الأحد، 27 مارس 2016

القيادي بالعدل والمساواة “أبو سن بخيت ضو البيت” : السيسي وابو قردة عنصريون ويعملون في تكتلات

نعم تمردنا وأخطأنا.. أعلن توبتي ولو أبيع كريمات للنساء لن أحمل سلاحاً
الحركات تجني الأموال وتتاجر بالقضية.. ودارفور تعيش أوضاعاً قاسية
“عبد الواحد” و”مناوي”.. لم يعد لهم تأثير على المتمردين..
أعترف.. ما زال بعض منتسبي الحركات جناح السلام يحدثون التفلتات الأمنية لهذا السبب…!!
إسرائيل تدعم الحركات المسلحة الآن.. وبعض المتمردين غيروا مذاهبهم ودينهم هناك
حوار- نجدة بشارة
ثلاثة عشر عاماً مضت قبل أن يضع السلاح أرضاً ويستمع لصوت العقل بعد أن اكتشف- حسب قوله- أن المطالب تتأتى بالحوار الوطني، وبعد أن فقد الثقة في قيادات حركة التمرد ووصفهم بأنهم (منتفعين) وأنهم قد باعوا قضية دارفور، ويعملون الآن وفقاً لمصالحهم الشخصية.. وأعلن “أبو سن” (جقلا) العائد من التمرد الذي عمل داخل حركة تحرير السودان جناح “عبد الواحد” قبل أن ينشق عنها وينضوي تحت قيادة حركة العدل والمساواة السودانية الإصلاح، المنحدر من منطقة (دارارتاج) بدارفور عن توبته من حمل السلاح وشعوره بالندم لما اقترفه طيلة السنوات السابقة، وقال: (أفضل أن أكون مواطناً عادياً يطالب بحقوقه بطرق مشروعة). وأضاف إن القيادات بالحركات استغلت المتمردين وأصبحت تتحرك بأوامر من الدول الأوروبية وإسرائيل.. وكشف عن فقدان معظم منتسبي الحركات المسلحة للبوصلة والدليل الآن، وقال إنهم أصبحوا يعملون بلا دليل أو هدف الشيء الذي يفسر الانفلات الأمني والنهب المسلح في دارفور.
وأكد (جقلا) أن هنالك أعداداً كبيرة من أبناء دارفور منتشرون بالدول الأجنبية يلبسون “السلاسل والحلقان”، وبعض منهم ترك مذهبه ودينه، وقال إن هؤلاء يتصيدون زيارات المسؤولين في الحكومة السودانية ليقوموا برفع اللافتات والهتاف بلا دليل أو هدف واضح، طالباً من الحكومة السودانية الاهتمام بإرجاع هؤلاء الشباب إلى بلادهم.

{ الآن وقد وضعت السلاح جانباً وحكّمت صوت العقل كيف تنظر لحملة السلاح؟
_ صحيح أن كل أبناء دارفور لديهم قضية مشتركة، لكن أنظر إلى المتمردين الآن بأنهم أصبحوا مجرد أشخاص يسعون نحو المصالح الشخصية ويتاجرون باسم دارفور، بل ويجنون المال لأجل مصالحهم الشخصية، بينما أهلنا في دارفور ما زالوا يعيشون في ظروف قاسية.
{ وأنت كنت قد حملت السلاح وخرجت في بواكير حرب دارفور وكنت واحداً من المتمردين لفترة طويلة؟
_ أشعر بالندم لأنني حملت يوماً البندقية ورفعتها في وجه الوطن.
{ هل استشعرت تأنيب الضمير أم أن أسباباً دفعتك للتفكير في الانخراط في السلام وسبق أن رفضت عندما أعلن “مناوي” انضمامه للسلام؟
_ صراحة هنالك جملة من الأسباب جعلتني أفكر في ترك السلاح والانخراط في السلام، منها فقداني الثقة في قيادات الحركات المسلحة.. أيضاً من الأشياء التي ما تزال عالقة بذاكرتي أننا اجتمعنا يوماً وكنا عدداً من الحركات في أنجمينا عام (2006)م بـ(مجموعة الأزمات الدولية)، وهي منظمة أجنبية ورئيس المنظمة كان نائب “أوباما” في الحزب قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، وأذكر أنه قال لنا يومها بالحرف إن المنظمة سافرت لـ(85) دولة في العالم حتى تستطيع أن تستقطب هذه الدول من أجل تغيير نظام الخرطوم.. وقال إن هذه الدول جميعها اعتذرت بحجة أن لها مصالح مع نظام الخرطوم، وطلب منا أن نتحاور مع نظام الخرطوم بدلاً عن أن نكرر تجربة رواندا في دارفور، وأردف بقوله: إذا ساعدناكم ومن ثم جئنا إلى دارفور واستخرجنا موارد في باطن الأرض وأخذنا (70%) منها وأعطينا أهل دارفور (30%) هل تخسرون شيئاً؟! هذا الحديث جعلني أفكر أن دارفور مستهدفة حقاً من الدول الأجنبية.
{ كيف تنظر للحوار الوطني؟
_ كان ناجحاً، وأعتقد أنه الوسيلة التي تحقق مطالب كل أهل السودان بالتفاهم والعقل، وأنا كنت عضواً في الحوار المجتمعي بمحلية كرري.
{ كيف قرأت الحركات المسلحة الموجودة الآن في الميدان انضمامكم لركب السلام؟
_ قبل فترة اتصل بي أحد قيادات المتمردين موجود حالياً في أوروبا وقال لي: أنت خلاص بقيت مؤتمر وطني، قلت ليهو: لا أنا بقيت وطني وأعيش الآن بسلام مع أبنائي، فقال لي: ما رأيك إذا وفرنا لكم السكن وتعليم أبنائك في أوروبا مقابل أن تعود للالتحاق بالحركة، فقلت له بالحرف: ما أريده هو أن ألبس الجلابية السودانية وأتجول مع أبنائي في وطني وأصبح مجرد مواطن، لذلك أنا ندمان وأعلن التوبة، وأنني لا أريد العودة للتمرد مهما حدث.
{ البعض يرى أن الحركات المسلحة رغم التحاقها بركب السلام والحوار ما زالت تشعل فتيل الحرب بدارفور؟
_ هذا صحيح لأن الحكومة في المنابر السياسية والاتفاقيات تتفق فقط مع القيادات أو المفوض من قبلها، ورغم أنني أرى أنها كانت تضع أرجلها على أكتافنا، لكن ماذا فعلوا؟ أخذوا الأموال وباعوا القضية وهاجروا إلى أوروبا لذلك، حالياً منا من اقتنع بصوت العقل ووضع السلاح جانباً بطوعه، وهنالك من يعيش في الدول الأجنبية بلا هدف واضح أو يتحرك دون دليل على الحدود ويخطط للهجمات من وقت لآخر.
{ حديثك يفسر على أنه حدث انقلاب لهذه الحركات وأصبحت تتحرك بدوافع فردية وجماعية؟
_ نعم، فمثلاً عندما ذهبت لافتتاح الحوار الوطني وجدت وجوهاً ظهرت على أساس أنها من الحركات المسلحة، وأؤكد وأنا كنت متمرداً منذ العام 2003م وأعرف معظم قيادات الحركات والمنضوين تحت لوائها أنني لم التقهم من قبل، لذلك صراحة منذ بداية اندلاع حرب دارفور وحتى الآن ظهرت قرابة الـ(60) حركة انشطرت تباعاً عن الحركات الأم.
لذا أعتقد أن المشكلة لم تعد في “عبد الواحد أو مناوي أو غيره حتى أنني أقول صراحة إن هؤلاء القادة لم يعد لهم تأثير كبير على المتمردين، ودائماً المشكلة في فقدان المنضوين تحت لواء الحركات البوصلة.
{ إذن هذا ما يفسر التفلتات الأمنية والنهب الذي يحدث في طرقات دارفور؟
_ صحيح، لا أنكر أن هنالك بعض التصرفات التي أعدّها فردية، وتصدر عن أشخاص معنيين بهذه الحركات، فمثلاً عندما كانت تجتمع هذه الحركات كنا نجلس آلاف العساكر في الأودية ونتناقش ونتباحث ونخطط لتحركاتنا، في الأثناء تظهر تكتلات من المتمردين تتصيد الأخبار عن تحركات السيارات من المدن الكبيرة وعن ما تحمله من مواد ثم تتحرك بالتعاون مع أحد القادة وتقوم (بنهب) السيارة، ثم اقتسام ما حصلوا عليه بينهم، لكن ليس لصالح كل الحركة.. هذه حركات فردية.
{ بالتأكيد هنالك علاقة تربط هذه الحركات.. كيف يتم التنسيق بينها؟
_ ليس هنالك ثقة بين هذه الحركات، وكل يعمل لمصلحته فمثلاً فترة وجودنا في تشاد أنشأنا (حركة جبهة الخلص الوطني) وكانت حركة سلمية نشأت في ألمانيا برئاسة “دريج”، ونقل تجربتها إلى تشاد وقمنا بدمج عدة حركات مع بعض بمتحرك (160) عربة شرق تشاد كوحدة مقاومة، وكتبنا الميثاق بين هذه الحركات بأيدينا على الرمال في الأودية، وأعلنا هذا الدمج في أسمرا على أن تكون الجبهة برئاسة (4) قيادات كل قيادي يعمل لـ(6) شهور، بداية ترأس “خميس أبكر” ثم “دريج”، و”خليل إبراهيم” ود. “شريف الحريري”، في أول عمل لنا كانت ضربة حمرة الشيخ بقيادة “آدم بخيت عبد الرحمن” كان رئيس هيئة الأركان للجبهة، لكن ما حدث أننا عندما وضعنا ثقتنا فيه تركنا نائمين بالأودية وباع القضية وأخذ الأموال وذهب إلى كمبالا ثم إلى لندن والآن هو يملك قرابة (5 ملايين) جنيه إسترليني، ونحن ما زلنا ماشين (كداري).
{ كيف تجتذب الحركات المسلحة الشباب للانخراط في التمرد؟ وكيف تم استقطابك وأنت كنت موظفاً ومقيماً بالخرطوم؟
_ كنت أعمل في المجلس الأعلى للدعوة بولاية الخرطوم.. عندما حدثت ضربة الفاشر من قبل حركة “مناوي” 2003م في تلك الفترة صادف وجود أحد قيادات اللجان الثورية “محمدين سليمان جار النبي” من الحركة في الخرطوم، تحدث معي وقال لي: كيف تجلس هنا وأهلك يموتون لأجل قضيتهم، وطلب مني الانضمام للحركة، فقبلت مباشرة رغم أنني كنت لا أملك خلفية عما يحدث داخل تلك الحركات.
{ ولكن كيف تقبل حمل السلاح دون وجود أسباب حقيقية تدفعك للتمرد على النظام وأنت شبه مستقر وقتها؟
_ كان لدينا أساساً بالتهميش والغبن، أيضاً سبق أن تعرض والدي للظلم من قبل أحد أفراد قوات النظام بدارفور، وسجن رغم أنه كان بريئاً، ووالدي كان إنساناً خدمياً خدم منطقته وأهله، هذا الشيء خلق في داخلي دوافع الانتقام ووجدت أن الفرصة مواتية للخروج على النظام.
{ صف لنا انضمامك للحركة؟
_ طلب مني التحرك إلى ليبيا فذهبت وانضممت إلى حركة تحرير السودان جناح “عبد الواحد” وأُلحقت بمكتب طرابلس، وقتها كانت حركة واحدة بقيادة “عبد الواحد” ونائبه “منصور أرباب”، والأمين العام “أركو مناوي” ثم حدثت خلافات في ذات العام وقسمت إدارة الحركة حسب القبائل: الرئاسة للفور، الأمانة للزغاوة والنيابة للمساليت.
{ ما كان السبب وراء الخلافات؟
_ لأن “منصور أرباب” كان قيادياً بالحركة الإسلامية آنذاك لذلك طالبت الحركة استبداله بشخص آخر لخلفيته السياسية، فاستبعد وعين “خميس عبد الله أبكر” بدلاً عنه.. لكن خلافات الحركة لم تهدأ حتى تدخل العقيد “القذافي” في العام 2005 ودعا لملتقى جامع يضم كل أبناء دارفور.
{ لكن ما طبيعة علاقة العقيد “القذافي” بالحركات السودانية؟
_ كان يدعمها مادياً وبالسلاح وكل متطلبات هذه الحركات.
{ وما كانت المسوغات التي يبررها لكم لدعمكم؟
_ لتغيير النظام وإسقاطه في الخرطوم.
{ ما كانت طبيعة عملك بالحركة في طرابلس؟
_ كنت في مكتب الاستقطاب وكنت أعمل على تجنيد الشباب للحركة من أبناء دارفور الموجودين بليبيا أو من ترسلهم الحركة من دارفور وأقم بإرسالهم عن طريق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وإسرائيل، وكنت أقايض انضمام الشباب للحركة مقابل تهجيرهم، رحلت أكثر من (1065) شاباً في تلك الفترة.
{ لكن ما كان الدافع في إرسال هؤلاء الشباب إلى أوروبا وإسرائيل؟
_ طلبنا منهم أن يذهبوا ليدرسوا ويتعلموا، لكنهم لسوء الحظ أغلبهم أصبحوا مدمني خمور، وتائهين في الدول الأجنبية يلبسون “السلاسل والحلقان”، حتى أن بعضاً منهم غير مذهبه وغير دينه، وأغلبهم أصبح يحمل اللافتات عندما يذهب أي مسؤول حكومي من السودان ويهتف.. يعيشون في أوهام بلا هدف أو رؤية واضحة، لأنهم لا يملكون دليلاً، نحن نسعى لعودة هؤلاء الشباب خاصة وأن أسرهم في دارفور يعيشون في أوضاع قاسية ولا يوجد عائل لهم، وأنا على استعداد لأعيد الشباب الذين هاجروا بواسطتي من ليبيا.
{ ما موقف هذه الحركات في أعقاب اندلاع ثورة ليبيا؟
_ كنت وقتها ابتعثت إلى أنجمينا للعمل في منسقية المكتب، فحدث أن وقع “مني أركو مناوي” اتفاقية السلام، فاجتمعنا كل الحركات وكوّنا مجموعة الـ(19) وكان معنا وقتها “آدم علي شوقار”، “شريف الحريري” نائب “دريج” و”هاشم حماد” الآن الأمين العام لصندوق إعمار دارفور وكوّنا جبهة الخلاص.
{ لماذا انتقلت الحركات مباشرة في ليبيا إلى أنجمينا؟
_ لأنها وجدت الدعم من “إدريس دبي” كما أن له صلة قرابة مع بعض أفراد الحركات المسلحة، وقاتلنا معه في معركة (ترس إبريل) و(القصر)، عندما هاجمه المتمردون بقيادة “محمد نور” تدخلنا وحسمنا المعركة لصالح “دبي”، لذلك فتح بابه للحركات.
{ ضربة “خليل” لأم درمان حدثت عندما كانت هذه الحركات موجودة في أنجمينا؟
_ كنا نملك وحدة مقاومة مشتركة مع تشاد، وحقيقة رغم أن “إدريس دبي” له صلة قرابة كما أسلفت إلا أنه كانت لا يؤمن بالمسلمات الاجتماعية، والقرابة لديه كان كرسيه فقط، ولا يقبل أن يقترب منه أحد.. لكن تنسيقاً جرى بين “خليل إبراهيم” و”تيمان” شقيق “إدريس”، ليحصل على الضمان لتغيير النظام في الخرطوم، إلا أن “دبي” شكك في نواياه، وتخوف من أن يتفق “خليل” و”تيمان”، بعد أن يغير “خليل” النظام في الخرطوم يعود ويغير النظام في تشاد، واستمر في رفضه فترة قبل أن يوقع لـ”خليل” ورقة تحرك.. في تلك الفترة كانت الحركات تعيش أوقاتاً حرجة من الانقسامات حتى أصبحت قرابة (33) حركة ترابط بين حدود تشاد ودارفور، لكن “دبي” جهز “خليل” بالأسلحة والجيش.
{ أتعني أن الجيش الذي ضرب أم درمان بقيادة “خليل” من التشاديين؟
_ جزء منهم متمردو دارفور، والجزء الأكبر تشاديون حتى أنهم لا يعرفون مداخل ومخارج الخرطوم، ولو كانوا يعلمون جغرافيتها لحققوا الهدف.
{ هل كنت مع المتمردين الذين ضربوا أم درمان؟
_ لا، كنت في تشاد ولم أشارك.
{ السودان اتهم الجنوب بإيواء الحركات المسلحة.. هل ما تزال هذه الحركات بالجنوب؟
_ عندما كنا في وحدة المقاومة بشرق تشاد كان معنا في الوحدة “أحمد عبد الشافع” (حركة شعبية) وهو مقرب من “سلفا كير”، وكان رابطاً للحركات مع الحركة الشعبية بهدف المصلحة، لذلك عقب الانفصال طلبت الحركة الشعبية من هذه الحركات الاتجاه للجنوب ليكونوا كرت ضغط يستخدمه الجنوب على الشمال.
{ لكن في ظل أوضاع الجنوب الاقتصادية من أين تجد حركات دارفور المتمردة الآن الدعم وبعد أن اتفقت تشاد مع نظام الخرطوم؟
_ تدعمها إسرائيل، والاتحادات الأوروبية، وفي إسرائيل هنالك مكاتب لعدة حركات، والقيادات يقيمون في الفنادق الفخمة ويحصدون الملايين باسم دارفور.
{ كيف تقيّم الحركات الموجودة الآن بالميدان؟
_ أنا على ثقة من حديثي، أن هذه الحركات الآن قد باعت قضية دارفور برمتها، وهي لا تبحث عن أي سلام، فقط تعمل لأجل مصالح شخصية، وأعتقد أن هذه الحركات أصبحت ضعيفة وبدأت تفقد تأثيرها على المجتمع الدولي، وأن هنالك دولاً أجنبية تحرك هذه الحركات فقط لزعزعة الاستقرار في السودان.. لذلك أحيي كل الشباب الذين تركوا منطق السلاح وهبوا لنداء الوطن.. كما أناشد كل الحركات من ليبيا إلى أسمرا، كمبالا وحتى أقصى غانا أن يعودوا ويتركوا السلاح، وأؤكد لهم أنه ليس هنالك شخص في السودان سيرفع في وجههم السلاح، وأن الرئيس قدم ضمانات ونحن الآن نتمتع بالأمن والاستقرار.. ما زلت أذكر وصية صديقي كنا نقاتل معاً في التمرد، وأوصاني قبل أن توافيه المنية وقال لي: اذهب إلى الخرطوم وتزوج واستقر وإن شاء الله تبيع كريمات للنساء ما تمشي مع هؤلاء المتمردين.. ونحن الآن ندرك أخطاءنا وفداحة ما قمنا به.
{ هل وجدتم ما جئتم من أجله في الحوار مع الحكومة؟
_ نحن سعينا للسلام.. صحيح أنني كنت متمرداً لكن صراحة وأنا في قمة تمردي سافرت يوماً إلى دولة غانا، أول شخص صادفته كان في المؤتمر الوطني هنالك ورحب بي وأكرمني، لذلك أعتقد أن الأحزاب الكثيرة والتمرد لن تحل مشكلة السودان.. الحل في الحوار فقط.
{ مع كثرة الحركات المسلحة وتضارب مصالحها تعتقد أن مشكلة دارفور ستجد الحل؟
_ بالتأكيد، والحركات الموقعة على السلام ستساهم في جذب هذه الحركات عن طريق استقطابها لأبناء دارفور بالخارج ومحاولة إرجاعهم لأرض الوطن، لكن نحتاج إلى دعم من الحكومة السودانية وتوفيق لأوضاعنا حتى يشعر المتمرد بأن ترك السلاح يصنع وضعاً أفضل من الغابة.
{ كيف تنظر لـ”مني أركو مناوي” الذي عاد مجدداً لحمل السلاح عقب اتفاقه مع الحكومة؟
_ “مني أركو” إنسان مخادع وسبق أن خدع جدنا الملك “أبكر حسب النبي” (ملك دارارتاج) ولأنه يملك نفوذاً داخل المنطقة اصطحبه معه إلى أمريكا وقابلا الرئيس الأمريكي السابق “بوش” وشرح له قضايا المنطقة والحرب، وطلب منه الدفع المادي، ولأن الملك “أبكر” لا يجيد اللغة الإنجليزية جيداً فقد خدعه “مني” واستولى على الأموال التي أخذها من أمريكا.. لذلك أهل المنطقة قالوا نفضل أن نصبح (مؤتمر وطني) بدلاً عن أن نثق بحركة “مناوي”.
{ ما رأيك في “التيجاني سيسي” و”أبو قردة”؟
_ يرفضون التعامل مع القبائل الأخرى.. هم عنصريون ويعملون في تكتلات.

صحيفة المجهر السياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق