الأربعاء، 11 مايو 2016

السودان: أكثر من 16 ألف مريض نفسي خلال 2015

دقّ أطباء نفسانيون في السودان، ناقوس الخطر، بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بالأمراض النفسية، في ظل تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية وغياب الاستقرار السياسي في البلاد.
وكشف تقرير صادر حديثاً لوزارة الصحة عن ارتفاع عدد حالات المصابين بالأمراض النفسية خلال العام الماضي، بحيث سجل مستشفيان فقط نحو 16810 حالات، وهما مستشفى "التجاني الماحي" و"طه بعشر"، واللذان يعدان من المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض النفسية في البلاد.

وكانت إحصائية الحالات في المستشفيين خلال عام 2013، سجلت 11.637. ووفقا للتقرير الحكومي، فإن عدد المترددين على مستشفى التجاني الماحي، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، بلغ 2875 حالة.
ويرى أطباء نفسانيون أن حالات الإصابة بالمرض النفسي أكبر بكثير، نظرا لاقتصار الإحصائية على مستشفيين فقط، بينما هناك حالات أخرى في عدد من المستشفيات، فضلا عن الحالت المترددة على المراكز والعيادات الخاصة.
ووفق آخر تقرير عن منظمة الصحة العالمية، فإن السودان تربّع على المرتبة الأولى فيما يتصل بأعلى معدلات الانتحار التي سجلتها الدول العربية، حيث سجل 17.2 حالة انتحار من بين مائة ألف شخص.
وبحسب التقرير الذي رصد حالات الانتحار في الفترة من 2000 حتى 2012، فقد بلغ عدد حالات الانتحار في السودان 4286 حالة، منهم 1340 من النساء.
ويرصد خبراء جملة أسباب للأمراض النفسية، بينها قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية متمثلة في الحروب والنزوح وارتفاع نسب الفقر والتفكك الأسري والبطالة، حيث أكدت وزارة الموارد البشرية أن حجم العاطلين عن العمل بلغ مليوني شخص، 25 في المائة منهم من خريجي الجامعات
ويرى الطبيب النفساني، علي بلدو، أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في أعداد المرضى النفسيين ومن يعانون من اضطرابات سلوكية وعصبية، ما يقود إلى تزايد المضاعفات الخاصة بالمرض والمتثملة في الجرائم المصاحبة وتهديد السلامة المجتمعية.
ويُرجع بلدو الأسباب إلى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة، وتمدد الإدمان، وإهمال الصحة العامة، وتردي البيئة، وانعدام مناهج الصحة النفسية.
وأوضح أن "تزايد الخلافات الأسرية، وعدم التأهيل النفسي، وانعدام الرعاية الخاصة بالأشخاص الذين يعانون اضطربات نفسية، وقلة الكوادر في هذا المجال، والشعور بالوصمة التي تلازم المريض النفسي، كلها عوامل تُعلي من فرضية تزايد المرض".
ويؤكد بلدو، أن المرض النفسي يمثل الأعلى كلفة في العلاج والتشخيص والمتابعة والتغذية، فضلا عن الظروف الاجتماعية الملائمة الواجب توفيرها.
العربي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق