الأحد، 12 يوليو 2015

صحافيو السودان في رمضان.. تفرقهم الأفكار ويجمعهم الإفطار!



الخرطوم ـ «القدس العربي»:
«رمضان يجمعنا» هذا الشعار الذي اتخذته بعض القنوات الفضائية أيقونة رمضانية، ينطبق تماما على الصحافيين في السودان. ورغم الإختلافات الفكرية التي تصل في بعض الأحيان لدرجة «الصدام» فإنهم يجتمعون على موائد الإفطار ويخلعون «معاطف» الخلاف قبيل إطلاق مدفع الإفطار.

ثلاثة إفطارات رئيسية تجمع مختلف أجيال الصحافيين في السودان في شهر رمضان من كل عام، البداية كانت عبر إفطار «ناس الأخبار الصحافية» وهم مجموعة على صفحات الفيسبوك تتميز بأنها أقل حدة في الخلافات والرؤى من المجموعتين الأخرتين، اجتمعوا في الساحة الخضراء في الخرطوم تظللهم العفوية والبساطة والمشاركة المالية في إعداد الإفطار، شاركهم كل الصحافيين الآخرين حتى خصومهم، وأعقب الإفطار برنامج ترفيهي تلقائي غلب عليه الطابع الاجتماعي والثقافي والقفشات وسرد المقالب وانفض سامرهم وعاد معظمهم إلى صالات التحرير ليشرفوا على الصفحات الأولى من صحف الخرطوم.

أعقب ذلك الإفطار السنوي للاتحاد العام للصحافيين السودانيين، وهو جهة ينتقدها الصحافيون كثيرا بسبب إنتمائها لحزب المؤتمر الحاكم، ورغم ذلك يحرص الكثيرون على حضور هذه المناسبة لكونها الوحيدة التي تجمع أصحاب المهنة في أجواء روحانية بعيدة عن «الحسابات» إضافة إلى أن الاتحاد ينتهز هذه الفرصة ليعلن عن خبر يدخل الفرحة في النفوس مثلما حدث في إفطار هذا العام، حيث تم تكريم العديد من الصحافيين وأعلنت شركة الاتصالات «سوداتيل»عن تكفلها بتوفير كابل انترنت مجاني لكل صحيفة وتوفير اتصالات للصحافيين بقيمة مخفضة، كما أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية عن «حزمة إجراءات» تصب في مصلحة الصحافة والصحافيين إذا وجدت طريقها للتنفيذ.

شبكة الصحافيين السودانيين، وهي الجناح المقابل والمناهض للاتحاد، أقامت إفطارها في مباني صحيفة «المشاهد» وتميز الإفطار بحضور كبير ضم مختلف ألوان الطيف الصحافي ورغم البساطة التي لفت المكان والمحتوى، فإن هذا الإفطار تميز بدرجة عالية من البشاشة خاصة وأن البرنامج الترفيهي المصاحب له حمل في جوانحه درجة عالية من الفكاهة والطرب.
خيمة الصحافيين التي تقيمها منظمة «طيبة برس» في كل عام من رمضان تعتبر ملاذا آخر يجمع الصحافيين رغم أنها تقام بعد عدة ساعات من موعد الإفطار في العاشرة من مساء كل يوم وتنتهي في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي. الخيمة تقدم برامج ترفيهية للصحافيين وأسرهم ولعامة الناس، لكنها درجت في كل عام على تخصيص ليلة كاملة «لإبداعات الصحافيين». 
قدمت الخيمة ليلة الأربعاء أمسية إبداعات الصحافيين، وهدفت لتقديم الوجه الآخر في حياة الصحافيين وإكتشاف الجوانب الإبداعية الأخرى، حيث قدم قراءات شعرية كل من الصحافي والشاعر نجيب محمد علي «ألوان»، والشاعرة والصحافية داليا الياس «اليوم التالي»، كما قرأت الشاعرة والصحافية مشاعر عثمان «أول النهار» جانبا من قصائدها. كما قرأ شعرا الصحافيون محمد غلامابي، عمار محمد آدم، الجميل الفاضل. وشاركت في الأمسية أيضا مذيعة قناة «أمدرمان» سميرة البلوي، التي قرأت أشعارا باللغة العربية والتقرية ولغة البداويت.

بينما غنىّ في الليلة من الصحافيين كل من الزبير سعيد «الخرطوم» محمد جادين «الصيحة» وصلاح يس «الرأي العام». وكان ضيف شرف الليلة الشاعر والمدير العام السابق لصحيفة «المشاهد» أزهري محمد علي الذي قدم قراءات شعرية.
إضافة لتلك الإفطارات شبه الرسمية، تحرص الصحف على إقامة إفطارات خاصة بها وتتم فيها دعوة الزملاء من الصحف الأخرى، ورغم أن صحيفة «الأخبار» متوقفة عن الصدور في هذا الشهر الكريم، فقد أقام صحافيوها إفطارهم السنوي بجهدهم الذاتي في الساحة الخضراء وقاموا بعد الإفطار بزيارة مدير التحرير»المريض» في منزله.


صلاح الدين مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق