نقول إن الحركة الشعبية قادة وقواعد مدنيين وعسكريين من الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام والمجلس القيادي يزفون التهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك للسودانيين وللمسلمين وللبشرية جمعا ويتمنون أن يعود علينا جميعا بدولة للمواطنة بلا تمييز وسلام شامل وديمقراطية ساطعة كشمس بلادنا، وكل عام وأنتم بخير.

مبارك أردول
المتحدث بإسم ملف السلام
الحركة الشعبية لتحرير السودان

23 سبتمبر 2015م

حركة /جيش تحرير السودان : تقرير حول المنتدي الفكري الشهري



حركة /جيش تحرير السودان
قيادة الاستاذ المحامي /عبدالواحد محمد احمد النور
مكتب /شرق افريقيا
تقرير :حول المنتدي الفكري الشهري
استضافة مكتب الحركة الباحث والمفكر عضو حركة / جيش تحرير السودان الرفيق الاستاذ/حافظ قمبال,وكان الورقة بعنوان :(جدلية الصفوة وعامة الشعب)
وكان في التعقيب الرفيق /مصطفي شريف (امين شئون التنظيم والفئات في الحركة).تعتبر هذه الجدلية دراسة جديدة تحاول علي تشخيص واقع الشعب السوداني بخلق مفاهيم جديدة لتحديد ومعرفة من هم الصفوة ومن هم عامة الشعب , في الورقة التي قدمها الباحث تطرق علي الخلفية التاريخية عن تاريخ السودان القديم والجديد بالاضافة علي دور المسعتمر التركي المصري والانجليزي المصري في خلق تلك المفارقات وكيف تم اضطهاد المجموعات الاصيلة او ما سماهم ب (عامة الشعب) .
تناول ان جدلية المركز والهامش للكاتب /ابكر ادم اسماعيل ووصفها بانها تقسم المجتمع الي نحن وهم السلبي وخلق تراتبية اجتماعية واعطاء شرعية للصفوة كما ورد في نظرية الهامش والمركز , تقوم هّذه الدراسة الجديدة علي التركيز للمجموعات الاصيلة التي شكلت السودان الحديث .
وصفه الباحث بان الاندماج كان بارادة المستعمر , واكد ان المنهجية التي تقوم عليها المدرسة السودانوية تركزفي دراساتها كيف استطاعواالصفويون علي احتكار السلطة والاقتصاد مستخدمين ادوات القهر التي ورثوها من المستعمر الخارجي حسب الباحث. وجاء في مفهومه للصفوه :" بانهم مجموعة اقلية استحوذوا علي السلطة بقوة خارجية وهدموا ثقافات العامة وفرضوا الدين واللغة في بلد متعدد ثقافيا ومتعدد دينيا", ووصفوا الصراع الدائر بانه صراع مفاهيمي وان تغير الواقع الحالي محتاج لأليات جديدة ,وهذه الاقلية (الصفوة) لم تطلق علي فرد بل علي مجموعة ,اما عامة الشعب : هم الاغلبية من السكان الاصليين الذين تم اقصاءهم من قبل الصفوة في مركز اتخاذ القرار ,ان الصفوة سخروا كل اجهزه الدولة لتمرير مشروعهم.
وذكر ايضا في والوقت الذي كان ابناؤهم يدرسون في ارقي المؤسسات التعليمية في اروبا كانوا يقولون للعامة" ان تعليم المدارس كفر وعليكم ارسال ابناؤكم الي الخلاوي لتحفيظ القران الكريم" ولكن علي الاسف الشديد حتي القران لم يدرسوا علومه.
تم تقسيم الصفوة الي : الصفوة السياسية ,الدينية ,الاقتصادية و الثقافية . حيث عرف الصفوة السياسية ,بانها احتكار العمل السياسي لمجموعة محددة في الدولة وتحرك كل الياتها لابعاد الاخرين . الصفوة الدينية : هي النظرة الدونية للاخرين ووصفهم بالاتباع وضرب مثل في الاسلام عرب وعجم , وفي اليهود ( اشخنازيم ) وعامة اليهود هذه المفارقات في الاديان يصفه بالصفوية وان الجهوية التي يمارسونها ليست كما هو منصوص في الاديان بل أنها تدعوا للمحبة وقبول الاخرين وتدرس الاخلاق الانسانية النبيلة ,الصفوة الثقافية :وهي فرض مجموعة محددة ثقافتها علي الاخرين و عدم الاعتراف بالاخرين مستخدمين مكانيزيمات النفي لاحساسهم بالغربة عن الذات وتحويلهم الي كائنات مستلبة ثقافيا وهي المنهج الديناميكي الذي يستخدمه الصفويون في محاربتهم لعامة الشعب.
الصفوة الاقتصادية وهي احتكار ادوات الانتاج لمجموعة محددة دون غيرها وان اي عمل ذهني اولي بها مجموعة الصفوة وترك العامة في الاعمال الشاقة بدنيا و استخدام مثقفي مجموعة عامة الشعب كترميز تضليلي لكي تعكس صورة العامة وتغيب راي الشعب, وسرد الباحث في حديثه ان الصفوة ليست فقط في الحكومة بل ايضا في المعارضة مقسمين ادواريهم لاعاقة مشروع التغير و اطالة بقائهم في السلطة .
وفي ختام حديثه قال"ان الوطن محتاج للحديث ان المسكوت عنه وان لم نشخص هذا الواقع سوف تتفتت ما تبقي من الوطن بوجود الصفوة وان رؤية الجبهة الثورية التي تدعوا الي اعادة هيكلة الدولة السودانية وفصل المؤسسات التنفيذية والتشريعية وايضا الدينية عن السياسية وبناء دولة ذات سيادة والتبادل السلمي للسطة هي الخيار الاوحد لتفكيك انظمة الصفوة و بناء دولة يسع الجميع .
واما حياة تتحقق فيها الكرامة , واما ممات يدرس الاجيال اسبابها ."


المجد والخلود لشهدائنا
وعاجل الشفاء لجرحانا
حتما سوف تشرق شمش الحرية
عادل ادريس
الناطق الرسمي باسم مكتب شرق افريقيا
adeladris@yahoo.com


محمود محمد طه: صاحب الفكر


عبدالله الشقليني

كدأبك ما تنفك أجلى وأضوأ
وغيرك في الأوحال يخبو ويصدأُ
و شأوك عال لا ترام سماؤه
وما أدركوا إلا الذي منه تبدأُ
*
الشاعر عالم عباس

(1) عيد القربان هو خير ذكرى لأضحية حقيقية، لنفس بشرية واجدة بمحبة الله. وهب الشهيد نفسه كرامة لفكره الذي به آمن، واتّبعته جموع ليست بالقليلة. واستقرت نفس كبير الإخوان المسلمين الذي علّم الأشقياء السحر وظن نفسه استراح، إذ أن الذي كان يراه سيسحب البساط من تحت أقدامه قد رحل. وعندها يخلو لهم المُناخ ليعاود مهارة الركض حتى الوصول إلى سُدة الحكم، ومطيّتهم إرث من قديم مؤسسة النَقَل وأهل الإتِّباع، يحملونه بين أضلُعهم محبة أرضعوها الدم. ووصلوا بالفعل لسُدة الحكم وتوقفت رؤياهم هناك، لا يدرون ما يفعلون بعدها. ها هو المجتمع الذي أرادوا حكمة، قد جاءوه بليل، بفرية أنهم أرادوا إنقاذه، وشهدنا لهم في كل يوم شأن، يتخبطهم المسّ. لملموا كل القتلة والإقصاءين، بدعوة توحيد أهل القِبلة. وحالهم الآن لا يُخفى على أحد. وضعفهم الداخلي سوس، جمّع لهم طالبي الشهوات، فاستنصروا بهم، أما كبيرهم الذي علمهم السِحر فقد خبأ نوره، فبحث عن دفاتر الأستاذ المفكر " محمود محمد طه " وموقعه الإلكتروني، مُحفَّل بروائعه الفكرية وقصص فتوحاته المعرفية عن طريق التأويل. وهناك بدأ يعيد عناصر الفكرة الجمهورية وبدأ ينسبها لنفسه، بأسلوب السرقة التي تفضح صاحبها، وانهدّ المعبد الخُرافي الذي أحاط شخصه، وبقي الشيخ الشهيد مُتلألئاً في كل سانحة ذكرى، فقد كان صاحب رؤيا عظيمة، سبق أجيالاً من المفكرين في بلاد الشرق الناطقة بالعربية وفي بلاد المغرب الناطقة بلغة العرب كذلك. وللحياة التي نعرفها، للماكرين سلكاً معروفاً في اغتيال كل صاحب رؤيا. ولا يرضون إلا بذبحه، حتى يخلو الجو للأشقياء الذين ينعمون بجهالتهم.


(2) كتب البروفيسور عبد الله علي إبراهيم عن ورقته أو ما أسماها بمحنة (محمود محمد طه) والاستعمار والمانوية. ولكنا نقف على خلاف ما رأى. إن كرامة الأضحية البشرية لمفكر عال الهمة، لم يُنافس الآخرين على كراسي السلطة، ولم يهمس في حياته بتوقير أهل السلطة والجاه، فلم يجدوا له سكّين ذريعة يمسكون بها عداوة سوى فكره، وغرفة صغيرة في بيته، عليها بساط ومساند، هي مكان خلوته، يحاور فيها نُدماء الفكر من الفنانين والشعراء والأدباء والموسيقيين والفلاسفة، وفيها كان يجلس لأوراده يرتقي بعبادة لم يدر بمكنونها أحد. وهي بمكانة مُلتجأ يذل فيه الشيخ نفسه العاشقة لربها والمنفلتة من مكر الدنيا وإغراءاتها، التي مهدت لرصفائه وأنداده حياة برجوازية مسترخية النِعَم، ولكن الشيخ اختار ليقرّب فكره ودنياه إلى حياة العامة. ولم تكن مهزلة الطوارئ تمثل له محنة، بل هي محنة للقتلة وفضحاً للأغراض الوضيعة التي انتهت بصنَّاعها الى مزبلة، بل ارتدّ الخزي على القتلة، ومسخ دنياهم قطعة من جحيم. اختبأ المنسوب خطأ لمنصة القضاء:" المهـلاوي " في منفاه الاختياري خارج الوطن مقهوراً بما فعل، وخبأ نفسه عن الناس، وهجر الحياة العامة، حتى يَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً.

خلاف المصطلح:

نحن نختلف مع جوهر القضية التي طرحها البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، ونرى أن المصطلح الحقيقي هو: (شرع الفقهاء) وليست (الشريعة الإسلامية) كما أرادها الذين لبسوا ثوب القداسة لينطقوا بلسان الله، جلت عظمته، ولم يستحوا. وأن القضاء الشرعي لم يكن مؤسسة حتى ينال مكرها الشيخ الشهيد، فقد انقطع جور شريعة الفقهاء منذ عهد الخليفة عبد الله ود تورشين، حتى أعادها رئيس 25 مايو.

(3) نبذة تاريخية:

قد تم اعتقال الأستاذ المفكر" محمود محمد طه " بما يقارب العام، هو ومجموعة من تلامذته. وخرج من المعتقل في 19/12/1984، وبمجرد خرجه وجه المفكر" محمود "بكتابة منشور يطرح رأى الجمهوريين في قوانين سبتمبر وما آلت إليه البلاد من معضلات وتفاقم مشكلة الجنوب، ثم كعادة الجمهوريين، ينتهي المنشور باقتراحات عملية لحل المشكلة وقد خرج المنشور بعنوان: [هذا أو الطوفان] وقد اقترح الأستاذ المفكر بأن يقوم الجمهوريون القياديون بتوزيع هذا المنشور وقد تمّ ذلك، وبناء عليه تم اعتقال أربعة من الإخوان الجمهوريين. وعلى أثر ذلك خرج الجمهوريون في مسيرة هادرة ترفع الذكر بالاسم المفرد. ثم تحركت السلطات لاعتقال الأستاذ المفكر " محمود " من منزله. كان ذلك بعد ثلاثة عشر يوما من خروجه من السجن الرابع. وقد تم اقتياده إلى نيابة أم درمان للتحري مع الأستاذ عن آرائه الدينية والسياسية والقضايا الحية التي تهم الشعب السوداني. وتم تقديم الأستاذ المفكر "محمود "والإخوان الجمهوريين الأربعة لمحكمة الطوارئ بأم درمان بتهمة توزيع المنشور الذي ذكرنا واصفينه بأنه يناهض الشريعة الإسلامية (وأضيفت إلى حيثيات الاتهام حكم الردة الذى أصدرته المحكمة الشرعية العليا لأم درمان في 18/11/1968..)

(4) نرجع لأحوال إن رئيس المحكمة الشرعية العليا في عام 1968، الشيخ " الزين "، للحديث عن إسهاماته في الحياة العامة. وقد شهدنا بعد تقاعده أن صار محاضراً يومياً عبر مكبر الصوت في مسجد الشيخ "إسحق حمد النيل "في أم درمان من بعد صلاة العشاء، متحدثاً عن أحول الدنيا بمقياس "شريعة الفقهاء" التي ذكرنا ، ومتحدثاً عن الدنيا التي يريد أن يُطبق عليه (شريعة الفقهاء) .وفي عام 1969 كان يقول بالفم الملآن (لا تصدقوا الفرية التي تُعرض في التلفزيونات ويقول بها الأمريكان بأنهم صعدوا القمر، القمر في السماء الدُنيا ولا يستطيعون الصعود إليه! وذكر دليله الآية القرآنية: إنا زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين...)
هذا هو إرث القضاء الشرعي ورؤيته للحياة!

(5) نعود لهؤلاء الذين صعدوا منصة قضاء الطوارئ الذي أحدثه رئيس مايو بعد أن جلس مع رئيس القضاء يومها (دفع الله الحاج يوسف " وتم إخطاره بأن القضاء العادي بطيئاً لا يستطيع المضي سريعاً في تطبيق قوانين الفقهاء التي استنها الثلاثي المعروفين: عوض الجيد والنيّل وبدرية. لذلك قرر الجمع بين قوانين الطوارئ التي يتم فيها تجميد القوانين السارية إلى أخرى عُرفية، كيفما اتفق. وتم تعيين جميع القضاة من الدارسين لمناهج الشريعة في الجامعات، وصعد هؤلاء ليصبحوا ليس قضاة محاكم الطوارئ فحسب، بل صعدوا منصة القضاء السوداني. وصعد الذين لا يعرفون فقه القانون إلى منصة العدالة التي أخطأت طريقها إليهم، ومن ثمة هدم التطور التاريخي للقوانين وردته إلى "شريعة الفقهاء" واختاروا ما يناسبهم من رموز فقهاء التراث ليصبحوا مرجعية لهم.

(6) أخطر ما في قضية المنشور الجمهوري الذي يتعين الحكم فيه على المفكر " محمود محمد طه" وتلامذته ، هو ما قفز به القضاة غير المؤهلين ، وأعطوا أنفسهم حق عرض قضية أخرى خارج نطاق القضية موضوع الاتهام ، وهي تقديم المفكر محمود وتلامذته على أنهم مرتدين عن العقيدة ، وأسرفوا بأن كتبوا أن الاستتبة وفق ( شريعة الفقهاء ) هي ثلاث ليالٍ ، وأن محمود قد تم إمهاله أكثر من عشرين عاماً ،وعليه فإن الإطار الزمني للاستتابة قد انقضى وأنه حسب كتابهم و وفق شريعتهم فقد أثبت حكم الاعدام ، وذيّلوا كتابهم بطلب توقيع رئيس الجمهورية شكلاً لأن الشريعة قد قالت قولتها ولا يجوز تعديل حٌكم الشريعة، حسب مكتوبهم !!!

(7) هذه هي القضية بأركانها، ولا يصح الحديث عن الاستعمار ولا الحديث عن مكر المحكمة الشرعية القديمة أو ملاحقتها المفكر "محمود محمد طه" منذ 1968، لأن قضاتها لم يكونوا موجودين، ولا الذين حكموا على المفكر " محمود محمد طه "قد تتلمذوا عليهم. وأنه لا حق للقُضاة المأجورين أن يستبدلوا الاتهام كما يرونه ووفق هواهم، خاصة وأن المفكر "محمود محمد طه "قد مرّغ أنوفهم بالتراب، حين أفاض خلال محاكمته مُرتجلاً:

{أما من حيث التطبيق فان القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا اخلاقيا عن ان يمتنعوا عن ان يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسيين ولذلك فاني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت أن تكون أداة من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتمثيل بالمعارضين السياسيين.}

(8) في هذا الإطار ينبغي أن يتم النظر إلى قضية الشهيد المفكر" محمود محمد طه" وفق مظانها الحقيقية، دون إلباس المحكمة الشرعية لباس الشخصية الآدمية، أو أنها وجدت الفرصة المناسبة لتقتص لحكمها السابق عام 1968، وهو ما رآه البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، وهو ما نختلف معه فيما رأى. فلا المحكمة القديمة ولا الجديدة تدري بفقه القانون والإجراءات الجنائية ولا ثوابت فقه القانون الذي توافقت عليه الأمم، بل متبنين "شريعة الفقهاء" التي يقولون عنها مكراً " الشريعة الإسلامية "، ولا علاقة للأمر بالدين ولا علاقة له بالسماء، فهو قرار من يفتقدون التأهيل، ومن ورائهم من سهّل لهم الأمر للقصاص من صاحب التأويل، فجرمه الحقيقي وفق رؤى زعيم الإخوان المسلمين أنه سحب البساط من الإخوان المسلمين الذين صعدوا سلطة مايو من وراء غفلة اتفاق الصادق – نميري.



(9) بقي أن الذين قرروا اغتيال الأستاذ /المفكر " محمود محمد طه"، كانوا يرغبون أن يدفن في مكان مجهول ولا يُصلى عليه، وعبروا من القتل إلى التشفي. وهي ثارات القبائل القديمة التي تهدر الدم لأن الضحية تعتز بكرامتها. وآن لهم أن يستعيدوا بعض من كرامتهم التي مرغها المفكر العظيم، وألحق بتاريخهم وصمة عار الدهر، فلم يجدوا سوى تنفيذ الإعدام في الجسد ليموتوا في ظلمة أحقادهم، وتصعد روحه إلى العليين.

عبد الله الشقليني
abdallashiglini@hotmail.com