الأحد، 20 سبتمبر 2015

بروفيسور فاروق محمد ابراهيم : فتحت البلاغ في مواجهة نافع بتهمة التعذيب في لندن..الخارجية البريطانية أخطرته بضرورة مغادرة من أراضيها خلال 12 ساعة



عندما كان نافع في زيارة الى لندن فتحت البلاغ في مواجهته بتهمة التعذيب والخارجية البريطانية أخطرته بمغادرة المملكة المتحدة في ظرف 12 ساعة وإنها غير مسؤولة عن اعتقاله … هو يقسم بالله في الصحف إنه لم يراني، والقسم مكانه المحكمة، وإذا كان هو صادق أمامه خيارين، إما يقاضيني أو يعتذر، وأنا افضل انه يعتذر لتصفية النفوس حتى يكون عظة للذين يمارسون التعذيب.

بروفيسور فاروق محمد ابراهيم 

أمام د.نافع خيارين إما أن يعتذر أو يقاضيني
* فتحت البلاغ في مواجهة نافع بتهمة التعذيب في لندن التي غادرها قبل اكمال برامجه
* بيوت الأشباح كانت معروفة وكثيرون قضوا فيها أياماً وشهور
* يجب ان نتحرك داخلياً لحماية حقوق الانسان والضغط الدولي غير مفيد

كشف د.فاروق محمد ابراهيم إنه دون بلاغاً في مواجهة مساعد الرئيس السابق د.نافع علي نافع أثناء زيارته الى المملكة المتحدة، وقال فاروق في حوار مع "الجريدة" ن الخارجية البريطانية أخطرت نافع بضرورة مغادرة من أراضيها خلال 12 ساعة وإلا فإنها غير مسؤولة عن اعتقاله.
وشدد ابراهيم على ضرورة التحرك الداخلي لحماية حقوق الانسان من خلال بناء منظمات قاعدية بدلاً عن الوقفات الفوقية التي تدعو لها منظمات لا تقدم شيئاً مفيداً.

الجريدة/ حاوره أحمد الشيخ - محمد أمين

أقسم مدير جهاز الأمن الأسبق نافع علي نافع، إنه لم يراك في حياته، وانت تتهمه بأنه عذبك في بيوت الأشباح؟
حديث نافع عن عدم سماعه بشخص يسمى محمد ابراهيم، "كلام فارغ" وكذب لأن نافع استجوبني يوم 30 نوفمبر 1989 وكنت تحت التعذيب باشرافه لمدة 12 يوماً سألني عن أراء ذكرتها في الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم الذي وكان عضواً فيها، وهذا حديث غير مقبول منه.

* كيف تدلل على عدم صحة حديث نافع؟
القيادي الإسلامي المحبوب عبد السلام الذي كان يعمل بالإعلام في الخارجي في 1989 كتب في جريدة الصحافة 17 اغسطس 2008 قال إن الشاعر صلاح احمد ابراهيم طلب منه ترتيب مقابلة مع مدير جهاز الأمن والمخابرات وأخبرت نافع الذي أوفى بوعده، وعندما التقى صلاح أثار معه موضوع تعذيب د.فاروق محمد ابراهيم، وهذه شهادة اوريها بان نافع قال عليك ان تعذرنا لأن البلد فيها حروب ولا يجب ان يكون فيها حقوق انسان بهذا الشكل.

* نافع نفى وجود بيوت أشباح للتعذيب، وقال الأماكن التي كنا نعتقل فيها الناس معروفة، ما هو تعليقك على قوله؟
هذا حديث غير صحيح، لأن بيوت الأشباح كانت معروفة وكثيرون قضوا فيها أياماً وشهور، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفريق أول اسحاق ابراهيم قال في حوار لجريدة الصحافة في 6 ديسمبر 2007 عندما قابلت د.فاروق وصف لي ذلك البيت وتوجهت برفقة الفريق علام، وبعد عودتي استدعاني الرئيس البشير وجدنا معه التجاني آدم الطاهر وسألني قلت له إذا نما الى علمي بوجود بيوت أشباح باعتبارها مكان غير رسمي للاعتقال. لذلك صحفي أمريكي اديموند ساندس جاء السودان طلب منى ان يذكر ما تعرضت له من تحقيق في حواره مع نافع إبان توليه ملف دارفور في اكتوبر 2008، وإنا أذنت له بذكر ذلك، كتب مقال في "صن دي تايم"، وسأله عن تعذيبه فاروق، وقال نافع إن فاروق كان يحضر لانتفاضة والبلد فيها حرب أهلية.

* هل حركت إجراءات في مواجهة نافع؟
نقلت من بيوت الأشباح الى سجن كوبر وأرسلت منه رسالة الى رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس القضاء ووزير العدل ورئيس مجلس الأمن حينها العميد بكري حسن صالح عبر السيرك الرسمي، وبعد الرسالة بثلاثة أسابيع أطلق سراحي، وطالبت بمحاكمة المتورطين في تعذيبي لكن المناخ لم يكن يسمح بذلك. وفي عام 1998 أرسل لنا خطاب عبد العزيز شدو عبر السودان في القاهرة يدعونا بالعودة الى البلاد، واشترطت عليه في خطاب عبر السفارة محاكمة د.نافع قبل المشاركة في أي توالي سياسي، وعندما وجه الرئيس البشير الدعوة للمعارضين بالعودة الى البلاد أرسلت له خطاباً عبر السفارة وابديت استعدادي للعودة واشترطت محاكمة د.نافع لاشرافه على تعذيبي وفي كل مرة كنت أرسل نسخة لدكتور نافع ولم يصرح بأي تصريح.

* هل لجأت الى القضاء الإقليمي والدولي؟
عندما كان نافع في زيارة الى لندن فتحت البلاغ في مواجهته بتهمة التعذيب والخارجية البريطانية أخطرته بمغادرة المملكة المتحدة في ظرف 12 ساعة وإنها غير مسؤولة عن اعتقاله، وقدمت له قائمة بأسماء شركات الطيران المغادرة لندن، فعلاً سافر عن طريق البحرين ورجع الى السودان، وإذا كان ما كتبته غير صحيح كان مفترض يرفع علي دعوة، وكتب في صحيفة الأيام في 2006، مع ذلك لم يكذب هذا الكلام.
نفس الشيء د.بشرى الفاضل ذكرت فيه كل تفاصيل التعذيب الذي تعرضت له، ونافع لم ينفي.

* الآن بعد مضي 26 سنة على حادثة التعذيب، بماذا تطالب د.نافع؟
هو يقسم بالله في الصحف إنه لم يراني، والقسم مكانه المحكمة، وإذا كان هو صادق أمامه خيارين، إما يقاضيني أو يعتذر، وأنا افضل انه يعتذر لتصفية النفوس حتى يكون عظة للذين يمارسون التعذيب.

* لماذا فشلت المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان في اقناع الدول الاعضاء التحرك تجاه انتهاك حقوق الانسان في البلاد؟
انا افضل التحرك من داخل السودان، وأن يتحرك الجميع للوقوف خلف قضاياهم، ولكنه لانه لاتوجد جهة متحمسة لذلك، والتحركات الدولية لن تفيد بشيء بقدر مايفيد تحرك السودانيين انفسهم في متابعة قضاياهم، من وقفة قوية.

* العام الماضي قرار مجلس حقوق الانسان خالف كل التوقعات ولم يدعم الاتجاهات التي كانت تطالب باعادة السودان للبند الرابع؟
انا كما قلت لك ان تحركنا في الداخل هو الشيء الاساسي، حتى يتجاوب معها الآخرون، وسبق ان تم إعتقال رئيس تحالف قوى الاجماع الوطني فاروق ابوعيسى، ورئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدني امين مكي مدني، تم اعتقالهم لمدة غير محدودة ومن غير اسباب، ولم تتحرك اي جهة خارجية لصد الحكومة، ولم تستجب الاستجابة المطلوبة، لذلك علينا التحرك بفعالية وقوة من داخل البلاد لوقف تلك الانتهاكات، وهذه القضية يوجد مثلها العشرات من القضايا المعروفة، تنتظر حقوقها ومساندة الآخرين، لابد من استنفار كل الحراك وباعداد كبيرة، لمواجهة هذه الهجمة التي طالت كل منظمات المجتمع المدني، كما تم من قبل اغلاق المراكز الثقافية والمدنية بحجج واهية، لذلك لابد من وقفة قوية تجاه مايحدث من انتهاكات في البلاد، ولكن المنظمات لاتستطيع حتى ان تحشد عشرات الاشخاص لتنظيم وقفة احتجاجية تجاه مايحدث من تجاوزات وخروقات في البلاد.

* وكيف يمكن ان يحدث ذلك؟
اعتقد انه يجب ان يتم ذلك في كل مدينة للتعبير عن الرفض من خلال وقفات احتجاجية سلمية، والتحركات التي تقوم بها بعض الجهات لاتعدو سوى تحركات فوقية فقط تصدر بينات وتصريحات لاتفيد يشيء.

* هل من حلول؟
لابد من بناء تنظيمات قاعدية على مستوى الأحياء والمدن المختلفة، والقيام بحراك حقيقي للدفاع عن الحريات العامة في البلاد، ويجب أن يتحرك الناس بعشرات آلالاف وبشكل سلمي للوقوف ضد الانتهاكات التي تحدث، ولكن مسالة حقوق الانسان تعبر عنها تنظيمات فوقية، ماعندها عمل مفيد، لذلك لأبد من وقفات احتجاجية قوية تجاه مايحدث في البلاد.

* هل تتوقع صدور قرار سلبي تجاه السودان؟
لماذا ننتظر التحركات الخارجية، فهي لن تحل قضيتنا، ينبغي علينا التحرك على المستوى الشعبي، ونقوم بعقد الندوات والمنتديات في جميع الاحياء والمدن السودانية، نناقش فيها جميع القضايا مثل التعليم وحقوق المستهلك وليس فقط القضايا السايسة الكبيرة، لابد من عمل شعبي حقيقي فيما يخص قضايا المواطن، ولابد من حركة شعبية واسعة تلفت انظار الحكومة لتوقف الانتهاكات.

* كيف تنظر لاتجاهات القرار الذي سيصدر قريبا من مجلس حقوق الانسان ؟
حالة حقوق الانسان معروفة، وكذلك كل الانتهاكات التي تحدث في البلاد.

* هل تتوقع صدور قرار؟
أتوقع نفس القرارات القديمة، لا أعرف شيئا عن مايدور في المجلس ولست مشاركا في تلك الاجتماعات.

* هل اصبحت حالة حقوق الانسان كرت سياسي لدول بعينها أم تقول بذلك منظمات مدنية؟
الحكومة لن تتأثر بذلك، مالم يكن هنالك حراك للناس، وهي قد تسمح بقدر من الحرية وتسمح للجرائد بالصدور، وكذلك الحقوق الأخرى، والذي قد يحصل أن تستجيب الحكومة نتيجة لضغوط خارجية، ولكن كما قلت لك فان الحراك الداخلي هو الفيصل في هذه القضية.

* كيف تنظرون لمواقف الكتل الافريقية والعربية في مجلس حقوق الانسان فيما يتصل بقضايا حقوق الانسان؟
انا لااشارك في تلك الاجتماعات، ومايهمنا حقيقة الحراك الداخلي، والقضية الاساسية لايفيدنا سوى تحركنا في وقفات احتجاجية سلمية لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الناس.
الجريدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق