الأحد، 10 يناير 2016

يحد ث في السودان فقط: مداخلة على مجموعة «واتساب» تؤدي بصاحبها إلى المحكمة


لندن ـ «القدس العربي»:

واصلت الحكومة في السودان حملتها على الصحافيين المعارضين بسبب أنشطتهم المتعلقة بأداء أعمالهم المهنية، كما واصلت فرض الرقابة الصارمة على الانترنت ومختلف الأنشطة الاعلامية في البلاد.
واعتقلت الشرطة السودانية رمضان محجوب مستشار رئيس تحرير صحيفة «الصيحة» السودانية، كما اعتقلت علي أبا يزيد أحد قيادات إتحاد الصحافيين السودانيين يوم الثالث من كانون الثاني/يناير الحالي، وذلك على خلفية نشر تعليق بشأن شقيق أحد التنفيذيين وذلك من خلال مجموعة مغلقة للتواصل الاجتماعي على تطبيق «واتساب». 
وألقت قوات الشرطة القبض على رمضان محجوب، من داخل مستشفى الأمل، حيث كان يلازم شقيقه المصاب في حادث سير،‫ واصطحبته إلى مقر النيابة في الخرطوم بحري، وحققت معه باعتباره المسؤول عن مجموعة «آخر خبر» على تطبيق واتساب، بخصوص تعليقات نشرها عضو المجموعة، والقيادي باتحاد الصحافيين علي أبا يزيد انتقد فيها حافظ حميدة شقيق وزير الصحة في ولاية الخرطوم، في 16 كانون أول/ديسمبر 2015.
وأفرجت النيابة العامة في وقت لاحق عن محجوب وأبا يزيد بعد خضوعهما للتحقيق في البلاغ المقدم ضدهما وفقا للمادتين العاشرة والسابعة عشرة، المتعلقة بتشويه السمعة، وقد أرفق الشاكي بعريضة الدعوى بريدا الكترونيا أرســـل إلـــيه من أحـــد الأشخاص متضمنا مداخلة ابا يزيد، التي انتقد فيها حميدة. 
وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجدداً على حجم الرقابة والتضييق التي تمارس على الإعلاميين ومؤسساتهم في السودان، حيث انها الواقعة الأولى من نوعها التي تتسبب فيها مجموعة على تطبيق «واتساب» بالاعتقال لمدير المجموعة وأحد الأعضاء، رغم أن مجموعات الـ»واتساب» مغلقة تقتصر على الأعضاء المنضمين إليها.
يشار إلى أن السودان تحتل الموقع الأخير بين الدول العربية في حرية استخدام الانترنت وفقاً لتقرير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» كما تتعرض شبكات التواصل الاجتماعي لهجوم شديد وتهديدات بالحجب داخل السودان، وفتاوى دينية تحرض ضد هذه المواقع، خصوصاً بعد الدور الهام الذي لعبته في نشر أخبار الاحتجاجات التي شهدتها البلاد.
وأعربت الشبكة عن تنديدها لتوقيف اثنين من الصحافيين بسبب مداخلة على «واتساب» وقالت «إن التهمة الموجهة إلى رمضان محجوب، وعلى أبا يزيد، تهمة باطلة وإعتداء على حق الصحافيين في حرية التعبير، وخاصة أن المجموعات المكونة على تطبيق واتساب هي مجموعات مغلقة». 
وطالبت الشبكة السلطات السودانية بإســـقـــاط الإتهام بحق الإعلاميين رمضان محجوب، وعلى أبا يزيد، وحفظ التحقيق، والعمل على فتح المجال في وسائل التعبير المختلفة أمام المواطنين للتعبير عن آرائهم ومشاكلهم وشكواهم ونقدهم للمسؤولين دون خوف من السجن.

القدس العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق