السبت، 4 يوليو 2015

البهاق تسببه الضغوط النفسية ويعالجه تحسن المزاج



الحالة النفسية للإنسان تظل في علاقة مباشرة بحالته الصحية، فهي تؤثر فيها وتتأثر بها بشكل مباشر هذه النظرية تنطبق تماما على الأمراض الجلدية ومنها البهاق الذي كثيرا ما يؤكد المختصون أن أسبابه وعلاجه يرجعان أساسا إلى حالة المريض النفسية.

لندن - كشفت دراسة صادرة عن كلية الطب في مستشفى سانت جورج بجامعة لندن، أن الأشخاص الذين يعانون من مرض البهاق هم الأقل عرضة من غيرهم للإصابة بالأورام السرطانية.
وأوضحت الدراسة أن مرض البهاق يعمل على إعطاء مناعة لجسم الإنسان تحميه من الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن تعرّضه لفترات طويلة لأشعة الشمس، وأضافت أن الجينات التي تساعد على انتشار هذا المرض هي نفسها التي تعمل من ناحية أخرى على علاجه.
وفي الأشهر القليلة الماضية زفت بشرى أخرى تحمل أمل الشفاء للمصابين بالبهاق وتتمثل في استحداث طبيب تونسي لدواء طبيعي لهذا المرض، حيث تمكن رشاد صميدة وهو دكتور وباحث من اكتشاف دواء يتمثل في تغيير لون الجلدة، من خلال استخدام زيت يعد مكمّلا غذائيا يتناوله المريض مع المحافظة على حمية غذائية دقيقة.
وحسب الطبيب مكتشف العلاج فإن البهاق مرض أسبابه غذائية أساسا حيث أنه ناتج في أغلب الحالات عن العادات الغذائية السيئة، وهو ينصح المريض الراغب في الشفاء باتباع نمط غذائي يواظب خلاله على تناول السكر الأسمر وزيت الزيتونة والملح الذي يباع في الصيدليات، مشيرا إلى أنّ مدة العلاج قد تدوم قرابة 3 سنوات بالنسبة لمن يعاني من المرض منذ عامين فقط وبين 3 و5 سنوات لمن يعاني منه منذ مدة تتراوح بين 3 و10 سنوات، وتدوم فترة العلاج للمصاب بالمرض منذ 10 سنوات إلى ما بين 3 و7 سنوات.
عدم القدرة على التحكم في الحالة النفسية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى سرعة انتشار المرض وتأخر الحالة في الشفاء
وتحصل الدكتور صميدة على براءة الاختراع الدولية من مؤسسة الملكية الفكرية في سويسرا بعد اكتشافه للمكمل الغذائي الذي سيحقق خطوة إيجابية في علاج مرضى البهاق. فهل تجعل مثل هذه الاكتشافات المصابين بمرض البهاق يستعيدون الأمل في حياة أفضل؟ وهل تؤثر نتائج هذه الدراسات على تحسن الحالة النفسية لمريض البهاق ما من شأنه أن يساعده على الشفاء؟
يبدو بديهيا أن يتقبل المرضى نتائج هذه الدراسات والاكتشافات العلاجية الجديدة بمشاعر التفاؤل التي تساعدهم على الشفاء من هذا المرض أو تساهم في إيقاف انتشاره، فأعراضه والبقع البيضاء التي يتركها على البشرة تزداد بفعل الحالات النفسية السيئة للمريض الذي يزعجه شكله الخارجي ولون بشرته كما تزعجه نظرة الآخر له وتستفحل حالته وتتسع رقعة المرض إذا تزامنت مع اليأس من الشفاء.
ويعتبر عدم القدرة على التحكم في الحالة النفسية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى سرعة انتشار المرض وتأخر الحالة في الشفاء لذا فغالبا ما تكون النصيحة الأولى التي توجه لمرضى البهاق هي عدم التوتر أو القلق المفرط من أعراضه، مع تحفيزهم على متابعة نصائح الطبيب وتطبيق طرق العلاج المقترحة عليهم في حالة من الثقة في الشفاء والأمل في أن تعود بشرتهم كما كانت قبل ظهوره.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإنه يصاب ما يقرب من 2 بالمئة من سكان العالم بمرض البهاق، وهناك العديد من العلاجات المتوافرة لهذا المرض، إلا إن فعاليتها تتوقف بشكل كبير على نفسية المريض وتجاوبه مع العلاج، حيث تحدث البقع البيضاء وتنتشر على البشرة نتيجة اختلال الخلايا الصبغية أو الخلايا المنتجة لمادة الميلانين، ما يؤدي إلى عدم إفراز مادة الميلانين الصبغية.
فعالية العلاجات المتوافرة للمرض تتوقف بشكل كبير على نفسية المريض وتفاعله مع العلاج بتفاؤل
وعموما ترجع أسباب الإصابة بمرض البهاق إلى وجود اضطرابات في الجهاز المناعي لجسم الإنسان، والتي ينتج عنها تكوين أجسام مضادة للخلايا الملونة، كما توجد عوامل أخرى مثل وجود عوامل وراثية، أو خلل في وظائف الغدة الدرقية، بالإضافة إلى مرض السكري. وهناك عدة طرق لعلاج المرض، مثل استخدام كريمات موضعية، أو بعض الأدوية التي تعمل على زيادة الحساسية الضوئية، إلى جانب تعريض الجسم للأشعة فوق البنفسجية، وهذا ما يساعد على التغلّب عليه تدريجيا.
وحول العلاقة السببية بين البهاق والحالة النفسية للإنسان يؤكد المختصون في الأمراض الجلدية أن الحالة النفسية عندما تكون سيئة مليئة بالقلق والتوتر من الممكن أن تصيب الخلية الصبغية وتحدث فيها خللا، حيث أن كل خلية صبغية تعمل على صبغ 36 خلية حولها، خاصة وأن الخلية العصبية والخلية الصبغية يعتبران توأمين في تكوين الخلايا.
وفي هذا السياق ينصح الخبراء والمختصون في الأمراض الجلدية الإنسان السليم بتجنب مسببات البهاق ومن أبرزها التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس والحرص على الخروج من الحالات النفسية السيئة وتجاوز الاضطرابات العصبية والمزاجية.
أما المصابيون بالمرض فيؤكد الأطباء أن التوأمة بين الخلايا العصبية والخلايا الصبغية إما أن تكون سبب الإصابة بالبهاق أو سبب التأخر في الشفاء منه. لذلك فمن الضروري بالنسبة لهؤلاء الاهتمام بمزاجهم والتركيز على الخروج من التوتر والعصبية ليتجاوزوا مضاعفات المرض وليكونوا أكثر
 تجاوبا مع العلاج.
العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق