السبت، 23 يناير 2016

اريتريا واثيوبيا تغنيان تلقى الدنيا فرحة.. ونحن نغني(ح اركب الحنطور واتحنطر)


من ابينت جيرمال الى تور الدبة
كل شي عادى
……………………….
القطار دور حديدو
منى شال زولى البريدو
جوفى ولع فيه نار
Abenet Girmal


يغنى ويصدح
الايقاع اجمل واللفظ امتع والوجوه تشبهنا و …اكثر((وسامة))
وبعض الذين لا يعلمون ينسبون الاغنية الى ((احمد الصادق)) كما نسبوا من قبل اغنية ((بحر الموده)) اغنية للقامة الكبير ((محمد كرم الله)) نسبوها لاخيه حسين الصادق
وكل شيئ ممكن عندما نفقد معرفتنا بانفسنا ..وتصبح تهانى تور الدبة وزيرة عدل وتراجى شخصية قومية والبرلمان يتحدث عن ((التونك)).. ومدنى تبحث عن السياحة وتستورد ((الطماطم))
والمدهش ان لا مقارنة اصلا بين ابينت جيرمال فى الاداء و احمد الصادق
اثيوبيا واريتريا تنظران الينا كفن وثقافة..وتشاد تبحث عن ((المسلسل والبرنامج والاخبار السودانية))
ونحن ننظر الى عربة السيرة تقف و يدخل العروس وعروسته بالزفة المصرية و فاصل من ((الاسلو)) احتضان لدرجة الذوبان و ((التمايل))
ثم لابأس ان (تنفنس) النساء والبنات ((وتهتز الارداف)) و الجمهور يردد مع الفنان
ضربو ضربو يا حكم
جاب لى قوالة السجم
والكل ينظر و ((يهجج)) فكل شيئ عاااااااااادى
اريتريا تغنى فننا الجميل ونحن نغني ((ح اركب الحنطور واتحنطر))
اريتريا واثيوبيا تغنيان تلقى الدنيا فرحة …وعلى الجمال تغار منا
ونحن نغنى ((بالانجليزى)) لسحنات عربية فقدت لغتها وطعمها وعباراتها وقيثارتها اصبحت من تغنى ((اه ونص))
الغناء ليس الفاظ وعبارات والحان وايقاعات وانما حامل ثقافة وواقع اجتماعى ووعى الناس بانفسهم…وقيمهم الاخلاقية
فعندما تصبح اغانى ((الزنق)) هى اغانى ((الحفلات)) … تستطيع النظر الى ان الغناء ((الدكاكينى)) واغانى ((القعدات)) مشاعا للجميع والكل يغنيها دون ان يرجف له ((طرف)) ولا شي يحتاج للاختباء فكل شيئ …… عااااااااااااادى
وحنان بلوبلوحينما كانت ظاهرة ..كانت خروجا عن السياق العام واقصى ما تردده ((مغص مغص يا العزابه)) او ((يا بهية شباب الزمن جنية))
ليتمدد الواقع مع اغنيات ((تعال بالعندك تعال ابوى بيسندك)) وتعال ب ((….))تعال
اخوى مقاسك
ودق الباب وجانا انا جريت ليه فرحانه
فالاقتران بالحبيب اصبح من المستحيلات فى ظل الواقع الاقتصادى المأزوم والعنوسة الممتدة والعطالة الشاخصة ببصرها فى دولة فقدت بصيرتها
واثيوبيا تبحث عنا ونحن نبحث عن ((اموال السعودية))..ولانرى انهيار اسعار البترول و ((اسعارنا)) عند العالمين
اريتريا جزء من جغرافيتنا و((اوجهنا)) ونتحدث عن ((الاجانب))
المسافة بين الطينة وتشاد لا تختلف عن الخور الذى يفصل بين قرورة الاريترية وقرورة السودانية
من قادم باوا وقادم دفريت تنظر عبر الحدود فترى المليحات الاريتريات خالات وعمات الاطفال السودانيين
وترى ((بناتنا)) نفس الحال هناك فى اقصى الغرب وفى ((ابيى))
عندما نفقد انفسنا وامتداداتنا والذين يشبهوننا ونطارد السراب حينها نفقد اغانينا وكلماتنا وثقافتنا
نفقد وجوهنا وملامحنا وسياستنا
نفقد كل شيئ فيصبح شيخ الامين مبعوثا رئاسيا والفريق طه متحكما فى الدولة ونادى المريخ يبحث عن ادارة وكمال عمر نجما فى السياسة السودانية.. واولاد الصادق معارضة وحكومة والسيد الميرغنى كذلك والشفيع خضر على هامش الحزب الشيوعى والبنقو مثل النبق… حتى شحنات الهيروين والتحلل واحكام ((كارثة الاقطان))
كل شيئ عادى عاااااااااااادى جدا
وجيرمال يغنى
شال فؤادى معاه روح
لما اشر لى ولوح
ايده من من جوه القطار
وتور الدبه يتم تكريمها
وبعض الداعيات يرفعن شعارهن الاية ((خيركم من تعلم القرءان وعلمه))
وجمال الوالى يرتل ((العارف عزو مستريح))
والبشير المسئول عن ((الصحافة))… ولا متهم واحد فى حاويات المخدرات
والبحث عن علاقة مع ((اسرائيل))
وكل شيئ عادى ,,, عااااااااااادى جدا
واللحظات العادية جدا هى ما يخفى خلفه كل شيئ غير عادى
واخر نقطة فى السقوط هى اول نقطة فى ((الارتفاع))
وكل تغيير يبدا باغنية
و……….
القطار دور حديدو

بقلم
راشد عبد القادر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق