الخميس، 9 يوليو 2015

منصور خالد: حكومة عبود تجاهلت حماية الآثار النوبية عندما هجّرت الحلفاويين

الخرطوم: محمد سعيد
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأسبق والمفكر البارز، منصور خالد، بشأن عدم اكتراث حكومة الجنرال إبراهيم عبود بحماية ونقل الآثار النوبية بالتزامن مع تنفيذ الهجرة القسرية لآلاف النوبيين بمدينة حلفا القديمة بشمال السودان في عام 1964، أثارت تساؤلات عديدة حول تجاهل الحكومة آنذاك حماية ونقل الآثار النوبية.
ونقل منصور خالد في احتفالية بخيمة الصحافيين، أن منظمة اليونسكو المعنية بحماية الآثار ابتعثته لمخاطبة الحكومة السودانية والحصول على تفويض منها لتدخل اليونسكو وحماية الآثار على نفقتها، وأضاف منصور "لم أتمكن من الحصول على خطاب تفويض يحث اليونسكو على تمويل نقل وحماية الآثار النوبية".
وأوضح أنه التقى صانعي القرار في حكومة عبود بمن فيهم رجالات الأحزاب وقيادات رفيعة في الدولة، حتى تخاطب الحكومة منظمة اليونسكو لتمويل نقل وحماية الآثار النوبية من الإغراق في أقصى شمال السودان، بالتزامن مع تنفيذ خطة حكومية لتهجير آلاف السكان النوبيين إلى شرق السودان، وأضاف "اليونسكو كانت بحاجة إلى تفويض فقط من الحكومة لتوفر التمويل وتتحرك لإنقاذ الآثار النوبية".
وهجّرت حكومة الجنرال إبراهيم عبود في عام 1964 آلاف النوبيين من مدينة حلفا القديمة إلى مدينة حلفا الجديدة في أقصى شرق السودان، وأعلن برنامج الغذاء العالمي أنه نفذ أول عملية إغاثة في السودان، بتوزيع الإغاثة للمهجرين آنذاك.
وتعتبر عملية تهجير سكان حلفا القديمة أول عملية تهجير قسرية حول العالم، إذ قضى اتفاق بين حكومة عبود وحكومة عبد الناصر في مصر بغمر أراضي النوبيين بالمياه لإنشاء السد العالي لتوليد الطاقة الكهربائية وأغراض الزراعة، وفق اتفاق بدأت ملامحه منذ عام 1960 .
وأشار منصور خالد الذي كان يشغل منصباً في منظمة اليونسكو العالمية لحماية التراث العالمي، إلى أن الحكومة المصرية تمكنت من إنقاذ الآثار النوبية التي كانت تقع داخل حدودها، ونقلتها إلى مناطق بعيدة، وهي مناطق كوكمبو وأوسوان وأبوسنبل التي يقطنها ملايين النوبيين في الوقت الراهن.
وشكلت هجرة آلاف النوبيين نقطة فاصلة لإثنية واحدة كانت تقطن في منطقة حلفا القديمة، فبينما اضطر آلاف السكان بالمنطقة لإخلائها برحلات نظمتها الحكومة عبر القاطرات اعتباراً من 1964 إلى مدينة حلفا الجديدة، رفض آلاف السكان الامتثال لأوامر الحكومة للتهجير وفضلوا البقاء في المنطقة، وهم السكان الذين يشكلون مدينة وادي حلفا حالياً في الولاية الشمالية.
ويسرد زعماء منطقة حلفا الجديدة الذين عاصروا التهجير أن الجنرال إبراهيم عبود عبر عن شعوره بالندم، عندما زار مدينة حلفا القديمة بعد أن اتخذ قرار التهجير ووقع الاتفاق مع الحكومة، ونقل عبود لسكان حلفا أنه لم يكن يعتقد أن مدينة حلفا القديمة بهذا الجمال.
وكانت مدينة حلفا القديمة تطل على نهر النيل في أقصى الشمال، وتضم فندقاً فخماً وشبكة كهرباء تعمل بالوقود وطرقاً مسفلتة في سوقها الكبير، ويمكن للشخص الزائر لمدينة وادي حلفا الحالية مشاهدة مئذنة المسجد الكبير التي غمرتها المياه ولا تزال 
أجزاء منها ظاهرة للعيان بالنيل حتى الآن.
التغيير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق