الخميس، 28 أبريل 2016

أمام الشعب السودانى خياران: إمَّا العصيان المدنى أو المسغبة


مدخل
تقول منظمة الشفافية التابعة لنظام الإنقاذ البئيس بأنَّ السرقات السنوية من المال العام تعادل 18 مليار دولار، وهى تساوى فى 27 عاماً 486 مليار دولار. وبحسابات محافظة أُخرى فإنَّ المال المسروق من الشعب السودانى يساوى 250 مليار. وأيَّاً كان الرقم، فإنَّ هذا يحدث لأنَّ كل أموال البترول والذهب والزكاة تُدار خارج الدورة الإقتصادية للبلد من غير أى شفافية.

والمعادلة ببساطة كالآتى:

1- البلد فى حالة إنكشاف إقتصادى حرج، أى أنَّ المتوفر من النقد الأجنبى (الإحتياطى النقدى من العملات الصعبة) مع الإستمرار فى سرقات الإنقاذ الجارية لا يُغطى الواردات السودانية ولو لمدة شهر واحد. يحدث هذا بالرغم من الودائع العربية التى أُرسلت خصيصاً لدعم الإحتياطى النقدى (مليار دولار السعودية)، ولدعم ميزان المدفوعات (166 مليون دولار صندوق النقد العربى)، ولدعم الإقتصاد عموماً من هبات حكومتى الكويت والأمارات (راجع: http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-226909.htm). 
والشاهد أنَّ هذه الأموال غير موجودة فى الخِزانة العامة الآن، وإنْ وجدت، لن تسعف الموقف لأنَّ واردات السودان تفوق الـ 7 مليار دولار، وبالتالى هذه الأموال سوف تروح شمار فى مرقة الأزمة الإقتصادية الطاحنة الغير مسبوقة منذ مجاعة سنة ستة.

2- مع واقع تآكل الإحتياطى النقدى، فإنَّ تَرْك أمر الواردات للقطاع الخاص يعنى شيئين فى غاية الخطورة: الأول هو توحيد غير معلن لسعرى الصرف الرسمى والموازى بما يعنى أنَّ الدولار يساوى 14 جنيه سودانى، وعلى أساس هذا السعر سيورد المورد بِضاعته ويعرضها للبيع. والثانى هو أنَّ توحيد سعر الصرف يعنى تخفيض قيمة الجنيه السودانى بنسبة تفوق 118%، وبالتالى فإنَّ النقود التى فى يد المواطن تقل قيمتها بنسبة أكثر من 118% عن سعر السلعة المعروضة فى السوق؛ كيف العمل؟ 

3- أمام المواطن خياران قاسيان:
1- لمَّا كان من غير المنظور أنْ ترد الإنقاذ للخزانة العامة ما سرقته من أموال، وتعتذر للشعب السودانى وتقبل بما يقرِّرُهُ قضاؤه عليها من عقوبات، وتعيد الديموقراطية سيرتها الأولى؛ إذاً على الشعب السودانى أن يتسوَّل أو يسرق، أو يَعِفَّ فيأكل من المذابل التى يتنافس عليها المتنافسون، فيمرض فيموت. وإن لَّم يفعل سيموت بالسلع الفاسدة والأدوية منتهية الصلاحية المجلوبة من الهند والسند والصين والطين، وفى نفس الوقت تُباع له بأسعار الإتحاد الأوروبى. 

2- العصيان المدنى وهو الأسهل، لأنَّه مدنى/سلمى/حميد. وإن كان عنيفاً، فهؤلاء القوم يستأهلون العنف؛ فقد جاء عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإنَّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة" (رواه مسلم).
"وقال صلى الله علیھ وسلم: سیكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القیل، ويسیئون الفعل، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقیھم، يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصیامه مع صیامه، يمرقون من الدين مروق السھم من الرمیة، ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقھم، هم شر الخلق والخلیقة، طوبى لمن قتلھم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله، ولیسوا منه في شئ، من قاتلھم كان أولى بالله منھم، قالوا: يا رسول الله ما سیماھم؟ قال: التحلیق" (رواه أبو داود). 

خاتمة

قوموا لثورتكم يرحمكم الله.

حسين أحمد حسين
abu-salma-hussein@hotmail.co.uk

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق