الاثنين، 27 يوليو 2015

صراع على مقعد: حقيبة الثقافة تتسبب في أزمة بالأمة الفيدرالي بنيالا.. وشباب الحزب يدعو نهار و"الإخوة الكبار" في الخرطوم للتراجع عن القرار


نيالا ــ المقداد سليمان
أخيراً وبعد مخاض عسير أعلن آدم الفكي محمد الطيب والي جنوب دارفور (الخميس) الماضي تشكيلة حكومته المكونة من (24) معتمدا و(8) وزراء وقع عليهم الاختيار لقيادة الولاية خلال المرحلة المقبلة. وفي المرسوم الولائي الذي قُيّد بالرقم (14) والخاص بتعيين الوزراء غابت تسمية وزير الثقافة والإعلام لعدم تسميته من قبل حزبه (الأمة الفيدرالي) طبقا لآدم الفكي في المؤتمر الصحفي الذي عقده لإعلان تشكيل الحكومة. 
وعلى الرغم من غياب اسم وزير الثقافة والإعلام بالولاية، إلا أن هناك عددا من قيادات حزب الأمة الفيدرالي بنيالا ذهبوا مهنئين لـ(الجار بشارة الجار) نائب رئيس الحزب بالولاية في منزله بحي الجير، وكانت المعلومات التي تحلصت عليها (اليوم التالي) وقتها تقول إن خطابا رسميا ممهورا بتوقيع أحمد بابكر نهار رئيس الحزب قد وصل لوالي الولاية، اعتمد فيه رسمياً الجار بشارة وزيرا للثقافة والإعلام، ضجت بعدها مواقع التواصل الاجتماعي ودون بعض الشباب الناشطين من (الأمة الفيدرالي) متسائلين حول المؤهلات التي بموجبها تم اختيار الرجل لشغل المنصب؟
اختيار قيادة الحزب في الخرطوم لـ(الجار بشارة) تسبب في خلافات حادة، قسمته إلى مجموعتين الأولى وهم الشباب الرافضون للخطوة، والثانية وهم من الكبار المُباركين للاختيار، حيث سارعت أمانة الشباب بالحزب بالدعوة لمؤتمر صحفي عند الساعة الثانية عشرة ظهر أمس (السبت).. لكن سرعان ما أزيح الستار وبدأت المشادات الكلامية بين علي جابر أمين التنظيم والإدارة والصادق عبد الرحيم أمين أمانة الشباب، داخل دار الحزب الأمة الفيدرالي في حي الجمهورية وسط نيالا التي هي جزء من روضة تعمل الآن (براعم ــ متوسط ــ تمهيدي)، ووصلت الخلافات لمرحلة تجاذبات وتمزيق للبيان الذي أصدرته أمانة الشباب والذي يحمل توقيع أمين أمانة الشباب بالولاية وصفاء عمر سالم أمينة المرأة والشيخ موسى بشارة أمين هيئة شؤون الأنصار ومحمد عبيد إبراهيم أمين الثقافة والفكر.. وقد حدث هذا أمام الصحافيين.
البيان الصادر من أمانة الشباب والذي تحصلت (اليوم التالي) على نسخة منه أشار إلى تفاجؤ أعضاء الحزب بالولاية "باختيار شخص للمنصب الوزاري التابع للحزب دون مؤهلات ولا سابق خبرة"، بحسب عبارات البيان، "سيما وأنه تم اختيار لشغل منصب يعد لسان حال الحكومة والمرآة العاكسة للأداء". وحمل البيان د. أحمد بابكر نهار رئيس الحزب وعمر سليمان رئيس الحزب بالولاية أي انتكاسه تلازم أداء الجار بشارة الجار، وأضاف: "على قيادات الحزب بالمركز أن تتحمل ما يحدث مستقبلاً للحزب من انشطار وتشظ وانشقاق"، ولفت البيان إلى أن رئيس الحزب بالولاية كان سبباً لشق صفوف الحزب قبل أربع سنوات والآن يلعب هذا الدور باختياره وزيراً ضعيفاً، كما وصفه، للثقافة والإعلام ليدخل الحزب في نفق مظلم.
الصادق عبد الرحيم أمين أمانة الشباب كشف عن غياب الشورى في مسألة اختيار الحزب للشخص الذي يشغل منصب وزارة الثقافة والإعلام التي هي من نصيب حزبه، وأضاف أن قيادات الحزب تجاهلتهم في اختيار من يشغل المنصب ممثلا للحزب، وأشار إلى أن الحزب بالولاية به من الكوادر من هو مؤهل ويحمل شهادات عليا، وأضاف الصادق أمين الشباب بالأمة الفيدرالي أن هناك صفقة تمت بين من سماهم بـ (الإخوة الكبار) في الخرطوم، داعيا في الوقت نفسه د. أحمد بابكر نهار رئيس الحزب للتراجع عن القرار الذي عده من الخطوات التي قام بها عمر سليمان رئيس الحزب بالولاية الذي أشار إلى أنه عاد إلى البلاد من ليبيا متأثرا بالكتاب الأخضر واللجان الثورية، الأمر الذي يدفعه لعدم القبول بشخص معارض له في الرأي.
العمدة على حامد بلة الأمين العام للحزب بالولاية قال للصحافيين إنه لا علم له بالمؤتمر الصحفي الذي دعا له أمين الشباب بالحزب، وردا على سؤال وجه له قال إن رئيس الحزب بالمركز هو المسؤول عن اختيار ممثلي الحزب في الحكومة، إلا أنه بارك للجار الموقع واستطرد قائلا: انا كأمين عام لم أقدم الدعوة لمؤتمر صحفي وما قام به الصادق خارج إطار المؤسسية بالحزب، فيما قال علي جابر موسى أمين التنظيم للصحافيين إن أحمد بابكر نهار اتصل عليهم هاتفيا وأخطرهم بأن هناك إجراءات تمضي في طريق التسوية وطلب منهم تأجيل المؤتمر الصحفي طبقاً لتصريحات جابر.
بحسب مراقبين فإن قرار تسمية حزب الأمة الفيدرالي للجار بشارة الجار لشغل منصب وزير الثقافة والإعلام بولاية جنوب دافور جاء تسويه لتنازلات تمت خلال الانتخابات الماضية، وأن اختيار الجار والذي كان منافساً لعلي محمود وزير المالية الاتحادي السابق مرشح المؤتمر الوطني وقتها للدائرة القومية (رهيد البردي ــ أبو جرادل) جاء الآن لشغل هذا المنصب بسبب تنازله عن الترشح في تلك الدائرة لصالح محمود.
عبد المنعم مادبو المحلل والمتابع للوضع في جنوب دارفور يرى أن ما حدث في حزب الأمة الفيدرالي بشأن حقيبة وزارة الثقافة والإعلام يعكس ضعف التنظيم لدى الأحزاب بالبلاد، وعلو كعب المصالح الشخصيه لدى القيادات السياسية على المصالح الحزبية.. ويبقى السؤال حاضرا: هل يستطيع الجار بشارة أن يخيب آمال معارضي تعيينه ويدير الوزارة بالصورة التي تحقق تطلعات جنوب دارفور؟ أم يسقط في هاوية الفشل ويضطر الحزب لاستبداله بآخر؟

اليوم التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق