الجمعة، 15 يناير 2016

المواقع والصحف الالكترونيه ترعب الحكومه --!!



محمد حجازى عبد اللطيف

احد الاخوه من دوله عربيه شقيقه اجبرته ظروف العمل للتواجد بالمنطقه الشرقيه وتحديدا بالدمام فى نفس الفتره التى اندلعت فيها عاصفة الصحراء لتحرير الكويت , حاول اخونا كما حاول الكثيرين الفرار الى المدن القصيه مثل الرياض وجده , وظل يتابع اخبار الحرب من اذاعة دولته التى وقفت مع صدام حسين (الخمسه المخالفين ) , وجدناه محتضنا مذياعه وغارقا فى بكاء حار مصحوب بعبارات تعبر عن مدى خوفه الشديد وقرر المغادره فورا مهما كلف الامر . استفسرنا عن سبب الخوف الغير مبرر لهدوء الاوضاع واستباب الامن بالمنطقه , بادرنا بانه سمع من اذاعة دولته بان هنالك قصف صاروخى مدمر موجه للدمام مما ادى لتدمير المنطقه بالكامل (ورجعت كل الصواريخ لقواعدها سالمة ) . لم يهدأ صاحبنا الا بعد ان اقنعناه بانه بالدمام وان الواقع غير الذى نشر .
الصحف والمواقع الالكترونيه منابر حره محكومه بقوانين ولوائح ومراقبه من قبل القائمين على امرها وبالتالى لا يمكن التدوين بها الا بعد الموافقه على الالتزام باللوائح المذكوره , الامر الثانى هو ان هذه المواقع ليست اخباريه ولا تصنع الاخبار فى كثير من الاحيان وبالتالى فان معظم ما يدون وينشر عباره تحليل او تعليق على خبر صحيح وواقع معاش لا يمكن انكاره او اخفاؤه , وبالتالى يتم تناول الامر من عدة اوجه وبمختلف الاراء فهنالك من يستحسن الامر ومنهم من ينتقد وكل له اسبابه . وهذه المساحه التعبيريه لا تتوفر باية وسيله صحفيه مقروءه وان وجدت لا تعطى نفس المساحه والحريه .

مشكلة الحكومه الانقلابيه فى الخرطوم انها تقرأ بعيون الامن ومستشارى السوء (يحسبون كل صيحة عليهم ) مثلهم مثل صاحبنا الذى سمع اخبار الحرب من مذياع دولته , كل المواقع والصحف الالكترونيه متاحه ومقروءه من الجميع والفارق هو ان الحكومه وامنجييها يقرأون بعيونهم فقط وعقولهم فى اجازه طويله . اذا ارادت الحكومه الرد على تحليلات المدونين ونفى ما ورد او دحضه فلن تغلب الحيله كما يمكنها انشاء مواقع تقوم بالتطبيل وتحسين القبيح لمن يقرأون بعيونهم فقط ولن تفعل ولن تفلح لانها ببساطه ستروج لاكاذيب واضحه وواقع يمشى بين الناس كما هو (الحوار ) هذه العباره مستخدمه بكثره هذه الايام من الجميع مع اضافة (احسب ان ) وهذه الاخيره تستخدم لاثبات الموالاة .

بالرجوع لكل ما نشر فى هذه المواقع نجد انها لم تكذب ولم تنقل خبرا مفبركا ولم تنعت الحكام بما ليس فيهم ولم تتهم بريئا , فمن اين جاء خوف الحكومه الموهومه المهمومه بجمع المال ونهب ما خف وزنه وغلا ثمنه والغلول الواضح من بيت مال المسلمين جهارا نهارا وظهر فسادهم بعد اختلفت الرؤى وبدت العداوة بين احباب الامس مناصرى وداعمى الانقلاب الاسود , والا كيف يستقيم بكاء الرئيس امام المصلين وعلمه المتأخر باستشراء الفساد فى البر والبحر , ولماذا صدرت الاوامر الرئاسيه بتكوين محاكم الفساد والتى ولدت ثم ماتت فى حينها للفساد الذى صاحب التكوين .المواقع الاسفيريه لم تؤجج الحروب الاهليه ولم تسع لاستمرارية التطهير العرقى وتسييد البعض على البعض وظهور المحسوبيات البغيضه واكل مال الناس بالباطل , المواقع والصحف الالكترونيه لم تحلل حراما ولم تتحلل من اذى ألحقته بالامه كما فعل متنفذى النظام ولم تحرض على قتل الابرياء فى سبتمبر ولم تفصل الجنوب يا ريس . اما احداث الجنينه فان تضارب التصريحات بين الوالى والمعتمد لم تكن تلفيقات المواقع الالكترونيه بل كانت ملئ السمع والبصر والعقل وعلى عينك يا ريس .

ما تريده الحكومه من المواقع الالكترونيه لن تحصل عليه لانها ببساطه ليست متاحه للمفسدين ولا مكان للمحاباة على حساب الشعب الذى اعطى كل هذه الثقه للمواقع والصحف وواظب على قرائتها والتعليق والنقد الموضوعى بالراى السديد يا ريس .
ان كتاب المواقع والصحف الالكترونيه يكتبون باسمائهم الكامله ولا يرقصون خارج الداره وبالتالى فان القانون الذى يطال عثمان ميرغنى لن يعجز فى ان يعاقبهم اذا اخطأوا او اجرموا فى حق الوطن , فهموا جند الوطن الاوفياء يا ريس .

اخيرا بداية الانقلاب كان استغلالا للديمقراطيه وللمساحه الحره المتوفره شرعا , واستمراركم فى الحكم كان لعشم الامه فى ان ينصلح حالكم , وتماديكم فى التضييق على الناس كان لعدم اعترافكم بالاخر وبالحريه , فالبتالى سوف لن نطلب منكم مساحة نعبر من خلالها لان فاقد الشئ لا يعطيه يياااااااااااااااا ريـــــــــــــــــــــس .
التحاور مع النظام تحت اية بنود او مبررات خيانة عظمى للوطن .
من لا يحمل هم الوطن --- فهو هم على الوطن .
اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان --- آميــــــــــــــــــــــن .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق