الأربعاء، 23 مارس 2016

أغاني السودانيين وأذن العرب!

المشكلة ليست في السلم الخماسي. المشكلة في الأذن العربية!
صديقي الكاتب البديع محمد محمد خير، عزا عدم انتشار الأغنية السودانية، بين العرب، إلى سلمنا الخماسي.. بل ذهب في مقالة نشرت في الوطن، قبل أيام، أن( حوار الطرشان) بين الحكومة والمعارضة سببه السلم الخماسي، وكذا سبب الحروب، ولو قدر الله لصاحبنا أن يسترسل لكان قد قال إن ارتفاع نسبة الطلاق، وانخفاض الجنيه، وشح المياه والنيل على مسافة( كرطعة)، وتراكم النفايات في الخرطوم، وانهيار المشاريع المرويّة، ومحاصرة السودان بالعقوبات الأميركية، وشتات السودانيين في فجاج الأرض، والتعذيب في بيوت الأشباح، وموت الترابي.. لكان قد قال إن كل ذلك بسبب السلم الخماسي، (الشيوعي) (ود الهرمة)!
صاحبي محمد، لم يرد أن يخسر العرب بالتقليل من شأن أذنهم( الشماء)، ولم يرد أن يخسر نظام الخرطوم، ونظام الخرطوم وراء كل مالن يقدر الله لصاحبي ان يسترسل فيه، ماعدا موت الترابي بطعنة قلبية!
قبل سنوات، طرحت على المغني الضخم محمد وردي، السؤال عن سبب عدم انتشار الأغنية السودانية بين العرب، وهي التي قد عبرت الحدود بكثافة إلى شرق وغرب إفريقيا، وعما إذا ماكان سلمنا الخماسي، هو وراء ذلك.
وردي- الذي اتخيل انه قد أحسن الختام بالسلم السباعي لحظة احتضاره قبل سنوات- أذكر أنه قال لي: «المشكلة ليست في السلم الخماسي. المشكلة في العرب.. إنهم لا يلتفتون بأذانهم إلى السودان»!
وراح وردي، يتحدث عن عالمية السلم الخماسي، وكيف ان اليابان وغيرها سلمها خماسي..
وراح يتحدث عن مدائحنا.. بل وقراءتنا للكتاب العظيم،كلها بالسلم الخماسي.. ولو كان وردي لا يزال يتنفس بايقاع السلم الخماسي إلى اليوم، لكنت قد اسرعت أقول له: صدقت ياوردي» هنالك فنانون يابانيون يغنون الآن أغنياتنا.. وهنالك اسرائيلية اشعلت اسرائيل بأغنياتنا، وهنالك أحباش وأفارقة في نيجريا والكاميرون والسنغال وجنوب إفريقيا يرقصون على انغام اغنياتنا، بالعنق والصدر والساق والقدم!
وردي ذهب أبعد من ذلك وهو يتحدث عن أننا السودانيين «مازلنا طاقة كامنة» وان سلمنا الخماسي هو الذي سيفجر هذه الطاقة الكامنة.. بل أن هذا السلم الذي يجمع ألسنة وثقافات شتى في السودان، سيعزز في النهاية، وحدة السودان.. ووحدة شعوبه.
وردي تحدث حديث العارفين بالإيقاع.. وبالسياسة معا.
ولو ان صاحبي- محمد محمد خير- أرخى أذنه لحديث وردي لما كان قد قال ماقال عن السلم الخماسي، لكنه لم يرخها.. كيف له وهو العروبي- وليس المستعرب- حتى طبلة أذنه الداخلية!
هاشم كرار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق