الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

"فندورا" تحقّق حلم "صُنع في السودان"


"فندورا"، هو اسم مركّب من "فن" و"دور"، أطلقته ميسون مطر واثنتان من صديقاتها على مشروع خاص بتدوير النفايات للحفاظ على البيئة في السودان، بالإضافة إلى التراث. ليس هذا فقط. أردن تحقيق هدفٍ آخر، وهو الاهتمام بالصناعات السودانية المحلية، وكتابة عبارة "صُنع في السودان"، وتعزيز قدرات المرأة، ما من شأنه أن يساهم في تنمية الدولة بشكل عام. هؤلاء آمَنّ أن المرأة نصف المجتمع. كان "فندورا" بمثابة حلمٍ بسيط بدأت فكرته قبل ثلاثة أعوام، حين اتخذت مطر قرارها بالانخراط في مجال الأعمال، من خلال العمل اليدوي والاستفادة من المنتجات السودانية المحلية. بدأت في صنع أكسسوارات للفتيات على الرغم من أن مجال دراستها كان بعيداً تماماً عن تلك المهنة، هي التي تخصصت في الفيزياء النووية وعملت لبعض الوقت في مهنة التدريس. في البداية، استخدمت مطر عدداً من المواد المحلية على غرار "الودع" و"الخيش" و"الجلود"، بالإضافة إلى مواد أخرى يمكن تدويرها، كالصحف القديمة والكراتين الفارغة وعلب المياه الغازية المختلفة، وإطارات السيارات، لتكون النتيجة أكسسوارات وتحف لتزيين المنازل وغيرها. تقول مطر لـ"العربي الجديد": "اخترنا فندورا لأننا على دراية بأهمية الفن لناحية الارتقاء بالمجتمع"، لافتة إلى أن العمل اليدوي يساهم في التغيير أيضاً على غرار المسرح والموسيقى والغناء والرسم وغيرها من الفنون. تضيف أنها عرضت الفكرة على اثنتين من صديقاتها لتتحوّل إلى مشروع متكامل، في ظل غياب منتجات في السوق المحلي والسوق العالمي تحمل عبارة "صنع في السودان". تتابع أن "فندورا كان بمثابة حلم أردنا من خلاله تحقيق هدفين: الأول هو الحفاظ على التراث السوداني، والثاني هو حماية البيئة، من خلال الاستفادة من المواد المحلية، وإعادة تدوير النفايات المختلفة"، علماً أن التخلّص منها يؤدي إلى مشاكل بيئية كثيرة، بالإضافة إلى الإصابة أحياناً بأمراض قاتلة. وتؤكد مطر أن الفكرة تقوم على تعليم هذه الحرفة للشرائح الفقيرة، بالإضافة إلى المساجين والأطفال في الإصلاحيات ودور الأيتام، فضلاً عن النساء في مختلف الأحياء، من خلال إقامة دورات تدريب لتلك الفئات في أماكن تواجدهن. وتوضح أننا "أطلقنا عدداً من الدورات التدريبية للمساجين والأطفال". اقرأ أيضاً: ثلاثة ملايين طفل خارج المدرسة في السودانتحديات كثيرة تواجه مشروع "فندورا" على الرغم من اعتماده على مواد محلية. في السياق، تشرح مطر أنه "منذ البداية وحتى اليوم، نعاني من بعض المشاكل المادية على الرغم من أن المشروع انطلق من خلال رأس مال متواضع، وهو 120 جنيهاً (نحو 19 دولاراً)". تضيف: "دائماً ما نجمع المخلّفات من المنازل مباشرة، أو من خلال فيسبوك عبر صفحة فندورا. وتصلنا مخلّفات من أصدقاء الصفحة، على غرار أجهزة معطلة وأوراق قديمة وأسطوانات وأسلاك وكتب قديمة وغيرها". وتتابع أننا "لا نجد حرجاً في جمع مخلّفات المحال التجارية". توضح أن مشروع "فندورا" بدأ يزدهر تدريجياً، بعدما استقطب متعاونين من مختلف المناطق لزيادة الإنتاج وتوسيع نطاق التوزيع، "في النهاية، بتنا قادرين على تأمين جميع احتياجات السوق المحلي والتصدير إلى الخارج". وتلفت إلى أن "الفكرة الأولى كانت العمل على صناعة منتج سوداني، وصولاً إلى إنشاء فروع عدة". تجدر الإشارة إلى أن "فندورا" يعتمد على إبداع الأشخاص، وإن كان القائمون على المشروع قد عملوا على الاستفادة من الإنترنت لتنمية قدراتهم، في ظل غياب المتخصصين في هذا المجال. تقول مطر إنه "أصبح سهلاً تعلّم أشياء كثيرة من خلال الإنترنت، ويمكن الاستفادة من فيديوهات تعلّم كل شيء من الألف إلى الياء، وتساعد على ابتكار أفكار جديدة". أيضاً، تؤكد أنها تلقت دورة تدريبة مع خبراء ألمان لمدة ثلاثة أيام فقط، وكانت معنية باستخدام أكياس البلاستيك لصناعة خيمة بلاستيكية كبيرة. كما تلفت إلى أنه كانت لها شراكات مع "مجلس شؤون البيئة" لنشر ثقافة إعادة تدوير النفايات، عدا عن إسهامها في تدريب خمسين طفلاً وراشداً في إطار هذه الشراكة، وإلقاء محاضرات في السجون. على صفحتها على "فيسبوك"، أعلنت "فندورا" عن معرض خاص لإعادة تدوير النفايات اعتباراً من الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على أن يتيح لهواة التصوير التنافس في ما بينهم، من خلال التقاط صور من البيئة المحيطة في المنزل والشارع والحي، تحمل أفكاراً تتعلق بإعادة التدوير، على غرار صنع سيارات مصنوعة من علب الصلصة، أو استخدام زجاج المربيات للبهارات.
العربي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق