السبت، 15 أغسطس 2015

السودان وحكومة طبرق.. خلافات متجددة


أزمة متصاعدة بين الحكومة السودانية وحكومة طبرق المنبثقة عن البرلمان الليبي المنحل، بعد أن استدعت الحكومة السودانية الملحق العسكري الليبي في الخرطوم، للاحتجاج على دعم متمردين سودانيين، مما فسر في السودان بالأمر الخطير.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
لم تمض إلا أشهر معدودة حتى عادت الاتهامات المتبادلة بين حكومتي طبرق الليبية والسودان لتطل برأسها من جديد بعدما احتجت الأخيرة على إيواء وتدريب طبرق لمتمردين سودانيين وتحفيزهم للقتال بجانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ونفت حكومة طبرق -المنبثقة عن البرلمان الليبي المنحل- تلك الاتهامات، مع تأكيدها عدم دعمها لأي طرف في الصراع الدائر في إقليم دارفور السوداني.
فيما قال رئيس حركة تحرير السودان أركو مناوي الذي تتهم حكومة طبرق بسببه إن تلك الاتهامات ترمي للتغطية على دعم الخرطوم للجماعات التي وصفها بالإرهابية في ليبيا.
وكان المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد قال بعد استدعاء الملحق العسكري الليبي بالخرطوم في بيان صحفي إن مشاركة متمردي حركة مناوي ضمن قوات اللواء حفتر تمثل تهديدا للأمن القومي السوداني بدارفور على نحو خاص، وللأمن الإقليمي على الحدود السودانية الليبية بشكل عام.
فيما رد مناوي على ذلك في تصريحات صحفية بالقول إن الاتهامات "ليست سوى محاولة لتغطية جرائم ارتكبتها الخرطوم في ليبيا بدعم تنظيم الدولة الإسلامية"، وأضاف "أن كل ذلك هو محاولات لتغطية دعم الإرهاب بليبيا وتدريب المعارضتين التشادية والمعارضة بأفريقيا الوسطى بالسودان".
بينما أعلنت الخارجية السودانية أنها تدرس موقف الحكومة الليبية بشأن دعمها حركات دارفور المسلحة، ووفقا لذلك ستقرر إن كان الأمر يتطلب استدعاء السفير الليبي بالخرطوم أم لا، مشيرة عبر المتحدث باسمها علي الصادق إلى اتصالات مع السفارة السودانية في طرابلس بهذا الخصوص.

موسى دعا الحكومة السودانية للتعامل بمرونة مع انعكاسات عدم الاستقرار بليبيا لجزيرة)
سوء فهم
أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية عبده مختار موسي اعتبر الاتهامات الموجهة من السودان وحالة الإنكار الليبي "مرحلة جديدة من مراحل سوء الفهم المتكررة بين البلدين"، وقلل من احتمال تأثيرها المستقبلي على العلاقات بينهما.

ودعا الحكومة السودانية إلى "التعامل بمرونة مع انعكاسات حالة السيولة وعدم الاستقرار التي تشهدها ليبيا، والتعاطي بحذر تجاه ما يحدث في ليبيا التي تعيش حالة اللادولة، حتى لا يرتد عليها الأمر بمآلات غير محمودة".
وقال للجزيرة نت إنه من الطبيعي أن تسعى الحركات المسلحة للاستفادة من الوضع الليبي المائع والبحث عن دعم أحد الأطراف التي أفرزها هذا الوضع، بعد أن فقدت دعم ليبيا القذافي وقواعدها في تشاد، محذرا من مطاردة الحركات السودانية المتمردة في خارج البلاد.
بيومي: تدخل المؤسسة العسكرية السودانية بهذه الطريقة يعني أن الوضع خطير (الجزيرة)
تجسس مشترك
بينما يؤكد الخبير الأمني العميد متقاعد حسن بيومي أن الطرفين يعرفان ماذا يفعل أحدهما تجاه الآخر، مشيرا إلى ضياع الحقيقة بين الطرفين. ويقول للجزيرة نت إن طرفي الخرطوم وطبرق يتجسس كلاهما على الآخر بسبب سوابق متراكمة، وحذر في الوقت نفسه من خطورة الأزمة على الدولتين معا.

لكنه يرى غرابة استدعاء الملحق العسكري "في حين أن الاحتجاج دائما ما يكون دبلوماسيا وليس عسكريا"، مشيرا إلى أن تدخل المؤسسة العسكرية السودانية بهذه الطريقة "يعني أن الوضع وصل إلى درجة كبيرة من الخطورة".
أما الخبير العسكري اللواء متقاعد المعز عتباني فيرى أن الوضع بين السودان وليبيا من أكثر الأوضاع تعقيدا، مشيرا إلى أن ما يجري في ليبيا "يهدد دول العالم العربي بأسرها".
ويقول للجزيرة نت إن الحركات المتمردة في دارفور "وجدت أنها يمكن أن تنسف العلاقة بين الخرطوم وطبرق قبل أن تحصل على ما تريد من عتاد عسكري ومالي بالاستفادة من حالة الميوعة التي تعانيها ليبيا، راهنا تحسن العلاقة بينهما باستقرار الأوضاع في ليبيا وتوحيد حكومتها".
المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق