الجمعة، 10 يوليو 2015

مستور أحمد محمد : لا حوار الا بتلبية شروطه والتي تؤدي في النهاية الى تفكيك دولة الحزب الواحد



الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني في حوار


ترحب صحيفة المهاجر بالسيد مستور أحمد نائب الرئيس والأمين السياسي بحزب المؤتمر السوداني في حوار حول ما يدور من لغط وشائعات حول مواقف الحزب من الشركاء في نداء السودان وموقفه من الحوار مع المؤتمر الوطني بالاضافة الى التساؤلات العامة حول مسيرة الحزب ومستقبله.

حاوره خالد عثمان.

• بماذا تفسر الهجمة الاعلامية الممنهجة بواسطة الاعلام الرسمي وبعض الصحف السودانية وبماذا ترد عليها حول ماذكرته تلك الصحيفة من قبولكم للحوار المطروح من قبل المؤتمر الوطني؟
الهجمة الاعلامية على المؤتمر السوداني لم تتوقف بل اصبحت تاخذ منحى تصاعدياً ومنظماً بغرض تشوية صورة الحزب وذلك لمواقفه الثابتة تجاه قضايا الوطن وهذه الهجمة تديرها الاجهزة الامنية للنظام عبرصحفه وبعض صحفييه، مع علمهم التام بان حزب المؤتمر السوداني يتخذ موقفاً ثابتاً من الحوار وهو متسق تماما مع موقف قوى الاجماع الوطني ونداء السودان ، وهو ان لا حوار الا بتلبية شروطه والتي تؤدي في النهاية الى تفكيك دولة الحزب الواحد، والنظام لن يقبل بتفكيك نفسه وبالتالي نحن امام خيار واحد هو الانتفاضة الشعبية للاطاحة به

• كيف ترون فعالية الحملات التي أبتدرها تحالف قوى الاجماع الوطني ونداء السودان بما فيها حملة أرحل ووقف الحرب ، وهل كان الحزب وحيداً فيهاً؟
حملة ارحل هي حملة تهدف الى رحيل النظام اطلقتها قوى نداء السودان على ان ترتبط في كل مرحلة بقضية معينة، فكانت ارحل لمقاطعة الانتخابات والتي حققت اهدافها وشارك فيها الشعب السوداني بمختلف قطاعاته وقواه الفاعلة، الآن أبتدرنا حملة ارحل المرتبطة بوقف الحرب وسوف تستمر الى ان تحقق اغراضها ومن ثم تتحول الحملة الى قضة اخرى وهكذا الى يتحقق الرحيل.
لم نكن لوحدنا في هذه الحملة صحيح بزلنا جهدا كبيرا وما زلنا ولكن كل مكونات نداء السودان(الاجماع الوطني،مبادرة المجتمع المدني وحزب الامة والجبهة الثورية) شريك في الحملة ونجاحها انما ثمرة للعمل الجماعي والتنسيق الكبير بينها.
• ذكر الصحفي مبارك المغربي في برنامج خطوط عريضة بالتلفزيون السوداني إن حزب المؤتمر السوداني ما هو الا واجهة للحزب الشيوعي السوداني، وصنف الحزب باليساري العلماني، هل حسم حزب المؤتمر السوداني هذه الاسئلة ؟ وماذا تريد ان تقول للشعب السوداني عن حزبكم فيما يخص هذا التصنيف.
هذا الحديث ظل يردد كثيرا من قبل منسوبي النظام وهم يعتقدوا بان صورة الحزب الشيوعي مشوهة عند الشعب السوداني وبالتالي من السهولة وصف كل من يخالفهم الرأي بالشيوعي والعلماني ليرسلوا رسالة مفادها ان العلمانية هي ضد الدين، ولكن هذا حديث ساذج تجاوزه الزمن والشعب اصبح غير مكترث لمثل هذه الترهات على الرغم من ان كثير من العلمانيين والاحزاب التي تتبناها لا يحبذوا هذا المصطلح ويركزوا فقط على المضمون ، والحديث عن العلمانية هو جدال فكري لن ينتهي بمجرد تبنيه او رفضه ودون الدخول في التعقيدات الفكرية والفلسفية نحن نرى ان الدولة يجب ان تكون محايدة تجاه الاديان ولا تستغل الدين في مؤسسات الدولة حتى تكون الدولة معبرة عن الجميع، وهذا ما نتبناه ولسنا معنيين بما يقال عن التصنيف بين اليمين واليسار والوسط وغيره نحن حزب حديث مشروعه مفتوح غير مقيد بأيدلوجية، بل يستفيد من منتوجات الفكر البشرى و يعتمد منهجه في التحليل ويتبنى رؤاه المنبثقة من حقائق الواقع السوداني.
• لماذا يصر الحزب على تلك الجسارة ويزج بعضويته داخل السجون ويعرضهم للمحاكمات ، وهل ترون ان المقاومة السليمة يمكن ان تسهم في التغيير في ظل النزاعات المسلحة وانتشار السلاح بصورة غير مسبوقة، وهل فكرتم يوماً في اللجوء للنضال المسلح والعنف؟
تعرض عضوية الحزب للاعتقالات والمحاكمات هو نتيجة لنشاطهم المقاوم والمصادم لهذا النظام فهذه نتيجة طبيعية ان يواجهوا بهذه الطريقة من قبل نظام هذا نهجه في التعامل مع المختلفين عنه والمقاومين لتوجهاته، وايماننا العميق بقضية شعبنا يجعلنا على استعداد للتضحية.
لم نفكر في اي شكل من اشكال المقاومة العنيفة لانها تعيق عملية التحول الديمقراطي وتبرر استخدام العنف المفرض بواسطة النظام ولانه يمتلك ادواتها، وحتى الذين يحملون السلاح إنما حملوها اضطرارا لحماية وجودهم وليسوا هواة للحرب، فالكل متيقن بأن الإتنتفاضة الجماهيرية هي التي تذهب بهذا النظام ولنا تجارب في أكتوبر ومارس ابريل والشعب السوداني لم يتوقف لحظة عن المقاومة فهي مستمرة ومتصاعدة ونحن في آخر فصولها وشروق شمسها لائحة في الأفق.
• لعلكم تلاحظون تكاثر الحركات المطلبية والخروج المتكاثر في الأحياء بسبب نزاعات الاراضي وتعثر الحصول على الخدمات ، ماهو دور الاحزاب السياسية في تطويرها الي أنتفاضة شعبية وهل يمكنكم تقديم الدعم ؟
نحن كحزب نعبر عن هموم المهمشن ويدافع عن قضاياهم، كل ما نملك وأرواحنا فداءاً للشعب السوداني وقضاياه.

• هل ترون ان حزب المؤتمر السوداني قادر على المشاركة في إدارة الدولة في حالة التغيير وهل لديكم من السياسات والبرامج ما يضمن تماسك الدولة ، وهل توجد ليكم روئة شاملة في مجالات الدفاع والاقتضاد والسياسة الخارجية؟
طبيعي أي حزب سياسي يكون مستعداً للمشاركة في السلطة وهذا يتطلب وجود رؤية شاملة لكيفية ادارة الدولة، ونحن نرى أن النهج الشمولي في إدارة الدولة هو احد الاسباب التي قادتها الى هذه المرحلة وبالتالي من غير المجدي ان نتحدث عن رؤية واحدة لحزب واحد حتى وإن أتت به الجماهير، نحن نرى انه من الأفضل ان يساهم كل حزب بما لديه من رؤية ومشروع لإدارة البلد على ان يتم حوار شامل في مؤتمر قومي دستوري يضع دستور البلاد الدائم وهو العقد الاجتماعي المفقود الذي ينظم علاقة المواطن بوطنه ويكون التنافس على إدارة الدولة ديمقراطيا يقرر الشعب فيها من يحكمه وهذا ماتم الاتفاق عليه في تحالف قوى الإجماع الوطني ووثيقة نداء السودان وهنالك لجان من خبراء في مختلف المجالات لوضع رؤى متخصصة لحلول كل مشكلات البلد.
• هل صحيح ان الحزب نخبوي لايقبل في عضويته الا خريجي الجامعات والمعاهد العليا، وهل هنالك خطوات عملية وخطط مدروسة لتحويل الحزب الي مؤسسة جماهيرية تعبر عن عامة الناس، وكيف يمكن تنزيل برنامجكم الفكرية الي أرض الواقع وتبسطوها للمواطن؟
صحيح ان حزب المؤتمر السوداني يتكون من خريجي مؤتمر الطلاب المستقلين وبعض الوطنيين والمثقفين وهذه السمة لازمته الى وقت قريب بسبب النظام الشمولي الذي يحول بين الأحزاب والجماهير ولكن بعد اتفاقية السلام الشامل 2005 استفاد الحزب من هامش الحرية وتواصل مع الجماهير ووجدت أطروحاته قبولا منقطع النظير جعلته حزبا جماهيريا بإمتياز يعبر عن هموم المهمشن ويدافع عن قضاياهم وهاهو الآن ينتظم صفوفه آلاف المواطنيين بمختلف مستوياتهم.

• ما هي رويتكم لمستقبل العلاقات مع دولة جنوب السودان ، وما هومصير عضوية الحزب في دولة الجنوب؟
انفصال جنوب السودان كان بسبب سياسيات نظام الانقاذ وتراكم الفشل التاريخي للنخبة السياسية في ايجاد حل لمشكلات الوطن عامة وجنوب السودان بصفة خاصة .
الانقاذ بررت العنف الممارس ضد شعب جنوب السودان دينيا واصبحت الحرب الاهلية جهادا مورست خلال سنواته ابشع انواع الانتهاكات وعندما اتت فرصة السلام تم توظيفها لدفع شعب السودان للانفصال .
الآن نحن امام أمر واقع ولكن هذا لا يعني أننا فقدنا الأمل في الوحدة والتي نرى انها ممكنة حال ذهاب النظام وحال حدوث تحول ديمقراطي في البلدين. العضوية السابقة من الاماجد في الجنوب اصبحوا مواطنين لدولة أخرى ليس لهم اي إرتباط تنظيمي بمؤسسات الحزب ولكن لا يزالوا متمسكين بالمشروع وبالذات مؤتمر الطلاب المستقلين وهو أكبر تنظيم طلابي الآن في جامعات جنوب السودان وهم نواة للوحدة القادمة.

• ماذا أنتم فاعلون تحاه الأحكام التي طالتكم من محكمة جنايات أمدرمان ؟
الاحكام التي طالت اعضاء الحزب هي احكام جائرة الهدف منها كسر شوكة الحزب والضغط عليه حتى يتراجع عن مواقفه ولكن سيخيب ظنهم ما خاب من قبل في محاولا ت عديدة فهي محاكمة سياسية يستغل فيها النظام الأجهزة الأمنية والقضائية وسوف تستمر مقاومتنا لهذا النهج الذي ظل يمارس ضدنا وضد كل الفاعلين السياسيين وذلك بمارسة حقنا في التعبير ومخاطبة الجماهير في كل مكان لا يثنينا بطشهم ولا يهدأ لنا بال حتى نتخلص منهم لأن إستمرارهم في الحكم سيكلفنا وحدة ما تبقى وطن.

• ماهي رسالتك للنظام؟
نقول لهم بيدكم أن ترحلوا عنا فهذا اخف عليكم وقعا وإلا سوف لن ينفع الندم ولكم في إكتوبر ومارس/أبريل عبرة لو تعتبروا.

• كلمة أخيرة للشعب السوداني
إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

صحيفة المهاجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق