السبت، 3 أكتوبر 2015

استراحة الجمعة : أضحكي

مشهد من احد الافلام الامريكية ..يتحدث البطل عن زوجته التي انفصل عنها حديثا ..يقول لصديقه (كان لابد ان انتبه لبعض الاشارات بان هناك خطب ما ..انها لم تعد تحبني )..ساله صديقه (اشارات ؟؟ مثل ماذا ؟؟)..قال (لم تعد تضحكها النكات التي احكيها )...هذا الرجل وضع يده على الجرح تماما ..وعرف ما نريد ايصاله للسادة الرجال ... ان المراة عندما تضحك على نكات زوجها ذلك يعني انها لا تزال تكن له من الود اكثره ..اذكر انني قرأت لانيس منصور عبارة ..(عندما تضحك الزوجة لنكتة ...زوجها هذا يعني اما ان النكتة مضحكة فعلا ..او انها زوجة مخلصة )...هذا الحديث يقودنا الى مؤشر مهم جدا في منحنيات العاطفة خلال تقلبات الحياة الزوجية ..يجب عليك كزوج ان تختبر مدى استمرارية (الود) بينكما ..ان تدخل يوما ما بيتك وتلقى (كم نكتة على الطاير ) كدا ..شوف البحصل ...المشكلة الاساسية ان الرجل السوداني لا يعتقد في موضوع الضحك والابتسام في منزله ..دعك من القاء النكات جزافا...بلدياتي كان صعبا ..شديدا على اهل بيته ..اذا دخل كف اللاعب وسكت الناطق ...حدث ذات يوم ان جلس مع زوجته امام التلفزيون ..ويبدو انه تبسط في الحديث وطفق يحكي لها قصصا وروايات ..المسكينة اخدت عليهو ..وفي منتصف الجلسة لكزته في كتفه قائلة (بلا جو ..)..يعني حرفيا (امشي كدا بالله )..فما كان منه الا ان استعاد سيرته الاولى وصاح فيها (ايقل بلاجو قاقيقي..كت جو من قلي قكر)..(انا تقولي لي امشي كدا؟؟ قومي جيبي العصاية ديك) ..والباقي متروك لفطنة القارئ ...اكيد العصا لم يطلبها ليتؤكا عليها وانما ليهش بها على (الطيرة) الصدقت انه تغير ..
المراد بعد هذا الاستطراد ان ننبه الزوج بان هناك علامات واشارات يجب عليه ان يأخذها مأخذ الجد ...ويحاول ان يتوقف لحظة ليعرف اين يكمن الخطأ ؟؟ ...اول هذه العلامات هي ما ذكرناه انفا (ان تتوقف زوجتك عن الضحك على نكاتك) هذا اذا كنت من الذين يمارسون هذا الضرب من الترف ...اما ثاني العلامات ..فهي ان تتوقف زوجتك عن التعليق على ملابسك وتترك تخرج من البيت والزرارة غير مثبتة ..او القميص غيرمكوي....والطامة الكبرى ان تعود يوما ما.. لتجد ان (الملايات ) قد احتلت جزءا مقدرا من دولابك !!. ...اما ثالثة الاثافي فهي ان تعود بعد يوم عمل مرهق ..وما ان تفتح باب البيت ..حتى تستقبلك المحلبية والسرتية مختلطة برائحة النشادر القوي ..فتمتم في سرك (يا ربي عرس منو ؟؟ ولا في عيد ظهر جديد )...وتحاول ان (تكضب الشينة) بان هناك سماية احداهن وانه يجب عليك تجهيز (حق اللبن).... تمشي ..بتثاقل.. فجسدك قد تخدر بفعل الروائح النفاذة..تفتعل ابتسامة وتسلم عليها من بعيد ...في تلك اللحظة ..تنطط عينيها بدهشة ..تقول وكل وداعة الدنيا في عينيها (هي ..انا ..نسيتك ...كنت عايزة اضرب ليك اقول امشي عند ناس امك ..الليلة انا ما طبخت ...ووداد صحبتي شيلة بتها بعدين المساء ..وقلت ما امشي مبشتنة)...وطبعا انت لن تستطيع التحرك ..فالنشادر قد فعل فعلته واصبحت جاهزا لاجراء (اجدعها عملية) ..ترتمي على اقرب (عنقريب ) وتقول بصوت واهن (مافي كسرة بي موية كدا اتصبر بيها ؟؟)...اها ..حتى لا تحدث مثل هذه الافلام ..ننصحك يا عزيزي الرجل السوداني بمقياس ريخيتر للضحك ...احكى نكتة ...ابتسم ياخ ..فان تجاوبت معك المدام ..كان بها ..وان لم تضحك ..حقو تراجع ملفك وتشوف الغلط وين ... ..... ...واخيرا وليس اخرا.. نهديكم اغنية الصباح من مسجل ادم سيد الدكان (اضحكي ..اضحكي ..تضحك الدنيا وتطيب ).

د.ناهد قرناص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق