مشروع تحويل مجرى النيل الأبيض الجديد بطول 470 كلم بدلاً عن 1700 كلم… ليصبح إلتقاء النيلين الأزرق والأبيض في مدينة الملتقى بدلاً عن مقرن النيلين بالخرطوم.. وسيوفر مساحة 2 مليون فدان زراعية ليصبح بمثابة مشروع الجزيرة… وسيحمي الخرطوم من مخاطر السيول والفيضانات… ويكون الإمتداد الجغرافي الطبيعي لمدينة الخرطوم غرباً…
وهو ما يعني أن قطاع مجرى نهر النيل الرئيسي من الخرطوم وحتى الملتقى سيكون للنيل الأزرق وحده، وتكون البداية الحقيقية لنهر النيل بعد إقترانهما وإلتقائهما في الملتقى.
تحديداً القطاع يبدأ من القطينة بولاية النيل الأبيض وحتى الدبة بالولاية الشمالية مروراً بولايتي الخرطوم وشمال كردفان يعني مشروع قومي استراتيجي.
والمسار المقترح كان أحد أفرع النيل في العصر القديم طبقاً للدراسات عبر وادي المقدم…. ومناسيبه مناسبة، والأرقام توضح بعض المناسيب على طول القطاع وبعضها يحتاج لإعادة تأهيل.
ولا أعتقد أن الموقف المصري سيكون سالب… وهو خصماً من حصة السودان للمياه، وسيضيف ناتج حصاد مياه السيول التي اغرقت الخرطوم قبل عامان وتتكرر سنوياً، وقدرت بحوالي 4 ملايين متر مكعب فقط من السيول التي هي وبالاً علينا.
ومصر تحتاج للنظر إلى النيل الأبيض والتقليل من فواقده التي تتجاوز 80% نتيجة البخر والتسرب في اعالي النيل… ولابد أن تدعم مثل تلك المشروعات، خاصة بعد مهددات سد النهضة الإثيوبي على الأمن القومي المصري والبحث عن بدائل.
الخبرات المصرية في مجال القنوات والمجاري المائية متميزة، ودونكم إنجاز قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط
أما ما يخص المشروع فالمصلحة للشعب بالبلدين… فهو شعب واحد جزأته يد الاستعمار للحد من قوته الكامنة في عقول وسواعد أبنائه
هو مشروع من مشروعات الأمن المائي لحماية الخرطوم في حال تصريف كميات زائدة عن المسموح به عقب إنشاء سد النهضة الإثيوبي… أما عن دراسات الجدوى البيئية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فقد تمت بشكل جيد منذ منتصف القرن الماضي على يد الانجليز، وهو مقترح منذ عهد الانجليز ونتوسع في دراساته طبقاً للمستجدات.
كما أن المشروع يختصر مسار النيل الأبيض من 1700 كلم الي اقل من 500 كلم… ويستوعب مشروعات زيادة ايرادات النهر في اعالي النيل الأبيض مثل قناة جونقلي وغيرها والتي لو تمت فإن القطاع المائي بولاية الخرطوم لا يسمح بتمريرها إلا بإغراق اجزاء كبيرة تقدر بملايين الدولارات.
مأخذ التحويلة للنيل الأبيض الجديد يتم على بعد بضع كيلومترات جنوب سد جبل أولياء بالخرطوم… عند جزيرة تقسم مجرى النيل الأبيض، بحيث يتم تحويل فرع النيل غرب هذه الجزيرة إلى مسار النيل الأبيض الجديد وعمل حاجز للمياه… مع الإبقاء على قدر معين يعبر مسار النيل الأبيض الحالي في الخرطوم حرصاً على الأنشطة الزراعية والرعوية المرتبطة به. ليصب النيل الأبيض الجديد في نهر النيل غرب سد مروي بمحاذاة قرية الدبة.
بقلم.. المهندس: عثمان حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق