الخميس، 24 سبتمبر 2015

الى وليد الحسين في مربضه : نحن نفتقدك ولكن‎

عبد الوهاب همت

اليوم يكمل العزيز وليد الحسين شهره الثاني وهو يسجل غيابه عن معانقة ولمس أجهزة كمبيوتره لانزال مواد الراكوبه وبذلها لقراء الراكوبه, الذين يتلقفونها دونما أدنى عناء, وليد كان يفعل ذلك مغتنماً أي فرصة تتاح له أثناء يومه,حتى وعلى حساب راحته ونومه وسعادة أسرته, يفعل ذلك هاشاً باشاً في أحلك الظروف مبتدئاً أي محادثة له ب (ياحبيب) وتأتي الكلمه من صميم قلبه النقي, وليد حفر بالظفر والناب وجلس بالساعات الطوال ليجعل من موقع الراكوبة كوةً ومنارةً من منارات الاشراق يطل من خلالها عشرات الالاف من بنات وأبناء الشعب السوداني , أينما كانوا ليتابعون مايدور في الوطن, بل ويتناقلون تلك الاخبار فيما بينهم , ماجعل ذلك يغيظ العدى.

وبعد أن أصبحت الراكوبه مرجعاً وملاذاً للكثيرين والذين يحتفون بها , في الضفة الاخرى أقلق ظهورها واستمراريتها مضاجع أعداء الديمقراطية , فتحركوا في كل الاتجاهات لتعطيلها , وأقدموا على جريمة لايتصورها العقل العادي , وكان ذلك في العام 2010 وهي جريمة تعتبر من كبرى جرائم الاحتيال والنصب والسرقة في دنيا النت, بعزيمة لاتقهر وبصمود وجلد عمل وليد ورفاقه لرآب صدع ماحدث وخلال أيام عادت الراكوبه ناهضة وشامخه بعد أن ضمدت جراحها , وظلت المحاولات الشريرة تتكرر ووليد منكب بهمة وعزيمة يوظف كل خبراته في مجالات التكنولوجيه وهو مبتسم في أحلك الظروف والاجابه (ياحبيب بتتحله) وخلال سويعات يأتيك بالخبر اليقين, والحقيقه التي لايعلمها أحد أن موقع الراكوبه يعمل ليل نهار ترده الاخبار من كل حدب وصوب , يتبادل محرروها الافكار ماذا ينشرون وماذا يؤخرون الى حين الاستوثاق حتى لايقعون في المحظور , بل وهناك أخبار تحجز لاسابيع وربما لشهوركل ذلك في سبيل عدم ايراد أخبار كاذبه أو مشكوك فيها حتى لاتفقد الراكوبه مصداقيتها , وكل ذلك يتم خصماً على أوقات راحة أسرهم , أو متابعة دروس أطفالهم , أو اجتماعياتهم.

ويظل وليد الدينمو المحرك جائلاً في عوالم المعرفة ومبحراً في فضاءات قوقل ليأتي بالجديد المفيد.ومع ذلك ما انقطعت صلاته الاجتماعيه , يتواصل مع زملاء العمل في شركة وسيط للالكترونيات حيث مصدر رزقه, وكانت لديه صلات ممتدة مع الكثيرين ومن جنسيات مختلفه عندما كان يعمل في مدينة جدة , وعندما انتقل الى مدينة الخبر وخلال فترة وجيزة كون شبكة كبيرة من الاصدقاء والمعارف وكلهم يبادلونه حباً بحب واحتراماً باحترام وهو وفيُ باصدقائه وأدلل بأن ابنه الذي خرج الى الكون وهو في السجن أصر أن يطلق عليه اسمه يامن وفاءً وعرفاناً لأحد اصدقائه.

في معسكر أعداء الشعب السوداني كانت المؤامرات تحاك ولازالت والعقول الاجراميه تتفتق عن كيفية تعطيل الراكوبه, واذا بالعقليه (الانقاذيه) ترى أن تمارس أعمال البوم والذي لاينشط الا ليلاً فاذا بفاقد ضمير وبعد أن تجرد من انسانيته يوشي في سبيل اخراس صوت وليد والراكوبه والوقيعه بين وليد والاجهزة الامنيه السعوديه في محاولة منهم لتسفيره وتسليمه للسلطات الامنيه السودانيه, وعندما فشلت خطتهم راحوا يفبكرون في وسائط اعلامهم مايتناسب ومحدودية فهمهم.
وليد في مربضه والى آخر مقابلة لزوجته معه قبل أكثر من شهر وقبل أن تمنع عنه الزيارات قال أنه يتلقى معامله كريمه , وينتظر الافراج عنه في أي لحظة لانه على ثقه ويقين في أنه لم يرتكب أي جرم يعاقبه عليه القانون.

أسرة وليد الصغيرة بلاشك تترقب لحظة قدومه مابين الفينة والاخرى ويأمن ابنه الصغير والذي لم تكتحل عيناه بمشاهدة والده سيحتاج الى بعض وقت للتعرف على من هو هذا القادم الجديد, ملك وآيه في أعينهن أسئله حيرى, ودعاء شريكة حياته تسرح بخيالها وتؤدي واجباتها على أكمل وجه تجاه أطفالها ومنزلها وآلاف المتصلين بها مستفسرين ومواسين.
ووليد هناك في مربضه ورغم أنه يعيش في عزلته المجيدة , لكنها بلاشك ستزيده صلابةً.
كنا سنسعد لو سمعنا تهنئة وليد بالعيد السعيد , والعشم أن يحدث ذلك في أي لحظة.
لكن الرسالة التي يجب أن تصل لمن أرادوا اسكات صوت الراكوبة وازالتها عن الوجود أنها باقيه وشامخه شموخ رجال ونساء السودان, ومسيرة العقد الماضي تزيد ربانها معرفةً ودراية.

والعهد للشعب السوداني أن الراكوبه عصية على التركيع وان غاب وليد فهناك أكثر من وليد والرايه خفاقه , والذين لايريدون أن تخرج أصوات ومعاناة الغلابه في معسكرات اللجؤ والنزوح في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور فان الراكوبه فعلت وستفعل ذلك ماتمكنت , والذين يضربون الحصار على مواقع الفساد الذي فاح وعم فالراكوبه ستكون حرباً عليه, والذين اكتنزوا مال الشعب واستولوا على اراضيه بالباطل والذين شردوا الشعب وحولوه الى مجموعات من المتسولين والمشردين والمرضى والجرحى والايتام فان الراكوبه ستطل فئً لهم ولساناً ناطقاً باسمهم وهي محروسة ومصانة برعاية الخيرات والخيرين من بنات وأبناء الشعب السوداني.

ونحن نضمد جراح غياب وليد ونعتلك الصبر ونتزود به لن يمنعنا ذلك من توجيه التحيه الخاصه للشعب السوداني في مناسبة عيد الاضحى المبارك والامنيات بزوال الغمه وانقشاع سحب الظلام ومسببوها من أعداء الشعب السوداني, وربع قرن وعام دروس رغم قسوتها لكنها علمت شعبنا الكثير ونهاية الكابوس قادمة لخلاص السودان.

وخاص التحايا نرسلها الى وليد ونقول له كن كما عهدناك.

الراكوبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق