الأحد، 5 يوليو 2015

داعش تخترق البلاد بعون خلاياها داخل السلطة

نجاح أفراد داعش في اصطياد بنات وأبناء السودان من أجل توظيفهم في حروبها يمثل ضربة كبري للسلطات الأمنية، وتهديد أكبر لسلامة، وتماسك الأسر، وبنيان المجتمع. ولعل إرسال التفويج الثاني لداعش من جامعة

مأمون حميدة يدل إما علي وجود تواطؤ من أفراد داخل النظام لخدمة داعش، أو أن هناك، ببساطة، فشلا أمنيا ذريعا في الكشف عن الخلايا النائمة التي تقوم بمهمات تجنيد الطلبة والطالبات. وفي كلا الحالتين ستكون المصيبة جلل. فإذا كان أمن النظام قد فشل في تحصين عضويته من الاختراق الداعشي فما الذي يحمل أي أسرة، إذن، على القناعة بأن نجاتها من داعش بيد أمن محمد عطا، والذي يبتلع، مع قوات النظام الأخرى، أغلب ميزانية البلد؟. على كل حال، فمن الحتمي أن يدفع مؤسسو النظام، بطيب خاطر لا بد، ثمن سياساتهم التي جلبت هذا الهجوم الداعشي علي أبنائهم. وكذلك لا بد ان يدفع الثمن أيضاً أولئك الذين يخدمون المشروع انتهازيا بمظنة أن أسرهم ستكون بمنأى عن التعرض إلى التفكك، ما دام ظنوا أن قوات عطا، وحميدتي، جاهزة لحمايتهم عبر آلة القمع.
إن واقعة انضمام ابنة المتحدث باسم وزارة الخارجية لداعش أكبر دليل على أن تواطؤ المتعلمين، أو المثقفين إن شئت، في حماية أنظمة القهر لا يسهم في نجاتهم حتما من تحمل التكلفة الباهظ نتيجة لخدمة السلطة الغاشمة. فهؤلاء الافندية إن نجوا بأشخاصهم من رد الفعل لسياساتهم الاستبدادية اليوم فمن أدرانا بأن أسرهم، أو أحفادهم، أو أقرب أقربائهم معرضون، إلى مثل ما تعرضت له ابنة المتحدث باسم الخارجية. فالكسب الشخصي للمنتمين للنظام لا بد أن يرتد عليهم شكل أو بآخر، طال الزمن أو قصر. صحيح أنه يمكن لهؤلاء السلطويين أن يؤمنوا مصلحة فاسدة لأنفسهم خلال عقد من الزمان، أو ثلاثة، عبر وظيفة، وسلطة، ونفوذ. ولكن لا يمكنهم مطلقا أن يضمنوا أن ما يترتب على تقاعسهم على مقاومة نظام الشر لن يضر بأهلهم البعيدين، أو القريبين. والحقيقة أن الكثير من الإنقاذيين دفعوا أثمانا مكلفة تتعدد طرقها، ولكن سببها واحد، وهو غياب الاستقامة في الشأن الوطني. أولم تفتك الطرق، والطائرات الرديئة، بأرواح كبار قادة النظام أنفسهم.
لقد غضب المتحدث باسم الخارجية، وأرغى، وأزبد، ثم قال إن هناك جهات تتدثر بالنظام، وفي ذات الوقت تعين داعش على مهمتها لاستجلاب سودانيين لجبهات القتال هناك. وأضاف أن هناك خلايا في مطار الخرطوم هي التي تسهل هذا الاختراق الذي يساعد على تقوية ظهر الداعشيين في سوريا أو العراق!. ولكن عسى المتحدث المكلوم، بعد أن أخذ الآن تنهيدة عميقة، قد حلل الأسباب العميقة التي جعلته يفقد واحدة من فلذات كبده، وهو الذي نسى عند لحظة فارقة في حياته حكومته التي يمثلها، وبتلك الصورة كال الصاع صاعين لها حين جد جديد الأسرة الجد. عساه، أيضاً، يعترف في دواخله بأن الأزمة متكاملة، ومتشابكة، وجذورها في هذا الغش العام، وفي مشاركته لعهد ظالم ذبح المروءة تجاه بناتنا في قارعة الطريق. وحسبه أنه أدرك في لحظة صدق ما أن القضية ليست هي مجرد خلايا نائمة داخل النظام، تلك التي طعنته في خاصرته من غير احتساب، وإنما قضية خراب ذمم لمن عينوه دبلوماسيا. عله أحس كيف أن بنات، وأبناء، أسر ربما تجاوره في سكنه قد فضت بكارتها داخل جهاز الأمن الذي يحميه هو حين يصرح للإعلام الخارجي نافيا حقائق الاغتصاب، وناكرا فظاظة القمع تجاه المواطنين العزل. عساه يحس كيف أن أهلا في البلدة البعيدة أعدوا أبناءهم بكل ما يملكون ليتعملوا ثم جاءوا إلى الخرطوم، ولم يجدوا غير الموت بدم بارد، والقذف بجثثهم في ترع المياه، ولا أحد من قضاة البلد يسعى إلى تحقيق القصاص لتلك الأسر.
ليت علي الصادق يدرك أن أسس التربية، والتعليم، والإعلام، هي التي ناشت ابنته العزيزة لكل السودانيين الذين يأملون أن يدخر كل خريج في الطب لينقذ يوما حيوات من الموت، أو يدرء وباء يهدد ثروتنا الحيوانية. وليت صوت البلد الدبلوماسي ما اتخذ المكابرة سبيلا على أن التزييف الديني السياسي لمدى قرن، لا علاقة له باختطاف ابنته عبر بوابات مخصصة في مطار الخرطوم لتفجيع الأسر. وعساه، وهو في مقاعد الدرجة الأولى متجها نحو تركيا، أحس، بعد غفوة، بأن فلذات أكباد أسر ضحايا أحداث سبتمبر الأخيرة لم تجد دعما لوجستيا للانصاف كما وجد هو دعم الدولة في أمره الشخصي حتى يعيد ابنته سالمة. ونأمل بكل صدق أن تعود إليه ابنته، فهي ابنة السودان المغرر بها، إذ لا نريد، صادقين من أعماق قلبنا، أن تموت في أرض المعارك بلغم، أو صاروخ، أو أن تزف إلى من يكبرها بعشرين عاما ضمن أكذوبة جهاد النكاح الذي يستغل أبناء الأسر.
نحن لا نسخر من الإنقاذيين عند الملمات التي تواجههم ثم يستدركون، أو لا يستدركون، نقاط ضعف نظامهم الكارثة. فسرائرنا أنقى منهم، ولا نفرح لخطب يصيب ذريتهم التي لم تمر بتجارب في الحياة حتى يستوي عندهم الوعي الديني، والسياسي. ولكن نذكرهم فقط أن الآلاف من بناتنا، وابنائنا، قد غرر بهم، ودفعوا إلى ساحات الحرب بدعوى خدمة الإسلام بينما قادة الإسلام السياسي يضاعفون في الزواج، ويستمعون بالسلطة الزائلة، ويبنون العمارات، وينتهون إلى مستثمرين عابرين للقارات بعد أن كانوا هم، وأهلهم، يعيشون كفافا.
إن القلب السليم ليهلع إزاء المستقبل القاتم لأبنائنا، وبناتنا، الذين هم معرضون اليوم لهذا الاختراق الداعشي تحت أي لحظة من لحظات ضعف دولتهم. وإننا لنحزن حقا أن شباب السودان المندفعون لداعش واقعون تحت تأثير أوضاع مأسوية جعلتهم بغير تنوير، أو وعي، أو عمق في معرفة طبيعة الصراعات المحلية، والإقليمية، والدولية. إنهم، مهما قلنا، لا يملكون المعرفة التامة بأمور دينهم غير المعرفة التي يقدمها لهم المتطرفون من الخلايا النائمة في سرية تامة ومستعجلة حتى لا يقارنوا ما عرفوا بمصادر معرفية أخرى. يحدث ذلك التجنيد بينما جاهبذته يطوقون سورا من الرعاية إزاء أبنائهم، ويرعون دراساتهم في الجامعات المحلية، ويوفرون لهم أفخم السيارات. بل ولا يتوانون من إبعاثهم إلى الجامعات الأجنبية، بينما الأبناء، والبنات، الذين لا يمتون لهم بصلة يدفعونهم دفعا بالمحاضرت السرية إلى ساحات الموت. والسؤال هو: كم عدد أبناء الفقراء من كوادر الحركة الإسلامية الذين ابتلعتهم حروب السودان مقارنة بأبناء القادة الذين تحولوا الآن إلى خبراء في الإفتاء بأهمية تعدد الزيجات ل”مباهاة الأمم”؟
إن اختراق داعش للبلاد، وتخصصها في استجلاب أبناء بعض الأسر الثرية، أوالمقتدرة، التي ما شهدنا لآبائها صوتا معارضا للنظام، ينبغي أن يكون درسا كبيرا لهذه الأسر التي تفضل داعش أبنائها، كما دلت وثائق التنظيم. فالمعركة ليست ذاتية فقط بين الجاهرين بكلمة الحق، من جهة، وبين الإنقاذيين، والمتواطئين معهم بالصمت من الجهة الأخرى. إنها معركة موضوعية للانتصار لقيم الاستقرار الوطني الذي يتفيأ ظلاله كل سوداني. إنها معركة يقف في طرفها المعارض دعاة عدالة، ومساواة، وحرية، وديموقراطية، وسلام، وتنمية مستدامة، وتسامح، ونظم قضائية، وتربوية، وتعليمية، يشارك في إعدادها، وصياغتها، وتطبيقها، كل العقول السودانية المستنيرة. أما في الطرف الآخر الحاكم فيقف دعاة الحرب، والمحسوبية، وقمع الحريات، والاغتصاب كوسيلة لكسر شوكة المنضالين، وكذا دعاة استخدام الفساد كأداة لإسكات صوت الفاعلين في المجتمع، والتآمر لضرب النسيج الاجتماعي، وتفريق وحدة السودانيين في أيما مرفق حياتي. ولعلهم سيأتون بسلاسل الامتحان إن لم يرعووا بلطائف الإحسان.

صلاح شعيب

«مؤسسة الفكر العربي» تراجع أولوياتها لتواكب الانقلابات المفصلية


بيروت: «الشرق الأوسط»
خمسة عشر عامًا مضت على تأسيس «مؤسسة الفكر العربي». لم تكن المسيرة سهلة، ولا ظروف المنطقة بالمشجعة للبحث والمعرفة، خاصة في السنوات الأخيرة.
ADVERTISING
انطلقت المؤسسة بالتزامن مع احتفالية «بيروت عاصمة للثقافة العربية»، حيث أعلن الأمير خالد الفيصل، من بيروت حينها عن ولادة مبادرة أهلية تجمع بين رأس المال والفكر، من أجل الإسهام في التضامن والنهضة العربيين. رغم كل الأحداث الحالكة، استمرت المؤسسة في نشاطها، بل هي وسعت نطاق اهتماماتها، تدريجيًا، لتطال مع مضي الوقت التعليم، لا سيما تطوير مناهج اللغة العربية وأساليب التعاطي اليومي معها، وأطلقت برنامجا للشباب، كما أصدرت نشرة شهرية ثقافية، وبدأت منذ سنوات منح جوائز سخية تشجيعًا منها للخلاقين العرب. هذا عدا التقارير والدراسات السنوية وترجمة للكتب من لغات عدة.
وهذه السنة وللعام التاسع على التوالي فتحت المؤسسة باب الترشح لـ«جائزة الإبداع العربي» بفروعها السبع: العلمي، والتقني، والإعلامي، والمجتمعي، والأدبي، والاقتصادي والفني، وكذلك جائزة أهم كتاب عربي، التي يستمر الترشح إليها جميعًا حتى 30 من أغسطس (آب) المقبل. وتبلغ قيمة الجائزة لكل فرع 25 ألف دولار أميركي في ما ترتفع جائزة أهم كتاب عربي لتبلغ 50 ألف دولار. ويشرح الدكتور هنري العويط، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجائزة كان قد تقدم لنيلها العام الماضي 300 مرشح من 20 دولة عربية، أما العام الحالي، وخلال أقل من أسبوعين، وصلت ترشيحات من 16 دولة، وتسعى المؤسسة، لحث من تتوافر فيهم الشروط للترشح، من خلال إيصال المعلومة إلى كل بلد عربي، كما تم تطوير استمارة الترشح الموجودة على موقع المؤسسة، وعليه أيضا يجد المهتمون، المعايير العامة والخاصة المعتمدة لاختيار الفائزين».
والجائزة متميزة لمرونتها وديناميكيتها، لأنها تكافئ الإبداع، بمختلف صوره، ولا تمنح فقط للكتب، ففي المجال الإعلامي قد تعطى لمشروع خلاق أو موقع إلكتروني، كما في المجال الفني قد تمنح لأسطوانة أو مسار أو إنجاز ما، كما أنها في المجال المجتمعي قد تنالها جمعية قامت بأعمال مشهود لها. وقد منحت جائزة الإبداع العلمي العام الماضي، مثلاً، للدكتور ألفرد نعمان والدكتور عصام خليل (لبنان) عن مشروع «تطوير دواء MM - MTA للعلاجات اللبيّة»؛ في ما فاز بجائزة الإبداع التقني الدكتور مشهور مصطفى بني عامر (الأردن) عن «النظام العلاجي الذكي».
لكن المشكلة المزمنة للجوائز في العالم العربي، هي عدم النظر إليها بمصداقية، وثمة شكوك دائمًا تحوم حولها. الدكتور هنري العويط يؤكد على أن كل جائزة «تثبت مصداقيتها بنفسها فبعد الإعلان عن أي عمل فائز يحكم عليه الناس بأنفسهم إن كان يستحق أم لا». ويقول الدكتور العويط: «لم يحدث لغاية الآن أن تقدم أحد باعتراض على أي من الأعمال التي فازت بالجائزة، وهي تتمتع بشفافية كبيرة، وللاختيارات معايير وضعت سلفًا تتم على أساسها التصفيات، كما أن المؤسسة حريصة على أن يكون أعضاء لجان التحكيم من ذوي الاختصاص والكفاءة ومشهود لهم في ميدان عملهم».
«المراجعات النقدية الذاتية، جزء من عمل المؤسسة، وضرورة للتطوير المستمر، يتم ذلك من خلال اجتماعات ومشاورات دائمة، لضبط المعايير وأدوات العمل»، بحسب المدير العام للمؤسسة.
ولكن لماذا لا يعلن عن أسماء أعضاء اللجان التحكيمية.. نسأل الدكتور العويط الذي يعتبر أن لا سرية في العمل، بل على العكس، عند الإعلان عن الفائزين في مؤتمر صحافي، يكون أعضاء اللجان حاضرين، لكن قبل ذلك يفضل أن تبقى الأسماء سرية لإبعاد الأعضاء كما المشرف على كل لجنة عن الضغوط التي يمكن أن يتعرضوا لها.
لكل فرع من الجائزة لجنة تحكيمية خاصة، تتكون من أصحاب الاختصاص ومشرف عليها، وبحسب مدير المؤسسة، فإن «عدد أعضاء لجنة التحكيم، يتغير تبعًا لعدد المرشحين. فإذا تقدمت للجائزة الأدبية مائة رواية أو عمل شعري، فبالضرورة أن عدد أعضاء اللجنة سيكون مختلفًا عنها حين يكون عدد المرشحين مائة، مما يستدعي عددًا أكبر من القارئين والمحكمين، بحيث يأتي كل عضو بالعلامات التي وضعها لكل عمل أدبي قرأه، وهنا تتم التصفيات على مراحل». وهي عملية آلية ومضبوطة تشبه عمل لجنة أكاديمية عند مناقشة أطروحة دكتوراه، مثلاً.
عند موضوع المصداقية يتوقف الدكتور هنري العويط ليقول: «العام الماضي فازت عن جائزة الإبداع المجتمعي، جمعية مجهولة من حضرموت، من أقاصي اليمن. هم أنفسهم لم يصدقوا أنهم ربحوا الجائزة. ليس بالضرورة أن تكون الجهة الفائزة معروفة أو مشهورة، لكن من المهم أن تكون قد قدمت عملاً جليلا ربما في قرية نائية في السودان أو فلسطين، مثل جمعية «فرح العطاء» في لبنان التي قامت بخدمات إنسانية كبيرة في منطقة محرومة مثل «باب التبانة» أو لنزلاء السجون.
تصل كلفة جائزة الإبداع العربي إلى 800 ألف دولار، ولكن ماذا تحقق أكثر من توزيع المبلغ على الفائزين، هل من متابعة؟ الدكتور العويط يقول: «أود أن ألفت إلى أن غالبية الجوائز العربية تحمل أسماء مموليها أو مانحيها. أما هذه الجائزة فتحمل اسم (الإبداع العربي)، وهذا يحسب لها فهي تسير عكس التيار الذي ينفخ في الزعيم أو المسؤول. وبالتالي فهي تكرم المتفوقين في مجالاتهم، وهي لخدمة الفكر والفن والإعلام والمجتمع المدني، في زمن التعصب والتطرف، وتحاول أن تضيء على صورة أخرى مختلفة للعرب. البعد الثاني للجائزة هو تحفيزي، بحيث نقول للفائز هناك من يرعاك ويشجعك ويعنى بك، ونحن في المؤسسة منفتحون على المستقبل».
بدأت «مؤسسة الفكر العربي» عملها بمؤتمرات ومشاريع بحثية، ثم تشعبت اهتماماتها في اتجاهات مختلفة، ألا يؤثر هذا على فعالية العمل؟ نسأل د. العويط الذي يجيب بالقول: «نحن نطرح هذا السؤال على أنفسنا، لكن العالم العربي حاجاته كثيرة، وكيفما عملنا نجد أنفسنا نسد ثغرة. قضية اللغة العربية، مثلاً، محورية، بمعنى ما هي الوسائل التي يمكن أن تخدم اللغة وتحافظ عليها، لأنها أداة التنموية الرئيسية. برنامج الترجمة ضرورة هو الآخر للانفتاح على العالم، نحن نترجم عن الصينية والهندية والإسبانية والفرنسية، خدمة للغة العربية. والشباب هم المستقبل وعليهم الاتكال الكبير، لذلك نشعر أن من واجبنا أن نعنى بهم. الأبحاث أيضًا، لا نستطيع أن نغفلها لذلك نصدر مجلة (أفق) الشهرية». لكن د. العويط وبعد أن يشرح المهمات التي تضطلع به المؤسسة يستدرك بالقول: «يبقى هناك تفكير دائم بالقطاع الذي يستحسن أن نعتبره أولويتنا ونوليه جهدنا الأكبر. نحن في ورشة كبيرة لجوجلة الأفكار».
وعما تتمخض عنه، في الوقت الراهن، هذه المراجعات المستمرة لتحديد الأولويات يقول الدكتور هنري العويط: «لعلنا متجهون لتحويل المؤسسة إلى مركز للأبحاث، وذلك بالعمل مع باحثين دائمين داخل المؤسسة، وآخرين نتعاون معهم من خارجها، كأي مركز أبحاث في العالم. وهذا حاليًا،، موضوع ورشة تفكير كبيرة، بالتعاون مع جهات عدة».
مجلس الأمناء هو الذي يرسم خريطة الطريق الاستراتيجية لهذه المؤسسة الثقافية العربية التي تعمل منذ عقد ونصف، والأهداف التأسيسية ستبقى بحسب ما يقول مديرها العام هي نفسها، ولن يكون أي حياد عنها. لكن طريقة الوصول إلى الغايات هو الذي يتم بحثه باستمرار، خاصة أن حاجات الدول العربية بعد ما أصابها تغيرت ولا بد من ديناميكية لمتابعة هذه التحولات التاريخية الكبرى.
لهذا فإن المؤتمر السنوي الذي اعتادت إن تعقده المؤسسة، سيكون هذه المرة من 6 إلى 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل حول «التكامل العربي: تجارب، تحديات، آفاق» في الماضي والحاضر والمستقبل. وهو مؤتمر يعقد في القاهرة لمواكبة الاحتفال بمرور سبعين سنة على تأسيس الجامعة العربية. ويشرح الدكتور العويط: «الهدف هو التساؤل حول ما يجب أن نفعل، ونقد المرحلة السابقة، وما ارتكب فيها من أخطاء. نحن مؤسسة بناءة ونعتمد المراجعات التقييمية. والمؤتمر سيكون استكمالاً للذي سبقه في الصخيرات في المغرب العام الماضي، حول التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم».
يشرح المدير العام للمؤسسة بأن «مؤتمر القاهرة سيقام برعاية جمهورية مصر العربية، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، وسيقدم توصيات لتفعيل دورها».

بعض سكانها خليط من الهنود والأرمن واليونان والأكراد: القضارف.. حكاية مدينة صهرت السودانيين والأفارقة



الخرطوم ـ «القدس العربي»:

تمثل مدينة القضارف السودانية نموذجا للوحدة الوطنية، حيث إنصهرت فيها معظم قبائل السودان، بل تضم العديد من الجنسيات الأفريقية والعربية والآسيوية.
تقع القَضَارِفْ في شرق السودان على ارتفاع 580 مترا (1902.85 قدم ) فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 410 كيلومترات ( 254 ميلا ) شرقاً، وتعتبر واحدة من أهم المدن السودانية من ناحية موقعها الاستراتيجي وأهميتها الاقتصادية والعسكرية ودورها السياسي والتاريخي ونسيجها الاجتماعي، فهي بوتقة تنصهر فيها مختلف القبائل السودانية والجماعات غير السودانية.
وتتوسط أغنى مناطق السودان الزراعية والرعوية، وفيها سوق دولية للمحاصيل خاصة الذرة ومقر القيادة الشرقية للقوات المسلحة السودانية، كما تتميز القضارف بكونها أول مدينة رقمية في السودان.

خلافات حول الاسم

اختلفت الروايات حول معنى لفظ القضارف (بفتح القاف والضاد وكسر الراء) وسبب التسمية، ولعل الرواية الأكثر شيوعاً وسط رواد المدينة هي تلك التي تذهب إلى أن المكان الذي قامت عليه المدينة كانت تقام فيه سوق (وهو ما أكدته أيضاً كتابات المستكشف البريطاني والتر سكوت التي تحدثت عن سوق كانت تقام مرتين في الأسبوع) يؤمها سكان البوادي وتجمعات العرب الرحل، وكان المنادي يعلن دائماً على الملأ عند مغيب الشمس إغلاق السوق، داعياً إلى المغادرة ويقول باللهجة العربية السودانية «اللي قَضَى يَرِفْ .. اللي قَضَى يَرِف» أي، الذي قضى أموره عليه أن يغادر. وأخذ الناس في تداول هذا النداء فيما بينهم عند ذكر السوق، فكانوا يقولون لنذهب إلى سوق «القضى يرف» وبتحريف بسيط اطلق على السوق اسم القضا ـ يرف.
وهنالك رواية أخرى تُرجح سبب التسمية إلى التلال التي تحيط بالمكان وتشبيهها بالغضاريف (المفرد غضروف)، لكن هذا التفسير ضعيف.
ومن الألقاب التي تطلق على القضارف اسم قضروف سعد، حيث يذهب بعض الرواة إلى أن سعد هو اسم تاجر قبطي أسس أول متجر فيها وكان الرحل يفدون إلى متجره فأطلقوا على القضارف في بداية نشأتها هذا الاسم.

سوق أبو سن

وجاء في كتاب «موجز تاريخ السودان» لمؤلفيه هولت ودالي، أن قبيلة الشكرية أكبر قبائل جنوب البطانة في وسط السودان كان تعيش وتحكم أراضي منطقة القضارف المنتجة للحبوب وكان يطلق عليها اسم سوق أبو سن قبل أن تعرف باسم القضارف.
ويوثق للقضارف الباحث الراحل محمود بابكر النور ويقول
«القضارف الجديدة تعيدني لسطور طالعتها قبل سنوات وردت ضمن مذكرات (السير اقوين بل) الذي عمل في السودان (1931 ـ 1945) والذي ألحق عام 1931م مساعداً لمفتش مركز القضارف والتي جمعها في كتاب. وخاصة الجزء الذي أعده الصحافي الراحل بشير محمد سعيد تحت اسم (إدارة السودان في الحكم الثنائي) وقام بترجمته للعربية حسين بيومي، حيث قال عن مدينة القضارف (ذات مظهر أشبه بأفريقيا منه بالبلدان العربية تكثر فيها القطاطي المصنوعة من الأخشاب والقصب والأعشاب لم يكن عدد سكانها حينذاك (1931) يتجاوز خمسة عشر ألف وهم خليط من القبائل العربية والنيجيرية والإرتيرية والحبشية) أما المنطقة التي كان يقطنها المركز كله فقد كان يسكنها نحوا من ثلاثمئة ألف نسمة وكانت مساحتها تبلغ ثلاثين ألف ميل مربع أو ما يقرب من مساحة (اسكتلندا). أما القضارف القديمة فهي سوق ود أب سن الذي أنشأه الشيخ محمد عوض الكريم أبو سن والذي توسط جبال القضارف ليصبح النواة الأولى للمدينة الجديدة (القضارف) التي كانت تتبع لمركز عصّار التابع للحكمدار».

أسماء الأحياء

تشتهر في القضارف ثلاثة ديوم «أحياء» هي ديم حمد والشايقية نسبة لمحمد حمد أبو سن زعيم الشكرية وقبيلة الشايقية بزعامة الحاج عثمان. 
وهنالك ديم النور تيمناً بالأمير النور عنقرة، قائد جيش المهدي الذي عسكر فيه بجيشه قبل الزحف نحو القلابات والحبشة
وهو أحد أبطال الثورة المهدية. وديم بكر نسبة إلى الناظر بكر، ويوجد فيها حي المفرقعات، الذي كان يضم مخازن ذخيرة الجيش البريطاني، ويعتبر الصوفي الأزرق من الأحياء القديمة وسكانه أهل علم ودين، وحي الأسرى تأسس كمعسكر لأسرى الحرب إبان الحرب العالمية الثانية. 
وينتسب حي الملك إلى ملك الجعليين الملك نمر الذي مكث فيه قبل مغادرته للحبشة والتي ذهب إليها لإتقاء حملات الدفتردار الإنتقامية المعروفة في التاريخ وذلك بعد أن قتل الملك اسماعيل باشا حرقا في المتمة واستقر بعد ذلك في الحبشة وأسس فيها مدينة المتمة الأثيوبية على غرار عاصمته في بلاد الجعليين.
وهناك مجموعة أخرى من الأحياء منها: دار السلام، دار النعيم، كرفس، المحروقة، يثرب، قشلاق البوليس (الشرطة)، أبكر جبريل، السيول، وأب فرار، حي المعاصر، الصداقة، ود الكبير، الجباراب، تواوا، الجنينة، حي المطار، والموردة، والعباسية، وحي الناظر وحي بدر وحي الواحة وغيرها.

تنوع سكاني

وإذا كانت المدن تشتهر بآثارها وقلاعها، فإنّ التنوع السكاني هو أكثر ما تتميز به القضارف، ويظهر ذلك بوضوح في عدم هيمنة أي قبيلة عليها، ومن أبرز القبائل التي استوطنت فيها: الشايقية والبني عامر والكنانية والشكرية والضباينة والبوادرة والجعليين والبقارة والمساليت والبرنو والفلاتة والهوسا والبطاحين والفور والحباب، والزغاوة والقرعان والتامة والبلالة والميم واللحويين، كما استقرت فيها قبائل عديدة من دول الجوار وبعض الجماعات والأسر المنتمية إلى بلدان عربية وأخرى في آسيا وجنوب أوروبا ومن هذه المجموعات: الإثيوبيين والأريتريين على مختلف قبائلهم ودياناتهم، والصوماليين، واليمنيين، والمصريين الأقباط والنقادة (من صعيد مصر ) والبانيان الهنود والأرمن واليونانيين والأكراد.
هذا الوضع أدى إلى تنوع الديانات التي يعتنقها السكان وأهمها الإسلام والمسيحية (الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية وكنيسة الروم الكاثوليك والبروتستانت والهندوسية).

الأحباش أكثر إنصهارا
ويصف الكاتب والضابط السابق في الجيش السوداني أحمد طه «الجنرال» إنصهار الأثيوبيين في مجتمع القضارف لدرجة إلتحاقهم بالقوات المسلحة ويقول: «حبش القضارف جزء مهم من نسيجها الاجتماعي، فقد عمل معي في القيادة الشرقية الإخوان (فسها وأخيه قزها) وكلاهما كانا يحملان رتبة (الصول) أحدهما كان مسؤولا عن الشؤون الإدارية، مثل التعيينات والوقود، والآخر كان قائدا للفرقة العسكرية النحاسية، ولم يكونا وحدهما، فقد عمل عدد كبير من أبناء جلدتهما في فرقة العرب الشرقية. كان العم (بيتو ارفايني) والد صديقي (امان واخوانه (ملاكو) المستشار القانوني السابق لبنك السودان) وسلمون المصرفي وشقيقهم الراحل سمير. كان العم ( بيتو) أمهر ترزي جلاليب بلدية في القضارف وخالهم (حنا تسفاي) صاحب أول مكتبه في القضارف عمل معه (محمد طه الريفي وعبدالله رجب ) نظير إطلاعهم على الصحف والمجلات التي يأتون بها من موقف اللواري إلى المكتبة قبل ان يصيروا من رموز الصحافه السودانية. وخالهم عوض زودي من المؤسسين لكلية الشرطة، وابن خالتهم وزوج شقيقتهم (يوسف ميخائيل بخيت ) أول مستشار قانوني مسيحي في القصر الجمهوري في عهد الرئيس جعفر نميري وابن خالتهم الأخرى الاستاذ الولا برهي الصحافي المعروف وخالتهم أببا ابرهة المصرفية التي عملت في بنك الخرطوم هناك في السبعينيات وقريبهم وليم اندريه نجم كرة السلة ومن رواد موسيقي الجاز في السودان».
خور مقاديم

وتلتقي الجغرافيا مع التاريخ في تكوين هذه المدينة وتفردها، وتشتهر بوجود سلسلة من التلال المحيطة بها مع وجود أودية موسمية يطلق عليها محلياً اسم الخيران (المفرد خور) تجري فيها مياه الأمطار في موسم الخريف خاصة عند هطولها في المرتفعات الإثيوبية. ويعتبر خور مقاديم أكبر هذه الخيران، ويجري تجاه الجزء الجنوبي الغربي من المدينة ما بين حي ديم سواكن والرابعة في الجنوب، وحي ديم النور وديم سعد في الشمال، ويشق المدينة بإتجاه ديم بكر شمال غرب المدينة.
فصل الخريف هو «روح» هذه المدينة ومصدر حياتها وتهطل الأمطار التي تتراوح معدلاتها السنوية ما بين 700 و900 مليمتر، وتكتسي فيه الأرض حلة خضراء من الحشائش والأعشاب والأشجار النضرة. تصل أثنائه إلى المنطقة مختلف الطيور المهاجرة من مناطق بعيدة في العالم مثل سيبيريا في روسيا والبنجاب في الهند ومن أهم هذه الطيور طائر البجع المعروف محلياً باسم السمبر.

سمسم القضارف

تعتبر القضارف مركزاً استراتيجياً مهماً جدا لتأمين الغذاء في السودان وتعتمد على الزراعة الآلية المطرية. السمسم من أهم محاصيلها ويعد السودان ثالث أكبر دولة منتجة له في العالم بعد الصين والهند، تعتبر القضارف أكبر منطقة منتجة للسمسم في السودان واشتهرت المدينة عبر أغنية تراثية تسمى سمسم القضارف:
«ياسمسم القضارف
الزول صغير ماعارف 
ياقليب الريد
كلما هديتك شارف»
وتتميز أيضا بإنتاج المحاصيل البستانية التي تشمل الفواكه والخضروات كالليمون والجوافة والطماطم والبامية التي ينتج من مسحوقها الجاف أشهر طعام سوداني وهو «الويكة». 
صومعة الغلال في القضارف هي عبارة عن مستودع كبير لمعالجة وتخزين الحبوب كالذرة والسمسم وغيرها وتم إنشاؤها في عام 1965، بالتعاون مع الإتحاد السوفييتي السابق. 
تبلغ السعة التخزينية لصومعة الغلال في القضارف حوالي 100.000 طن من الحبوب السائبة أي ما يوازي 1000.000 مليون كيس تعبئة كبير.
وتتم التعبئة اليدوية في حدود 1500 كيس في الساعة الواحدة بواسطة عمال الشحن والتفريغ في سبعة مواقع للشحن والتفريغ ويمثل هؤلاء العمال قيمة اقتصادية واجتماعية وثقافية كبرى ولهم حياة فيها كل مقومات الدراما ويطلق عليهم اسم «العتالة».

قطاطي السكن

وأهم ما يميز المظهر العام للعمران في أغلب المناطق السكنية في القضارف هو القطاطي (المفرد قطيّة) وهي بيوت دائرية الشكل تتكون من وحدة واحدة تشكل غرفة، بحيث تتكون الدار التي يحيط بها سور له بوابة رئيسية تفتح على الشارع، من عدد من القطاطي حسب حجم العائلة أو مستواها المعيشي. والمتوسط فيها يتكون من قطية واحدة أو قطيتين للنوم وأخرى كبيرة للإستقبال وإقامة الضيوف، وثالثة صغيرة كمطبخ فضلاً عن غرف أخرى. ويتم بناء القطية من جدار دائري كبير من الطوب الآجر أو الطين حتى منتصف البيت بطول ثلاثة أمتار وله باب واحد ونافذتان صغيرتان أو أكثر ويعلوه سقف في شكل قبة مخروطية قائمة، قمتها في الخارج مدببة ويتكون هيكلها من مواد البناء المحلية كأعواد (فروع) الأشجار السميكة التي يتم ربطها بالخيوط والحبال مع أخرى رقيقة في شكل دوائر ثم تكسى بالقش الجاف. ويتم مسح ثلث السقف المخروطي من الداخل بطبقة من الطين الذي يُطلى بعد أن يجف بطلاء جيري أبيض أو بلون آخر في انسجام مع طلاء الحائط الدائري المبني من الطوب.
يتم تزيين قمة القطية الخارجية بإضافة رأس من القش ملفوف بخيوط بلاستيكية ملونة لتضفي عليها جمالاً معمارياً. وقد يتم رصف أرضية القطية من الداخل بالبلاط ووضع الزجاج على بابها ونوافذها ثم إدخال الكهرباء إليها لتشغيل مروحة أو مكيف هواء وأنوار إضاءة وجهاز تلفزيون، ومؤخرا ازدهر العمران في القضارف وتم تشييد البنايات الحديثة.

بعض سكانها خليط من الهنود والأرمن واليونان والأكراد: القضارف.. حكاية مدينة صهرت السودانيين والأفارقة
صلاح الدين مصطفى

"داعش" والسودان... عودة رعب "خلايا كلية الطب"


تعيد قضية توجّه طلاب سودانيين إلى مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية والعراق للانخراط في صفوفه، فتح قضية التطرف في السودان، والمخاوف من ظهور خلايا متطرفة نائمة تسعى للقيام بعمليات إرهابية في البلاد.
وقد استعادت السلطات الأمنية في السودان يوم الثلاثاء الماضي، ثلاثة من طلاب كلية العلوم الطبية، حاولوا الانضمام إلى تنظيم "داعش" ضمن 12 آخرين، بينهم ابنة المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، وأُخضع الطلاب لتحقيقات مطوّلة، بينما فشلت كافة الجهود في استعادة البقية. وتُعدّ تلك الدفعة الثانية من طلاب الجامعة نفسها التي يملكها وزير الصحة السوداني مأمون حميدة، التي تلتحق بـ"داعش". ووفق احصائيات غير رسمية، فإن هناك أكثر من 27 طالباً وطالبة من السودان انضموا إلى "داعش" خلال الأشهر الفائتة.
وعلمت "العربي الجديد" أن هناك خلية داخل الكلية تعمل على استقطاب الطلاب لصالح "داعش" وتسفيرهم بالتنسيق مع جهات داخل مطار الخرطوم. وتتّهم السلطات السودانية المنسّق العام لتيار "الأمة الواحدة" محمد علي الجزولي، بتأييد تنظيم "داعش"، وهي قامت باعتقاله أكثر من مرة آخرها بعد انتقال 12 طالباً إلى سورية والعراق للانضمام إلى التنظيم. وحاول رئيس مجمّع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير، التحاور مع الرجل في محاولة لتغيير أفكاره، إلا أنه ظل يجاهر بمناصرة "داعش". وسبق للجزولي أن عمد إلى إلقاء محاضرات داخل كلية العلوم الطبية، والتي تسمح بدورها بالنشاط السلفي في الجامعة بينما تمنع النشاط السياسي.
وكان خبر توجّه الطلاب السودانيين، الذين يحمل بعضهم الجنسية البريطانية، إلى مناطق "داعش"، انتشر في شهر مارس/آذار الماضي، وبدأت معه الحكومة السودانية تحركات واتصالات مع تركيا وبريطانيا لمنع وصول طلابها إلى تلك المناطق والانخراط في صفوف التنظيم، لكن مساعيها لم تنجح.
في حينها، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات بعضها لأسر المفقودين وأخرى لأصدقائهم، تؤكد توجّههم للانضمام لـ"داعش" بالفعل. وكشف مصدر في وزارة الخارجية السودانية لـ"العربي الجديد"، أن اتصالات بين الخرطوم وأنقرة جرت في محاولة لاسترداد الطلاب قبل دخولهم إلى سورية، مؤكداً أن لجنة أمنية بدأت حينها في التحقيق لمعرفة حقيقة الجهات التي تعمد إلى تسفير الطلاب وتنشط بشكل مباشر داخل كلية العلوم الطبية وسط الطلاب من حملة الجوازات الغربية.
وعرف السودان أول حالة عنف ناتج من التطرف في العام 1994، عندما أقدم محمد الخليفي على مهاجمة أحد المساجد في الخرطوم وقتل وجرح ما يزيد عن خمسين شخصاً. تبعتها حادثة مشابهة في العام 2000 عندما اعتدى المدعو عباس الالي على مصلين أثناء أدائهم صلاة التراويح وأطلق النار بشكل عشوائي وقتل عشرين شخصاً فضلاً عن جرح آخرين.
وفي مطلع العام 2008، اغتيل الدبلوماسي الأميركي جون مايكل غرانفيل وسائقه السوداني عبدالرحمن عباس على يد شباب متشددين. كما تم ضبط خلايا لمتشددين خلال الأعوام الثلاثة الفائتة، ونُشرت تقارير عن التحاق شباب سودانيين للقتال في الصومال ومالي وأخيراً في ليبيا، إلى جانب تنظيم "داعش".

ونقلت تقارير إعلامية عن جهاديين وجود استراتيجية لدى تنظيم "داعش" لفتح جبهة جديدة في السودان وجنوب السودان في إطار خطة توسعية في البلدان العربية والأفريقية. وأكدت أن هناك مجموعات جهادية سودانية ستعلن مبايعتها لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي قريباً. كما نقلت مواقع إلكترونية تتبع للتيار السلفي، بياناً أصدره جهاديون حول العالم لمبايعة "داعش" وقّع عليه سبعة من رموز التيار السلفي الجهادي السوداني. بينما أُعلن عن مقتل سوداني في ليبيا قيل إنه قُتل بصفوف "داعش" ويدعى أبو سليمان السوداني.

ويرى مراقبون أن السودان يحتضن خلايا جهادية نائمة تعود جذورها لتنظيم "القاعدة" الذي احتضنت الخرطوم في وقت من الأوقات زعيمه الراحل أسامة بن لادن وآخرين مطلع التسعينات، فضلاً عن احتضانها للجهاديين الأفغان عندما فتحت البلاد أبوابها وقتها لكافة التنظيمات الإسلامية للعمل من السودان.

ويعتبر الأمين السياسي لـ"المؤتمر الشعبي" المعارض كمال عمر، أن "بيئة التطرف الإسلامي في السودان متوافرة بالنظر للفكر المتطرف الذي غزا العالم الإسلامي من حولنا". ويشير في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "ظاهرة التطرف الديني في السودان بدت واضحة من خلال المنابر التي تكفّر القوى السياسية المعارضة فيما يتصل بقضايا الرأي"، لافتاً إلى أن "مجموعة الطلاب الحالية لم تكن الأولى التي التحقت بتنظيمات متشددة خارج البلاد، فهناك إحصائيات تظهر أن مجموعات من الشباب انضمت لهذه التنظيمات، فيما يجري تحريض مجموعات أخرى على الانضمام إلى تنظيم داعش، مما يعني أن هناك حاضنة لتفريخ الفكر المتطرف في البلاد، إما في المساجد أو الجامعات".
ويرى أن هذه الظاهرة في غاية الخطورة، معتبراً أن "علاجها لا يكون بالمنهج وإنما بحرية الاعتقاد والفكر"، مؤكداً أن "على الدولة مراقبة التطرف وإيلاءه أهمية كبرى".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم حسن الساعوري، فيقول في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ظاهرة الطلاب دليل على وجود مجموعات ذات علاقة بتنظيم "داعش" باعتبار أن مجموعة الطلبة الأخيرة ينتسبون لجامعة واحدة". ويضيف: "هذا يجعلنا نتوقع أن يقوموا بعمليات داخل السودان"، مشدداً على أن "العمليات مرهونة بانفراط الأمن باعتباره البيئة التي ينشط فيها داعش"، معتبراً أن "الحادثة الأخيرة بمثابة إشارة إنذار للحكومة لرفع أعلى درجات اليقظة والتركيز على عدم انفراط الأمن ورصد التنظيم في البلاد ومتابعته".
وكانت وزارة الأوقاف السودانية قد أطلقت صافرة الإنذار في وقت سابق، إذ حذر وزير الأوقاف الفاتح تاج السر، من تسرّب ظاهرة الغلو الفكري والتطرف الديني إلى داخل البلاد من البيئة الإقليمية المحيطة، مؤكداً أن وزارته رأت الحاجة إلى الاستعانة بالوسائط لبث الرسائل الوسطية في المجتمع كعمل وقائي للحد من انتشار ظاهرة التطرف.
لكن نائب الرئيس السوداني حسبو عبدالرحمن، أكد في تصريحات سابقة خلو البلاد من الأفكار المتطرفة، الأمر الذي عدّه من التحديات الأمنية التي تواجه الدول العربية والأفريقية، ولكنه عاد ليقول إن في البلاد ظواهر تطرف بسيطة وتم علاجها في مهدها عبر الحوار المباشر.
وفي أول تعليق حول قضية طلبة الطب، شدد الأمين السياسي للحزب الحاكم مصطفى عثمان، في تصريحات صحافية، على ضرورة أن تنتبه أجهزة الدولة وتتحسب في حال ظهور أي إرهاصات للتجنيد لصالح "داعش" في السودان، مؤكداً أن الطلاب نشأوا في بيئة تقبل التطرف باعتبار أن معظمهم قضى جزءاً من حياته في أوروبا. ولفت إلى أن الخرطوم لديها مدرسة في معالجة التطرف عبر الحوار، الأمر الذي نجح في مراجعة متطرفين لأفكارهم وانخراطهم في المجتمع، مضيفاً "قناعتنا أن التطرف لا يُعالج بالعنف وإنما بالحوار".
ويرى الباحث في القضايا الدينية محمد المجذب، أن البيئة الثقافية في السودان بعيدة تماماً عن التطرف، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "المجتمع السوداني مُشكّل من البيئة الصوفية التي لا تجنح إلى العنف إطلاقاً، لذا التطرف في السودان غير مرحب به". لكنه يلفت إلى أن "هذا لا يعني أن المجتمع السوداني بعيد تماماً عن التطرف بالنظر إلى العولمة ووجود تيارات ذات طبيعة عميقة على قلتها تتأثر سلباً أو إيجاباً بما يدور حولها".
العربي الجديد

"347" ألف شخص غادروا البلاد منذ العام 2009 هجرة الكوادر.. تعميق جراح الخدمة المدنية



هجرة الكوادر السودانية وجدت قبولاً وتأييداً من قبل الدولة مع اعترافها أن هذا الوضع خلف وراءه فجوات في عدد من التخصصات النادرة؛ خاصة الطبية، الأمر الذي أدى إلى تخوف الأجهزة التشريعية من تأثر الخدمات المقدمة للمواطن، ما أدى إلى تسارع الخطوات والمطالبات للحد من الهجرة ووضع استراتيجيات محكمة لتنظيم عمل هجرة الكوادر السودانية إلى دول الخليج والبلدان الأخرى، خاصة مع تزايد أعداد المهاجرين، وخاصة أن معظمهم من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والإعلاميين.

وكان جهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج قد كشف عن هجرة أكثر من أربعة ملايين سوداني خلال الفترة الماضية لمختلف دول العالم، من بينهم ثلاثة ملايين لدول الخليج و(250) ألفاً إلى ليبيا بجانب (280) ألفاً هاجروا إلى دول الاتحاد الأوربي، من بينهم ما يقارب (30) ألفاً إلى المملكة المتحدة، زيادة على ذلك (70) ألفاً إلى كندا وأميركا وأكثر من(16) الفاً إلى استراليا، ويبلغ الذين هاجروا منذ مطلع العام (2014) حوالي (50) ألفاً معظمهم من الأطباء والأستاذة.

جهاز المغتربين طالب الحكومة بضرورة التصدي لظاهرة هجرة الكوادر والكفاءات التي ستضر بآفاق التنمية والتطور خاصة أنها أثرت سلباً في قطاعات خدمية حكومية على رأسها الصحة والتعليم، جاء ذلك على لسان حاج ماجد سوار أمين عام الجهاز قائلاً إن الذين هاجروا من السودان منذ العام (2009) تجاوز الـ(347) ألف شخص استقر معظمهم في دول الخليج والسعودية التي تحتضن أكبر جالية سودانية مهاجرة عبر العالم، إذ يقيم بها وبصورة شرعية أكثر من مليوني سوداني، مضيفاً أن الجامعات السودانية فقدت نصف هيئة تدريسها خاصة في مجالات الطب والصيدلة الأمر الذي يتطلب الإسراع في معالجة الظاهرة المهددة للمجالات كافة.

وبحسب الخبراء، تتطلب مشكلة نزيف الهجرة ضرورة وضع إستراتيجية محكمة لتنظيم هجرة الكوادر السودانية حفاظاً على استقرار المواطن المعيشي والتعليمي والاقتصادي والمساهمة في إنجاح خطط وسيايات توطين العلاج بالداخل، هذا بجانب وضع سياسات ذكية لجذب المهاجرين وتحفيزهم للعودة للوطن.

وطالبت وزارة العمل والإصلاح الإداري بإنشاء وزارة مختصة بالهجرة بدلاً عن الاشراف عليها بواسطة إدارة داخل مؤسسة، فيما شددت على ضرورة اعتماد نظام السجل المدني بغرض حصر المغتربين والمهاجرين وإعداد قائمة بيانات موحدة.

وكشف محمد السماني مدير إدارة الهجرة بالوزارة عن هجرة(1,336) طبيباً خلال العام (2013) بالإضافة إلى أكثر من (2,162) طبيباً خلال العام (2014) واصفاً الأمر بالمقلق، ودعا السماني إلى إعداد خطة وطنية للهجرة تسهم فيها جميع الجهات المختصة وتفعيل القوانين والنظم للإلتزام بها والاستفادة من امتيازاتها، بالإضافة إلى إجراء مسوحات سوق العمل الخارجي لتلبية متتطلباته وتوجيه العمالة السودانية لتتمكن من المنافسة خارجياً.

وأبدت وزارة الصحة الاتحادية قلقها من تزايد هجرة الكوادر الطبية وأثرها السلبي في الخدمات الصحية بالسودان محذرة من تفاقم إشكالية الهجرة، جاء ذلك على لسان الوزير بحر إدريس أبوقردة والذي أقر بصعوبة الظروف الاقتصادية وتدني أجور العاملين بالحقل الصحي بجانب البيئة الطاردة بالمؤسسات الصحية، ووصف هجرة (3) آلاف طبيب سنوياً من بينهم 48% من النساء و55% من الكوادر الصحية تعمل خارج البلاد بالأمر المزعج الذي يتطلب المزيد من الجهود لتلافي المشكلة، مؤكداً حرصه على توفير المواعين التدريبية بالمستشفيات وتهيئة بيئة العمل للمدربين بالإضافة إلى انتهاج سياسة نقل الاختصاصين للعمل بالولايات للحد من الآثار وسد الفجوة الناجمة عن الهجرة، وأشار إلى أن السودان تقدم بطلب لمجلس وزراء الصحة العرب لوضع ضوابط لتنظيم هجرة الكوادر الصحية.

وكانت وزارة الصحة قد شرعت في تشكيل لجنة تضم مجلس الوزراء وعدداً من الجهات بغرض وضع المعالجات اللازمة للآثار السالبة المترتبة على هجرة الكوادر الطبية وتحديد موقف الحكومة منها، مشيرة إلى حاجة السودان إلى تعيين أكثر من (60) ألفاً في مختلف الكوادر الصحية في وقت فاق فيه عدد الكوادر المهاجرة عدد العاملين.

وفي ذات الاتجاه أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوجود إشكالات في قوانين الجامعات الخاصة والتي أصبحت تمثل ثلث الجامعات والكليات الموجودة بالبلاد، خاصة أنها أسهمت بصورة مباشرة في تشجع الهجرة، جاء ذلك على لسان وزيرتها البروفسور سمية أبوكشوة والتي أوضحت أن معالجة هجرة الأستاذ الجامعي ممكنة وتتمثل في العمل الجاد في تثبيتهم وجذبهم بطرق محددة بالإضافة إلى العمل على تدريب الذين يمكن أن يحلوا مواقعهم في الجامعات، مؤكدة مساعيها مع جميع الجهات ذات الصلة لتوظيف الكفاءات السودانية خاصة التخصصات النادرة، وتوفير البيئة الملائمة للعمل حرصاً على تلافي الفجوات التي يمكن أن تحدث حال تزايد الهجرات وعدم السيطرة عليها

التغيير

جامعة سودانية تعلن استعدادها لإعادة طلاب استردتهم السلطات قبيل التحاقهم بـ(داعش)


اعربت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا عن رغبتها باعادة طلاب غادروا  للإلتحاق بصفوف الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) إلى مقاعد الدراسة بعد ان اوقفتهم السلطات التركية وأعادتهم الى العاصمة السودانية.
وكان نحو 12 طالباً وطالبة، من جامعة العلوم الطبية، غادروا الى تركيا للانضمام الى صفوف (داعش) في سوريا، اوقفت السلطات التركية ثلاثة منهم،  بينهم طالبة، في الحدود السورية التركية واعادتهم الى الخرطوم، وخضعوا الى تحقيقات من السلطات السودانية، قبل الإفراج عنهم.
وجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، هي جامعة خاصة مملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم، مامون حميدة، الذي يمتلك ويدير – بجانب الجامعة – مجموعة من المستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى صحيفة يومية وإذاعة خاصة.
وتمنع إدارة الجامعة طلابها من مزاولة الانشطة السياسية، فيما تسمح لجمعية دينية تسمى “جمعية الحضارة الاسلامية” بممارسة أنشطتها بشكل علني.
وقال عميد الطلاب بجامعة العلوم الطبية، احمد بابكر، في تصريحات نقلتها صحف محلية، صدرت في الخرطوم صباح اليوم السبت، ان جامعته لا تمانع في اعادة الطلاب الثلاثة إلى مقاعد الدراسة.  واضاف، ” مجلس عمداء الجامعة لم يجتمع للقرار بشأنهم لكن مبدئيا لامانع من عودتهم واكمال دراستهم في الجامعة “.
وتُصنّف جماعة (داعش) كإحدي اكبر الجماعات الإرهابية بالمنطقة.
وينص قانون “مكافحة الإرهاب السوداني لسنة 2001م” على معاقبة “كل شخص يتهم بارتكاب جريمة إرهابية أو بالشروع في ارتكابها أو التحريض عليها داخل السودان أو خارجه”.
 وتورد المادة (6) من القانون ، المتعلقة بـ”منظمات الإجرام الإرهابية”، بأن “كل من يدير أو يحرض أو يشرع أو يشارك في إدارة أو يسهل قولاً أو فعلاً أو نشراً  في  إدارة  شبكة  منظمة  ومخططة  لارتكاب أي جريمة أو جرائم إرهابية سواء كانت هذه الشبكة تعمل على نطاق السودان أو على النطاق الخارجي أو على نطاق أي ولاية من ولايات السودان أو مدينة أو قرية أو أي مكان محدد تقيم فيه جماعة معتبرة بحيث يشكل فعله خطراً على النفس أو المال أو على الطمأنينة العامة، يعد مرتكباً جريمة إرهابية ويعاقب
عند الإدانة بالإعدام أو السجن المؤبد”.
ونقلت صحف محلية في السودان، اليوم السبت، ان السلطات حققت مع الطالب احمد، والطالبة زبيدة، والطالب الياس، وافرجت عنهما بعد ساعات.
ويحمل الطلاب الثلاثة جوزات سفر بريطانية، وينتمي اثنان منهما إلى عائلات سودانية، بينما ينحدر ثالثهم من اصول صومالية.
في السياق، نقلت وسائل إعلام ان “وزارة الداخلية السودانية أوقفت ضابط بشرطة الجوازات سمح لابنة مسؤول في وزارة الخارجية بالتوجه إلى تركيا بجواز سفر دبلوماسي من دون تقييد بياناتها”.
الخرطوم – الطريق 

قتلى وجرحى في اشتباكات بين الهبانية والرزيقات


قتل ( 7 ) أشخاص على الاقل يوم السبت وجرح (9) آخرين، في اشتباكات  اندلعت بين الرزيقات والهبانية، بمحلية السنطة  بولاية جنوب دارفور بسبب اتهامات متبادلة  بسرقة مواشى.

وقال علي الطاهر شارف نائب والي شرق دارفور في تصريحات صحفية، ان مجموعة متفلتة نفذت عملية سرقة لابقار، تابعة لقبيلة الهبانية التي تتبع منسوبيها أثر الجناة، غير أن الفزع الأهلي فوجئ بنصب كمين له أودى بحياة اربعة أشخاص من الهبانية، وجرح آخرين.

وواوضح شارف ان فزع الهبانية وإثناء عودتهم قتلوا إثنين من قبيلة الرزيقات كانوا في باديتهم بالقرب من موقع الكمين الامر الذي ادي الي تفسير الحادث بانه صراع قبلي بين الطرفين.

واضاف شارف انه استنفر كافة رجال الادارة الأهلية في الطرفين، لاحتواء الموقف وتهدئة الخواطر بالاضافة الي بذل قصارى الجهد للحيلولة دون تكوين تجمعات قبلية ربما تفضي الي إشتعال حرب قبلية .

وأشار الى جهود حثيثة تبذل لاسترداد الماشية المسروقة والقبض علي الجناة ومحاكمتهم فورا ، لافتا الى تنسيق الجهود بين ولايتي جنوب وشرق دارفور للقضاء علي كافة المجموعات المتفلتة التي دائماً ما تتسبب في اجترار القبائل الي حروب أهلية دامية.

الى ذلك أكدت حكومتا شرق وجنوب دارفور حرصهما  في العمل علي إستقرار اﻻوضاع اﻻمنية ومحاربة المنفلتين الذين يسعون الي زعزعة اﻻمن

وأشارو  الي أن ماحدث نتيجة للسرقات ونفت الحكومتان  أن يكون  هنالك صراع قبلي

 ووجهت الادارت الاهليه للقبلتين من العمد واﻻعيان بضرورة التدخل الفوري ﻻنهاء كافة مايتعلق بالمشكلة والعمل علي تهدئة الخواطر من أجل إستقرار اﻻوضاع وعودة الحياة الي طبيعتها .

 من جانبة جدد وكيل نظارة عموم الهبانية المهندس جعفر علي الغالي حرص اﻻدارة اﻻهلية علي المحافظة علي العلاقات اﻻزليه بين الهبانية والرزيقات والتي وصفها بالمتينة واﻻشقاء

من جانبه  أوضح  وكيل ناظر عموم  الرزيقات محمود موسي مادبو   أن ما حدث حدث فردي لا يعبر عن القبيلة  ومؤكدا متانة العلاقة الازلية بين القبلتين

واوضح ان وفد الاعيان  وصل لمواقع اﻻحداث للشروع في تطيب الخواطر و أحتواء حدوث اي  احتكاك وفض ومنع  أي تجمع إن وجد

ووصف عمدة الرزيقات محمد الحاج مرانو الحادث بالمعزول وشدد على عدم إمكانية نسبته الي قبيلة بعينها موضحا ان العلاقات الازلية، بين الرزيقات والهبانية لا يمكن ان تتزحزح بسبب ما يرتكبه المتفلتين

 ودعا الإدارات الأهلية للطرفين الي أهمية تكوين آلية للقبض علي اي مجرم يهدف الي الوقيعة بين القبيلتين.

دبنقا