الخميس، 24 سبتمبر 2015

اضطرابات "دارفور" تشعل أسعار الأضاحي في السودان



علوية المختار
يعد السودان من الدول الغنية بالثروة الحيوانية، حيث يمتلك نحو 108 ملايين رأس من الماشية، منها 98 مليون ضأن، وفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة من وزارة الثروة الحيوانية بالسودان، إلا أن ارتفاع الأسعار حال دون شراء السودانيين للأضاحي هذا العام.
ويعمد السودان سنوياً إلى تصدير الهدي للمملكة العربية السعودية، وذلك لتلبية احتياجات الموسم، ووفق اتحاد المصدرين السودانيين فقد تم تصدير خمسة ملايين رأس إلى السعودية ويرجح أن يصل العدد خلال شهرين إلى 6 ملايين رأس ليعود بإيرادات تصل إلى مليار ونصف مليار جنيه (246 مليون دولار).
وفي المقابل يواجه السودانيون، مع دخول عيد الأضحى أزمة في ارتفاع أسعار الخراف عجز معها عددٌ كبيرٌ من الأسر من الحصول على خراف الأضحية، رغم المعالجات التي حاولت الدولة القيام بها من خلال البيع بالأقساط وبيع الخراف بالوزن بتحديد 29 جنيهاً للكيلو.
ويترواح سعر الخراف في الخرطوم بين ألف و2500 جنيه، بينما في بعض الولايات يمثل الحد الأدنى 1200 جنيه.
ويرجع موردون سبب ارتفاع الأسعار لعدم الاستقرار في إقليم "دارفور"، الذي كان يسهم في تجارة الثروة الحيوانية بنسبة 30%، في حين تراجع الآن ليسهم فقط بنحو 15%، فضلاً عن الحرب في ولاية جنوب كردفان بجانب تعدد الجبايات والرسوم.
ويقول أحمد حسن، مواطن، لـ"العربي الجديد " إن: "ارتفاع الأسعار أصبح أمراً اعتيادياً.. نحن لا نضحي فمرتبي 500 جنيه (82.2 دولاراً) فكيف يمكنني أن أشتري خروفاً بألف والخروف نفسه لديه احتياجات قد تصل لذات المبلغ الذي اشتريته به".

ومؤخراً دار جدل فقهي بشأن توزيع الأضاحي لموظفي الدولة بالأقساط، وهي خطوة نفذتها الحكومة في الخرطوم قبل عدة أعوام لمقابلة ارتفاع الأسعار، وتمكين هذه الخطوة الموظفين من شراء الأضحية، إذ يُمنحون خرافاً تستقطع أثمانها من الراتب لمدة عشرة أشهر.
ويرى فقهاء بعدم جوازها، بينما أفتت هيئة علماء السودان، الثلاثاء الماضي، بجوازها شريطة تسديد الأقساط.

وعمدت الحكومة في ولاية الخرطوم لبيع الأضحية بالوزن في بادرة هي الأولى من نوعها وخصصت ثلاثة مراكز للمواطنين وحددت مبلغ 29 جنيهاً للكيلو (نحو 5 دولارات) ليصل سعر الخراف وزن 30 كيلو إلى 870 جنيهاً (143 دولاراً)، لكن الخطوة وجدت تبايناً وسط المواطنين بين مؤيد ورافض للفكرة، إذ رأى المؤيدون أن فيها نوعاً من العدالة وتضع حداً للغش، بينما رأى التيار الآخر أن فيها ظلماً للتاجر فضلاً عن تشكيكهم في الميزان نفسه.
وتقول الحاجة آمنة إنها: "لن تشتري خرافاً بالوزن إطلاقاً لأن في الوزن يدخل رأس الخروف وجلده وكل محتوياته وقد توزن أكثر".
ويرى التاجر أحمد عبدالله، لـ"العربي الجديد" أن: "أسعار هذا العام أقل من العام السابق بسبب شح الخريف وجنوح الموردين نحو التخلص من ذكور الضأن والاحتفاظ بالإناث"، مؤكداً أن أفضل أنواع الخراف يباع بسعر 1200 و1300 جنيه (213 دولاراً).
وأقر التاجر بوجود تحديات أمام القطاع أثرت في رفع الأسعار متمثلة في الضرائب المتعددة وعدم توحد بوابتها ويضيف: "الآن جاءتني المحلية وطلبت عشرة جنيهات لكل خروف بحجة النفايات، في حين أنني دفعت أموالاً طائلة من نقطة الإنتاج حتى وصولها إلى الخرطوم".
من جهته يرى رئيس اتحاد المصدرين، خالد المقبول، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن: "المشكلة في استهلاك السودانيين للضأن مع تجاهل الأصناف الأخرى كالأبقار والإبل ربما يسهم في رفع أسعاره بينما تنوع الاستهلاك يخفض السعر فضلاً عن الاعتماد على قطاع تقليدي في الإنتاج".
العربي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق