السبت، 11 يوليو 2015

الكهرباء قطعت ... رحلة البحث عن التيار..!!



خبير اقتصادي : الشعب السوداني الأقل استهلاكاً للكهرباء في العالم
مواطن : أين كهرباء سد مروي..؟!
نقابي : الوزير يبطن في حديثه اتجاه لزيادة فاتورة الكهرباء

تحقيق : علي الدالي : سعدية صديق
"وزير الكهرباء : سد مروي لا يكفي الخرطوم والقطوعات مستمرة" .. يبدو ان وزير الكهرباء بتصريحه هذا يقف موقف جهيزة التي قطعت قول كل خطيب ، وليت الوزير قال مقالته هذه وسكت ولكنه زاد على أعلاه بقوله انهم يطالبون في الكهرباء بزيادة التعريفة حتى يتمكنوا من مجابهة القطوعات المتكررة ، ولكأن الرجل يصب ملحا على الجرح ، وبلغة أقرب الى لغة أهل السوق من التجار قال الرجل :"الحياة زايدة والكهرباء ثابتة" ذلكم بعض من ما نقلته الزميلة (اليوم التالي) عن الوزير ، ويبدو أن كلمات الوزير القاسيات تكشف عن الحال الذي سيتواصل في ذات السوء، فالرجل لم يكشف عن فرج قريب لأزمة الكهرباء خاصة في القطاع السكني حيث يعاني المواطنون من أزمة تردي إمداد التيار الكهربائي اضافة الى أزمة قطوعات المياه

معاناة
في رحلة استطلاعنا للمواطنين عن قطوعات الكهرباء .. التقينا بالموظفة ( زينب ) التي وجدناها في احدى المؤسسات الحكومية بعد أن نما إلى علمنا ان (الكهرباء قاطعة فيها ) وجدناها وهي تدلق الماء على وجهها وتبلّ ثوبها وتمسح على كفيها ... سألنها عن رأيها في القطوعات الحالية هل هي ناتجة عن تصرفات المواطنين بصرفهم البذخي وعدم التزامهم بالترشيد ام ناتجة عن إهمال الدولة ـ ردت في استغراب واستنكار لسؤالنا الأول ان كيف نحمل المواطن أخطاء المسؤولين في الدولة ـ قلنا لها إننا استندنا على افادات منطقية أدلى بها وزير الكهرباء في تصريحات صحفية عن إقراره بالعجز بنسبة 5% من المطلوب وتابعنا إن الوزير بإقراره ربما اخفى أمر عدم ترشيد المواطن للكهرباء حتى لا يصبح تصريحه محل سخرية وتندر تسير بها ركاب مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في زمان الفضاءات المفتوح : قالت لنا إنكم تتوهمون هذه المسائل فالدولة وحدها هي المسؤولة عن توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين فالاستمتاع بالكهرباء حق أصيل من حقوق المواطن وليس منحة من الحكومة تمنحها أو تمنعها المواطن .. لكن الوزير شكا أيضاً من شح الايردات عند إجابته الإيحائية عن تعرفة الكهرباء فهل يريد الوزير أن يحمل المواطن نتيجة ما يحدث أم يريد ان يرفع عن وزارته الحرج بإجاباته المبهمة على أسئلة النواب تحت قبة البرلمان ؟

إقرار بالعجز 
تبدو المبررات التي ساقها وزير الكهرباء مقنعة بعض الشيء فيما يختص بما ينتجه سد مروي من الطاقة حيث قال إنه لا يقوى على تغطية احتياجات العاصمة القومية إذا عمل بطاقته القصوى والتي تقدر 1250 ميقاواط لكن معظم المواطنين حملوا السلطات التي روجت لكهرباء السد وصورتها بأنها عصا موسى السحرية التي يتم على يدها وضع نهاية لمعاناة الناس من القطوعات المتكررة ، بيد ان تصريحات الوزير الاخيرة كشفت المستور وكشفت عن عجز حقيقي في توليد الطاقة الكهربائية وأماطت اللثام عن فجوة كبيرة بين المنتج من الكهرباء والمستهلك منها ، قدره الوزير بنسبة 5% في ساعات الذروة المحددة يومياً بأربع ساعات تلك الأربع ذاتها يرى خبراء أنه إن تم ترشيد الكهرباء فيها قد توفر طاقة ربما تساهم في تقليص العجز بصورة كبيرة لاسيما إذا ما بحثت وزارة الكهرباء عن وسائل جديدة لضبط عملية ترشيد الكهرباء عبر آلية رقابة وفرض غرامات على الاستهلاك للطاقة بإهمال بيد أن البعض يحمل الوزارة نتيجة ما حدث من عجز كانت الوزارة على علم مسبق به، ولم تتخذ من الاجراءات ما يحد من تاثيراته على المواطن في نهارات رمضان الحارقة ..كان بامكان الوزارة ان تحيط المواطنين علماً على الأقل بالقطوعات المبرمجة لكن الوزير استصعب موضوع الإعلان عن القطوعات رغم أنها مبرمجة وقال إن برمجة الشبكة متحركة يومياً وبالتالي لا يكون للإعلان جدوى
تحذيرات من زيادة التعريفة 
وقابل الكثير من المواطنين تصريحات وزير الكهرباء معتز موسى بكثير من الشكوك حول نسبة العجز ،إلا أن الرجل معروف عنه وحسب قيادات داخل الوزارة ـ فضلت حجب اسمها ـ أنه يتعامل مع الارقام والحقائق العلمية المجردة بعيداً عن النظريات التقديرية ومع ذلك وصف النقابي المعروف صديق علي عمر في حديثه معنا تصريحات الوزير معتز بالمريبة ويستشف منها أنه أراد بها التمهيد لقرار خطير قد يصدر في أغسطس القادم حسبما أعلن يقضي بزيادة تعريفة الكهرباء، فالواضح أن وزارة الكهرباء حولت استدعاء وزيرها أمام البرلمان لصالح تمرير قرار ربما لو فاجأت به المواطن فسيفتح عليها ابواب جهنم لكنها تعاملت بذكاء ولمّحت إلى تعرفة الكهرباء التي ظلت ثابتة منذ العام 2004دون زيادة عليها ، فمعتز تحفظ على الاجابة على سؤال مهم وهو هل هنالك اتجاه لزيادة تعرفة الكهرباء ..قال معتز للصحفيين سنجيب على السؤال في اغسطس المقبل هذه الاجابة توحي بان الوزارة تنويربما الزيادة في هذا التاريخ وحذر صديق خلال إفاداته من اتجاه الحكومة لزيادة التعرفة التي بالطبع ستشكل عبئا إضافيا علي المواطن وتنسف أي حديث عما يسمى بالطفرة الكهربائية التي تحققت بفضل قيام سد مروي والذي ساهم مساهمة كبيرة في توفير الكهرباء ويكذب أحاديث كل الخبراء الذين تحدثوا عن تلك وذهب زميل صديق في العمل النقابي الرشيد محمد الصادق إلى أن المواطن يحتاج إلى مواجهة مع المسؤولين وانتزاع اعترافات منهم يقرون فيها بالفشل في توفير احتياجاته لاسيما الكهرباء والمياه وقال لنا إنه لا يحس بأي تحسين في مستوى الخدمات أو تطويرها والتي تحتاج لثورة حقيقية وواقعية وليست ثورة شعارات تكتب ثم تركل بالارجل وتهمل بمجرد نهاية احتفالية تدشين أي مشروع خدمي 

استطلاعات مواطنين .
حملنا إفادات النقابيين وواصلنا المشوار بحثاً عن رأي مواطن آخر ..وجدنا المواطن حمد حمدان وهو يسير في نهار رمضاني يحمل في يده (جريدة ) يضعها على شقه الايسر في محاولة لمداراته عن أشعة الشمس الحارقة ..أوقفناه تحت ظل شجرة وسألناه عن رأيه في قطوعات الكهرباء وضع الجريدة ارضاً وضرب وشمر من ساعديه حتى ظننا أنه أراد بنا سوءا لكنه قال إن سؤالنا هذا أخرجه للتو من مكان عمله ،بعد أن قطع التيار الكهربائي بالمكتب وفي ذهنه لماذا هذه القطوعات في بلد تمتلك سداً بمواصفات سد مروي ؟ بيد أن حمدان قال وبينما هو يقلب صفحات الجريدة يجد الاجابة في تصريحات وزير الكهرباء والذي قال إن ما ينتجه سد مروي غير كافٍ لسد حاجة العاصمة وحدها وفيما يبدو ان حديث الوزير اقرب الى المنطق في ظل تمدد الكثافة السكانية والمصانع الضخمة والمستشفيات ومؤسسات الدولة المختلفة لذلك يجب عدم قطع الامداد الكهرباء نهائيا ،وبالرغم من ذلك فان الكهرباء تقطع بصورة غير مبرمجة فيما نتج عنها عملية شح المياه والتي أرجعها لعدم استقرار الامداد الكهربائي ..تركنا حمد بعد ان شكرناه ثم أوقفنا آخر رغم انه كان مسرعاً في مشيته طرحنا عليه سؤالنا السابق فقال انه شخصياً يعتمد في عمله على الكهرباء واضاف ان اي قطوعات تؤثر مباشرة على (أكل عيشه ) ثم ارجع القطوعات الى الاستهلاك العالي وعدم الترشيد من قبل المواطنين بالإضافة إلى إهمال السلطات وعدم الرقابة على الأماكن العامة وملاعب الخماسيات التي تظل مضاءة الى بزوغ شمس اليوم الثاني بالاضافة الى كهربة المشروعات الزراعية ودخول مشاريع جديدة اكثر استهلاكاً للكهرباء وتساءل :أين كهرباء المحطات الحراراية وطالب بإدخال الطاقة الشمسية لزيادة الانتاج وتقليص الفجوة الحالية ، وعلى عكس سابقيها القت المواطنة عالية عبدالله الملامة على المواطنين وموظفي المؤسسات الحكومية وقالت إن أغلب المواطنين يخرجون من منازلهم ويتركون خلفهم المراوح والمكيفات تدور بلا غرض، الشيء الذي يساهم بشكل مباشر في عملية الاستهلاك غير الرشيد ،وفي المقابل يحدث ذلك في كثير من مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص وأشارت الى ضعف البرامج التوعوية التي يقدمها إعلام الكهرباء لتوعية المواطنين وحثهم على الإرشاد في جميع وسائل الاعلام المختلفة أو عبر الوسائط الحديثه 
المواطن السوداني اقل استهلاكاً .
وشن الخبير الاقتصادي المعروف البروفيسر عصام عبد الوهاب بوب قائلا هجوماً على المسؤولين في وزارة الكهرباء وقال إن اسوأ قائد هو القائد الذي يلوم مواطنه وإن اسوأ إداري ذلك الذي يلوم إدارييه وقال لا يمكن ان نلقي باللوم على امواطن ونقول إنه غير مرشد لاسيما وان المعروف عن المواطن السوداني أنه الأقل استهلاكا للكهرباء في العالم وأوضح بوب في حديثه لنا أن المواطن السوداني يستهلك الكهرباء بنسبة اقل من 30% من المواطن المصري واقل من 5% من المواطن السعودي واقل من 3% من المواطن القطري وتسأل بوب ساخراً أين الكهرباء وأين المياه حتى يتم إهدارها ؟؟؟.
التيار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق