السبت، 25 يوليو 2015

وصفة جديدة لعلاج القلق والتوتر والاكتئاب.. كبسولة رقص


الخرطوم - نمارق ضو البيت
ابتكر المختصون في مجال الطب النفسي طرقا حديثة في علاج الحالات المتأثره نفسيا، وقد أثبتت هذه الطرق نجاحها وتأثيراتها الناجعة بعد دراسات علمية وعملية مطولة، من هذه الطرق العلاج بالرقص، الضحك، البكاء، والفضفضة داخل مجموعات تعاني ذات المشكلة مثل المدمنين كما لو أنهم يؤيدون نظرية (المحن المتشابهة تخلق حالة من الثقة)، إلى جانب العلاج بالموسيقى وغيرها من طرق العلاج النفسي؛ التي توصل الفرد إلى مرحلة التوازن النفسي، فتخيل أن الأشخاص الذين يعانون القلق والتوتر في صالة للرقص ويظلون يرقصون وحتى ينخفض منسوب الانفعال لديهم، لكن هنا في السودان لم تعتمد مصحات العلاج النفسي هذه الأنماط لعدة أسباب؛ بحسب رأي المختصين.
أنماط علاجية حديثة
اتجهت العديد من الجمعيات المهتمه بأمر الصحة النفسية لإجراء دراسات حول آخر أساليب وأنماط العلاج النفسي، وعلى سبيل المثال الجمعية الأمريكية للعلاج بالرقص؛ التي استغرقت في إجراء أبحاثها العلمية والعملية لتصل إلى فاعليته وتأثيره على الجسد والعقل، طارحين فرضية ترابط الجسد والعقل، بعد أن توصل الباحثون إلى أن العلاج بالرقص يعمل على زيادة الثقة بالنفس من خلال التعبير عن المشاعر الذاتية الحركية بمنتهى الحرية، كما أنه من العوامل المساعدة على الاسترخاء والتغلب على مشاعر القلق والتوتر والاكتئاب، ولأن الجسم يقوم بإفراز هرمونات تعمل على تهدئة الأعصاب وتقليل حدة التوتر عند الرقص يتم تعديل مزاج تلقائيا، وبالتالي تنتج حالة من السعادة والابتهاج.
كما اعتمد علماء النفس أنماطا جديدة لعلاجات تبعث على التوازن النفسي مثل العلاج بالموسيقى، أو بالفكاهه والضحك، وينصح الاطباء بمجالسة الشخصيات المرحة أو مشاهدة المسرحيات والبرامج الكوميدية المفرحة، كي تزول حدة التوتر والانفعال اللذين قد يجلبان أمراضا مؤذية مثل ارتفاع ضغط الدم وغيره من الأمراض العضوية، هذا إلى جانب الضغوط النفسية.
الحفلات والتجمعات المبهجة
"حين نكون في أحد التجمعات المرحة أو في حفلات راقصة نكون في أفضل حالاتنا النفسية"، هكذا ابتدر محمود فضل الله – طالب محاسبة مالية- حديثة واسترسل: "وحتى إن كانت أمزجتنا معكرة ونعاني من الكثير من الضغوط الحياتية؛ فإن الذهاب إلى الحفلات ومشاركة الأصدقاء بالرقص والغناء يجدي نفعا في مثل هذه الحالات، ونعود إلى المنزل منهكين من المجهود البدني وكثرة الضحك فننام مرتاحين".
ووافقه الرأي صديقه أحمد عباس – طالب محاسبة - وأضاف: المجتمع السوداني يتقبل الغناء والرقص وكل مظاهر الابتهاج، لكنه حساس جدا ومتحفظ في ما يتعلق بزيارة الطبيب النفسي، فليس هنالك ما يضير في الرقص، الفضفضة، الضحك في حدود السلوك العادي، أما حين تكون هذه السلوكيات بناء على نصيحة طبيب فيختلف الأمر، فلا زالت ثقافة زيارة المعالجين النفسيين بعيدة عنا.
المجتمع السوداني ليس متصالحاً
وقالت الدكتورة سلمى جمال – اختصاصية الطب النفسي: في مصحاتنا بالسودان نعتمد العديد من الوسائل العلاجية منها مجموعات الفضفضة، وهي أن نقوم بجمع مجموعة من الأفراد الذين مروا بذات المشكلة الحياتية، فيقوم كل واحد منهم بسرد قصته، هواجسه، مشاعره، وحتى تطلعاته، وهذا النوع من العلاج يوضح للمريض الرؤية ويشعره بأنه ليس وحيدا وبأن هنالك من يشاركه ذات الهم، وتضيف: وكذلك نستخدم العلاج بالموسيقى التي نستبدلها نحن المسلمين في كثير من الأحيان بالقرآن، أما العلاج بالضحك أو الرقص وغيرهما من الأنماط الجديده فلم نستخدمها بعد في النطاق المحلي، وذلك نسبة لقلة الترابط بين المجتمع والطبيب النفسي؛ ما يجعله آخر المحطات العلاجية بعد طرق باب الدجالين، العرافين، والشيوخ، فالمجتمع السوداني ليس متصالحاً مع فكرة زيارة الطبيب ويعتبر المريض النفسي مجنونا، لكن في أوروبا وأمريكا يستخدمون العلاج بالرقص، الضحك، الفضفضة في مراكز اعادة التأهيل ومصحات العلاج النفسي، ليس هذا فحسب بل لازالوا يبتكرون أنماطا جديدة من العلاج
اليوم التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق