الاثنين، 7 سبتمبر 2015

سقاية شجرة التسامح السياسي!!


حيدر احمد خيرالله

*عندما نعى الناعي الشهيد / عبدالخالق محجوب وسمع بالخبر السيد/ محمد احمد محجوب علق عليه رحمة الله بالقول ( هذا اليوم يؤرخ نهاية التسامح السياسي فى السودان ) ومنذ ذلك التاريخ مرت مياه كثيرة تحت الجسر فى المشهد السياسي فى بلادنا ، غير أن اللافت فى الامر أن تسامحنا السياسي لازالت فيه بقية نرتجي ان تزيد وترتفع حتى نعيده سيرته الأولى ، وهذا مراد غير عصي المنال ..

*والأستاذ / وليد الحسين الفتى الحر والعاشق للحرية لدرجة أن هاجر الى الفضاء العريض بحثاً عن قيمة ضالته ، ولم يشأ أن يختزل حياته فى المال والعيال انما حمل وطناً يسكنه ، تباعدت المسافات وظل الوليد بن الحسين يحمل هم الوطن الغالي ، فساهم فى ان يجعل لصوته موقعاً وكانت الراكوبة ، ولأن شجرة التسامح السياسي فى السودان أصلها ثابت وفرعها فى السماء ، فواصل الرجل مسيرته ، وجعل منها منبراً لم يختر لها الا إسم الراكوبة بمضامينها السودانية العميقة ورمزيتها البسيطة وإرثها الضارب فى الثقافة السودانية ، لم يدعو للتحزلق ولم يختار صفوية ترتفع عن مستوى الشعب ، فتفيأ ظلالها كل الوان الطيف السياسي عسى ان تنصهر فى بوتقتها مختلف الرؤى والأفكار ..

* والآن هذا الرجل النبيل يواجه محنتنا وليس محنته ، ويظل فى محبسه صابراً محتسباً ، وتظل الاستاذة دعاء زوجته وابناؤه يلوكون الصمت والصبر ويدفعون ضريبة الوطن والإنتماء ، وهم مليئون بالفخر ، إذ أن الوليد على مدى إقامته فى المملكة العربية السعودية لم يسجل عليه ولا مخالفة قانونية واحدة ، فجسّد سمتاً رائعاً للمواطن الذى يحترم الجنسية التى يحملها ، فان كان فى الأمر ثمة إختلافاً سياسياً فان الأمر ليس بالمزعج كثيراً ، ولاهو ممايخرج عن طبيعة الصراع السياسي ، فوليد حسين لم يرفع سلاحاً ولم يدخل غابة ولم يدعو لعنف ولم يخن وطن ..

*والحدث الذى يواجهه وليد حسين نرفعه للسيد / رئيس الجمهورية فى مناخ اصلاح الدولة ودعاوي الحوار ، فان المواطن وليد صاحب قلم والحوار دعا حتى حملة السلاح ، فمالذى يمنع من ان يناشد الرئيس رصيفه الملك سلمان باطلاق سراح الاستاذ وليد الحسين وتخييره ان يتوجه حيث يشاء .. على الاقل من باب سقاية شجرة التسامح السياسي .. نأمل أن يحدث هذا لنتحدث عنه بفخر..وسلام ياااااااوطن..

سلام يا

د.غازي صلاح الدين يقول :(السودان حقنا كلنا وهناك عجز وفشل وركود في الساحة السياسية يشبه الموت" ، وأضاف" ظللنا نعاني من التعسف للسماح لنا بإقامة نشاط سياسي للحركة والمخاطبات ضمن الدستور والقانون والإعلام الرسمي ليس محايداً.. ) وهاك من الشعر بيت الحزب الجمهوري تغلق داره ويرفض تسجيله ، ونمنع من الاعلام ووسائطه .. ياخي انتو فى نعمة !!وسلام يا..

الجريدة الإثنين 7/9/2015

haideraty@gmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق