الاثنين، 28 سبتمبر 2015

إلى وليد الحسين.. أصحاب الهامات المرفوعة لا تزيدهم الشدائد إلا صلابة


الصادق حمدين

وليد الدود الحسين فارس حرية التعبير والكلمة والفكر الذي يحمل ما ينفع الناس سلاحا وليس سلاح الإرهاب والقتل فكرا. يمر عليه اليوم أكثر من شهرين حسومين وهو ما زال حبيس قطبان انتظار المجهول، لا لذنب إقترفه أو جرم إرتكبه سوى أنه قام مع غيره من الرفاق الأحرار بتأسيس منبرا لمن لا منبر لهم، وأطلق عليه اسم الراكوبة في رمزية تلخص ماضي وحاضر تراثنا وتمسكنا بجذورنا، ليكرس لها وقته وعلمه وجهده وصحته، حتى يجد أصحاب المعرفة والفكر والرأي والتراث والشعر والفن الأصيل والحوار والتعليق الهادفين منبرا حرا يعبرون به عما يجيش بدخيلة نفوسهم، بعد أن حرمهم أعداء الكلمة ومخاصمو حرية التعبير والرأي، وأمراء أقبية الظلام الذين يخيفهم صرير القلم ويرعبهم نور الحقيقة الأبلج من التعبير عن آرائهم وطرح حلولهم وأفكارهم للقضايا والأزمات التي تهمهم وتهم وطنهم، لتساهم معرفيا وعلميا في تقدمه ورفعته ورفاه بنيه.

حاول نظام جماعة الشر الإرهابي في خسة ودناءة خنق الراكوبة وكتم صوتها لاسكاتها، وذلك من خلال استهداف حرية أحد محرريها والقائمين على أمرها خارج حدود نظام دولة القمع والقهر والظلم وهو الأعزل من كل وسائل الدفاع عن النفس إلا من فكره وعشقه المقدس لحرية الكلمة واحترام الرأي ونقيضه، لتسود الحقيقة وتعم المعرفة وينتشر العلم والفن الراقي والجمال بين الناس، فقام خفافيش العتمة وهم في أقصي مراحل منحنيات تيه جنونهم وريب توهمهم بمحاولتهم اللئيمة واليائسة لكسر أحد أعمدة الراكوبة ليدفنوا تحت ركامها الحقيقة التي أرعبتهم وقضت مضاجعهم، فعرتهم صنما صنما، وأسقطت عنهم رداء الزيف والنفاق حتى بانت عورتهم للقاصي والداني.

هزمتهم الراكوبة بالضربة القاضية وهي تقف اليوم شامخة بسواعد أبناءها من شرفاء هذا الوطن، تفيء بظل معارفها وموثوق أخبارها لمن أصلاهم هجير القمع والكبت والإرهاب والترهيب، وحال دونهم لهيبه من قول الحقيقة أو السبيل للوصول إليها لمعرفتها.

أرادوا ستر وإخفاء ما تنشره صحيفة الراكوبة الإلكترونية عن حقيقة فسادهم وإفسادهم ومؤامراتهم وفظائعهم وموبقاتهم بحق الوطن ومواطنيه، وإخفاء مكرهم ودسائسهم بحق أخوة المذهب والدين واللغة والجوار، فارتدت عليهم مكيدتهم من حيث لا يدرون، فأصبحت كل الأقلام الشريفة التي يخشونها تدافع عن الراكوبة، ومن يقومون على أمر تحريرها في شخص وليد الدود الحسين، الذي أرادوا له أن يستسلم ويركع، وما دروا أن أصحاب الهامات المرفوعة لا يزيدهم الحبس والترهيب إلا شموخا ومنعة، قصدوا إذلاله وإضعاف روحه الحرة متحصنين خلف رداء الكذب والخبث والدسائس، فأذلهم بصموده وهو في محبس غربته القصية.

ليس غريبا على هذا النظام القمعي من أن يقوم باستهداف وتتبع الشرفاء من أبناء هذا الوطن المكلوم وهم خارج دائرة قبضته الجهنمية في رسالة خسيسة لمن يعارضون سياساته من الشرفاء القابضين على جمر القضية في داخل السودان، بأن يده الباطشة لاحقة ستطال كل من يعارضه حتى ولو احتمى باستار الكعبة. وليس غريبا أيضا من أن يقوم هذا النظام بتسليم من يعتقدون في سذاجة بأنهم إخوته في الدين والدم إلى أعداءهم، وبيع كل من يستجير به في سوق نخاسة السياسة الدولية.

أما المفارقة التي يحتمل ذكرها هذا المقال فإن نظام جماعة الأخوان المسلمين الحربائي يسعى بكل إمكانياته الملتوية لتخليص منسوبيه من الحبس والسجن بعد أن تتأكد إدانتهم وراء ظلال كل شك معقول، ولنا في قضية الشيخ مغتصب الطفلة المدان قضائيا نموذجا من بين نماذج لا عد ولا حصر لها في داخل السودان.

وما قضية الطبيب المشهورة المنتمي لتيارهم، الذي يعمل بالولايات المتحدة الأمريكية في أحد مراكز الرعاية الصحية المخصصة لأصحاب الحاجات الخاصة ببعيدة عن أذهان من اطلع عليها، فتم تهريبه في عملية تعجز عصابات المافيا عن القيام بها قبل مثوله أمام المحكمة الأمريكية إلى داخل السودان مكللا بعار سبة الدهر ولعنات التاريخ الأبدية، وهو يعيش الآن هانئا وسط بيئته الموبوءة التي ينتمي إليها. وفي المقابل يسعى نظام الفتن والشر بأن يُقاد إليه أحد شرفاء الشعب السوداني مكبلا بأغلاله لانتهاك آدميته بتهمة كشف الحقيقة، والبحث عن حرية شعب بأكمله.

لسنا في حاجة بأن نذكر القراء بسجل جماعة الأخوان المسلمين الإرهابي المثقل بالآثام والرزايا، وصحيفة سوابقهم الحافلة بنقض المواثيق والعهود مع من يتحالفون معهم ويوالونهم، وإدمانهم عض الأيادي التي تمتد لانتشالهم من الغرق في مستنقع ما تصنعه نفوسهم المريضة والأمارة بالشرور والمكائد والتآمر على من هم خارج دائرتهم الملعونة، فالأخوان هم الأخوان بما هم عليه من غدر وسوء طوية يميلون حيث تميل بهم مصالحهم، لقد عرفتهم بعض الدول جيدا بأنهم يجسدون الشر في أقصى مراحله ظلامية، ويسبحون دائما ضد تيار الحياة يقودهم تآمرهم ضد الجميع، لهذا وضعتهم ضمن متصدري قائمة الجماعات الإرهابية.

ولسنا في معرض التذكير بماضي جماعة الأخوان المسلمين في السودان وقاموسهم الطافح بالبذاءات والشتائم على لسان من اشتهر محليا بـ (ديك الصباح)، 


وبالمقابل فإن القائمين على الأمر في المملكة العربية السعودية يعرفون الشعب السوداني، ويعرفون أخلاق أبناءه وإخلاصهم وأمانتهم، لهذا قامت باحتضانهم وأمنتهم على أرواحهم وحياتهم، وفتحت لهم أراضيها في ترحاب نشكره عليها ونقدره حق تقديره، فالعلاقات بين الشعوب أبقى. ومن هنا جاء عشم الشرفاء من أبناء هذا الوطن بمناشدة السلطات السعودية، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بإطلاق سراح، وليد الحسين، وعدم تسليمة لنظام القتل والإرهاب.

فقر عينا يا وليد بن الدود في محبسك ولا تحزن، فاليوم قد تأكد لك أن ظهرك غير مكشوف، وإن عداءنا مع هذا النظام الدموي قد تعدي سلب حريتك وأنت في الغربة إلى قهر وسجن شعب بأكمله خلف قضبان الرعب والقتل والسحل والجهل والجوع والمرض، وكل قضايا الوطن وأزماته التي تصديت مع رفاقك للدفاع عنها في كشف وفضح وتعرية من كان سببا في حبسك وحبس شعبك العظيم الذي تنتمي إليه، فصبرا يا صديق غدا سنعانق رحاب الحرية وفضاءها الواسع معا.
الصادق حمدين
umniaissa@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق