الأحد، 12 يوليو 2015

الترابي.. يفرد بساط (المنشية) ويرنو إلى (القصر)


الخرطوم: الهضيبي يس
واصل عرّاب الإسلاميين، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. حسن عبد الله الترابي إثارة الجدل في الساحة السودانية، بالإشارة إلى أن الحكومة غير فاسدة البتة، وإن من فساد فهو من لدن الناس ومما قاله الترابي في الصدد لدى لقائه للطلاب: (الكل صار غير أمين والسوق كل شيكاته طايرة).
تغيير لافت
المراقب لاحاديث الترابي في الآونة الأخيرة يلحظ فيها تحولاً ملحوظاً في مواقف الشيخ الأمر الذي ينبئ بأمور تدور في الكواليس وستكشف عنها الأيام، لا سيما حين قراءة ذلك مع قبول حزب المؤتمر الشعبي للدخول في الحوار الوطني من دون اشتراطات مسبقة، والدفاع بشكل مستميت عن الحوار الذي لم يبارح مكانه لأكثر من عام ونصف.
وفي رمضان الحالي نشط د. الترابي في دعوة وتلبية الإفطارات الرمضانية، وإطلاق أحاديث صحافية مثيرة تدعو الصحف لمعرفة برنامج الشيخ اليومي، علهم بخبر أو بجذوة من نار تصريحاته اللاهبة.
وأخيراً استقبل الترابي وفد الاتحاد العام للطلاب السودانيين المتهم بأنه واجهة للحركة الإسلامية وطلاب حزب المؤتمر الوطني الحاكم منذ مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في العام 1999م، وأطلق تصريحات مغايرة لما كان يقول به لأكثر من عقد ونصف العقد من الزمان إذ قطع كسيف إن الحكومة ليست فاسدة.
مسوغات
عن ذلك التبدل المفاجئ يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية د. صلاح الدومة، إن مجيء الترابي في هذا التوقيت والحديث عن عدم فساد الحكومة وأن الشعب هو من يفسد ينم عن صفقة تطبخ في الخفاء بين الإسلاميين وتوقع الدومة أن يتم تقديمها في وقت وجيز.
وحذر أستاذ العلوم السياسية، صلاح الدومة، من مغبة تكرار التجربة الإسلامية في حكم البلاد حال وحدة التيارات الإسلامية بالسودان على خلفية دعوات الترابي الأخيرة المعروفة بـ"النظام الخالف" وقال إنه ستخلف البلاد ويلات شديدة.
وكان منبر السلام العادل، ذو التوجه الإسلامي، على لسان زعيمه الطيب مصطفى سخر من أحاديث الترابي عن وحدة الإسلاميين، واصفاً الحديث عن وحدة الصف السياسي المسلم بأنه محض أحلام.
وبالعودة إلى الدومة، فقد وصف حديث الترابي المتجاوز لتقارير المراجع العام السنوية عن عدم وجود فساد، وصفه بالمضطرب. وقال: (هذه التصريحات تؤكد اضطراب المواقف عند الشيخ ونظامه السياسي الذي كان حتى وقت قريب يعمل على إسقاط النظام).
الزمن الضائع
ابتدر أستاذ العلوم السياسية، د. حسن مكي، رده على أحاديث الترابي بضحكة مدوية وقال لـ(الصيحة) إن أحاديث الترابي تعكس خوف عميق على مصيره وتلامذته وأضاف تصريحاته بشأن الفساد تشي بأنه يعيش في كوكب آخر لا سيما وأن الفساد مبذول في تقارير المراجع العام وفي صفحات الصحف وهو ما يؤكد أن الترابي شرع في مراجعة مواقفه السياسية في مقابل توفير مطلوبات من المحتمل أن الترابي قد اتفق فيها مع الحكومة، ولا شي أدلّ على ذلك من تخطيه لانتقاداته السابقة ومهاجمته للحكومة ودعواته إياها بالمغادرة الفورية في محاولة يبدوها لعبا في الزمن الضائع، وإلّا كيف يتسق حديث الترابي عن تبرئة الحكومة من أي شبه فساد في حين أقرت الحكومة نفسها بذلك بل وأنشأت مفوضية لمحاربة الفساد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق