الخميس، 9 يوليو 2015

فاشر.. نمر.. أصلة

المركوب السوداني.. بين الأرجل والأغنيات يكمن الجمال
كلنا سمع محمد وردي يغني رائعته يا بلدي يا حبوب، وكلنا ترنح ساعة أن ردد :
يا بلدي ياحبوب
ابو جلابية وتوب
وسروال و(مركوب)
جبة وصديري
وسيف وسكين
ياسمح يازين
وكلنا أطلق العنان لغريزة الانتماء فيه، وأوقد مكاناً براحاً في وجدانه وقلبه وهو ينشد معه أنشودة الافتخار هذه، ويشهد بعز الانتماء للوطن وترابه الجميل.
فالمركوب السوداني هو واحد من المفردات التراثية السودانية، وأحد أهم الأزياء التقليدية في البلاد، ينتشر فيها في كل الاتجاهات، وهو رمز من رموز الخصوصية السودانية، ومعادل حقيقي لصراع الهوية السودانية، ويكاد يكون بجانب الجلابية المتفق عليه الوحيد في كل السودان.
الخرطوم: محمد بدر الدين
وهو الحذاء السوداني التقليدي اسم "مركوب"، ويجمع على صيغة "مراكيب". وهو حذاء رجالي يصنع من جلود الحيوانات. وبدأت الأحذية بمركوب يدعى "كلودو" وهنالك حذاء يدعى "أبو أضينة"، ثم المركوب التقليدي الذي استمر حتى الآن, وهنالك كثير من أنواع المراكيب السودانية منها مركوب الجزيرة أبا "وهو منذ فترة الثورة المهدية ويتميز باللون الأحمر الفاتح.
أما مركوب "جلد البقر"، فيمتاز بالقوة والجمال، وتبدأ صناعته بدباغة الجلد، ويبطن بجلد الماعز؛ لأنه خفيف، ثم مرحلة أسفل الحذاء ثم مرحلة "النباتة" وهي الخياطة بخيوط القطن الطبيعي، ثم تأتي مرحلة الرسبة، وهي مرحلة الصنفرة من أجل ضمان نعومة أرضية الحذاء. ويعتبر الحذاء المصنوع من جلد, الأصلة, التي تأتي من نيجيريا وجنوب السودان الأغلى سعراً والأعلى جودة، وهو يصنع بالمراحل السابقة نفسها، إلا أنه يلمع بحجر لإزالة الشوائب ثم يمسح بالليمون لإكسابه اللمعان.
صناعته
ويتألف المركوب السوداني يدوي الصنع من الأرضية، وهي أسفل الحذاء، وتصنع من جلد البقر، وتدبغ وتمسح بالقطران، ثم تأتي مرحلة صناعة الجزء العلوي منه وعادة ما يصنع من جلد التيس، وهو أغلى من جلد الماعز، ويتمتع بالقوة وتصنع منه أيضاً الجوانب الداخلية من الحذاء، ثم تأتي مرحلة الخياطة، وتكون يدوية باستخدام خيوط القطن، وتدعى هذه المرحلة بــ"التبريش"، وخاصة أن أغلبية المجتمع السوداني يتميز بالمركوب والجلابية السودانية
يقول علي الطاهر دائماً ما أشتري المركوب في الاعياد لأنه مريح بالمشي وفي المسافات البعيدة ويقضي معي فترة طويلة وخاصة مركوب الجلد.
عشرات السنين
وقال أحمد الباقر - صاحب محل لتصنيع "المراكيب": (بدأت العمل بهذه الصناعة المحلية اليدوية قبل عشرات السنين، مشيراً إلى أنها تزدهر في من غرب السودان الفاشر نظراً لتوافر الجلود هناك).
وتظل الثقافة السودانية بتنوعها الإثني والعرقي وتباينها الكبير غنية حد الترف بالمفردات والمعطيات التي جعلت من الانسان السوداني مختلفاً في سلوكه ومتميزاً في أزيائه وملبوساته، ومأكله ومشربه، بل وحتى في تفكيره ونظرته للأشياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق