الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

وزغاريد كمان



20 سبتمبر 2015م

والبلاد تعاني هذا الشح الواضح في الموارد والنقص البين في كل الخدمات بداية بالعلاج حيث تفتقر مستشفيات الحكومة إلى أبسط الأجهزة التشخيصية والمعدات مع انتشار الأدوية المغشوشة ،مروراً بالتعليم حيث يجلس معظم التلاميذ في فصول آيلة للسقوط لا يتوفر في بعضها مكان لقضاء الحاجة ،انتهاء بهذا الغلاء الفاحش في كافة السلع الضرورية التي أصبح معظمها لا يتناسب وميزانية المواطن المنهكة.. في ظل هذه الأوضاع (السيئة) البائسة تفاجأنا بخبر في الصفحة الأولى أوردته بالأمس الزميلة (آخر لحظة) ..يقول الخبر إن الصحيفة قد علمت من مصادرها عن شراء البرلمان عدد 27 عربة تايوتا بوكس دبل كابين موديل 2015م بغرض توزيعها على رؤساء اللجان ونوابهم كسيارة ثانية بعد أن تم منحهم السيارة الأولى إبان تنصيبهم ، وقالت المصادر إن السيارات وصلت نهاية الأسبوع الماضي حيث تم رصها في الساحة الجنوبية بالبرلمان ونوهت مصادر الصحيفة أن السيارات قامت بشرائها الأمانة العامة للمجلس من إحدي الشركات بواقغ 500 ألف جنيه للسيارة الواحدة ، وأكدت المصادر أن قيمة السيارات مجتمعة تصل حوالى13.5 مليون جنيه (يعني 13 مليار بالقديم) ... 

انتهي الخبر الموثق بصورة للعربات (مرصوصة داخل البرلمان) ولم تنته دهشتنا ... هؤلاء هم 
نواب البرلمان الذين تم انتخابهم من قبل الشعب ليمثلوه ويعالجوا مشكلاته الشائكة وأوضاعه المتردية وليقفوا معه في محنته التي فاقت الوصف والخيال ويكونوا لسان حاله .. هذا الشعب الذي أنهكته الضرائب والجبايات والرسوم هذا الشعب الذي يموت مواطنوه لعدم وجود (حقنة) أو شريط دواء .. هؤلاء هم نوابه الذين اختارهم ليكونوا في صفه فآثروا أن يكونوا في صف (الترطيب) يمتطون عربات سعر الواحدة منها (نصف مليار جنيه) في حين أن مستشفي أم درمان الذي يقوم بخدمة ألاف المواطنين (كمثال) لا يوجد به جهاز أشعة مقطعية ، بل أإ معظم المستشفيات بالعاصمة (خليك من الأقاليم) لا توجد بمعظمها أجهزة قياس الضغط الكافية!!
كيف لهؤلاء النواب ان يمتطوا هذه العربات الفارهات، وديون السودان قد قاربت على الخمسين مليار دولار كما أن هنالك عجزا في الموازنة الأخيرة يبلغ عشرات المليارات (بالجديد طبعا) ؟ كيف لهؤلاء النواب أن يمتطوا هذه الفواره من العربات نصف المليارية وهنالك الكثير من الأسر تعيش على (طقة) واحدة في اليوم ؟ كيف لهؤلاء النواب أن يمتطوا هذه الفواره من العربات نصف المليارية وهنالك الكثير من الأسر التي خرج أفرادها إلى الشارع يسألون الناس :أعطوهم أو منعوهم ؟ كيف لهؤلاء النواب أن يمتطوا هذه الفواره من العربات نصف المليارية وهنالك أكثر من 14 ألف تلميذ بالعاصمة وحدها لا تتوفر له وجبة (الفطور) ؟ كيف لهؤلاء النواب أن يمتطوا هذه الفواره من العربات نصف المليارية وهنالك العديد من الأسر تجلس في العراء تلتحف السماء بعد أن (ماصت) الأمطار الأخيرة منازلها!!
إن الإنسان والله ليستغرش غاية الاستغراش أن تقوم (حكومة) أعلنت ارتفاع حالة ودرجات التقشف القصوى نسبة للظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد بشراء عربات لهؤلاء النواب بقيمة 13 مليار جنيه ، بينما المواطن الذي دفع بهم إلى قبة البرلمان لا يستطيع شراء (طلب فوول) يسدّ به رمقه.. ولكن يبدو أن (الحكومة) تعمل بمبدأ المثل القائل (أكرم الفم تستحي العين) وإنها تقوم بتقديم (السبت) عشان تلاقي (الأحد) وأقطع دراعي أن (الأحد) في الطريق وهو (زيادة الكهرباء) وأن الموافقة عليها وتمريرها من قبل أصحاب العربات نصف المليارية ستصحبه (صفقة قوية) وهتافات وزغاريد (كمان) !! 
كسرة :
إن كانت هذه العربة النصف مليارية هي الثانية التي يتم تمليكها للنواب بعد أن تم منحهم عربة من قبل ...(كما أوردت الصحيفة) تكون مصيبة والله !!
• كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+(و+و+و+و)+و 
• كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+(و+و+و+و)+و
الفاتح جبرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق