السبت، 1 أغسطس 2015

صديق منزول في بيتنا


لغة الراندوك المتداولة بين الشباب تسمي بعض الأفعال والاحداث باسماء أشخاص –أغلبهم من المشاهير ويدل اسمهم على شئ من الحدث المسمى—تبادر اسم (صديق منزول) الى ذهني البارحة عندما هاجمتني جيوش (النزلة) وقد كنت احسبها (بتهزر)—فعرفت لماذا اسموها صديق منزول –فالنزلة صادقة في وعدها—اذا ارسلت اشاراتها فهي أتية لا محالة لن يثنيها عن ذلك (جك) البرتقال –ولا (كفتيرة ) الكركدي— بدات اشاراتها قبل يومين بألم في الحنجرة—ثم صداع خفيف—فحدثتني نفسي بانها نزلتي الصيفية في زيارتها المعتادة كل سنة—ولكني تجاهلتها—فبعيد عنكم وامعانا في تغريدي خارج السرب—تأتيني النزلة صيفا وفي عز الحر—مخالفة لجميع البشر الذين تزورهم شتاء—وتطبيقا للمثل (كفاك ولا أزيدك) –تلتهب معها الجيوب الانفية التي اعتبر انا أحد المؤسسين لناديها الكبير وسط أسرتنا العامرة –فتكتمل الدائرة وتتم الناقصة واتحول الى جسد متهالك يئن بالحمى ومنتفخ الوجه ومجاور دائم لسلة ملأى بمناديل الورق (لا مؤاخذة)—انظر الى شكلي في المرأة وابتسم رغما عني فقد تذكرت نصيحة لدكتور فيل –الطبيب النفسي الامريكي المعروف—وقد سالته احدى الفتيات وكانت قد تمت خطبتها حديثا –انها مترددة وخائفة من الحياة الزوجية ومن تغير خطيبها لها بعد الزواج—قال لها الدكتور (دعيه يصاب بالانفلونزا—فاذا احتملت شكله محمر الوجه منتفخ الاوداج منكوش الشعر ضيق الأخلاق –يعطس في وجهك كثيرا –وينام في أريكة الجلوس— ويتحدث كالمخمور —اذا احتملت هذه الأيام –حتما ستحتملين ما يحدث بقية العمر)—ما الذي يفعله فيروس الأنفلونزا فينا؟—هذا المخلوق الذي لايري بالعين المجردة—يسلط كل أسلحة الدمار الشامل علينا –ونحن لا نستطيع مجابهته الا بالصبر وعلاج الانفلونزا —وعلى ذكر العلاج—يفعل هذا الدواء بنا أفاعيل ما انزل الله بها من سلطان –فتجد نفسك في مرحلة توهان فانت الحاضر الغايب—هنا ومش هنا —فمثلا أنتهز ابني الصغير مرحلة التوهان هذه بالأمس وبدأ يحكي لي قصة طويلة لا أذكر منها غير انني أجبت ب (كويس ) ليحل عن سماي فقط —واذا بي أفاجا هذا الصباح بأنني وعدته بشراء (بلي ستيشين)—هكذا مرة واحدة—شكيتك علي الله يا النزلة —عندما انكرت لابني وعدي قال لي (يعني كلام الليل يمحوه النهار يا ماما) قلت له (لا—- هذا يعني ان كلام مريض الانفلونزا الذي يخضع للعلاج .. لايعتد به –يابني)—على هذا وبما انني تواردني خواطر غريبة بدراسة القانون حتى أعرف (حقي ومستحقي) –ان شا الله ساقاتل لأجعل مرضى النزلة والذين تحت تاثير العلاج غير مؤاخذين بالتصريحات والوعود التي يطلقونها—كما احذر كل الذين يتعاملون معي هذه الايام بأن يتم التعامل خطيا –وذلك لانني ومسجل ادم سيد الدكان نغني مع البلابل (في الطيف او في الصحيان زورني —يا حبيبي انا عياااااان)—وووصباحكم خير


د. ناهد قرناص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق