‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وآداب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وآداب. إظهار كافة الرسائل

السبت، 26 مارس 2016

مهرجان محجوب شريف للشعر : اليوم الخامس

مهرجان محجوب شريف اليوم الخامس
مهرجان محجوب شريف للشعر
النسخة الثانية 2016م
اليوم الخامس
25 مارس
حبا للسلام
من خلال أمسية خامسة لمنتدى السنبلاية بمدارس المليك بأم درمان؛  شكل فيها الشعر حضورا بهيا، واصل مهرجان محجوب شريف للشعر فعالياته حيث استضاف بمنتدى السنبلاية شعراء من معهد البروفسر عبدالله الطيب كانت معظم قصائدهم  باللغة العربية الفصحى وهم الشعراء “ابوبكر الجنيد /جهاد جمال /عبدالقادر المكي/احمد حامد بلة/ابتهاج نصرالدين/عزام عبد العاطي /عمر الرفاعي /العطا علي العطا” حيث بدأت الفعالية في تمام الساعة السابعة واستمرت حتى التاسعة مساءا.
وتضمنت فقرات المنتدي كلمة لأسرة الشاعر الراحل محمد عبدالحي القتها الناقدة والشاعرة المعروفة  د.عائشة موسى والتي قامت بترجمة عدد من قصائد الراحل المقيم محجوب شريف للغة الإنجليزية؛ وتم نشر الديوان المترجم ضمن فعاليات النسخة الأولى من مهرجان محجوب شريف (2015م )؛  وكان لحديثها بالغ الأثر في النفوس.
هذا وسينتقل المهرجان في يوم السبت 26 مارس إلى ورشة تعليم فنون الأداء الشعري المنعقدة  بمسرح محجوب شريف بالثورة الحارة 21 والتي تشارك فيها مجموعة من الشباب تحت إشراف الشاعر والمخرج الدرامي الأستاذ  قاسم أبو زيد.
على أن يواصل المهرجان فعالياته عبر منتدى السنبلاية المقام على شرف الراحل المقيم عمر الطيب الدوش في يوم  الأحد الموافق 27 مارس والذي يتزامن مع اليوم العالمي للمسرح.
كونوا معنا …حبا للسلام
لجنة إعلام المهرجان.

الكورال يغني للراحل بهنس


يقيم كورال كلية الموسيقى والدراما حفل جماهيرياً في بداية أبريل المقبل،وقال الطيب صديق مخرج الكورال أن الحفل ستقدم خلاله رائعة الراحل محمد حسين بهنس (الشمس حياتنا) بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الجديدة،كما سيغني الكورال للفنان شرحبيل احمد وعبد القادر سالم.
صحيفة السوداني

ولمن لا يعرف بهنس هو التشكيلي السوداني متعدّد المواهب، محمد حسين بهنس (1972 - 2013)،وفي الثاني عشر  من ديسمبر 2013، مات متجمداً على أحد أرصفة القاهرة، ليطلق رحيله موجة كتابة "هستيرية"، عن برود إنسانية من حوله، والتجاهل الذي أورده الهلاك. كلٌّ يلوم الآخر، ويلوم، أيضاً، نفسه.
هي موجة بكاء استمرت طويلاً، ليس فقط في مواقع التواصل الاجتماعي، بل شكّلت مادة للصحف اليومية، والمواقع الإخبارية في السودان ومصر، واهتمت بها، كذلك، أكثر الفضائيات، الأمر الذي جعل اسم بهنس، فجأة، على كل لسان، فعرفه من لم يكن يعرفه من قبل.
تُرى، لماذا بكاه الجميع بهذه الحرقة؟ هل يبرّر موته جائعاً متجمداً على أرصفة مدينة تحتضن العدد الأكبر من السودانيين خارج الحدود، كل هذا العويل؟ ماذا وراء ما بدا، أيامها، وكأنه نزعة تكفير عن ذنب جماعي تجاهه؟ أهو إحساس بأن لكلِّ من عرفه وتجاهله أيام محنته يداً في موته؟


نعرف أن بهنس كان شاعراً، وروائياً، وتشكيلياً، وعازفاً، وملحناً، ومغنياً، الأمر الذي جعله في قلب الحركة الأدبية والثقافية في السودان، وبلدان أخرى، ومكّنه ذلك من الاحتكاك بعدد كبير من الفاعلين في المشهد السوداني، لذا يبدو أن التجاهل الذي جوبه به إبّان اكتئابه، هنا في السودان، ثم بعد أن أقام في القاهرة؛ كان المبرر – ربما – لكل ذلك الاهتمام "التعويضي" الذي حظي به موته، من قبل المثقفين في السودان وفي دول عدّة، كلهم تناول الرحيل المأساوي لفنان متعدد اسمه محمد حسين بهنس. 
سواء أكان جلدَ ذاتٍ، أو تطهريَّة رومانسية، أو إحساساً بذنبٍ أو تأنيبَ ضمير؛ تظل المفارقة في أن بهنس حصل على انتباه العالم بموته أكثر من حياته التي كرّسها لفعل الإبداع، ليمثل بذلك حالةً من "هتاف الموتى" كما يقول في أحد نصوصه الذائعة.

شريف الفحيل يبدع في حفل الكويت


ابدي الفنان شريف الفحيل سعادته بنجاح حفله الثاني بالكويت و أشار إلى أن الحفل حظي بحضور غفير و عمل من خلاله على تقديم إعماله الخاصة إلى جنب أغنيات مسموعة بطلب من الجمهور .
صحيفة الرأي العام

الجمعة، 25 مارس 2016

تواصل فعاليات مهرجان محجوب شريف للشعر


توالت فعاليات الذكرى السنوية الثانية لشاعر الشعب الراحل المقيم محجوب شريف عبر المهرجان  في يومها الثالث الاربعاء الموافق 23 مارس  حيث شهدت مدارس المليك بامدرمان فعالية منتدى السنبلاية “2” وكانت مهداة إلى روح الشاعر الراحل  محمد الحسن سالم حميد؛ ليفتح بذلك مهرجان محجوب شريف للشعر نافذة  الوفاء كقيمة إنسانية نبيلة  وهي من أبرز القيم التي أحياها شاعر الشعب محجوب شريف الذي كان  وفيا للاحياء  والراحلين والأشياء والأماكن طوال فترة حياته المعطاءة.
  بدأت فعالية منتدى السنبلاية / حميد في تمام الساعة الخامسة والنصف عصرا واستمرت حتى الثامنة مساءا؛ بقراءت شعرية متنوعة ومشاركات غنائية وجدت التجاوب والقبول من كل الحاضرين ..
حيث جاءت البداية بالفنان شمت محمد نور الذى تغنى بمجموعة من الأغنيات عبر آلة العود وشاركته من خلالها الشاعرة إيمان متوكل بصوتها الطروب  في دويتو غنائي  ارتقى بالفقرة الغنائية في المنتدى إلى مصاف الألق والجمال ..وتلتها مجموعة من القرءات الشعرية التي قدمتها اصوات شعرية جديدة تطرح رؤى وأفكار مغايرة وتحمل تباشير  لمستقبل ادبي مشرق يؤذن بشعر متقلد لمسئولياته تجاه القضايا الإنسانية  معجون بهموم الحياة في مختلف مجالاتها.. إذ تبادل منصة المنتدى الشعراء “عمر علي عبدالمجيد /عبدالرحمن عبدالفضيل / بدرالدين صالح عيسى /عمر السناري/ الهام احمد  /ابراهيم ابنعوف /الواثق يونس/ودعاء سر الختم “.
ويستمر منتدى السنبلاية حتى يوم 28 مارس وهو يضم في جنبتيه معرض اللوحات الفنية  والمنتدى الشعري والثقافي المقام  بساحة مدرسة المليك؛ كمنشط يسعى عبره المهرجان لترسيخ قيم التسامح والبساطة في الكيفية التي يطرح عبرها المحتوى الثقافي للمنتدى ويكثف حضور الشعر باعتباره الموضوع الذي يطرح عبره  المهرجان رسالته الثقافية..
فكونوا معنا.. حبا للسلام.
لجنة إعلام المهرجان
23 مارس 2016م.
حريات

يشتمل على سبعة عشر عرضا بمشاركة ثماني دول عربية: انطلاق الدورة السادسة لمهرجان «البقعة» للمسرح في السودان

الخرطوم – «القدس العربي»:
 يحتفل السودان باليوم العالمي للمسرح، من خلال فعاليات مختلفة تجسّد تنوّع وتعدد المؤسسات الثقافية التي تُعنى بالدراما والمسرح في السودان. 
ويحتفل المسرح الوطني هذا العام بمهرجان البقعة للمسرح، الذي وصل إلى الدورة السادسة، ويشتمل المهرجان على سبعة عشر عرضا من ثماني دول هي، السودان، مصر، الإمارات، المملكة العربية السعودية، البحرين، الجزائر، تونس وليبيا، بمشاركة أكثر من خمسمئة من الفنانين والنقاد وصنّاع العروض.
وتبدأ الفعاليات بعد غدٍ الأحد – تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح- بتكريم ضيوف المهرجان وتقديم عرض افتتاحي بعنوان «تذكار للمحبة والجمال» من إعداد سيد أحمد أحمد وإخراج أبو بكر الشيخ، وتمثيل فرقة كلية الموسيقى والدراما. وتشهد فضاءات المسرح القومي في أم درمان تنوعا للعروض والتيارات والتجارب المسرحية، ويشهد دار الاتحاد العام للدراميين (مصطبة الفكي عبدالرحمن) واحدا من هذه العروض، وهناك عرض عبارة عن فرجة مفتوحة ترحيبا بالمبدعين من أنحاء الوطن وضيوفهم من خارج السودان وبالجمهور. 
ولأول مره تعلن جوائز مسابقة محمود صالح عثمان صالح، في البحوث والدراسات للفنون التمثيلية، التي تشتمل على قسمين، الأول مفتوح للباحثين في الدراسات ذات الصلة بتاريخ وترقية وتطوير فنون العرض. والقسم الثاني للأوراق النقدية في المسابقة الدولية التي تطرح في جلسات النقد التطبيقي، ويصدر المهرجان مطبوعات تحتوي على النشرة اليومية للمهرجان، والمرشد العام، وكتاب شخصية المهرجان، وجلسات النقد التطبيقي للعروض في المسابقة الدولية. ويقام الملتقى الفكري الثالث عشر في مركز الفيصل الثقافي في الثامن والعشرين من هذا الشهر، وتشهد خيمة البقعة في المسرح القومي يوميا حلقات نقدية حول العروض المشاركة في المهرجان. وفي الثلاثين من هذا الشهر تشهد كلية الموسيقى والدراما الحلقة العلمية الثانية، ضمن فعاليات هذا المهرجان وتستمر عروض المهرجان التنافسية من يوم الجمعة الأول من نيسان /أبريل وحتى الأحد الثالث منه، ليختتم المهرجان يوم الاثنين الرابع من أبريل بتقديم الجوائز وتكريم الفائزين.
وعبر منبر تجارب في المسرح القومي السوداني، قدمت الناقدة هبة حسن صالح ورقة علمية بعنوان «مسرح هاشم صديق التقنية والأفكار»، وتشتمل احتفالية المسرح القومي على عرض مسرحي ومرسم للأطفال وورشة للسينغرافيا الرقمية.
وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح، يقيم نادي الدراما (خريجو قصر الشباب والأطفال قسم الدراما) في السادس والعشرين من هذا الشهر، يوما مسرحيا بمناسبة اليوم العالمي للمسرح تحت شعار «مسرح بلا حدود»، تكريما وعرفانا لروح الاستاذ المربي حامد جمعة، الذي توفي مؤخرا. ويشتمل الاحتفال على تقديم العديد من المسرحيات التجريبية والتجارب الفردية، ويقام برعاية غرفة صناعة السينما السودانية.
وقد شهد مسرح الفنون الشعبية – في أم درمان في الفترة من الثالث والعشرين وحتى الخامس والعشرين من هذا الشهر، الملتقى الفكري لمهرجان المسرح الحر السودان – الدورة الخامسة، وناقش الملتقى موضوع «المسرح والتراث؛ منصة انطلاق أم انكفاء على الذات؟» وقدمت عدة أوراق نقدية قدمها متخصصون، وطاولة مستديرة شارك فيها كتّاب ومسرحيون ونقاد. 
وقدمت في المنتدى أربع أوراق نقدية قدمها عبد الله علي إبراهيم، عبد الحفيظ على الله، سهير الصديق، وحامد بخيت يومي ويستكمل الملتقى أعماله يوم 26 مارس، بطاولة نقاش مستديرة يشارك فيها كتاب ونقاد ومسرحيون. وتبادل مبدعو المسرح في السودان، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام «لاناتولي فاسيليف» التي جاء فيها: «نحن نحتاج لكل أنواع المسرح، ولكنْ، ثمة مسرح واحد لا يحتاجه أي إنسان، أعنى مسرح الألاعيب السياسية، مسرح الساسة، مسرح مشاغلهم غير النافعة. ما لا نحتاجه بالتأكيد هو مسرح الإرهاب اليومي، سواء كان بين الأفراد أو الجماعات. ما لا نحتاجه هو مسرح الجثث والدم في الشوارع والميادين، في العواصم والأقاليم، مسرح دجّال لصدامات بين الديانات والفئات العرقية».
ورغم غياب المواسم المسرحية المنتظمة في السودان، وانقطاع العروض التي تقدم على خشبة المسرح، يحرص السودانيون على الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح في كل عام، ويعتبرون أن هذا اليوم عيد لأهل الدراما وفرصة لتواصل الأجيال وسانحة لاستعادة الأمل في نشاط مسرحي طوال العام.

صلاح الدين مصطفى

الأربعاء، 23 مارس 2016

أغاني السودانيين وأذن العرب!

المشكلة ليست في السلم الخماسي. المشكلة في الأذن العربية!
صديقي الكاتب البديع محمد محمد خير، عزا عدم انتشار الأغنية السودانية، بين العرب، إلى سلمنا الخماسي.. بل ذهب في مقالة نشرت في الوطن، قبل أيام، أن( حوار الطرشان) بين الحكومة والمعارضة سببه السلم الخماسي، وكذا سبب الحروب، ولو قدر الله لصاحبنا أن يسترسل لكان قد قال إن ارتفاع نسبة الطلاق، وانخفاض الجنيه، وشح المياه والنيل على مسافة( كرطعة)، وتراكم النفايات في الخرطوم، وانهيار المشاريع المرويّة، ومحاصرة السودان بالعقوبات الأميركية، وشتات السودانيين في فجاج الأرض، والتعذيب في بيوت الأشباح، وموت الترابي.. لكان قد قال إن كل ذلك بسبب السلم الخماسي، (الشيوعي) (ود الهرمة)!
صاحبي محمد، لم يرد أن يخسر العرب بالتقليل من شأن أذنهم( الشماء)، ولم يرد أن يخسر نظام الخرطوم، ونظام الخرطوم وراء كل مالن يقدر الله لصاحبي ان يسترسل فيه، ماعدا موت الترابي بطعنة قلبية!
قبل سنوات، طرحت على المغني الضخم محمد وردي، السؤال عن سبب عدم انتشار الأغنية السودانية بين العرب، وهي التي قد عبرت الحدود بكثافة إلى شرق وغرب إفريقيا، وعما إذا ماكان سلمنا الخماسي، هو وراء ذلك.
وردي- الذي اتخيل انه قد أحسن الختام بالسلم السباعي لحظة احتضاره قبل سنوات- أذكر أنه قال لي: «المشكلة ليست في السلم الخماسي. المشكلة في العرب.. إنهم لا يلتفتون بأذانهم إلى السودان»!
وراح وردي، يتحدث عن عالمية السلم الخماسي، وكيف ان اليابان وغيرها سلمها خماسي..
وراح يتحدث عن مدائحنا.. بل وقراءتنا للكتاب العظيم،كلها بالسلم الخماسي.. ولو كان وردي لا يزال يتنفس بايقاع السلم الخماسي إلى اليوم، لكنت قد اسرعت أقول له: صدقت ياوردي» هنالك فنانون يابانيون يغنون الآن أغنياتنا.. وهنالك اسرائيلية اشعلت اسرائيل بأغنياتنا، وهنالك أحباش وأفارقة في نيجريا والكاميرون والسنغال وجنوب إفريقيا يرقصون على انغام اغنياتنا، بالعنق والصدر والساق والقدم!
وردي ذهب أبعد من ذلك وهو يتحدث عن أننا السودانيين «مازلنا طاقة كامنة» وان سلمنا الخماسي هو الذي سيفجر هذه الطاقة الكامنة.. بل أن هذا السلم الذي يجمع ألسنة وثقافات شتى في السودان، سيعزز في النهاية، وحدة السودان.. ووحدة شعوبه.
وردي تحدث حديث العارفين بالإيقاع.. وبالسياسة معا.
ولو ان صاحبي- محمد محمد خير- أرخى أذنه لحديث وردي لما كان قد قال ماقال عن السلم الخماسي، لكنه لم يرخها.. كيف له وهو العروبي- وليس المستعرب- حتى طبلة أذنه الداخلية!
هاشم كرار

الثلاثاء، 22 مارس 2016

محبو طه سليمان يحتفلون بعيد ميلاده في “المطار”!

تفاجأ الفنان طه سليمان بوجود عدد من محبيه بانتظاره بصالة الوصول بمطار الخرطوم عقب عودته من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وذلك للاحتفال بعيد ميلاده وسط أجواء حميمة جمعت بينهم وأشار سيف محمد طه (احد أعضاء مجموعة محبي طه) ومن القائمين على أمر الاحتفاء إلى أنهم معجبون بالفنان طه كان لابد أن يشاركونه عيد ميلاده مشيرين إلى أن طه بادلهم الحب بحب أكبر.
صحيفة السوداني

الاثنين، 21 مارس 2016

أمير تاج السر : النصوص الطغاة


رحل الكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو، الذي عرفناه بنصه القديم: «اسم الوردة»، على الرغم من أنه كتب نصوصا أخرى، منها: «جزيرة اليوم السابق»، ونص ترجم للعربية مؤخرا، هو: مقبرة براغ، الذي كتبه مستوحيا التاريخ، كما يفعل دائما، وكل تلك النصوص تحقق نسبة قراءة عالية، اعتمادا على اسم الكاتب، وشهرته في كتابة الملاحم، لكن «اسم الوردة» كان شيئا آخر، مختلفا تماما، إنه واحد من النصوص الطغاة، أو النصوص التي يمارس القراء ديكتاتورية متعسفة من أجل قراءتها، تماما مثل نصوص أخرى، في تاريخ الكتابة، سأتعرض لها لاحقا.
أول مرة سمعت باسم الوردة، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، حين زارني في بيتي، مثقف عربي، كان قرأ بداياتي، في الكتابة، ويبدو أن ما كتبته لم يرق له، واعتبرني بحاجة لنصح قوي وفعال، وكان هذا النصح، حين أخرج من حقيبته نسخة من كتاب: «اسم الوردة»، في ترجمته العربية، وضعها أمامي على الطاولة وهو يقول بغضب: أنت لم تقرأ «اسم الوردة»، ولو قرأتها لعرفت كيف تكتب، وقبل أن أمد يدي لأتصفح الكتاب، التقطه وأعاده لحقيبته، ثم ذهب، لكنه ترك لي في تلك الأمسية قرارا ديكتاتوريا واضحا، وهو أن أقرأ ذلك الكتاب الإيطالي. وكأنني سأعاقب بالسجن أو الجلد أو الطرد من حرفة الكتابة، إن لم أقرأه.
بعد ذلك ظللت أشهرا طويلة أبحث عن اسم الوردة، لم يكن موجودا في المكتبات، ورفض كل صديق يملكه أن يعيرني النسخة، وكنت أتمزق في الداخل حقيقة، وحين أجلس في مقهى برفقة أصدقاء مثقفين، أو أوجد في احتفالية ثقافية، أخاف أن يذكر اسم الوردة، ويعرف الناس أنني لم أقرأه، وفي أول زيارة قمت بها للقاهرة بعد ذلك، أسرعت إلى مكتبة مدبولي العظيمة، في ميدان طلعت حرب واقتنيت «اسم الوردة»، وقرأته مباشرة في اليوم نفسه، لأتحرر من كابوس ديكتاتوريته، وأجلس في المقاهي والمناسبات الثقافية، هادئا، أتحين فرصة أن يطرح أحدهم موضوع ذلك الكتاب، لأشارك في النقاش بمتعة.
لن أتحدث عن موضوع الكتاب، ولا عن انطباعي بعد أن قرأته في تلك الأيام، إن كان سلبيا أو إيجابيا، وإنما فقط أوردته، لأنه كان من تلك الكتب التي يضطر العالق في درب الكتابة، إلى قراءتها، بما تملكه من صلف وسطوة على الأذهان.
«رواية العطر»، لباتريك زوسكيند، الألماني الذي دخل بها قوائم الأعلى مبيعا، والأكثر انتشارا، وكتب بعدها نصوصا أخرى مثل «الحمامة»، لم ترتق لجمالها، كانت أيضا من النصوص الطغاة، التي مارس المثقفون في تلك الفترة، ضغوطا كثيرة على زملائهم، من أجل الحصول عليها وقراءتها، لقد كتب على الغلاف أنها قصة قاتل، وهذا من شأنه أن ينخفض بإيحاء النص كثيرا، فليس كل القراء يبحثون عن قصص القتل، وتلك القصص في مجملها لا تصبح أبدا في مصاف القراءة الراقية، لكنها في الحقيقة حين تقرأها، وقبل أن تصل إلى مرحلة القتل، تعثر على معرفة كبيرة، في صناعة العطور، تلك الحرفة التي كان يمارسها غرينوي البطل، كما أذكر اسمه، ومن داخلها أراد الحصول على عطر الجسد.
قصة جيدة، وفكرة جيدة جدا، واجتهاد كتابي كبير، وفي ترجمتها العربية التي قرأتها بها، وكنت حصلت عليها من معرض للكتاب أقيم في الدوحة بعد أن أرهقني الكثيرون بسؤال غدا روتينيا: هل قرأت رواية «العطر»؟
وحين أرد بأنني لم أقرأها، يلوي السائل حنكه، ويبتعد عني، موقنا بأنني لست مثقفا، ولست جديرا بأن أحمل لقب كاتب، ولم أقرأ رواية «العطر» بعد.
في أواخر تسعينيات القرن الماضي، ظهر اسم البرازيلي باولو كويلهو بشدة، عبر نصه: «الخيميائي»، ثم تبعته نصوص أخرى مثل: «الجبل الأصفر»، و»حاج كومبو استيلا»، وبعدها «فيرونيكا تقرر أن تموت»، وغيرها من النصوص، المختلف في شأنها، ففي حين يقسم كثير من القراء، أنها نصوص مبدعة، تجد آخرين، يتحدثون عن عاديتها، وأنها ليست خارقة على الإطلاق.
كنت أجلس في صالة إحدى الصحف التي تعاملت معها في بداية تعرفي إلى كتابة المقال الثقافي، حين همس أحد الحاضرين في أذني: لماذا لم تكتب عن رواية الخيميائي؟ تلك الرائعة العالمية. قلت له ببساطة شديدة، وبلا تردد أنني لم أقرأها، في الحقيقة لم أسمع بها إلا مؤخرا، ولا أجد لدي فضول لقراءتها. أظن أن الرجل صدم، لأنه طالعني باستغراب شديد، وقال هذه المرة بصوت سمعه الحاضرين كلهم: لم تقرأ الخيميائي للعظيم باولو كويلهو، ولا تريد قراءتها؟، كيف تقنعني أنك كاتب روائي؟
أحسست بالحرج، وبالغضب أيضا، واشتبكت مع الرجل في جدال متشعب، شارك فيه الحاضرون كلهم وكان ثمة ضغط عنيف في تلك الأمسية من الجميع بأنني لا بد أن اقرأ الخيميائي، لأتعرف على أسرار مهمة في الكتابة، ذلك الضغط الديكتاتوري الذي ذكرته، ولأنها كانت منتشرة أكثر من غيرها من النصوص الطغاة، فقد عثرت عليها في أول مكتبة، وظلت مغبرة في أحد الرفوف، في بيتي سنوات، قبل أن أنفض غبارها، وأقرأها ليس بمتعة ولكن للعلم بالشيء، وبدت لي موجهة لفئة عمرية أصغر، ولا أدري هل كنت محقا أم لا؟
«الأشياء تتداعى»، للنيجيري تشينيا تشيبي، من النصوص الطغاة التي ظهر طغيانها مبكرا، لكن للحقيقة كان طغيانا متحضرا، ورائعا، لأن النص ليس عظيما فقط، وإنما من النصوص التي تحفر في الذاكرات عميقا، وتبقى مشعلا مضيئا، ومعقلا من معاقل المعرفة بالثقافة الأفريقية والأساطير، وكثير من التراث الشعبي الشفاهي. لقد سمعت عن الأشياء تتداعى، وأنا طالب في مصر، نهاية الثمانينيات، كان كل من جلست معه في تلك الفترة يتحدث عن كتابين في الغالب: «يوليسيس» لجيمس جويس، و«الأشياء تتداعى» لتشيبي، وكان الوجود في مصر مساعدا للحصول على الكتب بسهولة، فاقتنيت الكتابين، قرأت الأشياء تتداعى بسرعة، ودخلت في طغيانها بأن أفرضها على أصدقائي الذين لا يعرفونها، بينما بقيت رواية جويس مشروع قراءة لزمن طويل، اقرأ منها صفحات عدة في كل فترة وأتركها، ولا أذكر إن كنت أكملتها أم لا؟ لقد كانت في الحقيقة نصا عظيما بلا شك، ومن النصوص الرائدة في الأدب، لكن دائما توجد تعقيدات في القراءة، قد لا تمنح الوقت والذهن الصافي، لقراءة كل نص عظيم كتب، وما حدث لرواية جويس معي، حدث أيضا في كتاب «البحث عن الزمن المفقود»، تلك الرواية الملحمية، لمارسيل بروست، التي استغرقت زمنا طويلا، حتى أكملتها، ولا أذكر أنها كانت من النصوص الطغاة، وأن هناك من فرضها عليّ، كتلك النصوص الأخرى.
وكما تصنع الشعوب طغاتها، فقد صنع غابرييل غارسيا ماركيز، نصا ديكتاتورا، هو نص: «الجميلات النائمات»، للياباني ياسوناري كواباتا، حين كتب له تقديما في الترجمة الإسبانية، وحين أعلن عن تأثره به، وأذكر أن مقدمة ماركيز، كانت تذكر مباشرة حين يفرض أحدهم ذلك الكتاب: هل قرأت «الجميلات النائمات» الرواية التي قدم لها ماركيز؟
وحقيقة لم أكن مقتنعا بأن يقدم كاتب، آخر، ومن النادر أن أقرأ المقدمات، لكن لأن ماركيز نفسه كان ديكتاتورا أدبيا، بنصوصه طبعا، فقد كان لا بد من قراءة مقدمته، والاستسلام لجميلات كواباتا النائمات.
كثير من النصوص، التي تمارس مثل هذا التعسف، لكن في النهاية، هو في صالح القراءة وليس ضدها، وربما يكون دليلا على أن القراءة ما زالت مسلحة، وتصلح لتحظى بمقاعد متقدمة في مجال الثقافة.
روائي سوداني
أمير تاج السر

الأحد، 20 مارس 2016

(المقرن).. (البان جديد).. (شمبات) و(حنتوب) : حدائق وجنائن وشواطئ وثقت لها أروع الأغاني


حتى وقت قريب كانت الحدائق وأماكن التنزه العامة تجد الاهتمام والرعاية من الحكومات المحلية التي تعطيها حقها في الإنفاق المالي والإشراف الإداري المستمر لجعلها من الأماكن الجاذبة، بعد أن تتم تهيئتها وتنسيقها لاستقبال المواطنين والوافدين لأخذ قسط من الراحة والانطلاق وممارسة الأنشطة المختلفة، مثل الرياضة، الجلوس تحت ظل الأشجار للمؤانسة، القراءة وغيرها من الأنشطة الترفيهية، لذلك كانت الحدائق العامة أو (الجنائن) تبدو في منتهى الروعة والجمال.. تنوع في تشكيلات الخضرة، الأشجار الظليلة والأزهار والنباتات التي تمنحك الراحة النفسية بما تحوي من ساحات خضراء وملاعب للترفيه ونوافير مياه وغير ذلك.
ومن الحدائق التي اشتهرت في عدد من المناطق والمدن السودانية حتى أنها وجدت حظها في التوثق الغنائي في الخرطوم، كانت حدائق “المقرن” في الموجودة في المساحة المطلة على تلاقي نهري النيل الأزرق والأبيض بالخرطوم، ومن أنفاس عبير الطبيعة بحدائق “المقرن” ولدت أغنية (المقرن في الصباح)، كلمات “خـالـد أبـو الـروس” وتغنى بها الفنان الكبير “إبـراهـيـم الـكـاشــف”، ومطلعها يصور المشاهد الرائعة التي كانت موجودة بحدائق “المقرن”:
(يا حبيبي قوماك ننفرد على مقرن النيل يا جميل
***
الروض بسم
والطير غرد
والطقس لا حر لا برد
والشمس إبان الشروق
هنا يا الحبيب نجلس نروق
وسط الزهور العاملة روق
بعدين نقوم للنيل نرد
ونداعب الموج يا جميل)
ومن المنتجعات الطبيعية التي اشتهرت بروعتها وفتنتها الساحرة (جنائن شمبات) التي كان يرتادها الكثيرون من عشاق الطبيعة خاصة في يوم (الجمعة)، وهذه الجنائن وثق لها الشاعر “عبيد عبد الرحمن” وقدمها بصوته “الكاشف”:
(تحت فيحاء الخميلة
كنا والأطيار تغني
ترقص الأطيار تغني
بيننا أوجه جميلة
كلما العصفور يغرد
والنسيم يهفو يبرد
تزدهي الأزهار تورد
واحدة صاحية واحدة وسنا
واحدة فاترة فاتنة حسنا
في غفلة الدهر اختلسنا
ونحن بيناتن جلسنا
جلسة ما منظور مثيلها)
وأيضا كانت جنائن الشاطئ شمال مدينة الخرطوم بمحاذاة النيل الأزرق التي وثق لها أحد شعراء الحقيبة في إحدى الأغاني الشهيرة والمرجح أنه “خليل فرح”:
(بين جناين الشاطئ وبين قصور الروم
حييّ زهرة روما وأبكي يا مغروم
دُرة سالبة عقولنا لبّسوها طقوم
ملكة باسطة قلوبنا تبيت عليها تقوم
في الطريق إن مرت بالخُلوق مزحوم
كالهلال الهلّ الناس عليها تحوم)
ومن الحدائق التي اشتهرت بروعتها وأخذت حظها في التوثق الغنائي (حدائق البان جديد) في منطقة شمال كردفان، وثق لها بعدسة المفردات الصادقة الشاعر “محمد عوض الكريم القرشي” وتغنى بها الفنان “عثمان الشفيع”:
(اليوم سعيد وكانو عيد .. يلا نشهد
حدائق البان جديد
اليوم سعيد شرق الصباح من غير نشيد
زارني الوديد قال لي نقوم البان جديد
نغني فيها نشوف زهوره الفي حقولا
نشوف زهوره الفي حقولا أحب زهورا
قلت ليه طوعاً كم مريد أتم الهناء وأكون سعيد
يا شادي قول واروي القصيد
بين الحدائق الغني جيد
حسن النسيم هاديلا جيد
تغريد طيوره بين زهوره أحب زهوره
تويك صورة أحلى صورة أحلى صورة
فهتفنا قول يا شادي عيد
زان كردفان حسنا جديد
جنات زهور ومعمار فريد
في ظلاله كم كان لينا ريد
لمن نريد نتلو النشيد
بسم خضاره وزاد نضارة
وضع الحدائق كم هو رائع كم هو رائع
فنعمنا فيا بيوم سعيد
يا ربي عيد لي ربوعها عيد)
وأيضاً من الأغاني التي تؤكد أن الشواطئ من الأماكن السياحية وكانت تجد الاهتمام، في شواطئ نهر النيل في مدينة شندي كتب الشاعر “محمد عوض الكريم القرشي” عن روعة السهر فيها:
(في الشاطئ يا الحبان ساهرتو بينا
الليلة يا الحبان ساهرتو بينا
عند النهر والنور
والساقية بينا تدور
القمري يحكي الحور
وأنا الفنان
الموج يداعبنا والحب يقربنا
الشاطئ يفرحنا والحب معاهو كمان
يا حليل ربوع شندي
بلد الجمال عندي
الفيها أنا فني والمتمة أمان)
ومواصل للتوثيق للأماكن السياحية كتب “ود القرشي” عن شواطئ مدينة حنتوب الساحرة التي تقابل مدينة مدني، فكانت (حنتوب الجميلة) التي تغني بها الفنان “الخير عثمان”:
(الجميلة الجميلة
حنتوب الجميلة
للنيل باقية شامة
والهدهد علامة
ومنسق نظاما
وفي تقدم دواما
حنتوب الجميلة)
ومن المبدعين الذين صوروا الطبيعة ووثقوا للشواطئ والضفاف، نجد الشاعر “مصطفى بطران” ويظهر ذلك جلياً في أغنية (أطرد الأحلام) التي عكس فيها كل ما شاهده في ضفاف النيل:
(أطرد الأحلام يا جميل أصحى
قوم نقضي الليل في ضفاف النيل ننشد الفسحه
شوف جمال الليل يا جميل وأصحى
واسمع البلبل ولهجته الفصحى
الغصون ما خدات مع النسيم كسحه
والطبيعة تخيل توبها كاسي النيل من جمال مسحه
غير كلامي معاك يا جميل لمحه
وقوم معايا وميل قامتك السمحه
كل شيء ميسور والظروف سمحه
منظر النوار يغني عن أنوار للظلام يمحى
ديك شواطئ النيل بالسرور طافحه
لابسه بدر التم وللنجوم لافحه
شتلة الياسمين مايله بصفحه
ميلها بشجيك من شذاها يجيك كل حين نفحه
شوف وجوه الروض باسمة منطرحه
وتضحك الأزهار ميتة بالفرحه
ليه شجرة الفل ياخي منشرحه
الورود بالمر لونها ليه يحمر كأنه منجرحه
ديك طيور منظوم روقة زى سبحه
طايرة كالآمال في الفضاء سابحه
في حدانا قريب ظلالها جات شبحه
يا ما فايتات أظنهن بايتات وفي الرياض صابحه
النسائم لو غاديه أو رايحه
بي ندى الأزهار والعبير فايحه
الفروع بتميل بالطرب مايحه
والسواقي تئن بي نغمة الحن صوتها كالنايحه
منظر البدر وبهجته الفاضحه
تبدو ليك في النيل كالدرر واضحه
الطيور تختال في الغصون صادحه
السرور ميل وروقه يتخيل كفته الراجحه
ومن الأغاني التي وثقت لجمال الطبيعة في الشواطئ (جزيرة توتي) الأغنية التراثية (يا مراكبي عدينا على توتي ودينا) التي أبدع في أدائها الفنان “محمد أحمد عوض”:
{النيل يروي شاطينا والوادي وادينا
قوم قرب المركب..
خلي الشباب يركب..
محبوبنا كالكوكب..
نور دياجينا..
عدتنا مكتملة..
وننزل هناك جملة..
نتمشى في الرملة..
ونجلس في شاطينا..
جلستنا تحت أشجار.. متفتحة الأزهار
صوت السواقي نهال.. نغماتو تشجينا
عدينا عدينا.. وكان تهنا أهدينا
النيل يروي شاطينا والوادي وادينا
يا مراكبي عدينا على توتي ودينا
سوق معاك في الرحلة شادينا).
الخرطوم – عامر باشاب – المجهر السياسي

الثلاثاء، 15 مارس 2016

السوداني حارن ضمن أفضل فناني النحت في العالم


استطاع النحات السوداني موسى أحمد حارن فنان خريج المعهد العالي للفنون، بيروت، لبنان والمتخصص في نحت وترميم الآثار والمتاحف، أن يحجز مقعداً وثيراً بين أفضل 25 فناناً في العالم، فقد تم اختياره من قبل لجان فنية درجت على متابعة الفنون التشكيلية والمعارض العالمية، وفي العام الماضي شارك موسى حارن في أكبر تظاهرة فنية تشهدها تركيا على المستوى التكشيلي حين شارك عدد كبير من الفنانين والنحاتين من مختلف بقاع الأرض في هذه التظاهرة، وقد لفت موسى انتباه النقاد والمهتمين بقدراته الفنية الكبيرة في النحت وعلى مختلف الخامات، فهو يعمل على الأسمنت والزجاج والخشب والألمونيوم وبمهارة فائقة.
موسى المقيم في دولة الإمارات منذ عدة سنوات، شارك في عدد من المعارض الفنية واستطاع أن يحرز المركز الأول من خلال تنسيقه لحديقة عدها النقاد الأجمل من بين الأعمال المشاركة.
تشبع بروح الفن منذ الصغر، وهو تشكيلي من طراز فريد تنقل بين العديد من الدول ويقيم بدولة الإمارات العربية أبوظبي.
موسى رغم إقامته الطويلة خارج البلاد لكنه ظل على صلة بالفنون التشكيلية السودانية ومتابعاً لها، ومن خلال أعماله ساهم في التعريف بالثقافات السودانية وبالبيئة وجغرافيا وتاريخ السودان الثقافي والاجتماعي، لكونه يستخدم (الموتيفات) السودانية، لذلك استطاعت أعماله خلق تأثير كبير عند المتلقي والناقد، وهذا ما يميز أعماله أنها ابنة بيئتها.

آخر لحظة

الجمعة، 11 مارس 2016

شادن وكورال بلدنا في أمسية التنوع


ستضيف مدينة ابوظبي الفنانة الشابة شادن محمد حسين، ومجموعة كورال بلدنا مساء الجمعة 11 مارس الجاري في أمسية غنائية، بهدف نشر الغناء والثقافات السودانية- حسب ما قالت مجموعة كورال بلدنا- والتي يقودها الموسيقار عماد محيي الدين الشهير بعماد ببو.
الفنانة الشابة شادن درجت على تقديم أغنياتها بأكثر من طريقة، واتخذت السلم السباعي نمطاً لكثير من أغنياتها، وهو مايميز كثير من أغنيات كردفان، وهو مكان ميلادها الفني والإنساني.
شادن تقدم أيضاً أغنياتها بعربي جوبا وباللغة النوبية، هذا التنوع في الأغنيات طبع تجربتها، وجعلها أكثر انفتاحاً على عدد من التجارب والثقافات السودانية المتنوعة والمتعددة، وفي حديث لها تقول شادن الغناء السوداني هو الأكثر ثراءً وتنوعاً ما يجعله فريداً ومميزاً عن كل التجارب الغنائية في العالم.

صحيفة آخر لحظة

المضافون الجدد إلى (أغاني وأغاني).. قفزة في الظلام.. أم محاولة للتجديد؟


يبدو أن برنامج (أغاني وأغاني) الذي يشغل الناس كثيراً قبل إنتاجه وأثناء بثه خلال شهر رمضان الكريم سوف يكون هذا الموسم على موعد مع تغييرات كبيره تطال كثيراً من الأصوات التي اعتاد الناس سماعها في البرنامج الجماهيري الكبير الذي استمر لأكثر من أحد عشر عاماً كأطول البرامج الترفيهية السودانية استمراراً.
ويبدو أن هاجس التغيير يسيطر كثيراً على إدارة (النيل الأزرق) لهذا فإنها دائماً ما تسعى إلى محاولات لتجريب المجرب أحياناً.. والتنقيب عن أصوات مؤثرة في الساحة الفنية سوف، وأصبح البرنامج يماثل تشكيلة (المنتخب القومي لكرة القدم) الذي يغير جلده كل وقت، ويكرم الذين تألقوا خلال الموسم باختيارهم، ويعاقب بالتالي من انحسرت عنهم الأضواء بإبعادهم.
هنالك أصوات جديدة بعضها يعرفه الناس والبعض الآخر ربما سمعوا عنه لأول مرة، نبقى مع ملاحظات لبعض الذين اختارهم البرنامج لهذا الموسم.
غياب الحرس القديم وعودة “فرفور”:
سوف يكون لافتاً خلال النسخة القادمة غياب أبرز العناصر الغنائية التي كانت تحفظ إيقاع البرنامج من الفشل في حال لم يكن أحد المضافين إلى البرنامج بنفس مستوى الموجودين، ويشهد هذا الموسم غياب الفنان “طه سليمان” و”عاصم البنا” و”عصام محمد نور”، فـ”طه” مشغول بتجربته الدرامية الجديدة التي سوف تذاع في ذات القناة، واعتذر عن المشاركة “عاصم البنا” و”عصام محمد نور” أيضاً، وكان الثلاثة بنجوميتهم وخبرتهم الكبيرة وبحضورهم الفني القوي لديهم إمكانات حفظ توازن البرنامج من الانزلاق، وحتى الحلقات التي كان الأداء فيها فاتراً وضعيفاً، فإن الثلاثة كانت لديهم قدرة تغيير مزاج الحلقة إيجاباً، ومن ثم كان وجودهم صمام أمان لما يتمتعون به من قدرات أدائية وثبات وقبول عريض لدى المتلقي، ولكن في ذات الوقت الذي سوف يكون فيه البرنامج خالياً من أصحاب الأداء العالي، فإن عودة “جمال فرفور” إلى البرنامج تمثل دفعة قوية وايجابية من الممكن أن تسهم ولو قليلاً في سد النقص الكبير الذي سوف يخلفه غياب الثلاثي، كما سيحتفظ البرنامج بالثنائي “مكارم بشير” و”هدى عربي” والأخيرة استطاعت تثبيت أقدامها منذ ظهورها الأول في البرنامج، واختصر لها البرنامج سنوات طويلة وأصبحت بعده مباشرة نجمة منتديات بإمكاناتها العالية في أداء أغنيات الرواد ببصمتها الخاصة، أما “مكارم بشير” فيبدو أن إدارة البرنامج لا تريد ممارسة عادتها القديمة في مجاملة بعض الأصوات مجدداً، لأن “مكارم بشير” التي لا تملك ملامح صوتية واضحة ولا تملك شكلاً أدائياً يختلف عن نظيراتها من المطربات، تبدو عبارة عن نسخ مشوهة لمطربات أخريات في نفس سنها وتجربتها، كما أنها تعمد في كثير من الأوقات إلى طمس ملامح الأغنية بتعمدها (الصراخ) الذي يفتقر إلى التطريب، وكان من الأفضل للفضائية أن تتخلى عن عادتها في مجاملة الأصوات المزعجة مثل “مكارم” وتعمل على عودة أخريات أكثر قدرة منها على منح الإضافة المطلوبة.
القادمون الجدد
ستشهد النسخة المقبلة من البرنامج دخول أكثر من 6 أصوات جديدة في البرنامج أبرزها “منتصر هلالية” و”طلال الساتة” و”هاني عابدين” و”رندا مصباح” و”رانيا محجوب” و”آمنة حيدر” والشاب “أحمد بركات الزين”.
ويمثل حضور كل هذه الأصوات وبهذه الكثافة في برنامج بهذه النجومية بمثابة قفزة غير مأمونة في ظلام أكثر المواسم مشاهدة وهو شهر رمضان الكريم، ويمثل وجودهم كـ(كتلة) واحدة بمثابة تحدٍ ذاتي لهم لإثبات أنهم قادرون على المحافظة على إيقاعه من الفشل.
“هاني عابدين” بعد مغادرته لمجموعة (عقد الجلاد) اعتقد كثير من المراقبين أن ذلك سوف يجعله أسيراً للعنة فرقة (عقد الجلاد) التي تصيب كلاً من يخرج عنها مغاضباً أو برضاه، وهذا ما حدث لأصوات كثيرة مثل “منال بدر الدين” و”حمزة سليمان” و”أباذر عبد الغفار” الذين انتهت رحلتهم مع الغناء إلى ما يشبه الفشل، ولكن “هاني عابدين” واصل مع (كورال كلية الموسيقى الدراما) بصوته القوي القادر على أداء الصولات الصعبة، وأطلق عليه معجبو الكورال لقب (العراب)، وسيمثل إضافة حقيقية للبرنامج، وذات الأمر ينطبق على “رانيا هارون” ولكن بدرجة أقل، فتأثير “رانيا” في مجموعة كبيرة مثل (عقد الجلاد) كان أكثر من تأثيرها في مجموعة أقل في الكورال، وهو أمر غير مفهوم، ولكن من الممكن أن تضيع “رانيا” وسط زخم الأصوات النسائية التي سوف يمتلئ بها أستوديو البرنامج، أما زميلتهم الأخرى في الكورال “آمنة حيدر”، فهي ومن خلال بعض البرامج عبر بعض الفضائيات تملك شكلاً وصوتاً مختلفاً أظنه بات مطلوباً الآن مع تكاثر الأصوات النسائية وتشابه بصماتها، ومن الممكن أن تشكل مع أعضاء المجموعة (هاني ورانيا) داخل البرنامج تناغماً وانسجاماً يقدم إضافة جيدة، وبعد غيبة طويلة سوف تعود إلى الواجهة مرة أخرى “رندا مصباح” صاحبة الصوت المختلف والتي كانت شعلة كبيرة من النشاط قبل اختفائها، ولكن سوف يكون البرنامج لها بمثابة سانحة جيدة للعودة المؤثرة في حال اغتنمتها، أما “منتصر الهلالية” فهو صاحب صوت قوي، وهو ملحن موسيقي على درجة عالية من الاحترافية ولديه جمهور كبير في الجامعات، ويقف معه “طلال الساتة” الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يصعد بسرعة إلى سلم النجومية بصوته الذي يتميز بالحزن وهو شكل غنائي يحبه السودانيون كثيراً، والاثنان الآخران برأيي الأكثر خبرة وقدرة على سد جزء من الفراغ الذي سوف يخلفه غياب “عصام” و”عاصم” و”طه”.



المجهر

الجمعة، 19 فبراير 2016

اعلان اسماء الفائزين بجائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي


شرف النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح مساء الخميس بقاعة الصداقة بالخرطوم ختام فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي في دورتها السادسة والتي ترعاها الشركة السودانية للهاتف السيار ( زين ) وقام بتكريم الفائزين .
وتم اختيار البروفسير يوسف فضل حسن شخصية للعام 2016م لدوره واسهاماته المقدرة في نشر العلم والثقافة ..
وفاز بالجائز الاولى في (قصص الاطفال ) اسمهان منور – من دولة الجزائر – بقصة ( عالم أجمل ) وقيمة الجائزة 10000 دورلار .
والجائزة الثانية – نجيب كيالي – من جمهورية سوريا العربية – بقصة ( العيد والارجوحة ) . وقيمة الجائزة 8000دولار .
الجائزة الثالثة – حنان المصري _ من جمهورية سوريا العربية – بقصة ( حكايات جيري ) – وقيمة الجائزة 6000دولار .


وفاز بالجائزة الاولي في ( القصة القصيرة ) – الهادي علي محمد راضي – من جمهورية السودان – بقصة ( فانتازيا انثي الشط ) وقيمة الجائزة 10000 دورلار .
والجائزة الثانية – مقبول العلوي – من المملكة العربية السعودية – بقصة (النجاب ) . وقيمة الجائزة 8000 دولار .
الجائزة الثالثة – معاوية محمد الحسن قيلي _ من جمهورية السودان – بقصة ( بورتريه لامرأة لاتنظر احد ) – وقيمة الجائزة 6000 دولار .


وفاز بالجائزة الاولي في ( الرواية ) – سومر شحادة – من جمهورية سوريا العربية – برواية ( حقول الذرة ) وقيمة الجائزة 10000 دورلار .
والجائزة الثانية – عمار علي حسن – من جمهورية مصر العربية – برواية (بيت السناري ) . وقيمة الجائزة 8000 دولار .
الجائزة الثالثة – محمد المصطفي الطيب بشار _ من جمهورية السودان – برواية ( تجليات يعقوب الفينيق ) – وقيمة الجائزة 6000 دولار .
سونا

الخميس، 18 فبراير 2016

انطلاق جائزة الطيب صالح بمشاركة عربية واسعة

انطلقت بالخرطوم، الأربعاء، فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، بمشاركة عربية واسعة، في ثلاثة محاور شملت القصة والرواية، بجانب المحور المتحرك، الذي يتنافس عليه المبدعون في أدب الطفل، بمشاركة 63 متنافساً من بين 421 العدد الكلي للمتنافسين.
وشرف الاحتفال بالجائزة في دورتها وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية نهيان بن مبارك آل نهيان، ووزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية، بجانب الضيوف من الأدباء والكتاب والإعلاميين.
وقال رئيس مجلس أمناء الجائزة أ.د علي شمو خلال مخاطبته الاحتفال، إن الجائزة تقوم على ثلاثة محاور الرواية والقصة والمحور المتحرك، مبيناً أنه يتنافس فيه المبدعون في مواضيع متفرقة كالتنافس على أدب الطفل.
وأوضح أنه من خلال المحور المتحرك تمت معالجة المسرح والشعر والنقد الأدبي والترجمة من العربية إلى الإنجليزية للروايات العربية.
وأشار إلى تخصيص المحور الثالث للكتابة في أدب الطفل، حيث شارك فيه 63 متنافساً بينما بلغت المشاركة في محوري القصة 232 مشاركاً و126 في الرواية، وبلغ العدد الكلي للمشاركين 421 مشاركاً.
المثقف والسلطة
وقال شمو إن القضية التي اختارها مجلس الأمناء لتكون موضوعاً للجلسات العلمية لهذا العام، تدور حول المثقف والسلطة، وتقدم ست أوراق علمية في جلستين، تعالج قضايا حول المأزق الوجودي للمثقف وقراءة في تجارب الروائيين ثم العلاقة بين المبدع والسلطة وتساؤلات حول البحث عن شرعية وجود الضحك الهدام.
وأضاف أن المجلس اختار أيضاً القضايا التي يقف من خلالها المشاركون على تعريف جديد بالسلطة غير تعريف مخالف لما هو مشاع، مبيناً أن السلطة ليست حكراً على الحكومة التقليدية، بل إن هناك سلطة لثقافة والآداب والفكر الذي يحكم سلوك المبدعين، ويناقش الفكر في عالم متغير ويقف على تجليات العلاقات بين المبدع والناس.
وأبان أن عدد الكتب المطبوعة بلغ 50 ألف نسخة تم توزيعها على الشباب والقراء والفئات التي تهتم بالرواية.
وأوضح شمو أن عالمية الجائزة اكتسبت عنصراً إضافياً هو عولمة جديدة بفضل العالم الافتراضي الذي جعل المشاركين في الجائزة يتواصلون عبر تقنيات الاتصال.
موسم سنوي
ومن جانبه وعد العضو المنتدب لشركة زين للاتصالات الراعي الرسمي للجائزة الفاتح عروة خلال مخاطبته الاحتفال،بطباعة الأعمال الفائزة للدورة الحالية، مبيناً أن شركة زين أرادت أن تكون الجائزة موسماً سنوياً لإحداث حراك في الساحة الثقافية لما تقدمه من نشاطات متعددة ممثلة في الندوات العلمية.
وأكد التزام الشركة الدائم بهذه الجائزة، مضيفاً أن إطلاق الجائزة كان وسيظل من أبرز الأعمال مسؤولية تجاه المجتمع كالمسؤولية الأولى المستدامة المتمثلة في تقديم خدمة الاتصالات المتطورة.
وأشار عروة إلى أن شركة زين قامت في الدورات السابقة بطباعة جميع الأعمال الفائزة والتي بلغت 50 عنواناً، تم توزيعها على الشباب والجامعات وإتاحتها على كل المهتمين بالثقافة والحادبين عليها.
وامتدح عروة المجهود الكبير والدور العظيم الذي يقوم به مجلس أمناء الجائزة، وعلى رأسهم أ.د. علي شمو حتى أضحت فعاليات الجائزة حدثاً كبيراً، وتظاهرة ثقافية تنتظرها الخرطوم عاماً بعد آخر.
وخصَّ بالشكر نهيان بن مبارك آل نهيان ورئاسة الجمهورية، كما شكر أعضاء هيئة التحكيم للدقة المتناهية في الحكم على الأعمال المشاركة، التي بلغت 400 عمل لهذا العام في مجالات الرواية والقصة القصيرة وقصص الأطفال.
شبكة الشروق

الأربعاء، 10 فبراير 2016

"مكتبة توتيل": أحلام نشر في الظل

في تجربة ثقافية جسورة؛ افتتحت في الرابع من الشهر الجاري "مكتبة توتيل العربية" في اسطنبول، لتعلن بذلك تأسيساً جديداً لمشروع عربي يتوخّى هوية مختلفة في النشر، سواء لجهة أهداف واستراتيجية المكتبة، أو لجهة الفكرة التي انبثقت قبل ربع قرن عن رؤية للمناضل الإريتري المعتقل إبراهيم توتيل، والذي كان يحلم بنشر الإبداع العربي للكُتَّاب الإريتريين على تخوم سوق القراءة والنشر في العالم العربي.
وفيما كانت العاصمة الإريترية، أسمرا، أصلاً مفترضاً لمكان هذا الحلم الثقافي الرائد، إلا أن مياهاً كثيرة جرت منذ عام 1991، حالت دون تحقيقه، لا في أسمرا، ولا في بلدان الجوار العربي؛ لتصبح اسطنبول أرض الحلم الذي تحقق على يد رجل الأعمال الإريتري الشاب إصرار توتيل ــ نجل إبراهيم توتيل ــ مع جدوى جديدة وحلم أكبر في عمل ثقافي أوسع، أطلق عليه أصحابه: "ظلّ الهامش" في سوق النشر العربية.
لا تطرح استراتيجية "ظلّ الهامش" لـ "مكتبة توتيل العربية" تجربتها الجديدة في تكثيف نشر إبداع بلدان الهامش الثقافي العربي: السودان وإريتريا وموريتانيا وأثيوبيا والصومال وجيبوتي وتشاد ومالي، عبر اسطنبول، ضمن مزاج يبحث عن فرص تنافسية جديدة لمزاحمة المراكز؛ بل إنها تأتي أساساً من جدوى الانتظام في سوية ثقافية للإبداع العربي، بوصفه تمثيلاً متعدّد الوجهة والمكان للكتابة العربية ذاتها، حيثما كانت، ومن ضرورة استكمال منشورات تلك الكتابة وبذلها بما هو متاح من وسائط النشر الحديثة، تجسيراً لهوة النسبة والتناسب، وتحقيقاً لفرص انتشار تركز على إيجاد ما كان غائباً أو مغيباً، وجلبه إلى المركز.
بطبيعة الحال، لا يعني هذا أن القائمين على "مكتبة توتيل" في اسطنبول (وهم الشاعران محمد مدني ومصطفى عجب، والفنان التشكيلي فاتح الحاج وآخرون) غير مدركين للوجه الآخر من العمل الذي سيستكملون صورته؛ بنشر كتب لمبدعين من المركز العربي، بقدر ما يعني أن ثمّة حاجة أكثر لنشر إنتاج الهامش داخل المركز؛ لهذا شكّلت اختيارات النشر المتصلة ببعض مبدعي المراكز العربية في منشورات "مكتبة توتيل العربية" الوجه الآخر لجدلية المركز والهامش.
هكذا، سنجد ضمن منشورات "توتيل" أسماء لشعراء عرب من أمثال الشاعر السوري نوري الجراح إلى جوار الشاعر الإريتري السوداني محمد مدني، لتعكس المكتبة بذلك ضرباً من انتقال الأعمال الإبداعية بنسب انتشار معقولة في سوق النشر العربية كي تصل إلى الجميع.
الفعل الثقافي في "مكتبة توتيل" جزء من الرؤية الثقافية ذاتها، من ناحية، ومن جدواها التي تقتضيها ملابسات المكان والإنسان العربي في اسطنبول من ناحية ثانية. إذ تتسع فكرة المكتبة لتوفير ما هو متاح من الإنتاج العربي والمترجم إلى العربية في مختلف صنوف وأجناس الكتابة الإبداعية من رواية وشعر ونقد وفلسفة وأدب وعلوم دين وتقنية وأدب أطفال وكتب ودراسات أكاديمية، وتضم كذلك قسماً للإنتاج الإعلامي (أفلام وثائقية، تسجيلية وتقارير ثقافية وفنية وسياسية)، فضلاً عن جناح يحتوي على معرض تشكيلي دائم من خلال غاليري للفنون، إذ يقوم الغاليري بتنظيم معارض فنية فردية وجماعية للتشكيليين والتشكيليات، كما تنظم الدار معرضاً سنوياً للكتاب تشارك فيه مختلف دور النشر مع نشاطات ثقافية مصاحبة كالندوات وورش العمل، فضلاً عن فعاليات توقيع الكتب.

لم يكن التموقع في اسطنبول من قبيل الصدفة المحضة لهذا المشروع الثقافي العربي، إذ إن المدينة التركية أصبحت بمثابة موئل لجزء كبير من مثقفي وفناني البلدان المجاورة ولا سيما مع الأحداث التي تعيشها مجموعة من البلدان العربية، إذ تبدو اسطنبول حاضنة جاذبة بما توفره من سقف معقول من الحريات للفنانين والنشاط الثقافي.
توفّر"مكتبة توتيل" في معرضها الدائم، إلى جانب منشوراتها الخاصة، مطبوعات مختارة لأحدث وأهم كتب دور النشر العربية الجادة والمكرّسة التي تتعاون معها، وهي بذلك تضع بين يدي القارئ العربي في اسطنبول وتركيا ما يمكن أن يتيسّر له من مختلف ضروب الإنتاج العربي في المعرفة والإبداع والفكر.
تأتي المكتبة العربية في تركيا، لتخدم كثيراً من المثقفين والقراء العرب الذين لجؤوا إليها منذ العام 2011، إذ تحتوي اسطنبول وحدها ما يقارب مليوني عربي، علماً أن "صفحات" هي مكتبة عربية أخرى افتتحت أيضاً، قبل أشهر في المدينة. يذكر أن القوانين التركية تتيح حيازة سجل تجاري لأي لاجئ أجنبي فور دخوله أراضيها.

هذا ويأتي انطلاق فعاليات افتتاح "مكتبة توتيل" تزامناً مع تاريخ اعتقال إبراهيم توتيل في الرابع من شباط/ فبراير عام 2013، إنها الوجه الآخر لمواجهة الظلم والقمع والديكتاتورية بالمزيد من المعرفة والحرية. تضمّ هذه الفعاليات تظاهرات ثقافية عربية وأفريقية موزعة بين الأمسيات الشعرية والمحاضرات.

______________

إطلالة عربية أفريقية 
أعلنت "مكتبة توتيل" عن دار نشرها، الأسبوع الماضي، في حفل افتتاحها، من خلال فعالية إطلاق باكورة منشوراتها التي ضمّت "غبار اليوم التالي" للكاتب والنحات السوري عاصم الباشا، و"مرثيات أربع" للشاعر السوري، نوري الجرّاح، و"الصدى الآخر للأماكن" للكاتبة السودانية كلثوم فضل الله، و"أزيزنا الليلي" للشاعر السوداني، مصطفى عجب، و"تحت الحياة فويق الممات" للشاعر الإريتري محمد مدني.  
محمد جميل أحمد
العربي الجديد

السبت، 23 يناير 2016

اريتريا واثيوبيا تغنيان تلقى الدنيا فرحة.. ونحن نغني(ح اركب الحنطور واتحنطر)


من ابينت جيرمال الى تور الدبة
كل شي عادى
……………………….
القطار دور حديدو
منى شال زولى البريدو
جوفى ولع فيه نار
Abenet Girmal


يغنى ويصدح
الايقاع اجمل واللفظ امتع والوجوه تشبهنا و …اكثر((وسامة))
وبعض الذين لا يعلمون ينسبون الاغنية الى ((احمد الصادق)) كما نسبوا من قبل اغنية ((بحر الموده)) اغنية للقامة الكبير ((محمد كرم الله)) نسبوها لاخيه حسين الصادق
وكل شيئ ممكن عندما نفقد معرفتنا بانفسنا ..وتصبح تهانى تور الدبة وزيرة عدل وتراجى شخصية قومية والبرلمان يتحدث عن ((التونك)).. ومدنى تبحث عن السياحة وتستورد ((الطماطم))
والمدهش ان لا مقارنة اصلا بين ابينت جيرمال فى الاداء و احمد الصادق
اثيوبيا واريتريا تنظران الينا كفن وثقافة..وتشاد تبحث عن ((المسلسل والبرنامج والاخبار السودانية))
ونحن ننظر الى عربة السيرة تقف و يدخل العروس وعروسته بالزفة المصرية و فاصل من ((الاسلو)) احتضان لدرجة الذوبان و ((التمايل))
ثم لابأس ان (تنفنس) النساء والبنات ((وتهتز الارداف)) و الجمهور يردد مع الفنان
ضربو ضربو يا حكم
جاب لى قوالة السجم
والكل ينظر و ((يهجج)) فكل شيئ عاااااااااادى
اريتريا تغنى فننا الجميل ونحن نغني ((ح اركب الحنطور واتحنطر))
اريتريا واثيوبيا تغنيان تلقى الدنيا فرحة …وعلى الجمال تغار منا
ونحن نغنى ((بالانجليزى)) لسحنات عربية فقدت لغتها وطعمها وعباراتها وقيثارتها اصبحت من تغنى ((اه ونص))
الغناء ليس الفاظ وعبارات والحان وايقاعات وانما حامل ثقافة وواقع اجتماعى ووعى الناس بانفسهم…وقيمهم الاخلاقية
فعندما تصبح اغانى ((الزنق)) هى اغانى ((الحفلات)) … تستطيع النظر الى ان الغناء ((الدكاكينى)) واغانى ((القعدات)) مشاعا للجميع والكل يغنيها دون ان يرجف له ((طرف)) ولا شي يحتاج للاختباء فكل شيئ …… عااااااااااااادى
وحنان بلوبلوحينما كانت ظاهرة ..كانت خروجا عن السياق العام واقصى ما تردده ((مغص مغص يا العزابه)) او ((يا بهية شباب الزمن جنية))
ليتمدد الواقع مع اغنيات ((تعال بالعندك تعال ابوى بيسندك)) وتعال ب ((….))تعال
اخوى مقاسك
ودق الباب وجانا انا جريت ليه فرحانه
فالاقتران بالحبيب اصبح من المستحيلات فى ظل الواقع الاقتصادى المأزوم والعنوسة الممتدة والعطالة الشاخصة ببصرها فى دولة فقدت بصيرتها
واثيوبيا تبحث عنا ونحن نبحث عن ((اموال السعودية))..ولانرى انهيار اسعار البترول و ((اسعارنا)) عند العالمين
اريتريا جزء من جغرافيتنا و((اوجهنا)) ونتحدث عن ((الاجانب))
المسافة بين الطينة وتشاد لا تختلف عن الخور الذى يفصل بين قرورة الاريترية وقرورة السودانية
من قادم باوا وقادم دفريت تنظر عبر الحدود فترى المليحات الاريتريات خالات وعمات الاطفال السودانيين
وترى ((بناتنا)) نفس الحال هناك فى اقصى الغرب وفى ((ابيى))
عندما نفقد انفسنا وامتداداتنا والذين يشبهوننا ونطارد السراب حينها نفقد اغانينا وكلماتنا وثقافتنا
نفقد وجوهنا وملامحنا وسياستنا
نفقد كل شيئ فيصبح شيخ الامين مبعوثا رئاسيا والفريق طه متحكما فى الدولة ونادى المريخ يبحث عن ادارة وكمال عمر نجما فى السياسة السودانية.. واولاد الصادق معارضة وحكومة والسيد الميرغنى كذلك والشفيع خضر على هامش الحزب الشيوعى والبنقو مثل النبق… حتى شحنات الهيروين والتحلل واحكام ((كارثة الاقطان))
كل شيئ عادى عاااااااااااادى جدا
وجيرمال يغنى
شال فؤادى معاه روح
لما اشر لى ولوح
ايده من من جوه القطار
وتور الدبه يتم تكريمها
وبعض الداعيات يرفعن شعارهن الاية ((خيركم من تعلم القرءان وعلمه))
وجمال الوالى يرتل ((العارف عزو مستريح))
والبشير المسئول عن ((الصحافة))… ولا متهم واحد فى حاويات المخدرات
والبحث عن علاقة مع ((اسرائيل))
وكل شيئ عادى ,,, عااااااااااادى جدا
واللحظات العادية جدا هى ما يخفى خلفه كل شيئ غير عادى
واخر نقطة فى السقوط هى اول نقطة فى ((الارتفاع))
وكل تغيير يبدا باغنية
و……….
القطار دور حديدو

بقلم
راشد عبد القادر

الأحد، 17 يناير 2016

تضم تراثا تاريخيا وثقافيا وطبيعيا: خبراء ومختصون يحدّدون مواقع سياحية سودانية لضمها لقائمة التراث العالمي



الخرطوم ـ «القدس العربي»:
يتميز السودان بإمكانيات كبيرة في مجال السياحة، لكن لا يستفاد منها لأسباب عديدة، ورغم التقدم الذي حدث في إيرادات السياحة خلال العامين السابقين، فإنّ الكثير من الخبراء يرون إمكانية مضاعفة هذه الأرقام.
فقد شهدت السياحة السودانية تطورا في الأعوام الماضية، ففي عام 2014 حققت أكثر من 855 مليون دولار بنسبة زيادة بلغت 19.3٪ عن العام 2013 فيما بلغ عدد السياح للعام ذاته نحو 683.618 سائح بنسبة زيادة بلغت 19.1٪ عن العام السابق وارتفعت إيرادات السياحة في 2015 إلى 930 مليون دولار وبلغ عدد السائحين 700 ألف ويتوقع أن ترتفع نسبة إيرادات السياحة بمقدار 7٪ خلال هذا العام.
ولتحقيق السودان أقصى فائدة ممكنة من السياحة، عكفت مجموعة من الخبراء على تحديد المواقع السياحية التي يمكن ضمها لقائمة التراث العالمي ليتوفر لها ـ بذلك ـ الدعم والحماية الكافية، وتشارك في هذا العمل وزارة السياحة، اليونسكو (الوطنية والعالمية) والهيئة القومية للآثار ومختصون في هذا المجال.
الدكتور عبد الرحمن علي المدير العام للهيئة القومية للآثار في السودان، عدّد فوائد الإنضمام لقائمة التراث العالمي والمتمثلة في ضمان الدعم الفني، والخبرة والمساعدة في كيفية إدارة المواقع بصفة مستدامة، أما المكسب الأكبر فهو التعريف بالحضارة السودانية.

مواقع أثرية

ويقول إنّ المواقع المقترحة للإنضمام لقائمة التراث العالمي كثيرة، ولكن هنالك مناطق يسهل تطابقها مع المعايير المطلوبة وتحتاج فقط لبعض الجهود، ومنها موقع «كرمة» وهي أول دولة سودانية مستقلة وتضم مناطق الدفوفة (الشرقية والغربية). ويضيف أنّ هذا الموقع يتميز بخصائص عديدة، حيث يمثل حضارات بها أصالة ولا شبيه لها، وبه معبد وقصر يضم 1500 عمود من الطين، وتعمل فيه بعثة أثرية تقوم بالترميم منذ أكثر من 50عاما، ويقع على بعد45 كيلومترا شمال دنقلا وفيه متحف موقعي يدار بصورة جيدة.
ومن المواقع التي يرى مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف أنها جديرة بالإنضمام لقائمة التراث العالمي، الآثار الفرعونية الموجودة في السودان، وهي تثبت أن المصريين دخلوا حتى الشلال الثالث وتفاعلوا مع النوبيين وتركوا معالم بارزة منها معبد سوليب.
وهنالك خمسة مواقع ذات جذب سياحي فريد ومميز منها معابد صادينقا وسيسيب وتمبس وتضم تماثيل نادرة وتكمن أهميتها في أنها تمثل الحدود الجنوبية للمملكة الفرعونية وهي نماذج لحضارات انقرضت.
ومن المواقع المهمة التي يشير إليها الدكتور عبد الرحمن علي، ثلاث ممالك مسيحية هي المقرة وعاصمتها دنقلا العجوز وفيها القصر الإداري الذي تحول إلى مسجد وتوجد فيها كنائس وقباب وتعمل في هذا الموقع بعثة هولندية منذ 40عاما.
والمملكة الثانية هي نوباطيا وعاصمتها فرص، وآثارها موجودة في المتحف القومي وهنالك موقع اكتشف حديثا بابقانارتي واشتغل فيه البولنديون وفيه أكثر من ثلاث كنائس تحوي لوحات جدارية لا توجد إلا في سوريا ورومانيا ولوحات عن المسيح والحواريين كما تخيلها سكان تلك الفترة.
وهنالك موقع جبل العوينات ويتميز بوجود رسومات صخرية تمتد من عشرة آلاف سنة حتى العصر الحديث، مثّلت تسجيلا للحياة التي كانت سائدة والتفاعل مع البيئة والتعبير عنها (مشاهد للصيد وأنواع من الأبقار منقرضة) وحسب الدكتور عبد الرحمن فإن هذا الموقع يتميّز بأربعة خصائص تجعله ضمن التراث العالمي.
موقع (وادي هور )8000 سنة قبل الميلاد، من المواقع التي اقترحها الخبراء لتضم إلى قائمة التراث العالمي وقد كان فرعا رئيسيا لنهر النيل قبل تسعة آلاف عام ، وفيه آثار تشير إلى وجود حياة بريّة في ذلك التاريخ، وأنه كان ضمن حزام السافانا الغنية، لكنه إنتهى إلى بيئة صحراوية أو شبه صحراوية منذ 600 ألف سنة تقريبا (قبل الميلاد) وهذا يعني أن حزام السافانا تحوّل بنحو 600 كيلو متر من هذا الموقع.
ويقول الدكتور عبد الرحمن إنّ هذا الموقع كان يمثّل واحدا من روابط التواصل بين السودان وأفريقيا في جنوب الصحراء وفيه قلعة أبو حمد المحصّنة وهي من الآثار الكوشية التي كانت تنظم التجارة بين أفريقيا ومصر، ويضم الموقع بقايا أثرية من القرن الثامن قبل الميلاد ويمثّل هذا الموقع تكاملا بين الحياة البريّة والتراث الثقافي.
ويضاف إلى تلك المواقع، موقع الخندق، وهو تراث إسلامي من المملكة المصرية الحديثة التي تعود إلى ألف سنة قبل الميلاد ويمثل مدينة من القرن الثالث عشر وميناء على النيل، وفيه نماذج من العمارة الطينية مرتبطة بمملكة الفونج 1504وهي أول دولة إسلامية تزامنت مع سقوط الأندلس، وتتميز هذه المواقع ـ بحسب الخبراء ـ بخصائص تمكنها من الإدراج في سجل التراث العالمي.
ويقول المدير العام لهيئة المتاحف والآثار، إنّ هنالك قائمة سابقة أعدّت لتقدم بوصفها آثارا عالمية ومنها جزيرة سواكن التي تحتاج إلى إعادة ترميم وإحياء للثقافات التي كانت موجودة فيها وتواجهها مشكلة (الملكية) التي يجب أن تحسم لأن المنطقة تتكون من الحجر المرجاني وهو سريع التعرّي.

التراث الطبيعي

إضافة لتلك المواقع الأثرية، توجد العديد من مواقع التراث الطبيعي التي يرى الخبراء السودانيون أنها جديرة بالإنضمام لقائمة التراث العالمي، ومن بينها محمية جبل الحسانية وهي محمية طبيعية في ولاية نهر النيل وتوجد فيها أنواع شبه منقرضة من الحياة البرية وتتميز بالأصالة.
وهنالك حظيرة الدندر التي تمتد في مناطق بين السودان وأريتريا وإثيوبيا وتضم أنواعا مختلفة من الحياة البريّة، وفيها أكبر غابة في المنطقة تساهم ـ بجانب فوائدها الأخرى ـ في تحسين المناخ.
وفي شمال كردفان، توجد محمية جبل الداير التي تضم أنواعا متميزة من الحياة البريّة، تشكل تكاملا بيئيا متفردا، وتعدُّ لان تصبح منطقة سياحية في المستقبل.
وتعتبر سلسلة جبل مرة في وسط وجنوب دارفور، من المناطق المدهشة، حيث يصل إرتفاعها لألف قدم فوق سطح البحر، وتتميز بمناخات متعدّدة، وبحيرات بركانية وآثار من العصر الحجري القديم ، لكنها تأثرت بالنزاعات المسلحة وأصبحت غير آمنة.

مناطق جديدة

الخبير في مجال السياحة، حسن حسين، طالب بالتوسّع في القائمة التمهيدية المقترحة، بحيث تغطّي كل مناطق السودان، مؤكدا وجود خبراء يعرفون المطلوب منهم من حيث الفصل بين المواقع وإعداد الملفات والمعلومات بشكل علمي.
واقترح إضافة العديد من المناطق مثل قصور السلاطين في الفاشر، وجبال توتيل في كسلا، مع ربط سواكن بساحل البحر الأحمر. وأضاف أن الملكية تعد من أكبر المشاكل في هذا الملف ودعا لإشراك السكان المحليين في أي عمل سياحي في مناطقهم.
ويقول المهندس نور الدين حمد، رئيس لجنة التراث في الاتحاد الافريقي للمعماريين، إنّ أهم متطلبات نجاح المواقع السياحية أن تكون سهلة الوصول وأن تتوفر لها إدارة جيدة، وأضاف أن تفاعل المواطنين مع موضوع السياحة مهم وضروري، مشيرا لضرورة ترسيخ الوعي في المناهج الدراسية ، وطباعة (كتيبات) توضح أهم المعالم السياحية في السودان وتنظيم مهرجانات التراث.
وقال نور الدين إنّ سواكن محمية بقانون الآثار ورصدت لها ميزانية تصل لخمسة مليون دولار من أجل ترميم المباني التاريخية ، إضافة لوعد من حكومة إمارة الشارقة بتقديم الدعم في هذا الاتجاه.

تصميم خريطة للآثار

وتعهّد الصادق سليمان حميد، المدير التنفيذي لهيئة المساحة السودانية ، بتصميم خريطة للآثار ووضعها في الخريطة الأساسية للدولة، وربط هذا الأمر بتحديد هذه المواقع من قبل الجهات المختصة، وطالب بضرورة إجبار الحكومة على الإهتمام بمناطق الآثار وتوفير الخدمات الإساسية فيها، والترويج للسياحة بشكل جيد ، إبتداءً من مطار الخرطوم وبوابات السودان الأخرى.
واقترح الدكتور صديق بابكر أحمد ، عضو قطاع الثقافة في اليونسكو، إضافة أمدرمان القديمة للمواقع المقترحة لأنها تضم معظم آثار الثورة المهدية، مؤكدا أن جامع الخليفة حدث له تشويه ، حيث تم تجديد حوائطه بالطوب بعد ان كانت مشيّدة بالحجر.
وقال إنّ ميدان الخليفة هو في الإصل جامع عبد القادر الكردفاني وكان مغطّى بالقش ويحتوي على 70 ألف «فروة» وهي نوع من المصالي مصنوع من جلود الحيوانات، وأكد مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن أمدرمان القديمة ومقرن النيلين تم تضمينهما في الخريطة القديمة المعدة للتراث العالمي.
الخندق والصحابة


ويرى موسى محمد عبد الله إن المواقع التي تصلح لأن تضم للتراث العالمي كثيرة، ويقول إن معظم المواقع التي اقترحت، توجد بالقرب منها مناطق تحمل السمات نفسها، وعلى سبيل المثال، في موقع سيسيبا توجد قلعة اسبانية كبيرة جدا وكن تم رصد المعبد فقط ، وأضاف أن القلاع التاريخية منتشرة على النيل حتى الخندق، وفي المواقع المسيحية التي تم رصدها، هنالك موقع الصحابة في الضفة الأخرى للنيل.
ويضيف أن جنوب ووادي هور توجد به عدّة مواقع منها أبوسفيان وأخرى ترجع للفترة المروية، وهنالك سنكور في غرب كردفان وهي مدينة ملكية موازية للفترة المروية واستخدم فيها الطوب.
وطالب بضرورة تسجيل المباني الأثرية الموجودة في الخرطوم، مثل وزارة المالية والقصر الجمهوري، ومبنى البريد والبرق مشيرا إلى أنها تعرضت لتغييرات (حديثة)..!
ويقول الدكتور عبد المنعم أحمد عبد الله ، مدير معهد الدراسات المروية بجامعة شندي، إن الوضع الآن يحتاج لتنسيق محكم بين كل الجهات ذات الصلة وذلك حتى يتم إنشاء هيئة متكاملة تعنى بالتراث والآثار.
وقال إن اختبارات تسجيل آثار جزيرة مروي واجهت مصاعب عديدة، مؤكدا أن النجاح في هذا الملف يتطلب تنسيقا محكما وإيمانا كبيرا بأهمية هذا العمل.

مهددات السياحة

ويطالب شوقي ضو البيت، الذي يعمل في إدارة السياحة في ولاية الخرطوم، بالإسراع في تسجيل المواقع الأثرية لدى وزارة التخطيط العمراني، لأن التمدد السكني والعمراني، يشكل تهديدا للكثير من المواقع الأثرية، ويطالب ـ أيضا ـ بحماية الآثار من المهددات البشرية بسن التشريعات القومية حتى لا تضيع.
أحمد محمد تاجر، عضو لجنة في البرلمان السوداني تعنى بالسياحة قال إن البرلمان أبدى اهتماما واضحا بأمر السياحة في هذا العام ، وجعل لها وضعا مقدرا في الميزانية ، بوصفها تمثل موردا مهما للعملات الصعبة. وأضاف أن لجنتهم زارت العديد من المواقع السياحية وفشلت في الوصول لبعض المناطق ، لوعورة الطرق وافتقاد بعض هذه الأماكن للأمن ، خاصة تلك التي تسيطر عليها الحركة الشعبية (المسلحة) وضرب مثالا لتلك المناطق بـ(كاودا) في جنوب كردفان وهي المقر الرئيسي لحاملي السلاح.
وطالب حامد سبيل، عضو لجنة الثقافة والإعلام والتربية والسياحة في البرلمان، بوضع خريطة للآثار الوطنية، مؤكدا ضرورة التنسيق في خطط الوزارات المختلفة والتي تلتقي في العمل السياحي.
ويقول مدير الهيئة العامة للآثار، إنّ السودان يجيء في المرتبة السابعة ضمن عشر دول في العالم غنية وواعدة في مجال السياحة. ويشير إلى جملة أشياء اتفق عليها الخبراء في هذا المجال للإرتقاء والنهضة، في مقدمتها رفع الوعي بهذا القطاع ليشمل كل فئات الشعب السوداني، التأكيد على قومية الآثار، وتكوين جسم موحد للتراث الوطني والطبيعي والثقافي.
ويرى أنّ العمل يسير بشكل جيد في اتجاه تحديد القائمة الوطنية لمواقع التراث واعتمادها من قبل رئاسة الجمهورية ليتم بعد ذلك إعداد القائمة المقترحة كتراث عالمي، وأكّد أنّ عدم التنسيق بين مؤسسات الدولة المختلفة يشكّل مهددا أساسيا للتراث السوداني.
وقال إنّ الخبراء أوصوا بضرورة إدراج مواقع التراث الثقافي والطبيعي في أطلس أو خريطة توزّع في كل أنحاء العالم عبر السفارات السودانية، وأضاف أن كل هذا المجهود يتطلّب أن تتبنى أجهزة الإعلام قضايا التراث بشكل أعمق.


صلاح الدين مصطفى

«ذكرى حروب قادمة» رواية سودانية بطلها الموت!


الخرطوم – «القدس العربي»:

صدرت مؤخرا رواية جديدة للكاتب عثمان شنقر، الأمين العام لاتحاد الكتّاب السودانيين (الموقوف بأمر السلطة) وهي رواية (ذكرى حروب قادمة). ونوقشت في منبر (تجارب) بالمسرح القومي السوداني في امدرمان.
صدرت الرواية عن دار المصورت للنشر والتوزيع في الخرطوم، واشتملت على (12) فصلا تراوحت بين الطول والقصر. حملت بعض الفصول عناوين مثل (انجلينا، ميمونة جسد بري، حكايات لاستحضار الغائبين)، بينما تصدرت بعض الفصول الأخرى (أرقام)،وتستلهم الرواية (تداعيات وطن) ويتمظهر ذلك في التناول السردي المتصاعد 
والمفعم بالتفاصيل التي تجسد قيم إنسانية في زمن الحرب وخياراته الصعبة والمحدودة.
الناقد الأدبي مصطفي الصاوي قدم ورقة في منتدى (تجارب) في المسرح القومي بعنوان البناء السردي في رواية (ذكرى حروب قادمة) وقال إن عنوانها ينهض على مفارقة لغوية (ذكرى، قادمة) فالذكرى فعل ماضوي بينما محمولات العنوان تشير إلى المستقبل بحسب الصاوي.
وفيما يتعلق بـ ( أشكال البناء السردي) في الرواية يرى الصاوي أن الرواية تستند إلى فصول صغيرة شكّلت أساسا للبنية القصصية وتضافرت لتكون جزءا أصيلا من بنية النص
وأضاف أنّ الرواية عملت على تكسير خط الزمن والذي اعتمده الكاتب في تأسيس نصه ،حيث يقوم النص على تكسير الزمن عن طريق تقنية الاستباق والاسترجاع والمراوحة بين أزمنة وأمكنة مختلفة.
وأوضح الصاوي أن الرواية اعتمدت على تقنية الصوت والصدى، ويقصد بها ان الراوي يقوم بالسرد عن الشخصيات في فصل ومن ثم في الفصل المقابل تتحدث الشخصيات عن نفسها وهذا ما اطلق عليه تقنية الصوت والصدى.
كذلك اعتمدت الرواية عددا من التقنيات الأخرى مثل توظيف الرسائل، الحكايات، المنولوج ، تيار الوعي وأسلوب التداعي. ويلاحظ الصاوي أن الرواية بتبنيها الزمن الماضي، وضعت كل مادتها في حقل الذاكرة وكأنها انفجرت من ذاكرة متقدة لاستحضار سيرة الغائبين. 
ويخلص الناقد إلى أنّ رواية الحرب بطلها واحد هو (الموت) وهذا ما تبدّى في هذا النص وتمثل في المصائر السوداء والعجز والاختفاء! 
ويرى الناقد السر السيد أن الرواية فارقت سائد الكتابة السردية الراهنة باسلوبها المختلف عن بقية الكتابات الروائية الراهنة، وأوضح قوله بأن الرواية اشتغلت على التركيز في موضوع الحرب ووضعها كإطار عام تتحرك في فضائه الشخصيات وتتأثر به. وقال ان الاسلوب الذي كتبت به، والذي يتراوح بين (التداعي والهذيان والرسائل والسرد الخشن، وتعدد المستويات اللغوية)، يجعلها من الروايات المغايرة عما هو مطروح في الساحة.
وركز متحدثون آخرون حديثهم على ضعف الإنتاج الأدبي الذي يتناول موضوع الحرب في السودان على الرغم من تطاول الحروب في البلد المنكوب لفترات تتجاوز الخمسة عقود. 
صدرت للكاتب، من قبل، مجموعة قصصية بعنوان (ثلاثتهم دهاقنة حرباوات لدنة خضراء برائحة تعبق) عن دار ومكتبة عزة للنشر، في الخرطوم، سنة 2009. كما نشر قصصه ومقالاته في الصحف والمجلات داخل السودان وخارجه و عمل محررا ثقافيا لمدة تزيد عن عشر سنوات.


صلاح الدين مصطفى

الخميس، 14 يناير 2016

نبوءة السقا.. طريق المجد يمر بآلام العبيد


"يمكنكم أن تنادونا بـ "الأحفاد"..
هكذا قال فرج السقا بنبرة واثقة، وقد وقف في وسط الجمع متكئا على عصاه، ونظره نحو الأفق، تصاعد هتاف صاخب متداخل، وثارت في المكان فوضى عظيمة، دخل العم أبو علي إلى وسط الدائرة الواسعة وقد وقف على ساقيه بصعوبة، مط ظهره الأحدب، ثم أشار بعصاه المعقوفة ليترك له الجميع ساحة المبارزة، بمن فيهم الناظر محمد.
- أحفاد من؟
- الأحفاد وكفى!
- لا بد للأحفاد من أسلاف، هل ينبت الناس فجأة من العدم؟
- هذا شيء يخصنا، إن لم تتراضوا معنا على هذه الرغبة فستجبركم عليها الحكومة!
- ابحثوا لكم عن أرض غير هذه الأرض إذن..
- هي أرضنا كما هي أرضكم".
" في هذه الرواية يحفر الناظر عميقا في ثقافة المجتمع الإريتري، ويعرض بمهارته في السرد وبناء الشخصيات حالة القهر التي خلفها النظام الإقطاعي الذي ساد في ذلك المجتمع لعقود طويلة"
يجرب الروائي السوداني حامد الناظر في روايته الثانية "نبوءة السقا" الاستلهام من التاريخ، ويكشف عن أساليب الانتهازية السياسية في المجتمعات البدائية وكيفية استغلال عذابات المهمشين والمسحوقين لتحقيق أمجاد شخصية، وذلك بالاستفادة من ظرف تاريخي خاص وتوظيف الأسطورة الشعبية وأحلام البسطاء لصالح رغبات سياسية موغلة في الأنانية.
رواية نبوءة السقا الصادرة عن دار التنوير للنشر عام ٢٠١٥ في ٢٥٨ صفحة من القطع المتوسط تستعرض بلغة شاعرية رفيعة عذابات ألف عام لمجموعة مسترقة تطلق على نفسها اسم "الأحفاد"، وتتابع رحلتهم الشاقة من العدم إلى التكوين، وتكشف عن نضالهم في سبيل الحصول على الاعتراف الرسمي بكيانهم القبلي.
"​كيف استعبدوا؟ ومن أين جاؤوا؟ لا أحد يعلم.. إلى أين تنتهي أنسابهم؟ ومن هي قبائلهم؟ لا أحد يجيبك أيضا.. هكذا، وجدهم الناس بينهم عبيدا يشبهونهم حد التطابق، بل ويتفوقون عليهم وسامة وجمالا في بعض الحالات".
الأحفاد كما توضح الرواية اسم مستلهم من أسطورة شعبية قديمة توارثوها، تنبأت بهزيمتهم بعد عز، وشتاتهم بعد قوة، واسترقاقهم بعد سيادة مطلقة.
"ستقتلون على يد جيش جرار يأتيكم من أرض الحبشة، يُقوَض سلطانكم، ويُستعبد أحفادكم من بعدكم ألف عام حتى يلدوا جوهرتين، إحداهما من بطن أمة لهم وأخرى من سادتهم، الأولى تموت والأخرى تأتي من أرض بعيدة، سيخلصهم سلطان عادل، ويجتمعون من كل مكان في وادي العجائب والذهب". 
إحدى هاتين الجوهرتين المذكورتين في النبوءة هي فاطمة الجميلة التي تولد في الأحفاد ثم يطلبها مأمور الإقليم ذو السلطة النافذة، وحين يحدث ذلك تشتعل الرغبة في نفوس الأحفاد لنيل حريتهم، ويزداد أملهم في تحقيق هذه الغاية التي عجزوا عن بلوغها ألف عام.
الروائي السوداني حامد الناظر (الجزيرة)
فرج السقا زعيم الأحفاد الصاعد يستغل هذه النبوءة استغلالا ذكيا، ويرسم لنفسه طريقا يوصله إلى المجد، يلتقي في هذا الطريق بالأستاذ إسماعيل، الشخصية المحورية الكاشفة التي تضيء جوانب مختلفة في هذا النص، يحدث التقارب بينه وبين الأستاذ، ويتطور ذلك التقارب إلى إعجاب الأستاذ بشخصية السقا الطاغية على كل ما حولها، ثم الحماس لفكرة المساواة وتحرير الأحفاد من تبعيتهم لمواليهم الأوتاد نظرا للنزوع الاشتراكي في شخصية الأستاذ وأفكاره التقدمية.  
ورغم تشابك الأحداث وسخونتها يظل الأستاذ إسماعيل محافظا على ولائه لصديقه السقا معجبا بطموحه، وهمته التي لا تفتر في سبيل تحرير عشيرته إلى أن تتكشف أمامه حقيقة السقا ورغباته السلطوية.
في ذروة الأحداث يطلب -غريم الأحفاد اللدود- زعيم قبيلة "الأوتاد" الزواج من فاطمة الجميلة وينافس عليها المأمور النافذ فيرتفع سهمها بين جميلات البلد ويرسخ في أذهان الأحفاد قرب تحقق النبوءة الغامضة، وتتطور أحداث الرواية حتى تصل إلى ذروة الحبكة حين يعود إلى الحياة محمود، الثائر والمناضل في صفوف الثورة الإريترية ضد الاحتلال، وحبيب فاطمة الذي قيل إنه مات في الحرب، يعود بغتة ليربك حسابات الجميع بمن فيهم فاطمة الجميلة، فتنتحر لتخلص نفسها من عذاب الضمير وضغوط إخوتها وأهلها.
تتحقق للأحفاد رغبتهم في الاستقلال، وللسقا رغبته المشتعلة في الجلوس على مقاعد برلمان حكومة الاحتلال، ويبقى الثائر محمود بعذاب حبه لفاطمة وأسفه على موتها، فيعود إلى صفوف الثورة.
بدايات الثورة الإريترية المسلحة من أجل الاستقلال وما لازمها من نجاحات وعثرات شكلت خلفية زمنية ورمزية مناسبة لأحداث الرواية والتي تنتهي بشن قوات الاحتلال هجوما شاملا على القرى لتحرقها وتبيدها بمن فيها عقابا لها على دعمها للثوار، فتبدأ رحلات اللجوء الطويلة إلى السودان التي امتدت لعقود.  
في هذه الرواية يحفر الروائي والإعلامي حامد الناظر عميقا في ثقافة المجتمع الإريتري، ويعرض بمهارته في السرد وبناء الشخصيات حالة القهر التي خلفها النظام الإقطاعي الذي ساد في ذلك المجتمع لعقود طويلة مستفيدا من معرفته العميقة بذلك المجتمع الممتد بين دولتي السودان وإريتريا، وحالة التقاطع بين النظام الإقطاعي والأنظمة الاستعمارية التي تعاقبت على حكم إريتريا.
الجزيرة

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

مهرجان المسرح المعاصر في السودان يضيء ليالي الخرطوم


الخرطوم- القدس العربي:

شهدت كلية الموسيقى والدراما في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا مهرجان المسرح المعاصر، في الفترة من 10- 15 كانون الأول/ديسمبر الحالي، وشهد المهرجان حضورا كبيرا من الجمهور والمهتمين بالدراما.
يقول فضل أحمد عبد الله، عميد كلية الموسيقى والدراما، إن فكرة المهرجان نبعت من ضرورة وجود أدوار حقيقية للكلية في الاتصال المباشر بالمجتمع، وفقا لسياسات الجامعة، خاصة أن الفنون تعتبر في قمة هرم التنمية البشرية وترقية المجتمع. ويضيف فضل الله، أن الكلية بدأت هذا الاتجاه من خلال فرقة الكورال الموسيقية التي خرجت للجمهور، وأصبحت تقدم حفلات في المسارح العامة، وتم تكوين فرقة مسرحية للغرض ذاته، ثم تم التفكير في مهرجان المسرح المعاصر، ووضع له هيكل فني وإداري، وتم الإعلان عن شروط المشاركة قبل خمسة أشهر، وتقدمت مجموعات عديدة للمشاركة وبعد جهود كبيرة من لجنة المشاهدة تم اختيار ثمانية عروض.
ويقول: وصلتنا عروض من خارج السودان منها عرضان من القاهرة، لكن اعتذرنا لهم لأن المهرجان في طور التأسيس ولا تتوفر له إمكانات كبيرة، لكن ومن العام المقبل يمكننا استقبال مشاركات من خارج السودان. 
ويقول عميد كلية الموسيقى والدراما، إن المشاركات كانت جيدة، عبر تقاليد أكاديمية، باعتبار ان المهرجان يدخل ضمن برامج ومناهج تدريب الطلاب والخريجين، لذلك شاركت فيه أكاديميات ومعاهد وكليات ذات صلة بالدراما، ومن أبرز الشروط أن يكون مخرج العمل خريج كلية الموسيقى والدراما، أو الكليات الأخرى النظيرة، سواء كانت داخل أم خارج السودان.
حفل المهرجان بمشاركة أسماء كبيرة في الوسط الفني، مثل سيد صوصل، تهاني الباشا، ربيع يوسف، أبوبكر الشيخ، وليد عبد الله وهم من الخريجين، وكذلك يوسف عمر حمزة وهو خريج جديد. ومن أساتذة الكلية شارك عادل حربي ومحمد جبريل وهو (تقني في شعبة الفنيات)، ووجدت العروض حضورا كبيرا من الجمهور العادي، خاصة فئة الشباب ومن المشتغلين في مجالات الدراما والفنون المرتبطة بها. ويقول فضل الله إن نسبة المشاركة كبيرة (1500) مشاهد في المتوسط، وإن التفاعل كان مدهشا، وتم اختبار مسرح الكلية الذي يحتاج في رأيه لبعض الإصلاحات الفنية، كما أن هذا الحضور أكد إمكانية استخدام هذا المسرح لتقديم عروض تجارية خاصة، وأنه يقع في منطقة ذات وجود فني قديم وفيها عدد من المراكز الفنية والثقافية.
لم يكتف المهرجان بالعروض المسرحية، وشهد الجانب الفكري فيه نشاطا مميزا، حيث قدمت ندوة تحت عنوان «المسرح والتحولات الاجتماعية» قدمت فيها ثلاث أوراق علمية من قبل أبو القاسم قور، الناقد عبد الحفيظ على الله والباحث راشد مصطفى بخيت، كما قدم أسامة أبوطالب المحاضر في معهد الفنون المسرحية في القاهرة، محاضرة تحت عنوان «المأثور الشعبي والمسرح». إضافة لذلك يقول عميد الكلية إن المهرجان أحدث حراكا واضحا في المشهد المسرحي، وأعطى دافعا قويا لبرمجته بشكل سنوي، وتم التأسيس لتبني أربعة عروض سنوية لفرقة الكلية المسرحية، تضاف إلى ذلك عروض التخريج السنوية، التي يقول إنها عادت من جديد بوصفها تقليدا راسخا انقطع منذ عشر سنوات وأضاف: نأمل أن تكون عروض التخريج في العام المقبل أفضل، وهي تمثل إضافة مميزة للنشاط الأكاديمي والفني بالكلية ويمكن من خلالها اكتشاف نجوم المستقبل في كافة التخصصات.


صلاح الدين مصطفى