السبت، 31 أكتوبر 2015

أشكو ليك يا ربي




ماهي الصفات اللازمة في الشخصية لكي يصير المرء (نائبا) برلمانيا؟؟ .. ما الذي يجعل احدهم يأنس في نفسه الكفاءة لكي يقول انه سيرشح نفسه لكي يصير نائبا برلمانيا ناطقا باسم جماهير الشعب السوداني (؟؟؟ ...اذا سألتموني رأيي سأقول ان الصفة الوحيدة المؤهلة لمنصب (النايب ) هو ان تأتي بتصريح تسير به الركبان ويصبح حديث القاصي والداني ...يبدو ان هذا هو الشرط الوحيد...ولا ثاني له غير ان يصحى احدهم ذات صباح ويلقى نفسه برعي ..اقصد (نائب)..ربما لذلك يتبارى فينا (نواب) الشعب لكي يدلي كل بدلوه ..ويكون حريصا على ان يكون تصريحه من بيت الكلاوي ومن نوع (ما لم يأت به الاوائل )...
قبل فترة ليست بالقصيرة اطل علينا احد النواب من كوكبهم العامر ..وتوعد كل من عارض الحكومة بعدم دفنه في السودان اذا مات وهو على معارضته ...في ذلك الوقت حوقلنا وتعجبنا قائلين (اطلع الغيب ؟ام اتخذ عند الله عهدا ؟؟).. ....ولكن ما اتي به احدهم امس الاول جعلنا نصفق للعبقرية والتصريح الذي تفتق ذهنه عنه ونقرر منحه كأس التفوق في (التصاريح) ...قال السيد النائب (ادام الله عزه )...(ان سبب تدهور الاقتصاد هو هذا الشعب ...المتراخي وغير الجاد) ...اي والله هذا ما قرأته على اوراق الصحف السيارة ...ما شاء الله عبقريات نضمها بين افراد شعبنا ولا تظهر الا في الملمات...تصريح تفوق به هذا النائب و(فات الكبار والقدرو)..
لا اذيعكم سرا .. انني قد تنفست الصعداء عندما قرات تصريح هذا النائب ..ذلك لانه (جاني في جرح) ..واراحني من هم الاجابة على سؤال لمبة عبقرينو ..فقد كنت اطلعت في جنبات الاسافير على تلك النشاطات التي تقوم بها منظمات العمل الطوعي ..منظمة شارع الحوادث اخرانجازاتها هوتاهيل عنبر باكمله وتهديه الى مستشفى البلك ...منظمة شباب النهضة بمدينة رفاعة تبني مستشفى للاطفال كاملا بالجهد والدعم الذاتي ..وهذا غيض من فيض اعمالها في مدينة رفاعة ...منظمة قطار الخير تبدأ في دعم مستشفى عطبرة وكذلك شارع الحوادث فرع عطبرة ...عديل المدارس جابت السودان طولا وعرضا لصيانة المدارس بدعم الاهالي ...وليس على المسؤول الا ان يجهز (البدلة ) التي سيرتديها عند قص الشريط ...كل هذه المنظمات الطوعية وغيرها كثر ...شرعت في عمل اشياء من صميم اختصاص الحكومة ..التي من اهم واجباتها هو تاهيل المرافق العامة وتحسين الخدمات للمواطنين ..فسألتني لمبة عبقرينو (هل قنع الناس من خيرا في الحكومة ..فتولوا شأنهم بأنفسهم؟؟ )....يبدو يا سيدى ان هناك التباسا في الفهم وخلطا في الادوار قد حدث ...فنحن جماهير الشعب المفترض علينا ان نذهب ونعمل لدعم هذا الاقتصاد المتراخي كما قلت ولكننا وجدنا الشوارع تملؤها الحفر فقررنا ان نردمها ..وجدنا المدارس ايلة للسقوط فقررنا اصلاحها ...وجدنا المستشفيات جالبة للمرض وليست منجية منه فدفعنا (دم ) قلبنا لاصلاحها ..كل هذا يا سيدي شغلنا عن العمل لرفع الاقتصاد ودعم الخزينة لكي تجد مالا لبنزين العربة ..فاصبحت ياللبؤس تدفع من (حر مالك) للذهاب للجلسات في البرلمان 
السيد النائب المحترم ..دعنا نصل الى كلمة سواء ..بما اننا تقاعسنا عن اداء مهامنا وكنا سببا اساسيا في تدهور الاقتصاد مما ترتب عليه العجز في الميزانية وتعذر عليكم حضور الجلسات لعدم توفر نثريات الوقود للعربات ..ايه رأيكم توقفوا اجتماعات وتنزلوا شغل معانا ؟؟...اختار ايها انسب لك .. ما رأيكم بجمع نفايات العاصمة لمدة عام مثلا ؟؟؟ ..او احضار المياه (بالجردل ) لاحياء انقطع منها الماء لاشهر عدة؟؟ ..ايه رأيكم ؟؟ .طيب ردم الحفر في الشوارع؟؟ ....ربما يا سيدي نجد وقتا للعمل وتتحل المشكلة...اما الان ..كل ما نستطيع فعله هو ترديد اغنية الصباح مع ادم ...(اشكو ليك يا ربي )
د. ناهد قرناص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق