‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وآداب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وآداب. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 17 سبتمبر 2015

أبو عركي البخيت: غناء ضد الريح



محمد جميل أحمد
عبر صوته الصافي ذي الرنة الإنشادية العذبة، والتوتر الأوبرالي العميق، طوَّر الفنان السوداني أبو عركي البخيت (1948) تجريباً أكثر حداثة من خلال محاولاته اللحنية، في التعبير عن هوية مدينية لغناء متفرّد؛ ابتداء من أغنيته الشهيرة "مرسال الشوق" إذ اختبر بها ذائقة جديدة لأغنية المكان، التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي قبل دخوله في تجربة جماعية مع فرقة "عقد الجلاد". في تجربة البخيت، نجد إمكانات صوتية متصلة بالخيال الموسيقي للحداثة في ألحانه؛ يندمج فيها فضاء الأمكنة عبر تموّجات لحنية عذبة، برع "عركي" من خلالها في إضفاء أحاسيس مرهفة بحداثة المدينة. موسيقى البخيت وألحانه، التي تمنح السامع شعوراً فاتناً بحداثة ما، أو بالتغيير الذي يحدث في الواقع على أقل تقدير؛ طالما انفتحت على أفق واعد بغناء مختلف، لكن الحداثة في أغنية المكان بدت في تجربته كحالة منقوصة، ربما لم يتسنَّ له إكمالها، بعد الانتكاسة التي أصابت الغناء في السودان منذ عام 1989، وبعد العزلة التي ضُربت عليه، وعلى أغنياته من قبل الفضاء الإعلامي للسلطة هناك. "تبدو الحداثة في الأغنية التي طوّرها في تجربته كحالة منقوصة" كان البخيت في ألحانه، أكثر التقاطاً لروح المدينة؛ لا سيما في أغنيته "جبل مرة "؛ حيث عبّر فيها عن المكان (جبل مرة)؛ بوصفه موضوعة غنائية ذات حساسية جديدة، سواء في طبيعة اللحن أو طبيعة الأداء، أو في الروح التي استلهمت المكان غنائياً، بعيداً عن النمذجة التقليدية للتغني به. كما نلحظ تلك الهوية الجديدة أيضاً، في أغنيته "اضحكي" حيث بدا فيها فضاء المدينة وبعض صورها، ممزوجاً في الأحاسيس بين الحبيبة والمدينة. بالطبع، استمر البخيت كفنان رائد في تحدي الواقع بحداثة موسيقية ولحنية انطلاقاً من فرادته وموهبته، في وجه كل أنماط ترييف الفن والغناء التي تم تعميمها منذ عام 1989، ولكن التهميش جرّاء الوقوف ضد التيار العام، كان قد مسّ الكثير من انتشار أغنيته. لقد كانت قدراته اللحنية، بعمقها وحداثتها وخيالها المركّب، واعدة بتجربة متميزة، لكنها انحسرت، للأسف، عن إنجاز نمط مكتمل وجديد لأغاني المدن انطلاقاً من حداثتها من ناحية، وبناءً على تجربة أغنيتي "اضحكي" و"جبل مرة" من ناحية ثانية. هكذا ربما كاد للفنان أن يسجل ظاهرة لونية فريدة في أغاني المكان، عبر الألحان التي فتح بها أفقاً جديداً وواعداً لهذا النمط؛ لولا تلك القطيعة مع هوية الغناء السوداني. رغم ذلك، يظل البخيت فناناً سودانياً يكنّ له السودانيون تقديراً خاصاً لمواقفه الجريئة، وفنّه الرفيع، وسموّه عن ابتذال الغناء، كيفما كان، والشروط الصعبة التي لا يتنازل عنها في مستوى الأداء، مهما كلفه الأمر، ورغم التعتيم الذي فرض عليه والتضييق الذي مورس ضدّه.
العربي الجديد

الأحد، 13 سبتمبر 2015

الكتابة في صالة الانتظار.. رعشة المطارات تنال منى


الخرطوم - أمير تاج السر
لا أذكر متى ركبت طائرة، أو انتظرت في مطار لأول مَرَّة، لكن ذلك غالباً ما كان في طفولتي المُبكِّرة، حين كان والدي يعمل في مدينة: الجنينة، أقصى غرب السودان على الحدود التشادية.
كانت الجنينة تقع على مسافة طويلة جداً من العاصمة، لا أعرف في كم من الزمن تقطعها العربات التي تقاوم وحل الخريف، أو خطر الجفاف وقُطَّاع الطرق، فقد كان ثمة امتياز خاص لموظفي الدّولة وعائلاتهم، أن يُنقلوا بالطائرات إلى مطار لا يملك بالطبع رفاهية المطارات، لكنه يفي بالغرض.
كانت طائرات الداكوتا الروسية، هي الناقل المتوافر في ذلك الزمان، وربما قليل من طائرات الفوكرز، ذات المراوح التي ما تزال تعمل داخل بلادنا حتى الآن، وقد أخبرتني والدتي بأن رحلة الطائرة تلك إلى الغرب والعودة، كانت من أسوأ الرحلات على الإطلاق، وكان ثمة احتمال كبير أن تسقط الطائرة في أي وقتز.
حين وعيت على السّفر، وأمكنني أن أحتفظ بتفاصيل القلق الذي يسبقه، وما تهبه المطارات من تعب وتسلية في نفس الوقت، لابد كنت في السادسة أو السابعة عشر، أديت امتحان الشهادة الثانوية، وسافرت من بورتسودان، في الشرق إلى العاصمة، لملاحقة الجامعات، وتقديم شهادتي، التي كان يجب أن أستخرجها أولاً. ولأنها الرحلة الأولى لي كما ذكرت وأنا أعتمد على نفسي، فقد علقت تفاصيلها كاملة في ذهني، ابتداء من جو المطار المزدحم بالفوضى والمسافرين، إلى السّاعة التي قضيتها في الطّائرة. كان ثمة أجانب ربما من العاملين في الميناء، أو السياح متوفرين بكثرة في المطار، كانت ثمة عائلات مسافرة، وأفراد أنيقون يحملون حقائب أنيقة، ويبدون على عجلة من أمرهم، يتشاجرون مع موظف السفر بسبب عدم توافر أماكن في الطائرة، لكن كانت ثمة مشاهد حميمة فعلاً، حين احتضن ثلاثة من الأجانب، نساءهم في قُبَلٍ طويلة لحظة الوداع، وأدار الناس وجوههم حتى لا يروا.
في صالة المغادرة، أوصاني أحدهم بشقيقته المسافرة إلى زوجها، ولا يدري أنني كنت بحاجة لوصي، حيث كنت في قمة القلق، والاضطراب، وأكاد أطلب من والدي أن يرافقني، لكنني لم أفعلْ، وقبلت بالوصاية، وكانت الأخت كما يبدو عروساً، مزركشة، وترتدي عدداً من أساور الذهب، وتضع عطوراً، وجلست بجانبي صامتة، حتى وصلنا العاصمة.
منذ تلك الرحلة الأولى التي أتذكرها كما قلت، وقلق السفر يتملَّكني، ورعشة المطارات تنال مني كلما نويت السفر، ولدرجة أنني أحس بعبء كبير كلما اضطررت لمفارقة بيتي والانغماس في رحلة ما، كنت دائماً ما أحس بأنني لن ألحق بالطائرة، وستفوتني المهمة التي أسافر من أجلها، ولذلك كنت أذهب للمطار مُبكِّراً جداً، ربما قبل أن يأتي موظفو خط الطيران ويبدأوا العمل، أجلس تلك الساعات راكداً في مكان ما، أمام بوابة المغادرة، وعيناي على السّاعة التي تشير إلى وقت المغادرة بالضبط، وأهب فزعاً بمجرد أن أرى البوابة قد فتحت وابتدأ استقبال المسافرين، لكن ذلك لم يكن يمنعني من التقاط كثير من وقود الحكايات، ومصادقة مسافرين آخرين، والاستماع لحكايات يحملونها ويودون لو أسمعوها لأي شخص يلتقونه، وأذكر أنني استوحيت عِدّة مواقف، من حوادث حقيقية، صادفتها في المطارات، بالمقابل كانت ثمة تعقيدات كثيرة تحدث بالفعل، كأن يُلغَى الحجز في آخر لحظة، أو ألتقى بأشخاص فوضويين، يتعرفون إليّ ويمنعونني من قلقي الذي أحبه وأعتبره من بهارات السفر، وفي إحدى المرات التقيت برجل قال بأنه مستثمر مهم، وذاهب لبناء برج تجاري في بلدي، وكان قد قَدِمَ من دولة في أوروبا، وسيرافقني في الرحلة. كانت هناك ثلاث ساعات كاملة، لم يسكت فيها ذلك المستثمر، لم يلتقط أنفاسه، ولم يسمح لي بالتقاط أنفاسي، أخرج من حقيبته اليدوية المنتفخة، خرائط وتخطيطات أولية، لمشاريع ضخمة سيقوم بتنفيذها، وكان من الواضح أنه حالم، مسكين، جاءت به أقوال غير مؤكدة، إلى بلاد لن يستطيع فيها حتى أن يعبر الطريق بمفرده، ناهيك عن بناء الجسور والأبراج، وحين وصلنا، فررت منه بصعوبة، لكن المصادفة جعلتني ألتقيه مَرّة أخرى بعد خمسة أيام، وأنا في رحلة العودة، كان كئيباً، وصامتاً وواضح جداً أن هناك حلماً غالياً سقط منه في التربة غير الصالحة لتفعيل الأحلام. هذا المستثمر، كان هو شخصية حسن طراطيش، في روايتي (تعاطف).
من الأشياء الجيدة فعلاً، في ارتداء القلق والذهاب به إلى المطار مُبكِّراً، أن هناك أشياء كثيرة ستلغى، لم أكنْ أفكر في زحمة المرور، ولا كيف أتخلّص من أمتعة زائدة إِنْ حدث وزاد وزن الأمتعة، وتلك الخاصية التي ذكرتها: مراقبة الوجوه والانفعالات، وصياغة حكاية لكل فرد جالس أو يجر حقيبة، أو حتى يكتب على جهاز كمبيوتر، وقد جربت بدوري أن أكتب مقاطع من رواياتي أو مقالاتي على جهاز الكمبيوتر وأنا جالس أنتظر، ونجحت إلى حَدٍّ ما، حين كتبت فصلين من روايتي الأخيرة (طقس) وأنا في صالة الانتظار لرحلة قمت بها إلى أوروبا.
إذن للسفر متعة، وله رهبة، وغالباً ما يرتدي سحنة القلق، وقد تعوّدت أن أستمتع، وأحس بالرهبة، وأستخرج من القلق حكاياتي الخاصة

اليوم التالي

السبت، 12 سبتمبر 2015

الطفولة المعذبة

مقال أمير تاج السر: خامات الوجع


بِحس الرواي وبمعرفته العملية والمُختبرة لحالة الطفولة المُعذبة في شرق السودان ذات تجربة في الطب وأفريقيا وبإستدعائه لقصة رؤية الأدب الأفريقي الذي يعتبر من أعظم من عبر عن صورة المأساة الأفريقية للهجرة المعاصرة من أفريقيا إذ ذكر قائلاً: «وقد تعرض الزميل الكاتب الإريتري، أبوبكر كاهال في روايته: «تيتنات أفريقية» في إشارة لسفينة تايتنيك وغرقها المعروف، والتي صدرت ترجمتها بالإنكليزية منذ عام تقريبا، وأحدثت أصداء جيدة، إلى تلك المحنة التي يخوضها الأفارقة، حين ييأسون من بلادهم، ويركبون البحر طلبا للحياة المتخيلة، أو الحياة الحلم، ثم قد تغرق الأحلام، ولا يصل منها حلم أبدا».
وربط الفكرة بنماذج أخرى للعذابات المعاصرة، يكون بهذا العُمق الأستاذ / تاج السرّ قد ربط صورة الطفل الفلسطيني والسوري بالقضية الشاملة المانعة، وهذا ما يفقده الكثيرون عندما يتناولون طبيعة المآسي في صور مجزئة تفقد تَفهُم القضية في مُكونها الشامل. في تقديري يجب أن نُعمق الفكرة الشاملة وجزور المأسة، وليس فقط ظواهرها التي تمثلت في صورة هذا الطفل البريء الذي هو عنوان مأساة أكبر أخذت بطفولة الكثيرين في عرض البحار والصحارى والمُخيمات في بطون أُمهاتهم وفي أحضانهم لاسيما نحنوا نتحدث عن مأساة أكبر نعيشها تاريخياً وحاضراً ومؤكد استمرارها إن لم يتم مُعاجتها جزرياً كما نشاهد اليوم في المأساة المعاصرة المسكوت عليها في اليمن لضيق الحاجة داخل أوطنهم الذي وصفه الأدب باليمنَ السعيد. والتي لا ندري إي منطقة أخرى سيكتب عليها ذات المأساة!؟

إبراهيم إدريسّ


القدس العربي

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

غنيمة التمزقات السودانية: تجريف عمره ربع قرن


محمد جميل أحمد
أصبح هناك ميل إلى الاغتراب عن الفضاء العام للكتابة العربية لدى كثير من الشعراء الشباب في السودان. الأمر أشبه بممارسة كتابة مختلفة وُجدت في نصوص غلب عليها التجريد والغموض والغرائبية، تماثل تلك التي نلمسها في عوالم سليم بركات. إنه ضرب من اغتراب يروم تعزيز خصوصية سودانية ما، لكتابة مغتربة أصلاً على وقع سجال إيديولوجي حيال صراع الهوية الدائر في السودان منذ أكثر من ربع قرن. هكذا، إذا ما أمكننا تتبع الكثير من نصوص مجلة "إكسير" السودانية غير الدورية، والتي يمكن اعتبارها منبر كتابة الشعراء الشباب من أمثال: محمد الصادق الحاج، أحمد النشادر، ناجي البدوي، راندا محجوب وآخرين، سنقع على نماذج لنصوص استلهمت مزاج سليم بركات، من خلال نسق تعبيري مارس تسييلاً غريباً لخيال مفكك العناصر، تنشط فيه إشارات غامضة لعوالم سليم بركات، وعلى نحو يضعنا باستمرار أمام سؤال التجنيس في هوية نصوصهم. " بين جدل الهوية واغتراب الكتابة العربية فيه، يتشظَّى جيل الشعراء" . علق هؤلاء في مناخ يشكَّل ضغطاً متواصلاً للتناقضات التي عوّمها المتن الإيديولوجي الإعلامي لخطاب السلطة، ذلك الخطاب ذي النزعة الطُهوريَّة المُوَسْوِسَةْ حيال الثقافة العربية في السودان، في مواجهة الدعوة إلى ثقافات سودانية متنوعة نادت بها "الحركة الشعبية الجنوبية" ضمن خطابها السياسي حول أطروحة السودان الجديد؛ ما أدى في النهاية، ضمن أسباب أخرى، إلى انقسام السودان. في جانبي الصراع، كانت اللغة العربية ضحية بريئة. ولعل ما أوقع تلك الكتابة الشبابية في حال من الاغتراب بين اللغة والهوية ما هو إلا صدى لمقولات بعض المثقفين السودانيين؛ من أن العربية في السودان "غنيمة حرب"، مقتبسين المقولة الشهيرة للروائي الجزائري، كاتب ياسين، التي عبر فيها عن موقعه وموقفه كمثقف من اللغة الفرنسية في الجزائر. في الواقع، لا يمكن تفسير هذا الاغتراب وتلك المقولة ضمن أسباب معرفية حيال تمثُّل السودانيين للعربية، وسياق ظهورها التاريخي في البلاد، بل يندرج الأمر كأي سياق إيديولوجي، في الأسباب الثقافوية لسياسات الهوية والأدلجة، كما في سياق الضربات التحويلية التي مزّق بها النظام مقومات الهوية السودانية منذ ربع قرن. إلى ذلك، بدا اغتراب الكتابة السودانية على هامش المركز العربي، بصورة ما، أحد ردود فعل الهوية الثقافية العربية في دفاعها عن ذاتها، وارتهانها لخطابات نظم متخلفة أنتجت واقعاً ثقافياً مأزوماً. والحال، أن ما بدا اختلافاً في كتابة الشعراء الشباب، وما صاحبها من ميل واضح للهوس بالتشكيل والضبط وعلامات الترقيم في متون تلك الكتابة "الجديدة" ونصوصها؛ ربما هو أحد ردود فعل الكتابة المغتربة ذاتها. وهو ما نحسبه بعيداً عن أي استحقاق يسعى إلى مواجهة اللغة العربية كلغة طبيعية لعامة السودانيين؛ بها يغنّون ويحلمون. 
العربي الجديد

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

افتتاح معرض الكتاب المصري السوداني بولاية جنوب دارفور



افتتحت بولاية جنوب دارفور غرب السودان فعاليات معرض الكتاب المصري السوداني، الذي يتم تنظيمه سنويا في إحدى الولايات السودانية، ويشمل العديد من الكتب والإصدارات العلمية والثقافية والتاريخية لكبار الكتاب والمفكرين بالبلدين الشقيقين.
وأكد نائب والي جنوب دارفور الطيب حمد أبوريدة في كلمته خلال حفل افتتاح معرض الكتاب اليوم الثلاثاء، عمق ومتانة العلاقات التي تربط شعبي وادي النيل في مصر والسودان، مشيرا إلى أن تلك العلاقات التاريخية ضاربه في الجذور، وتتكامل في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والعلمية.
وطالب المسئول السوداني، بضرورة العمل على الاستفادة من مثل هذه المعارض في تسليح الأجيال القادمة بالمعرفة والعلم، متعهدا، في هذا الصدد، بأن تستعيد مدينة "نيالا" عاصمة ولاية جنوب دارفور، عافيتها من جديد وأن تنضم إلى كبريات المدن في مجالات العلم والأدب والثقافة، وأن تكون مركزا إشعاعيا للعلم والمعرفة لولايات غرب السودان.
بدوره، قال مدير معرض الكتاب السوداني المصري صلاح الدين محمود نور، إن إقليم دارفور قبل عام 2003 كان أكبر إقليم مهتم بالثقافة والأدب"، منوها إلى ضرورة عودة الإقليم السوداني إلى عهوده المعروفة واهتمامه بالأبعاد الثقافية والعلمية، خاصة بعد التعافي الذي شهده أخيرا، والحد من الحروب القبلية والنزاعات التي أنهكته، وأثرت سلبا على برامج ومشروعات تنميته.
البوابة

السبت، 29 أغسطس 2015

تعرّض احمد وحسين الصادق للضرب من قبل معجبي (الحوت)


تعرض الفنانين احمد وحسين الصادق الي الضرب من قبل معجبي ومحبي الفنان الراحل محمود عبد العزيز مساء امس الجمعة بسبب ترديدهم لبعض اغنيات الفنان الراحل.
وتعود التفاصيل حسب ما علمت الي حضور أولاد الصادق الي زواج احد أقارب الفنان الراحل محمود عبد العزيز وطلب منه عشاقه عدم ترديد اغنيات الحوت الا ان الثنائي لم يستجيب لكن احمد الصادق لم يأبه لتحذيرات الشباب وغني أغنية للحوت ثم تفاجأ بمجموعه كبيرة من معجبي الحوت ينهالون عليه ضربا وعلي شقيقة حسين لكن تدخل أهل العرس وأقاموا بإخراجهم بالباب الخلفي للصالة.
النيلين

الاثنين، 24 أغسطس 2015

الكابلي في بوح خاص من بلاد العم سام: هؤلاء (….) يحبونني موتاً وأولئك يحبونني حياةً..لماذا يستعجلون على رحيلي


في مساء ليلة فيرجينية ماطرة ببلاد العم سام وفي صحبة نجله الهميم سعد زرت الفنان العظيم عبد الكريم الكابلي في منزله، عندما تجلس اليه تشعر أنه امام قامة فنية لا مجرد مطرب عادي، فهو يحلق بك في سماوات الابداع تماماً كما يغرقك في بحور فكره العميق ليس فقط لصوته الشجي العذب ولا لحضوره الطاغي ولكن لأنه فنان شامل يملك حساً فنياً وانسانياً مرهفاً ومخزوناً ثقافياً متنوعاً.
لم يدهشني أبدأ انه يملك حساً أدبياً يعبر عنه بمفردة رصينة ومعرفة واسعة بل كنت على دراية مسبقة بأن الفنان الحقيقي هو ذلك الذي يوظف قوته الناعمة بالغة التأثير أينما حل، وهذا ما رأيته في الكابلي الرجل الذي لا يزال ينهل من عطائه الزاخر صوتاً ولحناً وكتابة ودعماً للأجيال ورغم بعده عن وطنه الا انه لا يزال أكبر منتم لحزب السودان الكبير كما يقول فالى ما قال.

بداية الكثير من الناس يتشوقون لسماع أخبارك والاطمئنان عليك ليس فقط لابتعادك عن اهلك وجمهورك ووطنك ولكن بسبب شائعات عن رحيلك فماذا تقول؟
موضوع الاشاعات بموتي تكرر كثيراً، هناك من أشاعوا خبر موتي أكثر من مرة، لكن هذه المرة ازعجت الكثير من الناس وازعجتني ايضاً لأنها أقلقت أحبابي الذي ظلوا يتصلون بي ويسألون عني وعندما أرد عليهم ينفجرون في نوبة من البكاء، فكان هذا امر مؤثر تأثيراً كبيراً ولا اعرف ما يستفيدون من ذلك؟ ولم يستعجلون على رحيلي؟ فهؤلاء كأنهم يقتلونني وأنا حي ارزق..

فعلاً هذه المرة الخبر انتشر أكثر من سابقاتها ما السبب في رأيك؟
رد ساخراً: كلما سألني أحد عن اشاعة خبر موتي أرد من يكتبون ذلك هم أيضاً يحبونني مثلكم ولكن هم يحبونني موتاً وأنتم تحبونني حياةً فيضحكون، واقول ذلك كي أخفف عنهم بالبطع، وفي كل الاحوال الموت قادم قادم، ولو كنتم في بروج مشيدة، لا ماحلة واللهم أحسن خاتمتنا جميعاً.

بعدما نطمئن أحبابك وجمهورك عليك من المؤكد أنهم يرغبون في معرفة آخر أخبارك الفنية؟
كنت منشغلاً في الفترة الاخيرة في وضع اللمسات الاخيرة لكتابي الجديد (ألحان لا تشدد) والكتاب عبارة عن مذكرات بدأت كتابتها عام 2002م وهي مجرد تسجيل لبعض الموافق الحياتية التي مرت علي من أجل استخدامها كمصادر مستقبلية لأن الذاكرة تشيخ مع تقدم العمر وكنت امني نفسي بأن أسجل هذه الاشياء حتى اعود لها اذا بدأت أنسى، ولكي يستفيد منها الناس من بعدي رغم أنني لم اكن قد قررت نشرها في ذلك الوقت.

ما هي اهم النقاط التي ركزت على ايصالها من خلال هذا الكتاب خاصة انه ليس كتابك الاول؟ ما الذي حاولت اضافته في هذا الكتاب؟
كتبت عن اهتماماتي من زاوية الفن كلها، وباختصار شديد حاولت من خلال سرد مواقفي وتجاربي وايصال رسالة رئيسية مفادها انني شاكر للخالق العظيم بأن وهبني بموهبة الفن ولم يجعلني سياسياً محترفاً.

هناك من يطلق عليك الفيلسوف الفنان ما السبب في رأيك؟
رد مبتسماً: كتبت كتاباً من قبل باللغة العربية اسمه (فن وتأمل) وحاولت اكمال ما بدأته عن قيمة الفن المعرفية في كتابي الجديد الصادر باللغة الانجليزية (ألحان لا تشدد) وطرحت سؤالاً حاولت أن أجيب عليه هو: لماذا لا يقدر الناس على معرفة الفن كقيمة حياتية، وانتهيت الى نظرية الدائرتين: الدائرة الاولى عن 7 أو 8 من بينها الكلمة واللحن واللون والحركة وكل واحدة منها تمثل مظلة لكل ما يتصل بها وهذه هي دائرة ما نعرفه عن الفنون وهي أشياء ملموسة، بمعنى اننا نقدر على أن تعامل معها أو ارجاعها لأصولها، أما الدائرة الثانية حيث تلتقي كل الفنون في دائرة واحدة وهو ما يجعل الامر أقرب الى الاستحالة اذا لم يكن كذلك، وهو معرفة تأثير الفنون على الاشخاص، وهذا ما أؤمن به في نظرية الفن، لذلك هناك من يقولون عني ذلك.
هناك من يختلف معي في الرأي فيقول لي تأثير الفنون معروف وأطلب منه أن يبرهن لي ذلك فلا يستطيع لأنه لا يمكن وضع أو حصر تأثير الفنون في معادلة علمية ثابتة أبداً فمثلاً يمكن لفتاة رقيقة المشاعر أن تذرف الدموع اذا ما استمعت لعزف على الكما، وهذا رد فعل قد لا ينطبق على شخص غيرها، وقد لا ينطبق على ذات الفتاة بعد فترة من الزمن، لهذا أقول دائماً بأن مسألة التأثر بالفنون المختلفة لا يمكن وضعها في معادلة علمية ثابتة، فالتأثر الحسي لا منطق له ولا قاعدة له، وجانب التأثيرهذا لا تعرفه حكومات ولا حتى الدول الكبرى التي تقدر الفنون وتكرم الفنان لأن القضية مرتبطة بعلم النفس ومشاعر الانسان.

لماذا في رأيك هناك دول تقدر الفن واخرى تهمل ارثها الفني والثقافي؟
الدول التي تقدر الفن والفنانين نفسها لا تعرف هذا السر المتعلق بالتأثر بالفن، لكنها احترمت الفن لأنها تدرك قيمة الفنان الحقيقي، وانه جزء من قيمة الدولة نفسها بين بقية دول العالم الاخرى.

رأيت كثيراً من الفنانين السودانيين يمتهنون مهناً أخرى هنا في الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن مجالهم، ما تعليقك على ذلك؟
صمت قليلاً ثم تحدث بنبرة حزينة: بلادنا كانت قاسية على مبدعيها هذه حقيقة لا يمكن نكرانها أو اغفالها وهذه القضية خطيرة لأبعد الحدود وتتصل بعدم معرفة الفن كقيمة في حياة الناس لأن خروج فنان مبدع بمعنى الكلمة من وطنه بهذا العدد، يعتبر جريمة في حق الجهات التي تسببت في ذلك وهذه قضية كبيرة لأن الفنان مكانه وطنه وبيئته، هي التي تشكل وجدانه بعد ذلك لا بأس من السفر وخوض التجارب على أن يكون مستقره وطنه، لن دور الفنان توعوي من خلال رسالته في تقديمه لفن حقيقي يخاطب به مشاعر الناس ويشكلها بجوانب جمالية ويعبر عنهم في أفراحهم وأتراحهم.

هل لديك شعور بأن الفنان السوداني غير مقيّم داخل وطنه؟
رد سؤالي بسؤال آخر: اذا مقيمياً فلماذا يغادر اذن، ولماذا يرحل؟
السياسة بالطبع لها تأثير على علاقات وانطباعات الشعوب، ما الدور الذي يمكن أن تقدمه من خلال فنك ووجودك في الولايات المتحدة بين بلدك ودولة اقامتك خاصة انك كنت سفيراً للنوايا الحسنة في الامم المتحدة؟
اعظم اداة للتواصل بين الشعوب هي الفن، فالتواصل الفني بالغ التأثير ويلعب دوراً كبيراً في تعريف ثقافات الشعوب ومن خلال وجودي هنا في الولايات المتحدة لاحظت أن مسألة الانطباعات التي تخلفها السياسة يمكن تجاوزها وبصورة عامة ورغم غياب الجناب الاجتماعي والاسري بعض الشئ لدى الشعب الامريكي، انه ان الشارع الامريكي ودود وطيب ولطيف وغير عدواني والكثيرون منهم لديهم جوانب انسانية عالية، الحكومات بالطبع تبحث عن المصلحة والسياسة تغلب عليها قضية المصالح سواء كان في أمريكا أو أوروبا أو الدول العربية، وهنا يأتي دور الفن في ابقاء شكل من أشكال التواصل الثقافي.

كثيرون يتحدثون عن نشاطاتك في هذا الجانب؟
الفن له دور كبير كما حدثتك وانا احاول تقديم ندوات وورشات وحفلات بصورة مستمرة في ولايات أمريكية مختلفة لنمثل ثقافة وفن بلادنا أمام الامريكان ولكي نكون على تواصل مع أبناء السودان في الولايات المتحدة بأكبر قدر ممكن.
صحيفة السوداني

الخميس، 20 أغسطس 2015

ضمن مهرجان «الفنون من أجل السلام»: ورشة تشكيلية تعزز قيم السلام في السودان


الخرطوم ـ «القدس العربي»:

ضمن مهرجان الفنون من أجل السلام أقام معهد أبحاث السلام في جامعة الخرطوم ومركز راشد دياب للفنون وسوميت غاليري، ورشة عمل شارك فيها عدد من التشكيليين الشباب واستبقت الورشة بمناقشات حول الفن التشكيلي ودوره في توحيد الوجدان المحلي وصولا لعالمية التعبير. 
وجاءت الورشة ضمن عمل مستمر لمعهد أبحاث السلام في هذا الاتجاه يندرج تحت الحملة الوطنية لمناهضة الحرب، وهي عبارة عن جهد مستمر يشمل برامج التثقيف ونشر الوعي، وتستخدم الحملة وسائل الإعلام والفنون والمدارس والمساجد والكنائس ومجمل قطاعات الرأي العام.
راشد دياب أوضح أن الفنان هو ضمير المجتمع المدني وضمير الشعوب، مشيرا إلى أهمية تعاون الجامعات مع المجتمع في كافة مناحي الحياة، وقال إن الحرب هي العدو الأول للإنسان وبوجودها تنعدم التنمية، وطالب دياب الفنانين التشكيليين ببذل أقصى جهد لنشر ثقافة السلام من خلال الفن.
الفنان التشكيلي عمر حسن بابكر قال إن الفن التشكيلي يحتاج لدعم كبير من قبل الدولة، وذلك من اجل استعادة دور الفنان التشكيلي في المجتمع، باعتبار أن الفن لا ينفصل أبدا عن قضايا المجتمع، ورأى عمر أن هذه الورشة تعتبر انطلاقة قوية في هذا الاتجاه وتمنى أن تتطور هذه الفكرة لتشمل المزيد من خطوات تعزيز الفن لقضايا السلام.
وقال الفنان التشكيلي عثمان عوض الله إن الفنان التشكيلي يحاول عبر إبداعه تفكيك الرموز الموجودة للتعبير عن السلام، سواء من خلال الفكر أو الإيحاء. ويرى الفنان التشكيلي أحمد مصطفى من «غاليري سوميت» أن أهمية السلام بالنسبة للإنسان لا تقل عن أهمية الماء والطعام، مشيرا إلى ضرورة تعزيز قيم السلام في المجتمع. ولفت مصطفى الانتباه لأهمية مثل هذا النوع من الورش، حيث يتم فيها تلاقح الرؤى وتوسيع المدارك.
الفنان التشكيلي والمصمم إسحاق عبد الغفور أشار إلى ملامح عامة يجب أن يتضمنها أي عمل يدعو للسلام، وفي مقدمتها أن تبعث اللوحة في داخل من يشاهدها الطمأنينة، وأضاف بأن كل فنان تشكيلي يستطيع فعل ذلك حسب رؤيته وموهبته وثقافته وأضاف:»التحدي الذي يواجهنا هو أن لدينا مساحة فارغة نريد أن نبدع فيها رسالة خالدة تعبر عن السلام في السودان».
سلمى مصطفى مهندسة معمارية وفنانة تشكيلية تشارك في هذه الورشة، وهي ترى أن فكرة التعبير عن السلام في السودان ليست بالأمر السهل نظرا للتنوع الثقافي والاجتماعي الرهيب الذي يتميز به السودان.
الدكتور محمد محجوب هارون مدير معهد أبحاث السلام أوضح دور المعهد في تسوية النزاعات من خلال البحوث والعمل الميداني المباشر. وقال إن هذه الورشة تأتي ضمن الحملة الوطنية لمناهضة الحرب التي دشنها المعهد في أيلول سبتمبر من العام الماضي ويقول إن معهد أبحاث السلام في جامعة الخرطوم، ابتدر نشاطا في يوم 2192014م يشتمل على أنشطة فكرية وفنية، منها كيفية توظيف الفن لمناهضة الحرب، وذلك عبر نشاط متصل يقوم على شراكات فاعلة يختتم فيها العام الأول باحتفالية كبرى في الثامن والتاسع والعاشر من سبتمبر المقبل مشيرا إلى ان هذه الورشة تجيء ضمن هذا البرنامج.
وتشارك الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي ويقول ممثلها عادل عبد الله حسن إنه وبوصفه مواطنا سودانيا يسعى لتغيير الصورة القاتمة عن السودان، مؤكدا أن الفنانين هم رأس الرمح في ذلك من خلال تكوين هوية جامعة لهذا الشعب، مضيفا أن مهمة الفنان التشكيلي كبيرة باعتبار أن الفن التشكيلي يدخل في جميع مناحي الحياة.
ويضيف عادل أن أهمية مثل هذه الورش تنتج عن ضرورة مخاطبة المجتمع السوداني عبر الفن بأن هنالك وسائل أخرى لحل المشاكل غير الحرب، كما تؤكد مثل هذه التظاهرات الفنية للعالم أن السودانيين لديهم طرق أخرى لحل النزاعات وسعي متواصل لتوسيع دائرة المشاركة في دعم كل الجهود التي تدعو للتخلي عن العنف.
الورشة – التي أقيمت في مركز راشد دياب للفنون- استمرت ثلاثة أيام وسوف تعرض مخرجاتها في معرض يتزامن مع الاحتفال الذي يقيمه معهد أبحاث السلام الشهر المقبل في الخرطوم.


صلاح الدين مصطفى

قبل ان نستفيق من صدمة اغنية (جوطة) يفاجئنا ذات المغنواتي باخرى تحمل اسم (كركدي)


لو انفق الفنانون الشباب نصف الزمن الذي يمضونه في اختيار أزيائهم الغريبة وعجيبة التي تثير غضب الاخرين .. وربع الوقت الذي ينفقونه على العناية بشعرهم لقدموا اغنيات تليق بتاريخ الاغنية الحافل بالروائع .< قبل ان نستفيق من صدمة اغنية ( جوطة ) يفاجئنا ذات المغنواتي باخرى تحمل اسم ( كركدي ) بشر بها معجبيه ..عزيزي شريف الفحيل رجاء الانتباه فبعضنا يتعرض لاغنياتك مجبراً عبر الاذاعات او الفضائيات فلا ترهق مسامعنا .< من بين الاف التي مرت عبر برنامج نجوم الغد لم يفلح الا القليلون لان الغالبية اختارت السير في الطريق السهل .< عزيزي القارئ انتبه فأمامك شاعر وخلفك شاعر ومن يمينك وعن شمالك كذلك واذا ما دققت اكثر لعلك تكتشف ان داخل بيتك شاعراً …. فكل ما يقوله الناس بات شعراً .< سلمى سيد اينما حلت كان الحدث … صنعت لنفسها وجودا في النيل الازرق ورسمت طريقها في الشروق وباتت نجمة على الاخريات … تختلف عنهن لانها تقول لا وعندما تقول ( بت السيد ) لا علينا ان نعرق الاسباب وندقق فيها لهذا فان انسحابها عن لجنة التحكيم في مهرجان اونير يستحق الوقفة عنده.< الجميع في انتظار عودة الفنان الجميل النور الجيلاني ليشدو من جديد فقد طال انتظارنا لروائعه الجميلة .< لم يقنعني اياً من الذين يتغنون للاسطورة محمد احمد عوض وجميع من يقلدونه يطمسون انفسهم ويغيبون فنه … ليتهم اقتنعوا بان محمد احمد لا يقلد ولا يتكرر … فالجلابية والطاقية لا تعني اجادة المقلدين .< سباق الفضائيات المحموم على الظفر بالاعلانات والرعاية يجب الا ينسيها ان ثمة برامج تفيد الناس يجب ان تجد حظها من الطرح والنقاش … هذه النوعية لا يوجد من يرعاها بل يوجد الملايين الذين ينتظرونها ليتابعوها .< حسين الصادق اهدى احدى المعجبات ( ساعة يد ) كان يرتديها بعد ان ألحت في طلبها … أحمد الصادق أهدى احد المعجبين ( جاكيت ) كان يرتديه في احدى الحفلات … اهداءات الفنانين للمعجبين باتت موضة لكن السؤال ما الذي يمكن ان يهديه الثنائي في المرة المقبلة ؟؟ < شكا احد الموظفين في اذاعة كبيرة ( ليها شنة ورنة ) من وجود الجقور والفئران داخل المكاتب … والكلاب في الحوش … والقطط تتجول ما بينهما … معقولة بس < اذا لم تجد مهنة لتكسب لقمة العيش فعليك ان تصبح مغنياً .< اتجه الكثير من الشباب داخل الاحياء الشعبية لتكوين فرق ومجموعات غنائية تعنى بفن الغناء الشعبي الامر في ظاهره جيد لانه يوثق لهذا الارث الغنائي البديع ويحافظ عليه من الانقراض في ظل زمن يفضل فيه الشبان الاستماع لكل ماهو فارغ .< الكتابة على الجدران واعمدة الكهرباء باتت احدى طرق الاعلان التي تشوه وجه العاصمة الخرطوم ومع ذلك يمارسها البعض باصرار غريب . فوت الفاتك واحيا حياتك يا الداريت الناس في عيونك ايه الفاضل ليك غير ذاتك مجاهد العجب- 
الوان 

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

السودان.. "ركود" سينمائي ومسرحي


لم يعرف السودان إنتاجا سينمائيا غزيرا إلا من خلال الأفلام التسجيلية القصيرة والصامتة، فقد دخلت السينما إلى البلاد مطلع العشرينيات من القرن الماضي، عن طريق المحتل الإنجليزي، للترويح عن رعاياه وجنوده المنتشرين في السودان.

وفي عام 1949 تأسست أول وحدة لإنتاج الأفلام في السودان التي اقتصر إنتاجها على الأفلام الدعائية للتاج البريطاني.
وعقب استقلال البلاد عام 1956 كان لدى السودان نحو 70 دارا للسينما، بدأت تتناقص حتى أصبحت أقل من أصابع اليد الواحدة نتيجة الإهمال، وتراجع اقتصاد البلاد.
وبرع الفنانون في إنتاج الأفلام القصيرة الوثائقية، وشهدت فترة السبعينيات نجاحات مقدرة في هذا المضمار، فقد فاز فيلم (الضريح)  للروائي الطيب المهدي بذهبية القاهرة للأفلام القصيرة عام 1970، ونال فيلم (ولكن الأرض تدور) لسليمان محمد إبراهيم ذهبية مهرجان موسكو عام1979.
وصمد هذا النوع من الفنون رغم التحديات وشح التمويل، لكن حركة الإنتاج السينمائي الكبير تكاد تكون شبه معدومة، فيما أصاب الإنتاج الفردي الكساد نتيجة لقلة المردود المادي.
معوقات
وعن مشكلات صناعة السينما في السودان، يقول الأمين العام لاتحاد السينمائيين السودانيين عبادي محجوب لـ"سكاى نيوز عربية"، "إن السياسات الحكومية أدت إلى ما وصلت إليه السينما اليوم".
وأضاف أنه "كانت هناك مؤسسة الدولة للسينما، مع وجود أكثر من سبعين دار عرض في السودان، ولجنة لاستيراد وتوزيع الأفلام، ولجنة للرقابة على الأفلام السينمائية، ممثلة في كل فئات المجتمع (الشرطة والشؤون الدينية وغيرها).
وأشار إلى أنه "بغياب هذه اللجان والمؤسسة أغلقت دور العرض التي كانت مسرحاً وميداناً للثقافة، وانتشرت أندية المشاهدة في أماكن وأحياء طرفية وفي وسط الأسواق وبالقرب من دور العرض السينمائي المغلقة، حيث أصبحت تعرض الأفلام الهابطة".
وتقول المخرجة والممثلة سهام الخواض، لـ"سكاى نيوز عربية" إنه "تم وأد الفعل الثقافي، خاصة الفنون، وقد تم بترها من جذورها بإغلاق دور العرض، وحل المؤسسات، مثل مؤسسة الدولة للسينما".
وعزت تراجع الفنون عموماً في السودان إلى "إخضاع جميع الوظائف لهوى السياسيين وانتماءاتهم، وإبعاد المبدعين وتشريدهم، وانعدام  الحريات وقلة الإنتاج".
وأضافت الخواض أن "المسرح والدراما يتطوران بالتراكم الكمي والنوعي واستمرار الإنتاج، وفي مقدمتهم الدعم المالي في دولة فيها رأس المال جبانا، هذا بجانب الفهم القاصر للفنون في حد ذاتها" .
خشبة بلا مبدعين
ويقول الموسيقار الدكتور أنس العاقب إن الانشغال بالسياسة، وانعدام  التفكير في اﻷمور التي يتوجب علينا التعامل معها لجعل الحياة محتملة، تعد أسبابا لاندثار السينما وانهيار بنياتها التحتية.
بدروها، أكدت الكاتبة الصحفية المهتمة بالفنون صباح محمد الحسن، أن "ما يعانيه المسرح هي حالة إعياء ودوار، عانت منها السينما من قبل، إلى أن وصلت إلى مرحلة متأخرة يصعب الشفاء منها بسهولة".
وأعربت عن أسفها من تحول المسرح إلى "خشبة تفتقد ملامح العمل المسرحي المبدع المشحون بالموهبة والخبرة والكفاءة، بعد أن أصبح المسرح قبلة لكل من هب ودب".
وقالت إن الحركة الابداعية المسرحية السودانية تشهد "ترديا وتراجعا ليس فقط على مستوى المادة، ولكن على مستوى الطرح الإبداعي أيضا"، مؤكدة على ضرورة خلق "كادر مسرحي حقيقي".
وألقت الحسن باللائمة على الدولة في تراجع الفنون المسرحية والسينمائية عموما، قائلة إن "وزارة الثقافة تعد من أفقر الوزارات السودانية، وما يجري في الولايات هو جهد ضئيل، وهو عبارة عن كرنفالات جوفاء ينقصها الكثير ولا يصح تسميتها بحراك إبداعي ثقافي".
سكاي نيوز

الاثنين، 17 أغسطس 2015

الدابي: أغاني الطمبور محاربة .. والساحة تسيطر عليها الأغاني (الفارغة)



شن الشاعر حاتم حسن الدابي هجوماً عنيفاً على الإعلام بضروبه المختلفة مشيراً إلى أنه ظل يحارب أغنية الطمبور منذ وقت بعيد، وتابع الدابي قائلاً أن شركات الإنتاج الفني لها الفضل الكبير في انتشار أغنية الطمبور عبر الالبومات التي كانت تنتجها وكانت الأداة الجيدة في وصول أغنياتهم للمتلقي مواصلاً حديثه بنبرة حادة قائلاً أن الساحة الفنية أصبحت تسيطر عليها الأغنيات الفارغة خالية المضمون، مشيراً إلى أن أغنيته (لسان الحال) التي تحدثت عن قضية اجتماعية تهم العديد من الأسر السودانية وان أغنيات الطمبور بأجمعها تتناول قضايا حية وبالرغم من ذلك لا تجد الا التهميش وختم بقوله يكفينا حب الناس لنا وتقييمهم لأعمالنا.
صحيفة السوداني

اقتل عربياً.. أغنية راب إيرانية معادية للعرب


أثارت بعض مواقع التواصل الاجتماعي نقاشا محتدما حول معاداة العرب في إيران، من خلال أغنية “راب” تحت عنوان “اقتل عربيا”، كتبت كلماتها باللغة الفارسية، وتحمل عبارات مسيئة للعرب وكل ما يمت بصلة لهم.
وفتح موقع “اهواز عربي أست” أي “الأهواز عربية” الناطق بالعربية والفارسية، نقاشا حول أسباب توزيع مثل هذه الأغاني في إيران وتساءل: “أﻏﻨﻴﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ”.. إن الحقد علی ﺍﻟﻌﺮﺏ حتی ﻓﻲ ﺍلأﻏﺎﻧﻲ، ﻭﻟكن كيف وزارة الإرشاد تسمح بنشرها”.
المغني وخلفه صورة مقبرة قوروش رمز القومية الفارسية
تبين أن الكثير من هذه المواقع مرخصة من قبل وزارة “الثقافة والإرشاد الإسلامي” الإيرانية التابعة لحكومة الرئيس حسن روحاني، وهي حكومة دعا مسؤول في خارجيتها قبل أيام إلى تطبيع العلاقات مع العرب، خاصة الخليجيين، والمملكة العربية السعودية في المقدمة، حسب تصريحات عبد اللهيان، رئيس دائرة الشؤون العربية والإفريقية في وزارة الخارجية الإيرانية.
ونقدم ترجمة للنص الفارسي لبعض ما جاء في الأغنية حتى تظهر أسباب غضب المناوئين لها، خاصة بين العرب الأهوازيين الذين تعتبرهم الجمهورية الإسلامية “مواطنيها”، حيث يقول شاعرها بهزاد مهدوي بخش في المقدمة “لم أكن يوما ما أحب هؤلاء أكلة الجراد”. ويذكر أن عبارة “أكلة الجراد” تستخدم للتعبير عن العربي حتى في أدبيات الشارع، مثلها مثل “الحفاة” و”راكبو الجمال” و”أكلة الضب”، وغيرها من التعابير.
وتخاطب الأغنية التي وزعت بصوت مطرب الراب بهزاد بكس (Behzad Pax)، الملك الإيراني قوروش الذي بات رمزا للقوميين الفرس المتطرفين بالكلمات التالية: “انهض يا قوروش فقد بلغ الأمر بنا ليتم تهديدنا من قبل العرب”.

لاعب إيراني هدد بذبح السعوديين

لاعب إيراني هدد بذبح السعوديين
وفي إشارة لحادث تعرض له حجاج إيرانيون، تدعو الأغنية الإيرانيين إلى أن يحجوا إلى إيران بدلا من ملء جيوب العرب، حسب تعبير الأغنية فتقول: “يا أيها المواطن انهض لنفرض الحظر على العرب وأعلم أن الله هو هنا فإلى أين أنتم ذاهبون”.
وتمتدح الأغنية قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، وتقارنه بالملك الأسطوري قوروش “قاسم سليماني له جيش في كل مكان، هذه هي إيران يا أيها الحمقى، هذا هو جيش قوروش وليس داعش”.

وبما أن مسمى “الخليج الفارسي” (العربي) له مدلولات قومية فارسية، فالشاعر لم ينس أن يدخل اسم الخليج العربي بالمسمى الإيراني فيقول مخاطبا العرب: “قسما بالخليج الفارسي سنقضي على اسمكم، وسنضرب رقاب جميعكم عند مقبرة قوروش”، ثم يتمادى الشاعر في تهديداته فيقول: “لو أخطأتم ستدفعون الثمن في الرياض، ومن اليوم فصاعدا بات اسمي قاتل العرب”.
لعبة “اضرب واشتم العربي”

وقبل أسبوعين، كان موقع إيراني متخصص في مجال بيع الألعاب الإلكترونية، قد عرض لعبة تحمل عنواناً عنصرياً، هو “اضرب واشتم العربي”، وسمح للجميع بتحميل اللعبة بالمجان.



وبعد أن نشر موقع “العربية.نت” الخبر، أصدرت وزارة الثقافة الإيرانية بيانا أكدت فيه أنها حجبت المواقع التي توفّر هذه اللعبة.
وبحسب وكالة “إيسنا” للأنباء، فقد أكدت وزارة الثقافة الإيرانية، في بيانها الذي صدر بهذا الشأن، أنها سوف تقاضي المواقع التي عرضت لعبة “اضرب واشتم العربي”.
العربية

جدل حول الغاء مسرحية حول التطرف في بريطانيا


طالبت رموز فنية حول العالم بالكشف عن أسباب الغاء عرض مسرحي جدلي حول طرق اجتذاب الشباب إلى الانضمام للجماعات المتطرفة. وألغى المسرح القومي للشباب في بريطانيا عرض “Homegrown” قبل 10 أيام فقط من العرض الافتتاحي.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية إن الموقعين على الخطاب الذي نشر السبت من الفنانين قالوا إن القرار “لا يخدم سوى اغلاق باب الحوار” في هذا الأمر.
وقالت إدارة المسرح القومي للشباب إن المسرحية لا ترقى إلى المعايير الفنية للعرض على خشبته.
وأضاف الموقعون على الخطاب أن الغاء العرض يمثل “لحظة مقلقة في تاريخ المسرح البريطاني وحرية التعبير”، مطالبين المسرح “بالكشف عن تفاصيل اتخاذ القرار ومحاولة ايجاد وسيلة لسماع أصوات الشباب والحكم على العمل”.
وأعرب الموقعون على الخطاب عن “قلقهم الشديد” بشأن مزاعم تعرض المسرح لضغوط شديدة لالغاء العرض.
ونفى كاتب العمل عمر الخيري ومخرجته نادية لطيف أن يكونا قد تلقيا انذارا بشأن الغاء العرض وقالا إن الهدف من القرار هو “تكميم الأفواه”.
والمسرحية مستمدة من قصة ثلاث فتيات بريطانيات هم كاديزه سلطانه وأميرة عباس وشميمة بيغم اللائي اختفين في فبراير الماضي وكُشف فيما بعد عن سفرهن إلى سوريا عبر تركيا للانضمام إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية.
شبكة الشروق


الأحد، 16 أغسطس 2015

سرد في حقل الألغام والمخابرات


الخرطوم: أحمد يونس
تعيد رواية «أيام كارلوس في الخرطوم» لكاتبها الصحافي السوداني عادل الباز إحياء سيرة الرجل الذي يُصنف في نظر البعض بـ«الإرهابي الخطير»، وفي نظر آخرين بـ«المناضل الثوري»، مسلطة الأضواء على أيام الفنزويلي لنتش راميريز سانشيز الشهير بـ«كارلوس» في الخرطوم، ثم القبض عليه وتخديره ونقله جوًا لفرنسا ليسجن ويحكم عليه بالمؤبد هناك. هذه الرواية - التحقيق الصحافي تعيد تذكيرنا بالرجل بعد أن كاد يطويه النسيان.
لقد خرج كارلوس من العاصمة الأردنية عمان يحمل اسم عبد الله بركات، ودخل الخرطوم باسم سالم حميد دون أن يبدل طائرته في أي ترانزيت بين العاصمتين، مضللا مخابرات ست دول كانت تراقبه قبيل مغادرته، وربما لعبت مهارته في التخفي في تضليل أعتى أجهزة المخابرات. وعاش كارلوس في الخرطوم باعتباره مستثمرًا لبنانيًا باسم بديع ياسين الحاج، متغلغلا في كل نواحي الحياة السياسية والاجتماعية من دون أن يعرف أحد شخصيته الحقيقية.
ورغم أن عظم «أيام كارلوس في الخرطوم» حقيقي، ومعظم شخوصها حقيقيون وأحياء، وحتى أولئك الذين حملوا أسماء كودية، تكاد شخصياتهم تقول: «خذوني». ولكن السرد المتماسك، ورسم الشخوص، ودرامية القص يجعل منها أقرب لرواية «بوليسية حديثة».
تبدأ هذه الرواية الصادرة عن دار «العين للنشر» وهي أولى كتابات الباز الروائية، من وصول كارلوس إلى الخرطوم، وبقائه فيها ومحاولات نظام الحكم في الخرطوم توظيفه في خدمة أجنداته العالمية، إلى أن يتم تسليمه للمخابرات الفرنسية مخدرًا.
ثم تيبن لنا كيف عاش كارلوس حياته في الخرطوم بـ«العرض والطول»، فقد عشق جميلاتها، ورقص في مراقصها، وصادق شخصياتها، لكن ربما سوء الطالع وحده والمصادفة – أو هذا ما حاولت الرواية قوله – أو على الأرجح أن الإسلاميين الحاكمين في الخرطوم استدرجوه ليصنعوا منه «طبخة استخبارية» شهية، تفك عنهم بعض الحصار الغربي المضروب عليهم، أو ربما الأمر كله «محض تخييل». لكن الرواية لا تكتفي بالتشويق وسرد الأحداث، بل تكشف تناقضات البطل الرئيسي والشخصيات الأخرى ومناطق ضعفها ومشاعرها وتقلباتها. ومن خلال ذلك، تكشف عن الواقع السياسي السوداني في تسعينات القرن الماضي بتناقضاته وصراعاته وتضارب مصالحه، وتعري قلقه الداخلي إزاء الخارج.
لا تهتم «أيام كارلوس في الخرطوم» فقط بظاهر الحدث وصراع أجهزة المخابرات ومهارة «ابن آوى» في التخفي، بل تكشف عن روح روائية تهتم بعوالم شخصياتها الداخلية، ولا تتيح للحدث فيها أن يطغى على كل المساحة مثل قسم من الأعمال الروائية البوليسية.
وعلى عكس هذا الروايات، فشخصية البطل والأبطال الثانويين في الرواية مرسومة من الخارج والداخل، وبسرد تنمو وتتطور فيه الشخصيات تبعًا لمتغيرات المحيط، وبسبب ذلك، فإن التخييل في الرواية يغلب على «التحقيق الصحافي» الذي هو في الأصل سداة الرواية ولحمتها، على الرغم من ورود أسماء سياسية من الوزن الثقيل مثل الترابي، نافع علي نافع، حسب الله عمر، وغيرهم في نسيج الرواية، بالإضافة لجهد قليل بذله المؤلف لتمويه بعض الشخصيات، مثل شخصية الرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش.
مزجت الراوية بين الحس الصحافي والحس البوليسي، وكلاهما له اقتراباته وابتعاداته من الآخر، لكن الباز استطاع مزج الوقائع وتخييلها بشكل مقنع، فرسمت صورة حقيقية أحيانا ومكبرة أحيانا أخرى، منعكسة في مرآة الواقع السياسي والأمني السوداني في ذلك الوقت.
لكن، ما الذي تريد أن تقوله «أيام كارلوس في الخرطوم»؟ لا يبدو الأمر واضحًا من اللحظة الأولى، فعند مقارنتها بـ«كنت جاسوسًا في إسرائيل - رأفت الهجان» التي كانت واضحة الهدف تعكس دور المخابرات المصرية ومهارتها، نجدنا حائرين إزاء «أيام كارلوس في الخرطوم». هل أردت الرواية - التحقيق أن تقول إن المخابرات السودانية أفلحت في القبض على كارلوس في الوقت الذي فشلت فيه مخابرات دول كبيرة؟ هل كانت المخابرات السودانية تبحث عن انتصار بتسليم كارلوس الثوري والإرهابي؟ وهل انتصرت الخرطوم أم أنها وقعت في فخ «التخابر الدولي»، وسلمت الرجل لطالبيه مخدرًا ومقيدًا، ليقبع في سجن فرنسي محكومًا بالسجن المؤبد، دون أن تقبض أي ثمن، ودون أن تحقق أي كسب من العملية الاستخبارية المعقدة التي رصدتها الرواية و«خيّلتها»؟ وهل هذا انتصار في حد ذاته، وهل يعد عملاً استخباريًا متقنًا، أم أن فخًا نصب للرجل فأوقع به، بما يفصح عن «لا مبدئية» حكم الإسلاميين في السودان وتضحيته بـ«حليف محتمل» بتلك الطريقة؟ وبإيراد الكاتب أسماء سياسية من الوزن الثقيل، مثل الترابي، نافع علي نافع، حسب الله عمر، وغيرهم، في نسيج الرواية، بالإضافة لجهد قليل بذله المؤلف لتمويه بعض الشخصيات، مثل شخصية الرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات.. فما الذي أراد الروائي - الصحافي الإيحاء به؟
مع ذلك، فإن «أيام كارلوس في الخرطوم» هي دفق لأحداث تلك المرحلة الزمانية، التي لا أحد يستطيع أن يحدد مدى تطابق الوقائع بالخيال، والخاص بالعام.
الشرق الأوسط

فنان شاب يتغنى بألفاظ بذيئة في حفل تخريج والشرطة تقبض عليه


ألقت الشرطة القبض على فنان شاب معروف بإحدى الجامعات السودانية كان يؤدي فاصلاً غنائياً داخل حوش الجامعة الشهيرة حيث أقدم الفنان الشاب على ترديد أغنية تحمل مضامين ومعاني لا ترتقي بالألفاظ الحميدة والتقاليد السودانية وسط مجموعة من الطلاب الجامعيين الذين ظلوا يرددون معه مفردات هذه الأغنية لتتدخل الشرطة وتم القبض عليه وتحويله إلى جهات الاختصاص للفصل في القضية.
صحيفة الدار

السبت، 15 أغسطس 2015

السوداني علي شمو يفوز بجائزة العز بن عبد السلام في الثقافة والعلوم والآداب



الخرطوم ـ «القدس العربي»: فاز الخبير الإعلامي السوداني علي شمو بجائزة مركز العز بن عبد السلام في الثقافة والعلوم والآداب العربية الإسلامية والأفريقية الثالثة لعام 2015، والتي تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار. 
وجاء في حيثيات لجنة الجائزة، أن الجهود التي بذلها شمو لأكثر من ستين عاما في حقول العمل الإعلامي الثقافي والفكري، هي التي أهلته لنيل هذه الجائزة، إضافة لجمعه بين العديد من التخصصات مثل الشريعة الإسلامية واللغة، وتقلده مناصب سياسية رفيعة، وشهرته الواسعة في مجال الإعلام على مستوى الوطن العربي. 
وقال عز الدين عمر موسى أمين مجلس أمناء مجلس الجائزة في المؤتمر الصحافي الذي أعلنت من خلاله الجائزة، إن الجائزة التي ابتدرتها جمعية العز بن عبد السلام للعلوم والثقافة والدراسات الإنسانية تتيح فرصة للمبدعين السودانيين والشباب، للاطلاع على العالم. مضيفا أن الجائزة برعاية من الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود.
عبد الباسط عبد الماجد وزير الثقافة السوداني الأسبق ورئيس لجنة تسيير الجمعية، أوضح أن مركز الجمعية لديه جوائز تكريمية تشجيعية إلى جانب جائزة تشجيعية للشباب يمنح الفائز فيها (5) آلاف دولار. 
وأشار إلى أن القصد من هذه الجوائز، تسليط الضوء على علماء ومبدعي السودان. وأوضح أن المركز يهتم بدراسة الثقافة الغربية الإسلامية ويعمل على حث المجتمع للدراسات الإنسانية التي تتمتع بالإبداع الفكري. 
تجدر الإشارة إلى أن يوسف فضل حسن، فاز بهذه الجائزة العام الماضي، كما فاز يوسف الخليفة أبوبكر سوركتي بجائزة المركز التكريمية الأولى عام 2013.
ويعتبر البروفيسور علي محمد شمو من رموز الإعلام في السودان وحصل على ليسانس الشريعة والقانون من القاهرة، ودبلوم راديو وتلفزيون، ماجستير تربية وعلم نفس، ماجستير إعلام، وتدرج في العمل الإذاعي حتى وصل منصب مدير الإذاعة ووكيل وزارة الثقافة والإعلام، رئيس المجلس الأعلى للرياضة الجماهيرية في عهد الرئيس جعفر نميري ورئيس المجلس القومي للرياضة ورعاية الشباب وعمل مستشارا إعلاميا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وشغل منصب وزير الإعلام في السودان لمرات عديدة، وآخر منصب شغله في السودان لعدة دورات هو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات. 
تميز شمو في المجال الرياضي، وكان لاعبا لكرة القدم وكان من معلقي المباريات الرياضية المميزين في الإذاعة، ومن مقدمي البرامج المتميزين أيضا، واشتهر بإجرائه لقاء تلفزيونيا مع كوكب الشرق أم كلثوم عند زيارتها التاريخية للخرطوم. 
وظل يشارك في المؤتمرات والندوات الإعلامية والفكرية، ورئيس اتحاد الإعلاميين السودانيين داخل وخارج السودان، وشغل عدة مناصب متعلقة بترقية وتطوير العمل العام، منها رئيسا للجنة العليا للإشراف على الأداء الفني والإداري لمحطات البث الإذاعي والتلفزيوني القومي، ومستشارا لإذاعات الدول العربية.
وقدم عنه الفيلم الوثائقي «مسيرة حياة وشهادة على العصر» الذي قدم صورا ووقائع من مسيرته وحياته، باعتباره أول إعلامي يشغل منصب وزير الإعلام في الشرق الأوسط وأفريقيا كما انه من مؤسسى اتحاد الاذاعات العربية وأحد أركانه، إضافة إلى مساهماته النظرية والعملية فى حقل الإعلام ويقوم بالتدريس في العديد من الجامعات ويشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه.


صلاح الدين مصطفى

جدلية الهامش والمركز مساء اليوم بالقاهرة


التغيير: القاهرة
يقام في السابعة من مساء اليوم، بأوتليه القاهرة في وسط البلد بالعاصمة المصرية ، حفل توقيع الطبعة الثانية من كتاب " جدلية  الهامش والمركز" للمفكر السياسي أبكر آدم اسماعيل.
ويعد الكتاب من الاجتهادات الفكرية المهمة، والتي قدمت قراءة عميقة لطبيعة الصراعات في السودان، وقد رفد د. أبكر المكتبة السودانية بابداعات متميزة ، حيث صدرت له روايات "الطريق الى المدن المستحيلة"، الضفة الأخرى" و " احلام بلاد الشمس"، الى جانب أعمال شعرية ومسرحية أخرى .  

الخميس، 13 أغسطس 2015

فعل ماضي ناقص.. فيلم جديد لأبطال النظام يريد


فرغ أبطال مسرحية “النظام يريد” من تصوير فيلم “فعل ماضي ناقص” تأليف خليفة حسن بلة، ومن إنتاج شركة خزف للإنتاج الفني والذي تم تصويره في ماليزيا، وذلك بعد جولتهم في عديد من دول شرق آسيا لعرض مسرحية “النظام يريد” التي لاقت نجاحاً منقطع النظير، ومن المفترض أن يعرض في عيد الأضحى.
صحيفة التغيير

مدير مكتب لـ (تعاقدات الفنانين) يحتال على أسرة ليلة زفاف ابنها


في حادثة أطاحت بمناسبة زواج بمدينة أم درمان قام مدير مكتب تعاقدات لحفلات الفنانين بإبرام عقد مع مطرب شاب، وأعد لإحياء حفل الزواج رغم طلب أسرة العريس للفنان أحمد الصادق، أضافه إلى طلبهم الفنانة زهرة مدني، إلا أن صاحب المكتب كان له رأي آخر، فقام بالتعاقد مع مغنية مغمورة بالرغم من انه قام باستلام (عداد) الفنان أحمد الصادق والفنانة زهرة مدني كاملاً، ليتفاجأ الحضور في اليوم المحدد بفنانين لا علاقة لهم باختيارهم وتم منعهم من الصعود إلى خشبة المسرح وحينما تم الاتصال بصاحب المكتب كان هاتفه الجوال مغلقاً ويبدو أنه غادر إلى جهة غير معلومة.
صحيفة السوداني

الثائر كجراي.. شاعر الصمت والفجيعة..(نصّبوا الطاغي إماماً.. بايعوا تحت ظلال القصر جيفة)..!




* من أي (مَنبتٍ) قطف الإلهام هذه العذوبة المُرّة؟! سؤال كبير يتضاءل في حضرة شاعر أكبر.. وهو مدخل متعدد المفاتيح لسياحة ممتعة (على قسوتها)..! فنحن أمام كون متداخل العَرَصَات؛ مركزه هذا الأسى العريض الذي يمثل عرش القصائد، والتي كان شاعرنا ملكاً متوجاً بذهبها وياقوتها..! 
* مثل فارس اختار الترجُّل في أشد الميادين ضيماً تسللت روحه، ليحقق شرط الغياب معاني الطمأنينة والانتصار على جحيم الوجود "الخاص ــ العام".. إنه محمد عثمان كجراي " 1928 ــ 8 أغسطس 2003م" شاعر أحرق شبابه بحثاً عن فردوس مفقود، ولمّا هدّت عواصف الترحال كيانه، عاد من منافي الذات والأرض، إلى منفى المعاناة والمرض، ولم يشاء أن يقول: "ها أنا أموت كما تموت الحرية في وطني"..! هذا الفارس حقق لبلاده صوتاً "ثورياً" فريداً في المحفل الثقافي ــ إفريقيا وعربياً ــ صوتاً سنامه "الكرامة الإنسانية" ومحوره لتفتيت أصنام الطغيان.. فهو المناضل ضد القمع والتجويع والجهل.. ثم كان حصادنا من بيدره حروف "واجعة!" رسم من خلالها "البؤس" بواقعية ثاقبة وصادمة، توقظ الضمائر وترعشها.. واقعية تقربنا من وجوه الضحايا في بلده: 
ها هم الآن يقيمون صلاة الشكر 
في ظل الحراسة 
ثم يضفون على الجالس في العرش 
أساطير القداسة 
وتردَّى وطن الأغنية الخضراء
في قاع التعاسة
وجه من هذا الذي أنهكه الجوع
وإفلاس السياسة؟!
* في سنابك الحقب الحجرية التي دارت عليه حتى أصابه دوار الغضب الجبار؛ حمل ديوانه "الليل عبر غابة النيون" مرائي السنوات العجاف للإنسان السوداني، ولم يكن قلب الشاعر سوى خافق بهذا الاعتلال.. كأنه يقرأ انفجارات الحاضر.. فما أشبه اليوم بالأمس بين جلاد وآخر:
نبرر أخطاءنا بالقدر
فلا وطن نحن نحميه 
لا أمة تتجمع حين تهب رياح الخطر
نتحدث عن أمة 
هي من خير ما أنجبته عصور البشر
ويعجبنا صوت هذا الوتر
وزاد مسيرتنا من لهاث الهجير 
يطاردنا الموت تحت ظلال الكدر
* وحين نجترُّ مقطوعته الجهيرة "اللائعة!" وهو ينتحب مفجوعاً في البلاد، ندرك كم هو معذب هذا المحارب:
وطن النسيان 
لا يثمر غير الحنظل الأصفر 
حقداً ومرارة
يعرف الربح عقوداً ونقوداً
ويرى في مقطع الشعر الخسارة
حينما يمتد في ظلِ المصابيح المضيئة
ظلُ سدٍ من تراب أو حجارة؛
آه.. لا يبقى سوى أن ينزف الشعر دماً
مرثية للفكر في عصر الحضارة
فامضِ يا قلبي..
فما نبضك إلاّ مقطعاً للحزن خانته العبارة
* قصائد كجراي في معظمها حملت تشابهاً وأعماقاً لا قرار في ظلمتها وعتمتِها... هل هي ظلمة المدائن الجديدة الكاشفة بالنيون ومدلهمة بخطو الطغاة؛ أم هي ظلمة النفس التي تفتحت عيون أغنياتها على غروب وغربة؟
وحدي مع الليل الذي
يقطر الأحزان في مشاتل الخيال
يكفي عزاءً أننا نصارع الظلام
في انتشاره الرهيب
نقول للناس ارفعوا رؤوسكم
لأننا نعرف أن قدرنا 
يشرق من ذؤابة المغيب
* يستحضر المقطع من عذابات أهل السودان وحشة الليالي التي تنقلب فيها الآمال رأساً على عقب وتتحطم، ففي الظلام تُكتب "مقاديرهم" وما تزال.. أما عزاءات الشعراء فهي على بعثها للسلوى؛ لا تعدو سوى قطرات شافة لما هو أكبر من الحزن.. إنه ذلك الحريق الشامل لجثة وطن يتعدى المأساة إلى "مجاهيل السراب" الأخرى؛ وفي الإمكان أسوأ مما كان:
ركبنا خيول السراب 
نثرثر باللغة السائدة
نبيع على واجهات الرصيف 
بضاعة أسلافنا الكاسدة
كفرت بجيل ينمي الجذور؛
مع العار يأكل في مائدة..! 
* رغم اعتزاز كجراي "بالأصول" إلاّ أنه هكذا كثير الطواف في أصقاع التاريخ المحنط؛ حين يرى أن الصحارى لا تغادر رمل الثرثرة؛ يدفعها إلى ذلك وهم عريض ــ متأبلِس ــ ينتمي إلى جذور الخلافة والتخلف: (نبيع على الرصيف بضاعة أسلافنا الكاسدة..!) بيد أن حكمة الشاعر لخصها في هذا العوز: (ومن أعوزته خيوط الكرامة يسقط من محنة واحدة..!).. فالكرامة هي فطرتنا في الأصل؛ تحتاج منا شحذ الأسئلة في معرفة من نحن؟ خصوصاً وأننا أمة درجت على السقوط مراراً، حتى شارفت المحنة أن تكون "ركيزة!".. ومع كل هيول الجغرافيا الثاكلة، فللشاعر شرفة ضوء، لكن يستحضر الفجيعة ــ أيضاً ــ محكوماً بالمكان وجلاديه:
أنني الآن؛
أدرك أن النهار لغة الضوء
ينضح بالشوق وبالانبهار
ولهذا أمقت اليوم ظل الجدار
هو ظل الفجيعة
والعدم المتسمِّر في قاعة الانتظار
* في مقاطع كجراي إحساس ملول بالأشياء، فربما ذلك لتشرُّبه من تفاصيل الحريق المزمن في بيئة الشرق السوداني؛ وغيرها من بَلاقِعِ البلاد "المسوسة!"؛ ما جعل سطوة الاغتراب في "غضبة الذات" أكثر إلحاحاً في الحضور داخل غرف الفجيعة "النصية"..! بل ليس الشرق وحده، إنما يحضرنا تشابه الصمت والظلام على أمداء "الخاص والعام ــ الداخلي والخارجي":
أعرف صحرائي التي
يعبث في رمالها الظلام
ويفرخ الصمت، 
فلا يورق في شحوبها الكلام
أشهد في حديقتي تفرّق اليمام
أوغل في طريقه..
فالظلام عنكبوت
مدّ خيوط الغدر في مخابئ الأغصان
في مداخل البيوت
يا شهداء الغدر عبر وطن؛ 
لحظة المخاض في عشية انتصاره يموت
* كجراي من أهم الأصوات التي تعشق الحرية وتقدسها؛ وبالعودة إلى الـ(كم) في أعماله، نلحظ أنه دار كثيراً في الأسر بمفردات خشناء موحية للقلب: "الصمت، الظلام، الضياع، الكآبة، الانتظار، الهزيمة، العار" وجلّها نقائض للحرية، بالإضافة إلى غيرها من تعبيرات الحياة "الكلحة" التي لم تخلو من بعض الندى والورود في مفازات الشاعر "المحارب" وفيافيه؛ حيث يبرز الأسيان والمأساة مهما طرّزت الآمال بأندائها "أوراق النص".. فدائماً ثمة ذبول موحٍ بالشجن الصامت والفقد..! 
أنا من أمة 
سكرى بخمر الصبر 
آه.. يا لخمر الصبر تخرس صوت
آهاتي
يمر العام تلو العام 
لا الآمال تصدق؛
لا ركام الهم يسقط من حساباتي
ويخجلني امتداد الصمت؛ 
لون الصمت في جدب المسافاتِ
.......
رفعت على ركام الغيب
فوق مدارج المجهول راياتي
فيا وطن الضياع المر،
يا نصلاً يمزقني ويكثر من جراحاتي
متى ينسلّ موج الضوء
يغسل رمل واحاتي؟
* كجراي كانت قضيته الأثيرة البحث عن نفق الضوء طوال حياته؛ مع قبضة طواغيت "الحزن" وطواغيت بلاده..!
ولعل من أبلغ المتصدرات لهذه التأملات قوله في مقطع سالف: (يطاردنا الموت تحت ظلال الكدر) ونحن الذين كما قال (نركب خيول السراب!) في هذه البلاد المقموعة.. وقد جاس كجراي بالشعر منافحاً صناعة الموت.. ورغم مرور حقب متطاولة، نجد بعض كلماته وكأنها كُتِبت اليوم؛ نابضة بالحال ــ هنا أو هناك: 
لن نهتز 
من صوت العصابات المخيفة
نصّبوا الطاغي إماماً 
بايعوا تحت ظلال القصر جيفة
آه.. ما أبعد هذا اليوم من يوم "السقيفة"..!
ها أنا أصرخ في سمع الخليفة
إن كل الخطب الجوفاء 
في منبره المحفوف بالجند سخيفة
كل تهريج الأناشيد هراء 
وعيون الغضب الصامت سخط وازدراء
* دائماً الصمت يجمّر حروف الشعر لدى كجراي؛ وأحياناً "يعريها" بغضب "طوفاني".. فتكتسي بسندس الصدق.. أو.. تضيق عليه العبارة حتى تنفجر تحت سقوف الكدر والصَهد فيجهش بالأنين شعراً..!
في شطِّنا تختنق الحضارة
.........
يكفي بأن نقول أن الزهر 
لا ينبت في مسالك الحجارة
.........
ويورق الصبّار والحنظل في الصحارى
.........
أواه يا أحبتي..
أقسى من الموت أنين الحرف
حين نجهش بالعبارة..!
* عبارات هذا الشاعر بارقة على صخرة الهزيمة التي أعيته حتى ثانيات الرحيل؛ منتصراً بخلودها لشعب أذله امتحان العسر السياسي؛ فلم يرضخ لغير الإبداع رغم الضياع والشحوب:
الحلوة السمراء تحت وطأة الضياع
في مجاهل الغربة؛ 
في ثيابها تخطر كالفراشة
وأنت يا قلبي في صمتك 
لا تملك غير خفة ارتعاشة
لا تعرف غير مقطعين للفراق والأسى
حول جدار الصمت أو بوابة المسا
فمن ترى يطعن قلب الليل في اندحاره
ويحتفي بمقدَمِ الحرية العظيمة
حدّثني الصمت بأن الصخر 
لا يرضخ للنكسة والهزيمة
وأن زهر العار لا ينبت
على تراب "مروي" المنسية القديمة
من أجل هذا فأنا أفتح باب الغضب الساطع
والمواجد الخبيئة الأليمة..!
* إن احتفالنا بالحجارة "منتهى العبث" حين تنطوي على صخرة الواقع كرامة "إنسان الحضارة"..! أين نحن منها؟ فدون ذلك طحلب وتراب..!
* ومع صارخات الصمت والفجيعة لم ينس كجراي "قلوب العاشقين" فأهداهم أغنيات استطالت سلالمها في الذرى.. من أجملها: (شجون) و(مافي داعي): 
ارتعاشاتك بتحكي 
قصة احلامك معايا
كل خفقة في قلبي نغمة..
تحكي ليك شوقي وهوايا
وانتَ في بهجة شبابك 
وحبي ليك من غير نهاية...!


عثمان شبونة
الراكوبة