الجمعة، 17 يوليو 2015

زحمة ولصوص وباعة متجولون وأسعار مشتعلة.. مشهد ما قبل العيد بقليل



الخرطوم - نمارق ضو البيت

بدأت حركة التسوق للإيفاء بالتزامات العيد تزداد منذ انقضاء العشرة الأوائل من شهر رمضان، وكلما اقترب العيد اكتظ الناس داخل الأسواق وازداد عدد الباعة المتجولين طوال فترة النهار والليل، ما تسبب في ظهور مهن جديدة مثل بيع مياه الصنابير، فيعبئ الباعة الزجاجات الفارغة من قوارير مياه الصحة والمياة الغازية بمياه عادية، ويقومون ببيعها للصائمين المتجولين في ظهيرة رمضان بسعر جنيه للقارورة، ليبدأ مشهد (الجرسة) ورش الأجساد بالماء بحثا عن بعض البرودة، وكذلك يقوم الباعة بالتجوال حاملين بأيديهم كلما يحتاجه المواطن للعيد من شيالات، حلوى، ملابس أطفال، مفارش، إكسسوارات، وغيرها الكثير ما يدفع البعض لشرائها لأنها أقل ثمنا من البضائع داخل المحلات التجارية. وقال التجار والمواطنون إن هذا الازدحام يمثل بيئة جيدة للصوص والنشالين، الذين لا يتوانون عن تكرار عمليات السرقة بالرغم من ضرب المارة لهم في كل مرة يُكتشفون فيها.

تذمر من غلاء الأسعار

قالت أروى فاروق – طالبة محاسبة – إن أسعار المشتريات عموما لا زالت مرتفعة كما في كل الأعوام السابقة. وأضافت: بالفعل ازدحمت الأسواق منذ انتصاف شهر رمضان، وبدأ الناس في شراء مستلزمات العيد، لكن تظل المفاصلة في الأسعار بين الزبون والتاجر هي سيدة الموقف، فالكل متذمرون من هذا الارتفاع في السلع؛ فلو أراد أحدهم شراء (لبسة كاملة) من فستان، حذاء، طرحة وإكسسوارات لفتاة في الرابعة عشرة مثلا ستكلف ما بين الـ 300 و400 جنيه، هذا إن كانت من سوق شعبي مثل (سوق ليبيا)، فكيف لذوي الدخول المحدودة التي تتفاوت ما بين 700 و1200 جنيه أن يسعدوا أطفالهم بمشتريات العيد.

وخالفها الرأي التاجر عمار عبد الرحمن – بائع ثياب- قائلا: الأسعار لم ترتفع كثيرا، وهي شبه ثابتة منذ العام الماضي، لكن يستغل التجار مواسم الشراء لرفع الأسعار كي يربحوا ولو قليلا، فيزيد البائع السعر ما بين الـ 20 و50 جنيها ليزداد دخلهم في هذا الموسم، وذلك لأن الباعة المتجولين ينافسوننا في البيع في هذه الفترة، وبالتالي يجب أن نبحث عن بعض الربح.
موسم حرامية

"أثناء تجوالي داخل سوق ليبيا أصابتني الدهشة من ضرب المارة والباعة المفاجئ لأحد الشباب، الذي لم يستسلم بدوره لهذا الضرب العنيف والمتواصل. وبالفعل تمكن من الإفلات من قبضة ذلك الجمع، كل هذا حدث في بضع دقائق".. هكذا ابتدرت نعمة عبد الله – خريجة اقتصاد- حديثها وواصلت قائلة: لم أتمالك من مقاومة فضولي في معرفة سبب الضرب، فاقتربت من أحد المشاركين في مشهد الضرب، الذي أخبرني أن هذا الفتى سرق هاتف إحدى السيدات بخفة شديدة لم تشعر بها السيدة المنهمكة في المفاضلة بين أجود الثياب، لكن رآه صاحب المحل وضربه، ونحن لم نتوان عن مد يد العون في تأديب هذا اللص.

وقال الشاب مصطفى فرح – بائع بمحل أحذية في سوق ليبيا- إن العشرة الأواخر من رمضان تمثل موسوما لنشاط حركة (الحرامية). وواصل: وكثيرا ما تصرخ إحداهن في هلع من فقد نقودها، أو يصرخ أحدهم متفاجئ بضياع هاتفه أو بعض أكياسه، حينها نعلم بأن أحد اللصوص حصل على غنيمته مستغلا الازدحام أو انشغال المواطنين مع أطفالهم، لكن الشعب السوداني لم يفقد نخوته وشهامته، فعندما تشير إحداهن إلى اللص ينهال عليه الجميع ضربا، ونعيد إليها ما سرق منها.

نسيان المشتريات في السوق

وقال عبد المجيد صالح – تاجر- تكثر في هذه الأيام (سرقة المتابعة)، وهي أن يتتبع اللص المواطن منذ دخوله إلى السوق ويستمر في رحلة المراقبة إلى أن يتحين الفرصة المناسبة، فإما يأخذ ما ينساه المشتري من أكياس وإما ينشل ما هو قريب من يده.

وقالت المواطنة فاطمة صالح: هنالك من يشترون احتياجات العيد من ملابس، ستائر، أوانٍ وشيالات حلوى قبل رمضان اتقاءً لشر الازدحام في العشرة الأواخر من رمضان، وما قد يجره من مشاكل، وفي رأيي أنها فكرة جيدة إذا ما توفر المال الكافي قبل دخول الشهر الفضيل، لكن للأسف الغالبية العظمى من المواطنين من ذوي الدخول المحدودة، ورمضان في حد ذاته يحتاج لتجهيزات مكلفة تسبب سلفا عطباً في ميزانياتهم

اليوم التالي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق