الجمعة، 25 سبتمبر 2015

اين هى العدالة والمجرمين طلقاء ؟


تاج السر حسين

هل يحتاج تطبيق العدالة الى إجتياح دول والى تدميرها وأن يصبح مواطنوها بين ليلة وضحاها، لاجئين ومشردين ونازحين ، إذا كان العالم كله، عربى وافريقى ودولى يمتك ذرة من ضمير؟

اين هى تلك العدالة .. والمجرم (عمر البشير) الذى إعترف بعظمة لسانه أنه قتل (فقط) 10 الاف من بين أكثر من 300 قتيل دارفورى يسافر ويهبط فى المطارت ويخرج منها، بل يكرم بالمشاركة ضمن من يواجهون طغيانا فى دول أخرى، وكأنه برئ من جرائمه فى حق شعب السودان وفى حق جنوب السودان من قبل، كل ذلك يحدث بسبب عجز المحكمة الجنائية وعدم توفر آليات قبض وإعتقال تمكنها من إرغام المجرمين للمثول أمامها كما هو الحال لدى أجهزة الشرطة فى كآفة دول العالم ، بل فى الحقية لا توجد رغبة لدول العالم فى توقيف اؤلئك المجرمين كما اوقف قبلهم آخرين فى اوربا وأفريقيا، لأنهم يؤدون واجبا بكفاءة عالية وهو تدمير الوطن السودانى وإهدار موارده وإضعافه وإذلال شعبه وتحويله الى شعب خنوع ومتسول!
اين هى العدالة ووزير دفاع (البشير) السابق (عبد الرحيم محمد حسين) الذى اصبح (واليا) للخرطوم – يا سبحان الله - أعاد وكرر عبارته النازية (قش أكسح أمسح)، قبل عدة اشهر يوم أن واجهت حركة العدل والمساواة مليشيات النظام التى يقودها شخص أمى لم يكمل تعليمه الإبتدائى فأصبح فى دولة (الجهل) يحمل رتبة (العميد) بناءا على ما يقدمه للنظام من خدمات كلها ترتبط بسفك الدماء.

اين هى العدالة والمجرم (نافع على نافع)، الذى قتل وعذب السودانيين الشرفاء فى بيوت الأشباح ومن بينهم استاذه فى الجامعة .. اين هى العدالة وذلك المجرم الذى خطط لإغتيال رئيس دولية أفريقية فى أديس ابابا، يكرم بمنصب (أمين عام مجلس الأحزاب الأفريقية) بالأتحاد الأفريقى – يا للمهانة – وهو كذلك يسافر ويهبط فى العديد من مطارات العالم ويتحدث فى الندوات دون أن يعتقل أو يمثل أمام المحاكم؟

اين هى العدالة والفريق (الدابى) الذى ساهم فى جريمة أغتيال 28 ضابطا سودانيا خلال ساعات، يكرم بمنصب كبير المراقبين العرب فى سوريا عند بداية الأزمة السورية، فلم يقدم أو يؤخر شئيا ، لأنه لا يملك ما يقدمه من الأساس ، فيخرج ويترك سوريا مليئة بالنصرة وبالإرهابيين والدواعش، لأنه ينتمى لتنظيم لا يقل عن (الدواعش) فى شئ.
اين هى العدالة والمجرم الأساسى فى مذبحة معسكر (العيلفون) التى أستشهد فيها أكثر من 100 صبى فى سن ال 18 سنة، بالسلاح النارى أو غرقا فى النهر، لا زال طليقا، مرة هو مدير مكتب المؤتمر الوطنى بمصر، ومرة سفيرا وممثل السودان فى جامعة (الدول العربية)، وحينما أبعد بعد سقوط (الإخوان) فى مصر لأنه (منهم) ، يعين وزيرا ؟
وكأنما العرف السائد فى السودان الآن، كن مجرما ولطخ اياديك بدماء الأبرياء، تنل وظيفة مرموقة ومرتبة عالية؟

اين هى العدالة .. وشهداء إنتفاضة سبتمبر، الشباب النضر فى نيالا وفى ود مدنى والخرطوم وأم درمان، الذين تجاوز عددهم ال 200 شهيدا والذين قتلوا خلال ساعات وفى يوم واحد، تفرق دمهم بين المسئولين فى النظام، كل واحد منهم يتبرأ من تلك (الجريمة) النكراء، ولذلك لم يعتقل حتى اليوم شخص واحد لكى يحاكم فى تلك الجريمة الشنيعة، على الرغم من أن أحد اكبر المسئولين فى النظام، والذى كان يشغل منصب وزير (الداخلية) أقر وأعترف بأن أجهزة (الأمن) هى التى قامت بقتل اؤلئك الشهداء لا قوات الشرطة، والآمر لا يفرق كثيرا، فالمهم اين هى العدالة؟

اين هى العدالة ومال الشعب السودانى تستنزفه (البنوك) الأجنبية بمليارات الدولارات كنعويضات مقابل جرائم (إرهابية) ارتكبها قادة النظام لا الشعب السودانى، وبدلا من أن يتم توقيف المجرمين ومحاسبتهم يعاقب ذلك الشعب بإستمرار ذلك النظام جاثيا على صدره، وبفرض عقوبات تؤثر في (الشعب) لا على المجرمين وتمنعهم من تكرار جرائمهم.
ذلك هو موقف المجتمع الدولى والإقليمى مما يجرى فى السودان، ومفهومة المطامع والأجندة ، لكن هل من يعمل مع هذا النظام ويؤيده ويدعمه ويدافع عنه من أهل السودان، يستحق الوصف بأنه (إنسان)؟!
لك الله وحده يا شعب السودان.

تاج السر حسين – royalprince33@yahoo.com

أحمد... قصة من عصر المعلوماتية


طارق الشيخ
ذاعت قصة الطالب الأميركي، السوداني الأصل، أحمد محمد الحسن في الإعلام، وأصبح الصبي أحد نجوم المجتمع الأميركي. وسأل موقع إلكتروني أميركي: "ماذا جرى: الصبي ذو الأربعة عشر عاماً من تكساس جلب ساعة صنعها بنفسه إلى المدرسة لإطلاع أستاذه عليها، وانتهى الأمر باعتقاله من سلطات إيرفينج، حينما أساء بعض الأساتذة التقدير وحسبوها قنبلة. بينما كل ما فعله أنه صنع ساعة رقمية. حدث ذلك يوم الإثنين، واستمر الثلاثاء، ووصلت القصة إلى الإنترنت".
تابعت الخبر شبكة "سي إن إن" وقناة "الجزيرة أميركا" في الصباح نفسه. واستمرت شبكات التلفزة الأميركية، كلٌّ على طريقتها، في متابعة دقيقة للحدث وتطوراته. وبدا الطالب أحمد، في أحاديثه، متماسكاً وواثقاً من نفسه وقدرته على التعبير الدقيق عما جرى له، وتبدت لباقته وثباته في مخاطبة صحافةٍ، تبحث عن كلمة لعثمة أو ارتباك، لتنسج حولها رواية أخرى.
وبمتابعة أكثر من موقع إلكتروني أميركي، وبمتابعة "تويتر" أيضاً، وبرصد تعامل الجمهور السوداني خصوصاً، والعربي عموماً، مع الحدث من وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت، يتبدى أنه غلبت على تناول الميديا الأميركية الموضوع روح التضامن والتشجيع بأشد العبارات المخلصة والقوية، من قمة السلطة، ممثلة في الرئيس باراك أوباما، إلى المرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون. ونجد روح التضامن والخطوات العملية والدعوات بالانضمام إلى مختلف المؤسسات
العلمية المرموقة، تشجيعاً لموهبته، فقد أرسلت شركة مايكروسوفت إلى الطالب المُسلم أحمد محمد (تجد تعريفه مسلماً في المواقع العربية فقط) حقيبة مليئة بالمنتجات الرقمية. بشكل عام، تم التضامن في أميركا معه، لأنه أميركي وموهوب، وقام بعمل يستحق عليه الثناء والمساندة والتشجيع، بدلاً من اقتياده مقيداً إلى مخفر الشرطة. في هذه الوقفة والتشجيع، اتفقت آراء الرئيس أوباما، وصف طويل من نجوم المجتمع والمشاهير، وحتى آخر المتضامنين من الصبية الذين قال أحدهم "أقف مع كل الأطفال الذين أصبح أحمد رمزاً لهم. إنه واحد سمعنا عنه. وهناك كثيرون مثله". جميعهم أكبروا فيه تماسكه، وأعجبوا بلباقته وسجيته الطيبة في تعامله مع ما جرى له. وخاطبه أحدهم من معرض غوغل للعلوم "حجزنا لك مقعداً نهاية الأسبوع. هل تريد المجيء؟ أحضر معك ساعتك". ناشده الجميع بالمضي، وأن لا يتوقف عن بناء المستقبل.
انطلق هذا الموقف الأميركي تجاه أحمد، بدايةً، من حالة فوبيا عامة من الاستهداف، ومن فوبيا خاصة تجاه الإسلام والمسلمين. من هذه الزاوية، يجسد الأمر حالة المزاج والواقع في أميركا ما بعد "11 سبتمبر". وعلى الرغم من ذلك، شهدنا تماسكاً سريعاً وتناغماً وتضامناً من أعلى الهرم السياسي إلى الناس العاديين الذين تضامنوا وجهروا بدعمهم صبياً نابغة. ولمسنا جانباً من تطورٍ مهم في المجتمع الأميركي، فالولايات المتحدة عبرت من عصر ما بعد الثورة الصناعية إلى عصر جديد للثورة التكنولوجية. هنا، حيث تتشكل وبصفة عامة بذرة رأسمالية جديدة تطغى عليها الجوانب الإنسانية، والفكر والمعرفة والتجديد، واهتمام بمخرجات الإبداع البشري ونتاج العقل، تسمو بها عن النظر إلى الجنس والعرق والدين.
عربياً وسودانياً، احتفت الميديا الاجتماعية بأن عربياً مسلماً من أصول سودانية اعتُقل لأنه
مسلم. ثم تأتي فكرة أنه اخترع ساعة أخافت مدرسته إلخ .. وفي السودان، تحول هذا الحدث إلى موجة غضب سياسية عارمة تجاه نظام الحكم وقيادته، وأُطلق العنان لمقارنات ساخرة ساخطة بين حال أحمد وأقرانه في البلاد، ترصد، وبالأرقام، واقع الشباب في السودان وجيوش البطالة من خريجي المؤسسات التعليمية والمستقبل المظلم الذي ينتظرهم. فقد صبّ الشباب على مواقع التواصل غضبهم على الحكم، وخصوصاً عند صدور نداء نُسب إلى الرئيس السوداني، عمر البشير، على صفحته في "فيسبوك"، دعا فيه أحمد وأسرته بالعودة إلى السودان، ومواصلة تعليمه في بلده. وبغض النظر عن حقيقة ما إذا كان النداء صدر من الرئيس البشير أم لا، فالثابت أن قطاعاً عريضاً من الشباب صبَّ غضبه على الواقع التعليمي في السودان الذي جرى تعريته ونقده بقوة. وطرحت أسئلة: هل كان هذا الصبي سيحظى بأي اهتمام لو فعل ما فعله في بلد الهجرة، أميركا، في بلده السودان؟ هل كان سيسمع به أحد من أصله؟ عدا عن أسئلة عن التردي الحاد في مستوى التعليم في السودان، في سنوات حكم الرئيس البشير، بدءاً من سوء حال المدارس، بنياتٍ ومناهج، انتهاء بالمخرجات التعليمية.
تخيّل شبّانٌ أحمد السوداني سائقاً للركشة، أو بائعاً في سوق أو عاطلاً جالساً، يحتسي كوباً من الشاي على شارع النيل. وحيث أننا في شهر سبتمبر/أيلول، وشباب كثيرون في السودان يستعيدون ذكرى أحداث سبتمبر من العام 2013، حيث قتلت السلطات وقتها شبّاناً في مظاهرات احتجاجية. قال أحدهم إن أحمد الأميركي لو كان في السودان في تلك الأيام من سبتمبر، لكان من الشهداء. وشتان ما بين أحمد الأميركي وأحمد السوداني، وشتان ما بين الرؤى من هوة شاسعة واسعة. الواضح أن أسلوب نظرة أميركا وتعاملها، الرسمي والمهني والشعبي، هما ما يجعلان أميركا ما هي عليه. والشيء نفسه ينطبق على الواقع، سودانياً وعربياً، وعلى نحو مأساوي.
العربي الجديد

تورط رسمي بالجملة الفساد السياسي الديمقراطية أو الفساد



قد لا يختلف اثنان في أن نظام الرئيس السوداني عمر البشير يعيش اليوم أضعف فتراته، بعد مسيرة حكم تجاوزت 26 عاما. ولعل ما قصم ظهر هذا النظام أو يكاد، هو الفساد الذي يضرب بجذوره في بنية الدولة.

وللفساد أشكال وضروب كثيرة، بيد أن أخطر ضروبه هو الفساد السياسي الذي يفتح أبواب الفساد الأخرى على مصاريعها، فهو مثل قطع الدومينو، تتداعى خلفه كل ضروب الفساد. 

والفساد السياسي المستشري في السودان ليس من النوع الذي يمكن أن يُختلف عليه، مثل إجراءات التمويل السياسي التي تعد قانونية في بلد معين بينما هي غير قانونية في بلد آخر، أو مثل الممارسات التي تعد فسادا سياسيا في بعض البلدان وينظر إليها باعتبارها ممارسات مشروعة وقانونية في بلدان أخرى، لكنه فساد ظاهر لا تخطئه حتى العين التي بها رمد.


"الفساد في السودان يبدو واقعا يوميا معاشا، وحديث الشارع لا يهدأ حول زيادة ثروة المسؤولين على حساب الشعب. وليس خافيا أن السودان حل في المرتبة الرابعة قبل الأخيرة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، وفقا لمؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام 2013"
في الشهر الماضي أعلن الرئيس البشير في أول خطاب له عقب أدائه اليمين الدستورية بعد إعادة انتخابه، عن تشكيل هيئة عليا للشفافية ومكافحة الفساد بصلاحيات واسعة، وتبني إجراءات حاسمة ضد الفساد.
ولم يكن ذلك أول اعتراف رسمي بتفشي الظاهرة، فقبل عامين وبشكل مفاجئ تحدث البشير في حوار تلفزيوني على الهواء مباشرة عن ممتلكاته. والاعتراف أو محاولة إبراء الذمة الذي حمله الأثير جاء على خلفية جدل متصاعد ظل يدور في السودان حول ارتفاع نسبة الفساد في الدولة، واتهامات طالت كبار المسؤولين والتنفيذيين في الجهاز الحكومي.
وفي ذلك العام أشار تقرير للمراجع العام -وهو الشخص المسؤول عن مراجعة حسابات الدولة- إلى أن نسبة الفساد في دواوين الدولة ارتفعت إلى 300%.

الفساد في السودان يبدو واقعا يوميا معاشا، وحديث الشارع لا يهدأ حول زيادة ثروة المسؤولين والطبقة الحاكمة على حساب عامة الشعب. والحديث يدور اليوم حول بناء الطبقة الحاكمة للقطاع الأمني وتشكيله على شكل أجهزة قوية تدافع عن النظام الحاكم، وعن الموالين له باعتبارهم رمزا للدولة، مقابل ضمانات وامتيازات لمسؤولي هذه الأجهزة. وليس خافيا أن السودان حل في المرتبة الرابعة قبل الأخيرة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، وفقا لمؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام 2013.

تورط رسمي بالجملة

جانب من الفساد السياسي اعترف به أيضا النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام عندما أقر بأن جزءا من عائدات الدولة ذهبت في ما وصفه بالبذخ السياسي، في إشارة إلى التوسع غير الرشيد في الحكم الذاتي وإنشاء الوظائف لأغراض الترضيات السياسية.

وتميز التعاطي الرسمي مع اتهامات الفساد بالاضطراب الشديد، فقبل ثلاثة أعوام شكل البشير ما أسماها آلية مكافحة الفساد وعيّن وزير دولة سابقا بوزارة المالية على رأسها، لكن بعد عام وفي خطوة مفاجأة أعفي الرجل من منصبه دون الإشارة إلى الأسباب وما إن كان الإعفاء متعلقا بالآلية نفسها أم بشخص رئيسها.. على كلٍّ ذهب الرجل وذهبت الآلية أدراج الرياح. 

وليس من السهل حصر قضايا الفساد التي تصاعدت روائحها وبلغت عنان السماء في هذه العجالة، بيد أنه يمكن الإشارة إلى طرف منها، فقد أظهر تقرير المراجع العام نهاية العام الماضي أن حجم الاعتداء على المال العام يقدر بأكثر من أربعة مليارات دولار.

ومن تلك القضايا تمكّن مسؤولين من بيع خط يمتلكه السودان بمطار هيثرو الذي يربط الخرطوم بالعاصمة البريطانية لندن. ويعتبر الخط من أقدم وأهم الخطوط المربحة للخطوط الجوية السودانية، وقد تم بيع الخط أثناء تولي قيادي بارز في الحزب الحاكم وزارة الاستثمار.

وهناك قضية تتعلق بتجاوزات مالية بلغت قيمتها نحو عشرة ملايين يورو أدت إلى إدخال بذور قمح فاسدة وغير مطابقة للمواصفات إلى البلاد وتوزيعها على مشروعين زراعيين مهمين، مما أخرجهما من دائرة الإنتاج. واتهم في القضية التي أدت إلى فشل الموسم الزراعي عام 2008 عددٌ من المسؤولين الحكوميين، بينهم وزير الزراعة حينها.

أيضا من تلك القضايا حصول كل من رئيس المحكمة الدستورية في وقت سابق، ووزير العدل الأسبق على مبالغ مالية لتحكيمهم في نزاع بين الشركة السودانية للأقطان (حكومية)، وإحدى الشركات الخاصة المملوكة لأحد مسؤولي شركة الأقطان نفسها. وضمن هذه القضية أسس مسؤول حكومي شركات خاصة باسم أقربائه ومنحها عقودا بأكثر من ثلاثمئة مليون دولار، والمدهش أن إحدى هذه الشركات قاضت الشركة الحكومية وألزمتها بدفع عشرات الملايين من الدولارات زعمت أنها مستحقة لها.

ولاحقا وتحت ضغط انتشار تفاصيل القضية على نطاق واسع، أمر وزير العدل النائبَ العام باستعادة الأموال التي حصل عليها المحكمون، مع إعادة القضية إلى المحكمة من جديد.
"من حقائق الفساد في السودان ما أظهره تقرير المراجع العام في نهاية العام الماضي بأن حجم الاعتداء على المال العام يقدر بأكثر من أربعة مليارات دولار"

وهناك قضية استيلاء مسؤولين في مكتب والي ولاية الخرطوم السابق على أراض بلغت قيمتها أكثر من عشرين مليون دولار، قبل أن تقبل جهات عدلية تحللهم والعفو عنهم بعد استعادة ما اعترفوا به من مبالغ مالية. لكن بعدما أصبح أمر التحلل محل تندر وتهكم من العامة، تدخلت وزارة العدل وأمرت بالقبض على المتحللين والسير في إجراءات المحاكمة. 

وفي العام الماضي نشرت صحيفة "الصيحة" المستقلة وثائق وكيل وزارة العدل السابق بالاستيلاء على أراض سكنية واستثمارية قدرت قيمتها بنحو خمسة ملايين دولار إبان توليه منصب المدير العام لمصلحة الأراضي.

قبل إعفائه، كشف رئيس آلية مكافحة الفساد عن خمسة ملفات لقضايا فساد وضعت أمام رئاسة الجمهورية.. لعل أخطر ما أدلى به رئيس الآلية بأن البعض تعدى على أصول للدولة وتم تحويلها بأسمائهم.

كما ثار حديث كثير عن جهات حكومية أهملت استرداد مبالغ مالية تخص الدولة (شيكات مرتدة).. وبلغ إجمالي قيمة الشيكات المرتدة والمتأخرات من طرف الجمارك والضرائب في أحد الأعوام 44 مليون دولار. في ذات الوقت كشفت نيابة مخالفات الجهاز المصرفي عن وصول بلاغات الشيكات المرتدة إلى 2847 بلاغا، وبلغ إجمالي المبالغ المعتدى عليها أكثر من 348 مليون جنيه سوداني (نحوي 55 مليون دولار).


الفساد السياسي

الفساد السياسي أسّ البلاء، ويعرف بمعناه الأوسع بأنه إساءة استخدام السلطة العامة (الحكومية) لأهداف غير مشروعة -وعادة ما تكون غير منظورة- لتحقيق مكاسب شخصية. وتقع الطامة عندما يصيب فيروس الفساد الجهاز التنفيذي الحكومي، ذلك أن الأخير أداة الدولة في تحقيق آمال الشعب وطموحاته وأمانيه، وحين يتمكن المرض من هذا الجهاز، يصاب المجتمع برمته بتداعيات المرض. ويترتب على ذلك خضوع الجهاز التنفيذي لشروط القوى السياسية الحاكمة وتحويله إلى جهاز لحماية وإدامة واستمرار القوى السياسية الحاكمة ودعمها. 

ويقوم هذا النوع الخطير من الفساد على أساس الاستعمال السيئ للسلطة تحقيقا لمنافع خاصة على حساب المجتمع. ويرتبط الفساد السياسي بالفساد القانوني، ويتمثل في سن القوانين أو تسخيرها بما يخدم أغراض السلطة السياسية. ومن أمثلته التعيين في الوظائف العامة خروجا عن السياق والمسار الوظيفي وتكافؤ الفرص والجدارة والنزاهة، أو سن قوانين تتعارض والسياق الصحيح.

ونظام الحكم الفاسد يعتمد وسائل ومقومات لضمان بقائه، تركز على التحكم في القرارات المهمة المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الخاصة بالشعب المجبر على الابتعاد عن المشاركة في إدارة شأنه العام، وإشغاله باستمرار بالبحث عن تأمين لقمة العيش.


في ذات الوقت تستفحل حالات خرق حقوق الإنسان، فعند تنامي ظاهرة الفساد تصبح أنظمة الحكم أكثر سرية في تعاملاتها، وبالتالي تصبح حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية مهددة كذلك.

ويتضمن الفساد السياسي، سياسة ممنهجة تعمل على خنق الإعلام المستقل والتضييق عليه بحجة إخلاله بالأمن الوطني وتجاوزه الخطوط الحمراء، فضلا عن أن استخدام الإعلام الرسمي للترويج للنظام وسياساته ورموزه أضعف دوره الاستقصائي وعزز الرقابة الذاتية لدى إداراته.

وغياب حرية الإعلام هدفُه عدم السماح له أو للمواطنين بالوصول إلى المعلومات والسجلات العامة، مما يحول دون ممارسة دور رقابي على الجهاز الحكومي التنفيذي. وبهذه الإجراءات يظل الفساد في الدولة القمعية الدكتاتورية مستورا، ولسوء الحظ يتعذر قياس كلفة الفساد بشكل دقيق.

وقبل عدة أسابيع أوقفت السلطات الأمنية في السودان مسلسلا إذاعيا بدأت ببثه الإذاعة السودانية الرسمية، يتناول قضايا الفساد في الدولة والمجتمع. وتعد تلك الخطوة الأولى من نوعها. ويتناول المسلسل سيرة الفساد ورجال الأعمال الطفيليين، إضافة إلى قضايا غسيل الأموال والتزوير والسرقة.

الديمقراطية أو الفساد
"ظاهرة الفساد ظاهرة معقدة تتداخل فيها قضايا سياسية وإدارية ومالية، وتتكامل مع بعضها بعضا، فلا يمكن القضاء عليها إلا عبر نظام سياسي يقوم على مبدأ التعددية السياسية المستند إلى الانتخابات العامة النزيهة"

إن عدم الالتزام بمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في النظام السياسي وطغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية هو ما يؤدي إلى الإخلال بمبدأ الرقابة المتبادلة، كما أن ضعف الجهاز القضائي وغياب استقلاليته ونزاهته يعتبر سببا مشجعا على الفساد. 

التعديلات الدستورية الأخيرة أواخر العام الماضي جعلت الرئيس عمر البشير مركز القرار الوحيد وكرست السلطات في يده بصورة مطلقة، فضلا عن تعزيز صلاحيات جهاز الأمن الذي يتبع الرئيس مباشرة، وأصبحت صلاحياته مطلقة، فقد أعطت تلك التعديلات الجهاز كافة الصلاحيات الممكنة وغير الممكنة، الأمر الذي كرس مفهوم الدولة الأمنية القابضة.

وبدا واضحا ضعف الإرادة لدى القيادة السياسية لمكافحة الفساد، وذلك بعدم اتخاذ أية إجراءات وقائية أو عقابية جادة بحق عناصر الفساد بسبب انغماسها كلها أو بعض أطرافها في الفساد. 

وربما كان الفساد في حدوده الصغرى كالرشوة السائدة والرشوة الطارئة، أمرا يتكرر في كثير من الدول. أما الفساد في حدوده الكبرى فهو فساد منظم يمارسه بعض كبار مسؤولي السلطات الثلاث، وهذا ما قد يبدو ظاهرا في حالة السودان.

وتظل الحقيقة أن أنجع سبل مكافحة الفساد تتوفر في الدولة الديمقراطية بما لا يقاس بوسائل مواجهته في الدولة الشمولية. ولكون ظاهرة الفساد ظاهرة معقدة تتداخل فيها قضايا سياسية وإدارية ومالية، وتتكامل مع بعضها بعضا، فلا يمكن القضاء عليها إلا عبر نظام سياسي يقوم على مبدأ التعددية السياسية المستند إلى الانتخابات العامة النزيهة، وأن يرتكز هذا النظام على الفصل بين السلطات الثلاث، فضلا عن احترام ممارسة المواطنين لحقوقهم المدنية والسياسية، بما في ذلك حرية التعبير عن الرأي.

صحيح أن الفساد قد نجده في أنظمة ديمقراطية، لكن في ظل الديمقراطية والتعددية لا يتحول الفساد إلى ظاهرة، ويمكن تطويقه ومكافحته بسهولة من خلال محاسبة ومساءلة المسؤولين مهما علا شأنهم.

الجزيرة

(الشعبية) تنفي قبول عقار بلقاء نواب المنطقتين في البرلمان السوداني


نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، وجود أي اتجاه لأن يلتقي رئيس الحركة مالك عقار، بوفدين من البرلمان السوداني يمثلان نواب ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، كل على حده.


وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية ـ شمال، مبارك أردول: "لا يغيب عن فطنة أحد بأن هذه ليست لغة ومواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان، فقضايا المنطقتين هما قضية السودان في المنطقتين، ومواقف الحركة معلنة وموثقة ومعروفة.. نحن مع الحل الشامل وضد الحلول الجزئية، وقضايا المنطقتين لن تحل إلا في إطار حل القضية السودانية وبناء دولة المواطنة بلا تمييز".وكانت تقارير صحفية بالخرطوم نقلت عن عضو البرلمان يحيى صالح أن رئيس الحركة الشعبية ـ شمال، وافق على الإلتقاء بوفد من النيل الأزرق من البرلمانيين وغيرهم لمناقشة قضية النيل الأزرق وطالب بوفد آخر لمناقشة قضية جبال النوبة/ جنوب كردفان.

وتقاتل الحكومة، قوات الحركة الشعبية ـ شمال، في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ العام 2011، ومجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 12 عاما.
وأكد أردول في بيان تلقته "سودان تربيون" أن "استراتيجية الحركة الشعبية تقوم على الإمساك بقضية السودان بيد وبخصوصيات المنطقتين باليد الآخرى، فخصوصيات المنطقتين لا تحل في كادقلي ولا الدمازين بل في الخرطوم".
وتابع "إن خزعبلات المدعو يحيى صالح علها كانت لاستلام عطايا العيد من بنوك المؤتمر الوطني".
سودان تربيون

ماذا حصل بالضبط في حادثة تدافع منى ؟ تعرف على التفاصيل


قبل ساعة من الحادث، وقفت “العربية.نت” على مكان وقوع تدافع الحجاج في مشعر منى، والذي ذهب ضحيته 717 حاجاً، ورصدت أسباب حدوثه والتي يمكن تلخيصها في سببين.

السبب الأول هو دخول حجاج على خط السير، بحيث كان هؤلاء الحجاج قد أنهوا رمي الجمرات، وأرادوا العودة إلى مخيماتهم عبر الطريق المخصص لمن يذهبون لرمي الجمرات وليس لمن يعودون. أما السبب الثاني فهو رفض بعض الحجاج، تطبيق أوامر رجال الأمن على حافتي الطريق المؤدي إلى جسر الجمرات.
تأكيد لما رصدته “العربية.نت”

مصدر أمني أكد لـ”العربية” ما رصدته “العربية.نت”، إذ كشف أن السبب هو عدم التزام بعض حملات الحج بالتعليمات، وأرادوا أن يصعدوا من معهم إلى الجمرات عبر حافلات وليس من خلال قطار المشاعر، وبعد عودتهم تم إنزالهم في تقاطع شارع 204 مع شارع 223، الذي تزامن مع قدوم الحجاج الذي حل موعدهم للتصعيد إلى الجمرات، فوقع التصادم هذا المفاجئ.

وقال المصدر ، إن التحقيقات جارية الآن لمعرفة كيفية دخول الحافلات في هذا الموقع، وأيضاً مع حملات الحج التي لم تلتزم بالتعليمات.
المكان يقع وسط المخيمات

يشار إلى أن هذا الطريق يقع وسط مخيمات الحجاج على اليمين والشمال، وعرض الطريق لا يتعدى 4 أمتار، وهو بطول حوالي 3 كيلومترات باتجاه جسر الجمرات.
وقد لاحظ موفد “العربية.نت”، منذ الساعات الأولى ليوم العيد، وجود حالة تزاحم غير عادية، لكنها زادت في وقت لاحق، وقد أثرت حرارة الجو في خلق التوتر بين الحجاج.
يضاف إلى ذلك، وجود عائلات وشيوخ وأطفال بين أفواج الحجيج، مما يبطئ تلقائيا من حركة الحجيج نحو جسر الجمرات.

منى (المشاعر المقدسة) – سعد المطرفي، رمضان بلعمري
العربية

الوطني: العفو الرئاسي يشمل المهدي.. البلاغات ضد المهدي تسقط تلقائياً


قال رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم، عضو آلية الحوار، مصطفى عثمان، إن العفو الصادر من الرئيس البشير، بشأن حملة السلاح والذين يشاركون في الحوار هو عفو شامل، ويشمل بالضرورة أية قضايا أوبلاغات مفتوحة ضد الصادق المهدي.
وقال عثمان لــ” الشروق” إن تلك البلاغات المدونة في مواجهة رئيس حزب الأمة القومي والمتواجد حالياً بالقاهرة، تسقط تلقائياً بالمرسوم الرئاسي الأخير.
وكان البشير قد أصدر مرسوماً جمهورياً، أعلن بموجبه العفو العام عن قيادات وأفراد الجماعات المسلحة التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني، مع وقف إطلاق النار لمدة شهرين في جميع مناطق العمليات العسكرية.
شبكة الشروق

نجاة أحد الحجاج السودانيين بعد إغمائه بحادث تدافع منى


فتح الحاج السوداني يوسف محمد عينيه غير مصدق نجاته بعد أن سقط مغشياً عليه، في حادث التدافع بمنى اليوم، والتقطته فرق الإنقاذ وهرعت به إلى أقرب مستشفى لتكتب له الحياة من جديد.
يروي يوسف قصته لـ(سبق) ويقول: صادفت كثافة بشرية هائلة لحجاج بيت الله الحرام عندما كنت قادمًا من مشعر مزدلفة صباحًا متوجهاً لرمي جمرة العقبة وكانت حركة المشاة طبيعية حتى اقترابي من نهاية الشارع وقبل نقطة التقاطع توقفت حركة المشاة بشكل مفاجئ وبعدها بدأ الاختناق يزداد والضغط البشري يتمكن من الموقف، وأضاف أنه حاول جاهدًا الاقتراب لأقرب مكان يكون أكثر أمانًا لإنقاذ نفسه من الموت المحقق.
وأشار إلى أنه استمر في المحاولة حتى احتبست قدماه بين الكتل البشرية حيث أدى قوة الضغط إلى عدم استطاعته الخروج من المأزق المؤسف، مما عرضه للإغماء ولم يصحُ إلا بعد دخوله لمستشفى منى للطوارئ.
وقدم الحاج يوسف مواساته وتعازيه لذوي المتوفين سائلًا الله أن يتغمدهم في عداد الشهداء وأن يعافي المصابين، كما قدم شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والتي أولت اهتماماً كبيرًا بالفاجعة وأيضًا لتوفيرها الرعاية الصحية الكبيرة للمصابين, وأبدى تقديره للفرق الطبية وفرق الإنقاذ التي نجحت في إنقاذ أعداد كبيرة من المصابين في الحادثة.
حاتم العميري – سبق – بعثة المشاعر المقدسة