الجمعة، 31 يوليو 2015

السودان.. عطش بأرض النيلين



قليلون فقط ربما لا يعرفون أن العاصمة السودانية الخرطوم يقسِمها نهر النيل ورافده إلى ثلاثة مدن هي الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان. قليلون أيضا لا يعرفون أن تلك المدن يعاني سكانها العطش هذه الأيام رغم أن مياه الشرب في السودان ليست جوفية أو بحاجة لسدود تحبس مياه الأمطار حتى ينعم الناس بجرعة ماء.

يعطش السودانيون صيفا ويغرقون في مياه الأمطار خريفا.. مفارقة تختزل فشلا حكوميا لا يحتاج الى دليل، فموارد البلد الطبيعية لا تجد من يديرها ولا يبدو أن المواطن السوداني ينتظر شيئا غير ما تجود به الطبيعة.

في أطراف العاصمة الخرطوم تنتشر تجارة المياه الصالحة للشرب بشكل كبير، هناك أيضا أفسحت السيارات الطريق لعربات تجرها الدواب تعمل في نقل الماء بين الأبار والمنازل فالصورة تعيد السودانيين الى ما قبل الثورة الصناعية.

الحكومة .. قصص الوعود السراب

قبل سنوات انتصب الرئيس السوداني عمر البشير يوم افتتاح سد مروي شمال السودان ليبث للداخل والخارج بشرى أن زمن الظلام والعطش قد انتهى، فالمشروع سوف ينهي مشاكل الملايين مع انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي، وأن تعرفة الكهرباء في القطاع السكني سيتم تخفيضها. الآن وبعد كل تلك السنوات لم يتغير شيء بل أن الحكومة تمسك بخطط جديدة لرفع تعرفة الكهرباء تنتظر فقط اللحظة المناسبة لطرحها خصوصا  وأن "الماء والنور" هذه الأيام باتا حلما يستدعي الحصول عليهما التظاهر في الشارع والكتابة في الحوائط والأسافير بمختلف منصاتها.
الشخصية السودانية تخلت عن تحفظها المعهود على وقع الضغوطات المعيشية اليومية، التي ايقظت فيه حس السخرية والانتقاد الصامت في بعض الأحيان. وهي حالة يقول الواقع في دول الربيع العربي أنها سبقت احتشاد التونسيين والمصريين واللبيين والسوريين واليمنيين في الشوارع والميادين العامة لمطالبة انظمتهم بالرحيل. فما الذي يجعل السودان استثناءا مادام الجوع واحد؟. 
سكاي نيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق