الأربعاء، 3 يونيو 2015

هاشم كرار ..صفقوا لهذا الرجل.. جابر!


فارس، والفروسية أنواع.. ولأن في إعلاء قيم ثقافة الاستقالة، في الصحافة، نوعاً من الشجاعة، خلعتُ عليه لقب الفارس!

الأستاذ جابر الحرمي، زاملته في الوطن قبل أن تلتقطه الزميلة الشرق - على حين غفلة منا - ورأسته تحريرها.. هو مهني بامتياز.. رجل سليم القلب، سديد النظرة، عفيف اللسان، يدخل ويخرج كالنسمة والوجدان، مفعم بالخير وحب الناس.

أجمل ما فيه - أيضا - أنه كصحفي،(سيد)، لا يدس ما لا يريد أن يقوله جهرا، بين سطرين، بين السطور، ولا يدس السم في عسل الجملة أو الصورة..المقال أو الحوار أو التحقيق!

حكاية تقديم استقالته التي شغلت الوسط الصحفي، ومواقع التواصل الاجتماعي، الإثنين، معروفة: نشر كفين مخضبتين بالحناء، تحملان دلالات جنسية، في مطبوعة الصحة - إحدى مطبوعات الزميلة الشرق - التي تصمم في القاهرة.

قامت القيامة، على الصورة التي لا يمكن استبيان ما فيها إلا بالتكبير وغرس العينين غرساً، في «تويتر»، من أفاضل قلبهم على أخلاق وتقاليد وأعراف هذا المجتمع الفضيل.. ومن آخرين، نهشوا الزميلة الشرق نهشاً، وهذا دأب الذين يصطادون دائماً في المياه العكرة.

نزل سريعاً جابر إلى ميدان المعركة: قدم مرافعة صحفية، تستحق أن تدرس. لم يدافع عن باطل، وعن خطأ غير مقصود، وإنما في شجاعة قال إن «كل كلمات الاعتذار لا تكفي» وفي شجاعة نادرة قال «إنني كرئيس للتحرير أتحمل المسؤولية كاملة أمام الله - قبل كل شيء - وأمام قطر البلد والشعب الذين ائتمنانا على أمانة النشر، وأمانة الكلمة، وأمانة الصورة.. وأمام مجلس الإدارة الذي وثق بنا» وفي نهاية مرافعته، قال الأستاذ جابر: «استقالتي على طاولة مجلس الإدارة»!

ذلك فعل شريف، من رجل مهني شريف.. وقليل جدا هم الذين في هذا الزمان، من يتحملون في شجاعة نادرة، مسؤولية حتى الأخطاء غير المقصودة، التي تحدث عادة في خضم الكم الهائل من المطبوعات.. وفي ذروة السباق مع الزمن، إلى المطبعة وعيون القراء!

قليل جدا، من الرجال الذين يمكن أن يشيعوا بين الآخرين، ثقافة الاستقالة.

ما هو جميل، في الحكاية أيضا، أن مجلس إدارة الشرق، رفض الاستقالة، وتلك أيضا فروسية. ذلك مجلس يعرف أقدار الرجال، وأفضالهم، وأخلاقهم.. ويعرف أن خسارة جابر ليست هي خسارة للشرق، وإنما هي خسارة للصحافة القطرية.. بل وللصحافة العربية إجمالا.

التحية للفارسين: من قدم الاستقالة.. ومن رفضها!

الوطن القطرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق