السبت، 6 يونيو 2015

تشويه الروائع: التعدي على التراث وأغاني الرواد


الخرطوم - صديق ختمي المفتي
لقد لازم التطور في فن الغناء الوتري (الآلات الموسيقية الحديثة) انتقالاً من جيل الحقيبة إلى جيل أحمد المصطفى وعثمان حسين وحسن عطية والتاج مصطفى ورمضان حسن وأبو داؤود وأبراهيم الكاشف وعبد الحميد يوسف وعثمان الشفيع والخير عثمان ومحجوب عثمان ومحمد ميرغني.
ثم تلى هؤلاء محمد الأمين ووردي وابن البادية وإبراهيم عوض والكابلي ولا أنسى عبد الدافع عثمان وصلاح محمد عيسى، ولا غيرهم من لا أستحضر أسماءهم أرجو العفو. ومن النساء الفلاتية وفاطمة الحاج ومنى الخير ومهلة العبادية وأخريات اللهم مد في أيام من بقى واغفر وارحم من انتقل للدار الآخرة، وهنالك خمس أغانٍ مسجلة في البي بي سي تذاع كل يوم أحد وكانت على يد إسماعيل طه أو أيوب صديق.
الحفاظ علي التراث
ما دفعني لكل هذا هو أهمية الحفاظ على التراث وعدم التعدي عليه من قبل الفنانين الشباب الذين بدأوا في هدم ألحان لها مكانتها في نفوس أفراد الشعب السوداني خاصة القنوات التلفزيونية وتأييد المذيعة لكل ما يغنى، بلا حديث أو مرجعية أو توجيه، وكم يفتخر الفرد عندما يستمع لجمال فرفور أو عصام محمد نور وهما يؤديان تلك الأغاني بصوت جميل وأداء متميز ويزيدان عليها روعة بلا تكلف حفاظاً على أنها تراث يجب الحفاظ عليه والتراث ملك للجمهور لا يجوز التعدي عليه، ولكن للأسف فأجهزة الإعلام ظلت تؤيد ما هو أعرج وكسيح من تلك التي يتطاول بها أغلب شباب اليوم لقد استمعت إلى شاب يؤدي لابن البادية وكان رائعاً لا أتذكر اسمه، لكنه أتى من كسلا، وهو فيما علمت أن أصوله من الشمال من تنقسي الجزيرة وإن لم نر صورته فلا تكذب إن قلت إنه صلاح ابن البادية، أما الذين أتوا بعده فكانت مهزلة.
تناقض غريب
 حاول أحدهم أن يؤدي أغنية للفلاتية ذات الصوت الرخيم والأداء المميز، فأبادها وانتهى من جاذبيتها، ومع ذلك رددت المذيعة الشابة التلفزيونية أنه أحسن، وأتى آخر فكان أداؤه نعيقاً أو بكاء حاراً على فقد حبيب، ألا يراجع هؤلاء الشباب أنفسهم، فكلمة فلان فنان ليست بالسهولة التي تطلق في الهواء فلا تستقر.. اتقوا الله فينا يا أبنائي الشباب وفي أذواقنا وحواسنا خاصة (العين والأذن) واستمعوا إلى أشرطة لأولئك العمالقة الذين خلدوا تراثاً نفاخر به وسط فنون العالم الأخرى ولازلت أذكر عثمان حسين عندما غنى الفراش الحائر واللقاء الأول وأعقبه التاج مصطفى وغنى إنصاف وأيها الساقي إليك كالمشتكى في بيروت وعلى المسرح كيف هاج الناس وأتى الأخطل الصغير مهرولاً يقبل التاج وعثمان وهو يقول لأول مرة استمع لهذين العملاقين.
محاولة للتخريب
ما كنت أحلم أن أردد المقطع لا تقل في الحب اني مدعي مقطع في أغنية (أيها الساقي إليك المشتكى) ثم مقطع بين همس السنبلي وخرير الجدولي سوف تلقاني ولكي ما التقينا مقطع من اللقاء الأول لقد عشق العالم فننا وعليه فأي تحوير أو تزوير أو تقليد أعمى من شأنه أن يصفنا بفاقدي الشيء وهو بالطبع لا يؤتيه، وكفى، ثم لن نسكت عن هذا التغيير الذي لا هو مصري ولا هندي ولا أي شيء سوى أنه محاولة للتخريب
اليوم التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق