الأربعاء، 22 يوليو 2015

فى تقرير استقصائي : مجند طلاب الطب لداعش لا يزال بالسودان



كشف تقرير استقصائي لـ (بي بي سي) الانجليزية ان بريطانيا يدعى محمد فخري الخباس لعب دورا رئيسيا في تجنيد 16 طالبا يدرسون الطب في جامعة مامون حميدة لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
واورد التقرير ان عملية تجنيد طلاب الطب تمت في السودان حيث درس فخري ، وانها أكبر مجموعة من البريطانيين تنضم لداعش .
ونشأ فخري، البريطاني من أصول فلسطينية، في شمال شرق إنجلترا وتربى مع أخوين لأب يعمل طبيبا بالهيئة الوطنية للخدمات الصحية.
وبدأ دراسة الطب في جامعة مامون حميدة بالخرطوم عام 2008، وتخرج من الجامعة في 2013.
وفي 2011، تولى فخرى رئاسة جمعية الحضارة الاسلامية بالجامعة التى تحولت إلى كيان أكثر تطرفا على يده.
وقال بعض طلاب الجامعة، الذين اشترطوا عدم ذكر أسمائهم، إن محمد فخري كان يستغل دوره في الجمعية لنشر الإسلام السياسي.
وكانت أغلب اجتماعات الجمعية عادية لا تنطوي على أي من الممارسات المثيرة للجدل، لكن اجتماعات مغلقة كانت تعقد بعيدا عن الحرم الجامعي استغلت في تجنيد الطلاب.
وبعدها بدأ فخرى في الدعوة إلى رفض البحث عن وظائف في الغرب.
وتزعم ادارة الجامعة أن فخري موجود في سوريا، بينما عبر احد اشقائه عن اعتقاده بان فخرى لا يزال في السودان. ورفضت أسرته إجراء مقابلة مع بي بي سي.
كان أغلب الطلاب البريطانيين بجامعة مامون حميدة أبناء أطباء ناجحين بريطانيين من أصول سودانية. وكان هؤلاء الأطباء يرسلون أبناءهم إلى الخرطوم لدراسة الطب بهدف ربطهم بجذورهم قبل العودة إلى بريطانيا لممارسة المهنة.
وكان تسعة من طلاب الطب والأطباء حديثي التخرج البريطانيون من أصول سودانية قد اختفوا من الخرطوم في مارس 2015 ، واتجهوا إلى تركيا جوا ثم عبروا الحدود إلى سوريا ، كما تبعهم تسعة آخرون في يونيو 2015 ، إلا أن السلطات التركية اعتقلت اثنين منهم.
ورجح أحد طلاب السنة النهائية بالجامعة أن فخري خدع الطلاب. وقال إنه (فخري) كان يخبر الطلاب أنهم سوف يعملون كأطباء على الحدود التركية السورية تحت لواء تنظيم داعش ، هذا هو ما قاله الطلاب الذين تمكنوا من العودة. وأضاف ان بعضهم منذ وصلوا إلى وجهتهم وإلى أن عادوا لم يكن أي منهم يعلم إلى طرف من أطراف الصراع ينتمي وسط الحرب الدائرة في سوريا. لقد كان يستغل نواياهم الحسنة.
وكان طالبان من العائدين من سوريا قد سُمح لهم باستئناف الدراسة في الجامعة هما زينب وداعة وأحمد عبدون، إلا أنهما ابعدا بعد ذلك.
وكان أحمد سامي خضر، ابن طبيب بريطاني، من الطلاب البريطانيين الذين استهدفهم التنظيم، طالبا في مدرسة ويلنغتون لقواعد اللغة بجنوب لندن وتخرج من جامعة مامون حميدة في يوليو 2014.
وقالت إحدى الطالبات اللاتي عاصرنه أيام الدراسة إنه كان (مهذبا، وذكيا، ولطيفا، ومنفتحا على الآخرين. ولم يكن ذلك النوع من الأشخاص الذين يتحدثون عن فكرة الجهاد أو الإرهاب أو يشجعون عليها) ، لكنها شاهدته في المرة التالية في فيديو ترويجي نشره تنظيم داعش في مايو الماضي بعد شهرين من اختفائه مع شقيقته ندا.
وتظهر بعض الصور الشخصية المنشورة على حساب أحمد خضر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك شخصا مرحا، إلا أن مصادر أخبرت بي بي سي بأنه بدأ يعيش في عزلة عن المجتمع منذ عام تقريبا.
وجرت العادة أن تظهر مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم رجالا ملثمين يستعرضون وهم حاملين أسلحتهم، إلا أنها أظهرت هذه المرة رجلا يتحدث بلطف داعيا أصدقاءه من الأطباء إلى الالتحاق بداعش .
وأعربت صديقته السابقة عن صدمتها لما سمعت كلمات خضر قائلة (يبدو وكأنه تعرض لعملية غسل مخ، أو أنه يتحدث من خلال شخص آخر).
بعد أسبوع واحد فقط من ظهور هذا الفيديو على الإنترنت، غادر الطلاب البريطانيون الخرطوم إلى سوريا.
ويرى البعض أن هناك تقصير من جانب الجامعة وأنها لم تقدم الرعاية الكافية للطلاب أو لم توفر أنشطة منهجية إضافية.
وتحدث أحد اولياء امور الطلاب عن ضعف شديد في رعاية الطلاب، والأنشطة الاجتماعية، وجذب اهتمام الطلاب، وهو( أكبر من أن نصفه بالخطأ).
وقال ماني عبد الكريم إبراهيم، عامل بريطاني من أصول سودانية في لندن، إن الطلاب المسلمين تحديدا معرضون أكثر من غيرهم لممارسات قد تدفع بهم إلى الانضمام لتنظيم داعش.
وأضاف (إذا كنت لا تفهم الإسلام جيدا وعجزت عن الإجابة على النقاط التي يثيرونها، فمن المحتمل إلى حدٍ كبيرٍ ان تسلم بما يقولونه).
في غضون ذلك، حذر طالب سابق بنفس الجامعة من الذهاب إلى سوريا ، وأضاف (من خلال ما سمعت، هناك الكثير من أنصار تنظيم داعش الذين سافروا يعتزمون العودة إلى بريطانيا والعمل بالهيئة الوطنية للخدمات الصحية في بريطانيا تحت أي ظرف).
حريات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق