الجمعة، 5 يونيو 2015

يمكن لساعات سويسرا أن تتعطل ..!!


يعرف العالم سويسرا على أنها بلد المصارف والساعات وجوزيف بلاتر. ولكن منذ الثاني من يونيو 2015م لن يبقى لدولة عدم الانحياز الأشهر بخلاف مقر اتحاد كرة القدم العالمي "فيفا"، وذلك لكون ابنها أجبر على الاستقالة من عرش الكرة، بعد تجرعه خليط سام من السياسة والاقتصاد فيما تكمن المفارقة بأن الكأس القاتلة خلت من عنصر الرياضة – تقريباً - بالكلية.
عن الزلزال الرياضي الذي ضرب إمبراطورية "فيفا" بواسطة "جقور الفساد" تمد "الصيحة" جسر المعرفة لعبور قرائها الأكارم.

توقيعات
تحقيقات الفساد في فيفا ستشمل التحقيق بمسألة منح كل من روسيا وقطر لحق استضافة بطولة كأس العالم
قناة (سكاي نيوز)
مصدر بمكتب التحقيقات الفيدرالية

الحملة ضدنا مبنية على العنصرية ومن المستحيل تجريدنا منه وفزنا لتقديمنا أفضل العروض وسنثبت عدم ارتكابنا لأي أخطاء حينما يحين الوقت
وزير الخارجية القطري
خالد بن محمد العطية

أفريقيا هي الخاسر الأكبر لتنحي بلاتر خاصة إذا ما قام سلفه بإلغاء مشاريعه بتطوير الكرة بالقارة السمراء
عضو اللجنة الإعلامية لاتحاد سيكافا
بدر الدين بخيت

استقالة (بلاتر)
(الفساد) و(السياسة) يطيحان بـ(الزعيم)
تقرير: ماهر أبوجوخ
أخيراً أنهى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر مسيرته على سدة رئاسة أكبر اتحاد أكبر اللعبات الشعبية في العالم. بلاتر تقلده الرئاسة في العام 1998م خلفاً لوالده الروحي البرازيلي جو هافيلانج الذي قرر التنحي من رئاسة (الفيفا) التي ظل فيها منذ العام 1974م مع اختلاف نهاية كل من (الأب) و(التلميذ) في مشواره بإمبراطورية (الفيفا).
دوافع الإبعاد
انتهت مسيرة هافيلانج في رئاسة (الفيفا) محاطاً بالإجماع والتقدير بعد حوالي ربع قرن من الزمان وكانت آخر أعماله تقديمه للمدير التنفيذي لـ(الفيفا) بلاتر كخليفة له وصحيح أن تجديد رئاسة بلاتر ظلت تجابه منافسة من عدة منافسين إلا أنها دخلت في النفق الضيق منذ إعلان ترشيح كل من روسيا وقطر لتنظيم بطولتي كأس العالم للأعوام 2018 و2022م على التوالي.
حملت الانتقادات التي وجهت لـ(الفيفا) مسوغات أخلاقية بوجود شبهات فساد ورشى ارتبطت بعملية اختيار الدول المنظمة لهاتين النسختين، لكنها على الضفة الأخرى كانت تعبر في جوهرها عن دافعين أحدهما (سياسي) وثانيهما (اقتصادي).
في عاصفة (السياسة)
رغم أن لوائح وقواعد (الفيفا) تنص بشدة على منع التدخلات السياسية في الشأن الرياضي فإن بلاتر وجد نفسه وسط عاصفة السياسة التي لم تكن بعيدة عن التداعيات الأخيرة العاصفة داخل (الفيفا) خاصة مع ارتباط ميقات توقيف (7) من المسؤولين الكبار فيه قبل أيام من انعقاد الجمعية العمومية التي أعادت انتخاب بلاتر بناء على تحقيقات أجرتها وزارة العدل الأمريكية واتهمتهم بالضلوع في قضايا فساد ورشى وابتزاز وغسيل أموال تمت في الأراضي الأمريكية.
وقبل إعادة انتخاب بلاتر الأسبوع الماضي حدث تطور لافت بمطالبة رئيس الوزراء البيرطاني ديفيد كاميرون من العاصمة الألمانية برلين من بلاتر الرحيل "عاجلاً وليس أجلاً" بسبب مزاعم الفساد في الاتحاد، مضيفاً أن قدرته على قيادة (الفيفا) إلي الأمام غير واردة، أما المستشارة الألمانية انجيلا ميركل فرغم توجيهها حديثاً (أنعم) بقولها: "بالنسبة لي من المهم أن تكون هناك نهاية للفساد وأن تعود الشفافية وحب تنظيف هذا الجانب القذر (من كرة القدم)" والذي حوى بدروه تأييداً لدعوات رحيل بلاتر.
الغضب من (روسيا)
صحيح أن دوافع التحفظ والخلاف فيما يتصل بإسناد تنظيم المونديال لـ(روسيا) و(قطر) مختلف الدوافع لكنه متفق المنبع بالقيادة الأوربية المناهض لهذين الاختيارين.
ونجد أن التحفظ على روسيا منبعه سياسي في المقام الأول بسبب الخلافات الكبيرة بين موسكو والدول الأوربية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الاختلاف في القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا.
بلغت تلك الخلافات ذروتها بتنظيم موسكو لاستفتاء أحادي الجانب قاد لاستقلال شبه جزيرة (القرم) عن أوكرانيا وانضمامها لروسيا الذي أثار استنكاراً وشرعت بعض الدول الأوربية في التلويح بإمكانية اتخاذها قراراً بمقاطعة المونديال الكروي بالأراضي الروسية.
صراع المصالح
فيما يتصل بالاعتراضات على التنظيم القطري لبطولة 2022م، فإن عضو اللجنة الإعلامية لاتحاد سيكافا ومراسل موقع (كووورة) العربي بدر الدين بخيت أشار إلى أن مناخ منطقة الخليج الذي تتسم بارتفاع درجات الحرارة فيها خلال يونيو ويوليو بشكل غير مسبوق وهو ما استوجب تعديل مواعيد مباريات كأس العالم في 2022م ليلعب في نوفمبر مما سيترتب عليه تغيير تنظيم المباريات في كل العالم خاصة في أوربا التي تنتهي المنافسات فيها في مايو وسيترتب على هذا التحويل خسائر كبيرة للشركات الراعية لبطولات الدوري في أوربا رغم تقديم قطر في ملفها لكل الحلول الذكية لتفادي تأثير ارتفاع درجات في يونيو ويوليو من خلال استخدام تقنية تبريد الملاعب وأماكن تجمع الجماهير بغرض الحصول على فرصة تنظيم المونديال التاريخية وحتى معالجة تنظيم المونديال بإقامته في نوفمبر لم تنهِ التحفظات الأوربية، ولذلك فإن مونديال قطر لا يزال محاصراً بالتحفظات الأوربية، وأردف: "ومع ذلك يجب أن تتمسك قطر بحقها في تنظيم المونديال حتى إذا قررت قيادة (الفيفا) الجديدة إعادة التصويت مجدداً على تنظيم مونديال 2022م لأن ملفها متكامل".
وطرح بخيت في تعليقه لـ(الصيحة) تساؤلاً حول اختيار مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (اف بي أي) في هذا التوقيت للمطالبة باعتقال (7) من مسؤولي الفيفا قبل انعقاد الجمعية العموية وتفسير هذه الخطوة باعتبارها اللحظة المناسبة لإبعاد بلاتر منوهاً في ذات الوقت لوجود نقطة مهمة تتمثل في عضوية أولئك المسؤولين بالاتحاد القاري لدول أمريكا الوسطى والشمالية (الكونكاف) ومقره في الأراضي الأمريكية مما يمنح وزارة العدل الأمريكية حق التحقيق في أنشطتهم باعتبارهم يمارسونها على الأراضي الأمريكية.
مصير (التنظيم)
رهن بخيت سحب تنظيم المونديال الكروي من روسيا بظهور شبهات فساد حاقت به معتبراً أن حدوث مثل هذه الخطوة ستكون أسهل بعد ذهاب بلاتر معتبراً مثل هذا القرار سيكون بيد الرئيس الجديد لـ(الفيفا) وأعضاء مكتبه التنفيذي، وبدا بخيت قلقاً على مستقبل البطولة التي تتجاذبها تقاطعات السياسة والمصالح واعتبرها مقبلة "على فترة عصيبة" خاصة إذا ما حدثت ردة فعل احتجاجية تدخل المقاطعات السياسية للمونديال كما حدث في تجربتي دورة الألعاب الأولمبية موسكو1980م و لوس انجلس 1984م بتبادل المعسكرين الغربي والشرقي للمقاطعة لهما إبان سنوات الحرب الباردة.
تغييرات قادمة
توقع بخيث في تعليقه لـ(الصيحة) أن يحدث الرئيس الجديد لـ(الفيفا) اللاحق لبلاتر العديد من التعديلات فيما يتصل بالشفافية ومحاربة الفساد بتغيير منظومة التصويت واتباع نهج أكثر شفافية يضع نظاماً صارماً وشفافاً فيما يتصل بالحسابات المالية وإدارة اللعبة والتسويق والاستثمارات لتحقيق الشفافية ومحاربة الفساد.
الخاسر الأكبر
إذا ما كانت الوقائع الحالية تشير إلى أن الأوربيين والولايات المتحدة الأمريكية باتوا هم الكاسب الأكبر بإبعاد بلاتر فإن عضو اللجنة الإعلامية لاتحاد سيكافا ومراسل موقع (كووورة) العربي بدر الدين بخيت يعتقد أن الخاسر الأكبر من تنحي بلاتر ستكون إفريقيا سيما أن الاتحاد الإفريقي ظلت أصواته مقفولة لبلاتر الذي تبنى برنامجاً كاملاً من أجل رفع مستوى البنية التحتية في الدول الافريقية باعتبارها الأفقر والأضعف مقارنة ببقية القارات وتعاني فيها لعبة كرة القدم كثيراً وقدم بلاتر عدداً من المشاريع للقارة الإفريقية كـ(الهدف) مشيراً لاستفادة السودان منها بتطوير ملعب استاد الخرطوم وإنشاء أكاديمية كرة القدم، وأضاف: "ربما تتوقف هذه الأشياء باعتبارها برنامج بلاتر، وقد يلغي الرئيس الجديد برامج سلفه بلاتر، وهذا ما يجعلني أقول إن افريقيا قد تكون الخاسر الأكبر لتنحيه".
الصيحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق