الأحد، 27 سبتمبر 2015

هل يعلم عمر البشير؟




تاج السر حسين


هل يعلم كم هو مكروه من شعب السودان؟
هل يعلم بأنه مكروه بسبب حربه الجهادية القذرة فى الجنوب التى أدت الى إنفصاله فى آخر المطاف؟
هل يعلم بأنه مكروه لإغتياله الضباط الشرفاء خلال ساعات (نهار) شهر رمضان/ ابريل 1990؟
هل يعلم بأنه مكروه بتحويله للسودان من بلد الناس الطيبون الكرماء، الى بلد الإرهاب ورعايته، بإحتضان السودان فى عصره لكأفة انواع الأرهابيين والمتطرفين، بالطبع كان فى ذلك الوقت (إمعة) فى يد (الشيخ) العائد صاغرا لحضن التلميذ المكروه، ثم تفوق على الشيخ فى الإرهاب وفى التطرف.
هل يعلم أنه مكروه بسبب ما أقترفته يداه فى دارفور وديار البجا والمناصير وجبال النوبه والنيل الأزرق، من جرائم لم يرتكب مثلها (النازى) هتلر، قتلا وحرقا ونهبا وإغتصابا.
هل يعلم بأنه مكروه بسبب جلد النساء السودانيات وأهانتهن، فى الخرطوم وحدها خلال عام واحد جلدت 45 الف امرأة سودانية، ولم يكتف (المكروه) بذلك، بل قال فى احد خطبه (العنترية)، من يرفض ذلك الجلد فعليه أن يتوب وأن يتوضا سبع مرات الأخيره (بالتراب).
هل يعلم بأنه مكروه لأنه حطم مشروع الجزيرة الذى كانت تعيش عليه ملايين الأرواح؟
هل يعلم بأنه مكروه لأنه زور الإنتخابات فى أكثر من مرة لكى يبقى على الكرسى؟
هل يعلم بأنه مكروه لأنه اباح الواسطة والمحسوبية وجعل النظام السوداني، نظام (حزب) لا نظام (دولة).
هل يعلم بأنه مكروه لأنه لم يتصرف (كرجل) ويسلم نفسه للمحكمة الجنائية،كما فعل (أوهورو) فى كينيا لكى لا يعاقب بلده وشعبه؟
بدلا عن ذلك جعل (المكروه) من اسفاره وعودته بطولات زائفة وفرحة وإنتصار، يستقبله (المغرر) بهم فى المطار بالطبل والدفوف، والبلد محتلة أجزاء عديدة من حدودها. 
هل يعلم بأنه مكروه لأنه ضابط جيش تخرج من مؤسسة عسكرية كانت تسمى (بمصنع الرجال)، فصنع الى جانب الجيش الوطنى مليشيات، بدأت (بالدفاع الشعبى) ثم تواصل ذلك العمل غير الوطنى بمليشيات يقودها جهله وأميون تعمل بصورة قبلية وعرقية .. هى التى جعلته باق حتى اليوم لا بسبب جبن الشعب السودانى كما يظن البعض.
فهل هنالك بلد فى العالم يسمح قادته بمليشيات تعمل الى جانب الجيش الوطنى؟
هل يعلم عمر البشير كم هو مكروه وفى عصره أهينت المرأة السودانية، واصبحت (الجامعية) تعمل (خادمه) فى بلاد لا تحترم النساء خاصة إذا كن من ذوات البشرة السمراء.
هل يعلم عمر البشير كم هو مكروه والشباب النضر فى سبتمبر 2013 قتلوا وذبحوا خلال ساعات كم تذبح (الخراف) فى الساعات الأولى من صباح اول يوم فى عيد الأضحى؟
وهل يعلم كم هو مكروه وهو يعرض (تعويضات) مالية لذوى الشهداء بدلا من القبض على المجرمين ومعاقبتهم وهو يعرفهم أكثر من غيره، هذا إذا لم يكن هو فى مقدمة اؤلئك المجرمين.
لا أظنه يعلم (فكوم) الأرزقيه والمأجورين والمهووسين يصورون له الأمر على خلاف ذلك.
وعادة (الطغاة) ما يحجبهم عن معرفة رأى شعبهم فيهم كوم (عفن) من الفقهاء والإعلاميين والصحفيين والمتسلقين من الساسة.
فهو يستمع للمهووسين اسرى (الظلام) وعشاق فتاوى (التكفير) وهو يستمع للإرزقية والمأجورين فى بعض الأحزاب والحركات الذين انحازوا لمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن وشعبه .. وهو يستمع لسدنة (مايو) الذين لا يؤمنون بالديمقراطية وبالتبادل السلمى للسلطة، ومثلما دعموا الطاغية (النميرى) فى السابق، كذلك دعموا (الطاغية) عمر البشير فى الحاضر وهم جاهزون لدعم أى طاغية يظهر فى المستقبل.
إنه لا يعلم - كم هو مكروه - ولولا ذلك لما تشبث (بالوثبة) التى من اسباب فشلها (المبكر) أنه يشارك فيها بل يصر على رأستها، بدلا أن تكون (الوثبة) محاكمة لشخصه ونظامه .. فكيف يوكل لمجرم قاتل إدارة حوار وأن يكون له دور فى التوصل لحل يخرج الوطن من أزماته ومما هو مقبل عليه من حال، طالما تشبث ذلك المجرم بكرسى السلطة مستعينا (بالمليشيات) والأرزقية والمأجورين، ذلك الحال الذى لن يختلف عما حدث فى سوريا والعراق وليبيا، إذا لم يكن أكثر سوءا من ذلك.
أخيرا .. الإنتماء الى رؤية لا يقدر بالمدى الزمنى ومتى تم ذلك الإنتماء، وإنما بمدى الإخلاص لتلك الرؤية، بدون من أو إنتظار لمقابل.

تاج السر حسين – royalprince33@yahoo.com.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق