الخميس، 3 سبتمبر 2015

الى أخي وليد الحسين في محبسه



طبت وقتا .. وطابت لك الأيام صبراً ..
ولتعلم – ياعزيزي- اننا جميعاً - داخل وخارج الوطن المختطف منذ 26 عاما- نقف معك ليس لأنك صاحب نافذة وضيئة أطل عبرها كافة الشرفاء من بني وطني من أصحاب القلم والكلم والمبادئ التي لا تموت .. ولكن لأنك تمثل لدينا رمز الشرف والكبرياء والنضال الحر .
أخي وليد :
التجربة ذاتها – وان اختلفت زماناً ومكاناً - كنت قد مررت بها العام 1991 وذات العصابة حينما عجزت عن اصطيادي - وأنا أكتب بأول صفحة معارضة بالخليج والخارج عموما بجريدة الخليج الاماراتية تفضح ممارسات هذا النظام الأخطبوطي القميئ ابان بيوت الأشباح وجريمة الصالح العام – لجأت الى التربص بمقدمي لأي اجراء بسفارتها بأبوظبي وقامت بسحب جوازي سفري السوداني وانا أسعى لتجديده .. وظلت تطالب السلطات الاماراتية – وكان على رأسها آنذاك حكيم العرب الراحل طيب الذكر الشيخ زايد - تطالب بأحد أمرين : اما وقف كتاباتي والغاءالصفحة * شؤون سودانية * وفصلي من عملي أو السماح لهم بترحيلي الى السودان بحجة انني أسيئ الى السودان وولاة الأمر فيه !!!! .. وباءت محاولاتهم جميعها بالفشل بعد رفض طلبهم الفضيحة الذي كشف عن دبلوماسيتهم الكسيحة !! فكانت الأمم المتحدة منقذي ودولة الامارات سندي .. وبقية القصة معروفة لدى الكثيرين وتفاصيلها منشورة تحت عنوان ) ثم كان طردي من دولة الامارات !!) . وهو ماقاد – في نهابة المطاف أن يتدخل الشيخ زايد رحمه الله – ويصدر أمره الشهير بترحيل الصف الأول من طاقم سفارة الانقاذ بأبوظبي وعددهم سبعة ولم يبقى بها سوى اداري واحد فقط اسمه محي الدين ىسالم ظل يدير السفارة وحده على مدى خمس سنوات كاملات !!!.
ما وددت وأود قوله هنا ياعزيزي وليد – وأنت رهين محبسك في بلاد الحرمين – أنك لن تُرحل .. لن تُرحل .. لأنك أضحيت اليوم تجسيداً حياً لشرف الكلم والمبادئ ورمزاً من رموز نضالنا المستمر من أجل التخلص من هذا الكابوس اللعين وهذا السرطان الساري في جسد وطن جريح اسمه السودان .
ليس ذلك فحسب ولكن لأن من اعتقلوك لم يكونوا يدركون – في بادئ الأمر – مدى خطورة وحجم ما اقترفوه .. وأزعم انهم قد خُدعوا من نظام يعيش على الكذب والنفاق ويعتاش أهله وسدنته على جماجم الشرفاء الأكارم من أبناء وبنات وطني المكلوم .
اخي وليد :
اننا نعرف حكمة أولي الأمر ممن تجري نخوة العروبة وسماحة الاسلام في عروقهم .. لذا ثق يقيناً أنك لن تُرحل ولن لن يتم تسليمك لحرّاس الساقطين ممن باعوا آخرتهم بدنياهم ودينهم بشهواتهم وأثروا على حساب قيمنا ومُثلنا وأخلاقنا وكل مورثاتنا الأجتماعية منذ فجر التاريخ !!.
ان على من تعيش في محبسه عندهم أن يراجعوا تاريخ الأخوان المجرمين في السودان معهم .. وهنا فقط أذكرهم بما كان يتقيأ بهم العقيد المعتوه يونس كل صباح من اذاعة امدرمان والذي لم يسلم من لسانه القذر حتى الراحل طيب الذكر الملك فهد رحمة الله عليه .. كما أنوه الى أن التفجيرات الأخيرة التي شهدتها مملكتنا الكريمة لم يتدرب معظم أبطالها بأفغانستان أو ايران وانما في جبال الشرق السوداني وأودية هناك بعيدة عن أعين الاعلام وتقوم العصابة الحاكمة بأمرها في الخرطوم بارسالهم سراً عبر البحر الى المملكة .. وتغطية لهذا الفعل القبيح بحق الاخوة الكرام في المملكة هرع أهل النظام حفاة للمشاركة في عاصفة الحزم التي تقوودنها اليوم في اليمن .
أخي الحبيب الوليد :
لن يتم ترحيلك أو تسليمك لعصابة شربت من دمائنا حتى ارتوت .. عصابة تعتمد اليوم – في بقائها على الكرسي – على ربّاطة الأحياء من الفاقد التربوي والفاشلين في حياتهم ومن أعمى بصيرتهم وبصائرهم المال والكسب الحرام !!.
لن يتم ترحيلك ياعزيزي لبلد هاجر نصف شعبه وتُركت نهباً لمجهولي الهوية والنسب والأصل !! .
لن يتم ترحيلك أبداً لأن من تعيش رهينة في محبسهم وتحت ادراتهم أدركوا الآن أن ترحيلك سيكون سبة لن تغفرها لهم الأيام ولا شعب أسهم أبناؤه - ولا زالوا - في نهضة بلادهم العزيزة دار أكبر مؤتمراسلامي عالمي كل عام ( الحج ) .. انه عار لن يقدموا عليه لأن حكمتهم – التي نثق فيها كثيراً - أكبر من ذلك بكثير ولن تنطلي عليهم خدعة مكشوفة المعالم حتى لو استمات أصحابها في تزييفها وتذويقها باسم الله زوراً وبهتاناً !!!.
أخي وعزيزي وليد :
غداً ستخرج من محبسك مرفوع الهامة والكبرياء لأن من يقاتل الظلم والاستبداد والتعسف والفساد لن تخونه الأيام أبداً وان جارت عليه في بعض من لحظاتها .
ولتعلم – ياوليد – أن الملايين من شرفاء بلادي يدعون لك .. وأن الملايين – من المعذبين الصامتين الصامدين - يصلون من أجلك و من أجل صغيرك القادم الجديد وأمه الصابرة المجاهدة .
غدا ستكون حراً طليقاً .. أوهكذا علمنا التاريخ .. فأصحاب المبادئ لا يموتون قهراً أو ظلماً وان سكنوا قبواً أو بقوا في عداد الراحلين .
تحياتي لك ياعزيزي وأنت داخل محبسك مجسدا لكل طموحات شعبنا الصابر وآمالهم وأحلامهم في الخلاص .. وانه ليوم قريب بمشيئة الله تعالى وان تطاولت سنواته العجاف .
التحية والانحناءة أيضاً لكل من آزرك وقف معك وانت مغيب هناك تشهر سيفك في وجه الظلم والطغيان .
صالح دعواتي لك ..
أخوك أبداً : خضرعطا المنان
awatif124z@gmail.com  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق