الثلاثاء، 12 أبريل 2016

فيروسات المشروع الحضاري...كيف نقاومها؟


عملياً، وجود هذا النظام البغيض يعني أنًنا نعيش ضمن مجال حقل فيروسي لم يسلم أحد من الإصابة به، كل منًا بطريقة أو بأخرى يساهم في بقاء هذا النظام القميئ ويمثل حاضنة لفيروساته...لا أحد سلم من العدوى، تختلف الإصابات بين طفيفة، حادة ومستعصية، لا تتوفر دراسة علمية لقياس مدى تأثر حياة وسلوكيًات أفراد الشعب السوداني سلباً بسنوات عمر المشروع الحضاري الطويلة، لكن من الواقع يمكن تصنيف الناس إلى شرائح بحسب حدة الإصابة والتعايش مع الداء.
الإجابة المفتاحيًة عن سبب بقاء نظام الاخوان المجرمين ممسكاً بحنجرة الوطن لهذه الفترة الطويلة هي أنً السًواد الأعظم من الشعب السوداني لم يدرك بعد مدى سوء هؤلاء القوم الضًالين، لذلك، الواجب علينا جميعاً تحمُل مسؤوليًاتنا و القيام بواجبنا الشرعي و الأخلاقي نحو أنفسنا أوًلاً...ثمً تبصير النًاس بمدى انحطاط هذا النظام، وقفت على أكثر ما نحتاجه عندما رأيت النًاس يتعايشون مع البلاء و الكوارث و كأنًهم خلقوا لمثل هكذا حياة بائسة لا تليق بكائن حي دعك من آدمي..، السبب في الانكسار و الانهزاميًة و الخنوع و كل ما أصاب الشارع السوداني يرجع لسياسات النظام (المشروع الحضاري) و لا أضيف جديداً.. إنًما هي النظرة المجرًدة للأمور عن قرب و تحسسها باليد...، لذلك من المهم تركيزنا جميعاً على جعل النًاس يتحسسون حجم المصيبة بأيديهم و يقيمون الحال من وجهة نظرهم الشخصيًة فهى إن تطابقت مع تطلعاتهم تمثل المحفز الأهم الذي يدفعهم للخروج على النظام بعد أن أصبحوا مدركين لحجم الكارثة التي نعيشها، بمعنى آخر ما نريده هو خروج النًاس على النظام تلقائيًاً ، فهم بذلك يتفقون ضمنيًاً أنً منازلته واجب اليوم و ليس الغد، و أنً الأمر فرض عين على كل من يستطيع و ليس قيام البعض به يغني الآخرون...أمًا كيف نصل لهذا المستوى، لكل منًا وجهة نظره الخاصَة و ليس بالضرورة أن تتفق جميعها ، لكنًها بالضرورة يجب أن تدفع النًاس لمنازلة النظام...كذلك العامل الزمني أمر حاسم...، كلما تأخر بقاء هذا النظام البغيض يوماً ، كلما زادت المصيبة و تعاظمت الخسارة و تعقدت المسألة و استحال انتشال بقايا وطننا من الهاوية التي وقع فيها بالفعل...، قطعاَ ستظل بعض الهواجس قائمة من فترة ما بعد سقوط النظام لكنها تهون إن علمنا إلى أي درجة هذا النظام قبيح، بعبارة أخرى، مهما يكن ، اسقاط النظام واجب يجب أن لا نؤجله...تحدثت كثيراً خلال كتاباتي عن المقاومة المدنيًة عن البديل..

الانسان السوي بطبيعته الفطريًة ينفر عن كل ما هو مقزز و مثير للاشمئزاز، فإن كان أتباع النظام تنطبق عليهم كافة صفات القبح مجتمعةً، لا يكفي أن تبغضهم و تلعنهم و يخالجك الشعور بالاشمئزاز من طباعهم طالما أنهم في النهاية من يتحكمون بمصيرك و مصير أبنائك و أهلك و وطنك، واجبك تجاه هؤلاء و نفسك يحتم عليك أن تفعل شيئاً يغير الحال البئيس، أنت مطالب بفعل حقيقي ضد هؤلاء المقززين لأنهم يؤثرون سلباً و بصورة مباشرة على حياتك وبقاء وطنك الذي يؤويك..إن لم تفعل و اكتفيت فقط بكراهيتهم و الحديث عن أفعالهم و صفاتهم القبيحة فهذا لن يحل المشكلة و لن يهزمهم، الأمر يتطلب منك فعلاً قوياً بيدك لأن الأمر يعنيك شخصياً..و لأن المعطيات لن تتغير ما لم تفعل شيئاً يغيرها..أول ما يجب عليك فعله هو تغيير نظرتك و تقييمك لما يحدث من حولك، هكذا تكون بدأت بتغيير ما بنفسك عندها سيعينك الله على تغيير حالك مصداقاَ لقوله تعالى: (إنً الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

عندما صمًم الترابي ومعاونوه المشروع الحضاري أرادوه أن يكون منظومة فيروسيًة مدمرة بحيث يصاب بها كل فرد من المجتمع السوداني بلا استثناء، وهذا ما حدث بالضبط...، تكيًفت الطفيليات بيولوجياً حتى أصابت كافة أفراد المجتمع السوداني عدوى المشروع الحضاري ولم يسلم أحد كما أشرنا في البداية، وهذا ليس عيباً في مجتمعنا إنًما سوء حظنا الذي جعلنا فريسةً لهذا البلاء، وإن كانت اللائمة في انتشار العدوى تقع بالدرجة الأولى على أطراف نعرفها جميعاً لأنًها مهًدت الطريق وهيًأت البيئة المناسبة لانتشار الفيروس...
أمًا وقد عرفنا حجم الكارثة، لنرى كيف أنً كل منًا ساهم في استضافة هذا الطفيلي البغيض، على الرغم من علم بعضنا إلاً أنً البعض الآخر لا يعلم وحتى ان علم لا يعرف كيف يتخلص من هذه المصيبة....لننظر جيداً لأنفسنا و نحصي ما أصابنا حتًى ندرك ما أتحدًث عنه..و هنا سؤال واجب: إذا كنًا نتشارك مع هؤلاء القوم بعض صفاتهم القبيحة أليس الأجدر بنا أن نتحرًر منها؟

المشروع الحضاري يرتكز بالدرجة الأولى على قواعد أساسيًة أهمها (1) إعادة صياغة المجتمع السوداني من خلال خلق أزمات سمحت لفيروسات المشروع بإصابة كل فرد من المجتمع بدرجات متفاوته.. بحيث من تصيبه تلك الفيروسات يتشارك بعض الصفات القبيحة مع من صاغوا و نفذوا المشروع...كرهاً أو طوعاً..(2) إشعال الحروبات و تدمير البنى التحتية وتشويه صورة الأديان و المعتقدات السماويًة، استحسان ما هو قبيح، تشجيع الفساد و الظواهر الدخيلة، تفتيت الوطن و خلق الأزمات حتى يتمكن الفايروس من جسد المجتمع، و (3) سياسات التجهيل و التشريد بهدف إصابة جسد المجتمع بالضمور ليتمكن منه الفايروس أكثر (4) الافقار و التجويع و نشر الأوبئة و الأمراض و مغيبات العقل كعوامل رئيسية تساهم في انحلال المجتمع تعمل مع بقية السياسات...(5) التمكين..حتًى يجد سدنة المشروع و مرتزقته الحافز لخدمته...الخ..، والعديد من المرتكزات الأخرى..

صفات من يخدمون المشروع الحضاري كثيرةٌ تكاد تخلو عن شبهة صفة حميدة... في المقابل لم توجد ذميمةٌ إلا انطبقت عليهم في حدودها القصوى، بدءاً من الكذب، النفاق ، الفجور، العمالة، الارتزاق، الحسد، البغضاء، النذالة، مصابون بالفصام، و كل ما يخطر على بالكم من الأمراض النفسيًة، مخادعون، منبطحون، مراؤون، مراوغون، فاشلون، نفعيون، سود القلوب و الوجوه، ضالين و مضلين....إلخ..،
لذلك لا توجد شائنةً قبيحة في عرفنا السوداني أكثر من أن تصف شخصاً بأنًه مؤتمر وطني، أخو مسلم، كوز أو أرزقي ،و لقبح هذه الصفة تجد غالبيتهم ينكرونها ... إذاَ من الطبيعي حرصنا بكل ما أوتينا من قوًة ألا نتشارك في ذميمةِ مع هكذا حثالة..لو كانت صفات القبح تنتهي عندهم فحسب لما تحدثنا و لا زدنا أكثر من الدعاء بهلاكهم و أن يزيدهم الله ضلالاً و يختم على قلوبهم و يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.. ، لكنًها تبدأ منهم و لا تنتهي عندهم.. أصبح وجودهم في مجتمعنا مصدراً لكل ما هو كريه...فهم بالدرجة الأولى مأجورون لمعاول الهدم ...دمروا كل شيء و باعوا كل ما يمكن بيعه حتًى التراب، خربوا كل ما هو جميل و مزقوا الوطن و تربعوا على أشلائه فكان أساس مشروعهم التدميري الثالوث البغيض جهل، مرض و فقر.. اشتروا كل من يمكن شراؤه من منزوعي الذمًة و نشروا الجهل و الخرافة ليوجدوا من يصدقون أكاذيبهم و خزعبلاتهم التي لا تنتهي....

أجبر نظامهم قطاعات كثيرة من الشعب السوداني على الهجرة و اللجوء و النزوح هادفاً بذلك إيجاد مصدر تمويل منهم يساعده على إبادة البقية و تمويل الحروبات، و عمل جاهداً و لا زال يستهدف استبدال الشعب السوداني – ما استطاع- بشعوب أخرى من الأجانب يشاركونه صيانة مشروعه الحضاري و لا يقاطعونه..، حالياً في الخرطوم أحياء بأكملها يقطنها الأجانب مثل الديوم..و أخرى نسبة الأجانب فيها أكبر من المواطنين مثل الصحافات و الامتداد...، دارفور تغيرت تركيبتها الديموغرافيًة حيث شرد أهلها و حل دخلاء غيرهم و استوطنوا مكانهم..

كيف نجح النظام..الاجابة بسيطة و هي أنًه جعل كل منًا يدعم مشروعه سواء أدرك ذلك أم لم يفعل... ، كيف نتخلص من هذه الفيروسات.....هذا يتوقف كليًا على إدراكنا لحجم المصيبة التي نحن فيها و مقدرة كل منًا على تقييم السوء بحجمه الحقيقي...، دائماً يشارك الناس في التغيير عندما يدركون فعلاً أنً ما يريدون تغييره يمس حياتهم اليومية بصورة مباشرة، لذلك عندما يمتلك غالبيًتنا المقدرة على تقييم الكارثة بحجمها الحقيقي ...عندها فقط سيعلمون إلى أي درجة هذا النظام كريه و كيف أن بقاءه يدمرهم و يصادر حقُهم في الحياة الكريمة بصورة مباشرة.. و هل يريد النًاس أكثر من الحياة الكريمة في وطن أجدادهم؟

إن كنت أحد الذين أفقرهم النظام و ضيق عليهم سبل العيش الكريم..وقذف بك المشروع الحضاري في غياهب الغربة فأنت أيضاً لم تسلم من استضافتك الطفيلي البغيض رغم هجرتك...أنت مصدر دخل لنظام التدمير تمول محارقه و تعينه على التدمير و انفاذ سياساته التي تستهدف هتك النسيج الاجتماعي...حيث أنك تمول كافة مشاريعه التدميرية بالأموال التي تدفعها لهم ذليلاً صاغراً...و بالمناسبة لست مضطراً لفعل ذلك. فإن أمتنع كل منًا عن التعامل مع النظام و دفع المال له و مقاطعته يكون بذلك ساهم فعلياً في اسقاطه بيده...أمًا إن قلت بأنً معاملاتك ستتوقف فهذا صحيح، لكنًك مطالب بالتضحية و مقاطعة النظام... و لا تنسي أمراً غاية في الأهميًة و هو أنك لا تفعل وحدك إنًما الجميع يفعلون ذلك...لذلك من المستحيل أن يستمر الوضع طويلاً.... أمًا إن لم تفعل و آثرت أن تدفع للنظام و تسير معاملاتك فأنت حينئذ قد اخترت أن تتشارك مع هؤلاء القوم بعض صفاتهم البغيضة و منها الأنانيًة و عدم الضمير و السلبيًة، عدم المروءة...و تطول القائمة.... فهل تريد ذلك؟ قطعاً لا إن كنت فعلاً تريد ترياقاً ضد فايروس المشروع الحضاري الذي أصابك أنت شخصيًاً..... الأمر بيدك!

حسناً، لازلت تعيش خارج وطنك...و لأنً وضعك لا يسمح لعائلتك الصغيرة أن تعيش معك في الغربة فقد تركتهم بالسودان...طفلك الصغير تقطعت إمعاؤه و أصيب بأمراض تمكنت من جسمه النحيل و أصبح بين الموت و الحياة..هذا بسبب المياه الملوثة التي يشربها و الأوبئة و الأمراض المنتشرة في البيئة من حوله و الناتجة عن شتى الأسباب التي هيئها النظام...، هل لديك شك في أنً النظام هو السبب؟ إن كان لديك شك فالنظام نفسه لا ينفي التدهور الذي ألم بالبيئة و لا ينفي تلوث مياه الشرب و اختلاطها مع القاذورات..، و لا ينفي أنً منسوبيه يستوردون النفايات السامة و المواد المسرطنة من الخارج بالاشتراك مع عصابات المافيا الدولية مما حول السودان إلى أكبر مكب للنفايات السامة في العالم، كما أنه فتح الباب على مصراعيه لمنسوبيه لاستيراد الأسمدة و البذور و المبيدات منتهية الصلاحيًة و الثابت علمياً و على أرض الواقع أنها تسبب السرطانات و أمراض الفشل الكلوي و غيرها من الأمراض القاتلة التي أصبحت سبب الموت الرئيسي في السودان..أما إن ساورك الشك حيال الأمر فقد قطع عليك النظام الشك باليقين فهو لا ينكر هذا الشيء...

هل تذكر قضية الوزير الباكي و المتعافي واخوان عمر البشير، و غيرهم..إن أردت مثالاَ آخر يمكنك أن تذهب لأي من محلات المنتجات الزراعية ستجد أن الأسمدة و المبيدات منتهية الصلاحية تباع علناً... إذاً الأمر واضح ،مرض أهلك و موت طفلك الصغير و من تحبهم بسبب النظام و سياساته و أفعاله.....و الأهم من ذلك بسببك أنت...فأنت مطالب فعليًاً بتغيير هذا الواقع لأنًك إن لم تفعل ستكون و بعلمك التًام قد تشاركت مع النظام في صفاته الكريهة و منها الجبن و التقاعس عن مساعدة ذويك ، و عدم الضمير...و غيرها من الصفات التي يتصف بها أرباب النظام و مرتزقته...فهل هذا ما تتمنًاه؟ أمًا إن سألت..كيف ستقتص ممًن تسبب في هذه المصيبة؟ الأمر لا يحتاج لتضحية كبيرة، فقط مقاطعتك للنظام ومنسوبيه بشتى السبل كفيلة بإسقاطه و تغيير الواقع المزرى. ..فقط قاطع النظام في كل شيء فهذا سهل و لا يحتاج منك أن تحمل بندقيًة...و عندما يفعل معك الآخرون سترونه ينهار أمام أعينكم...لأنكم استخدمتم الترياق المضاد لفايروس المشروع الحضاري الذي أصابكم.

إن تجولت في أي منطقة من بقاع السودان و رأيت أطفالاً في سن التعليم الابتدائي يدفعون بالدرداقات و الطبالي أمامهم ..... يبيعون الماء أو يحملون جركانات الورنيش..أو يبحثون في الأرض بحثاً عن قطع الخردة (الطفيش و المسامير) أو يتسولون بأعداد ضخمة واكتفيت بالتحسر على حالهم و تقديم مساعدة بسيطة لهم و خالجك الشعور بالرضاء بما قمت به من مساعدتهم وخيل لك بأن واجبك الإنساني انتهى هنا فأنت مخطئ لأن واجبك أكبر بكثير، لأنًك تعلم يقيناً بأن هؤلاء الأطفال هم ضحايا المشروع الحضاري و وضعهم نتاج طبيعي لسياسات الافقار و التجهيل و هذا كله بفعل النظام ، واجبك يحتم عليك القيام بخطوة عملية أكثر ، إن لم تفعل فأنت تتشارك مع النظام في بعض صفاته القبيحة...

إن كنت تجاهد للهرب من الجحيم و لم تسنح لك الفرصة بعد...تأكًد أنً الهرب لن يحل مشكلتك بل سيزيدها تعقيداً...فأنت محتاج أن تتخلص من الفايروس اللعين الذي أصابك...فأنت تكافح و تكد في توفير لقمة العيش الكريم (ما استطعت) لك و لأسرتك...و لن تستطيع...إن كنت تحترف الزراعة تجد نفسك مضطراً لبيع ما تنتجه بأقل من قيمة الجبايات التي تدفعها للنظام و بصورة أخص أقلً مما تدفعه لديوان زكاته الذي ينتظرك في نقاط العبور..، و إن كنت عامل يوميًة تجد نفسك مضطراً للعمل بأقلً ممًا تحتاجه للغذاء، و إن كنت موظفاً عازباً تجد نفسك تعمل براتب يقل عن دولارين في اليوم – أي أنك تعيش في فقر مدقع – أما إن كانت لديك أسرة فأنت في الواقع تعيش دون خط الفقر بمراحل بعيدة..و إن كنت مهنيًاً أو حرفيًاً تجد نفسك مضطراً للتوقف عن مزاولة حرفتك التي تحبها و تتكسب منها حلالاً لأنً زبائنك لم يدفعوا لضيق ذات اليد....و هكذا! إن سألت نفسك عن السبب في كل هذا تجد أنًه النظام و ليس سواه...أفقرك و عاش متطفلاً على دمك و أنت لا تقوى على شيء بسبب الفايروس اللعين...يموت أطفالك أمام ناظريك لأنك لا تملك ما تعالجهم به..و إن امتلكته ماتوا نتيجة الأخطاء الطبية لأنً الطبيب الذي عالجهم غير مؤهل..يشربون ماءاً آسناً ملوثاً يقطع امعاؤهم و يطعمون مواداً مسرطنة لأنً النظام أبر بقسمه الذي تعاهد عليه مع اسياده أعداء الانسانيًة أن يجعل من السودان سلة قمامة العالم و مستودع المواد المسرطنه و كل ما هو فاسد من طعام و دواء...هذا مجرد غيضٌ من فيض...، لكنه كاف لتدرك حجم الكارثة ... هل عرفت لماذا اسقاط هذا النظام فرضُ وواجب عليك شخصيًاً؟...إن كنت تريد القيام بواجبك تجاه نفسك و أسرتك عليك بمنازلة النظام...فقط عليك بمقاطعته وعصيانه وعدم الدفع له...ستراه يتداعى أمامك لأنً الجميع سيفعلون...هذا هو ترياقك للتخلص من طفيلي المشروع الحضاري البغيض...، هل ستفعل أم تنتظر النهاية ؟ لا مفر أمامك غير الفعل لأنًك إن لم تفعل ستكون تشاركت مع المجرمين في الكثير من صفاتهم القبيحة...، إن لم تفعل ستكون جباناً ، متجرداً من الانسانيًة و الضمير...ذليلاً خانعاً منكسراً منبطحاً...قطعاً أنت لا تريد ذلك...إذاً لا مفر. ..عليك أن تحيا حياةً كريمةً أو تموت بطلاً...

أنت موظف حكومي....عسكري أو مدني لا يهم...تخدم النظام و تتملقه و يمنحك الفتات و بقايا السحت.. ترتشي و تختلس أو لا تفعل لا يهم..المهم أنًك تعمل في أجهزة النظام و قد تعاني أولا تعاني إلاً ما يعانيه الجميع من ترد بيئي عام و كذلك الأوبئة المنتشرة ...لكنً أهلك و عشيرتك يعانون...أدمن أبناؤهم المخدرات لأنً النظام يستوردها لهم من الخارج و يروجها لهم و يبيعها لهم رخيصةً..إنتشرت فيهم البغضاء و الحسد و كل الأمراض التي هي من صنع المشروع الحضاري...بفعل الفقر تفككت روابطهم و أخلاقيًاتهم و باعت بناتهم شرفهنً ..انتشرت الرذيلة بينهم ، نال منهم الجهل و المرض و أنت تنظر غير مهتماً لأنًك لا تعاني بقدرهم....، حسناً: هل سألت نفسك إلى متى سيدوم هذا؟ هل رجعت بذاكرتك إلى الوراء لتقارن أين كان السودان قبل المشروع الحضاري و كيف صار بعده؟ هل سألت نفسك كم من روحٍ أزهقت و كم من نفسَ شردت و كم من عرض انتهك و من المستفيد من ذلك؟....هل سألت نفسك كم من الجرائم ارتكبها النظام الذي تتعايش معه و ربما تحميه بحق الوطن و مواطنيه؟ هل نازعتك نفسك الأمًارة بالسوء عن أفعاله و تدميره للمستشفيات و المدارس و دور العبادة و قتل المدنيين العزًل و كيف أن طائراته و مرتزقته لم يميزوا بين الأطفال و النساء و الشيوخ و من يحملون السلاح؟.... ؟ لا تصدق ما يقوله الكاذبون المنافقون لأنً من قتل نفساً بغير نفس في الإسلام كأنًما قتل النًاس جميعاً ..هذا ما يقوله الدين الحق و ليس الذين يدينون....، ربما تتغير طريقة تفكيرك ان كنت فعلاً آدمي عندما تعلم أن المجرم الكبير إعترافاً موثقاً على نفسه بأنً الذين قتلوا في دارفور لم يفعلوا ما يستحقون القتل بسببه، و كذلك اعترف بأنًه أعطى التعليمات لقتل شهداء سبتمبر....أنظر إلى رئيسك و من حوله و أفعالهم..هل ترى فيهم من تقتدي به؟ إن كنت تمتلك مثقال ذرة من نخوة و شهامة اتصف بها الشعب السوداني و ستبقى معه إلى أن يرث الله الأرض..هل يستقيم أن يحكمك رئيس مطلوب للعدالة الدولية و هارب منها..و لأي سبب؟ لأنًه ارتكب جرائماً ضد الانسانيًة بحق مواطنية و جرائم حرب و جرائم لا تحصى...و هل سألت نفسك إن كنت في مأمن من الأمراض التي أصبح السودان البيئة المفضلة لها عالميًاً بسبب المشروع الحضاري؟ و هل نظرت إلى من هم أعلى منك مرتبةً كيف يعيشون و كيف تعيش أنت؟ أبعد من ذلك (إن كنت لازلت لديك حس من ضمير أو وازع) هل رأيت من أي طينةَ هؤلاء القوم الذين تخدمهم؟ من خلال جلوسك معهم و تقييمك الشخصي و سلوكياتهم التي يجاهرون بها هل هم جديرون بذلك؟...إن فعلاً جلست مع ضميرك ستجد أنً باطن الأرض خير لك بكثير من ظاهرها أن ترضى بخدمة هؤلاء القوم ...و إن لم تفعل فقطعاً ارتضيت أن تكون واحداً منهم و لست معنيًاً بهذا الحديث لأنك تشاركت معهم في كل صفاتهم القبيحة كما هي و لا تتحرًج ...

قيامك بخطوة عمليًة و فعل بيدك تجاه اسقاط النظام واجب عليك ..يمثل الفرق بينك و بين من يتشارك مع منسوبي النظام بعض صفاتهم القبيحة كما ضربنا أمثلةً لها (عدم الذمة، الأنانية، العجز، الخنوع، الانكسار، الانبطاح، سواد القلب، الوضاعة.....الخ..ووقوفك ضد الظلم واجب كما أن مشاركتك الشخصية في اسقاط النظام واجب لن يسقط ما لم تقوم به و يظل عليك واجباً في رقبتك أو ترتضي العيش في العار منكسراً ذليلاً خانعاً لأناس هم أجبن خلق الله و أسوأ من يمشي على الأرض...و تالله عشية مثل هذه الموت أرحم منها ألف مرًة.

القاعدة الذًهبيًة "أفعل كل ما يكره النظام فعله، وأمتنع عن كل ما يريده"


مصطفى عمر

mustafasd1@hotmail.com

الحوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق