الأحد، 6 سبتمبر 2015

وليد الحسين صانع وطني الاسفيري


الصدفة وحدها هي التي قادتني لأكون عضواً بمنتديات الراكوبة الالكترونية، حينما كنت أبحث عن أغنيات من جنوب السودان فدلني محرك البحث الشهير (قوقل) إليها في مارس من العام 2007م. حقيقة إن النقاشات وقسم الحوار السياسي كانا الدافع الأساسي لأقوم بعمل عضوية قبل أن يروق لي كل الأقسام. وبعد أن أصبحت عضوا فيها، كان النقاش والجدال الحاد يشتد للدرجة التي تستدعي تدخل الادارة للتفريق بيننا (نحن المتحاورين). ويمثل أعضاء الراكوبة كل ألوان الطيف السياسي السوداني، بها الإسلاميون بفروعهم المختلفة، ومنهم العلمانيون الذين شخصي أحدهم، والحزب الشيوعي السوداني والجمهوريون وبعض مستقلي الرأي... الخ، وإلى ذلك الحين كنت أتساءل لماذا هذا (السودان الإسفيري) واقعياً أكثر من السودان نفسه، بالإضافة إلى التعدد الحزبي فهو أي الموقع يذخر بالتنوع الثقافي والاجتماعي أيضاً كما السودان، شعاره (سودانية الفرد هي أساس الحقوق والواجبات)، لا يحجر رأياً ولا يقمع الحريات ولا ينسب الدين أو قبيلة بعينها للدولة، فكل الناس سواسية في دولة الراكوبة.
وللأمانة لقد وجدت فيها وطني الذي يفترض أن أعيش فيه، تعرفت بأناس كُثر، توطدت علاقاتنا لدرجة أننا أصبحنا نتبادل فيما بيننا الزيارات وتواصل الأرحام في أفراحنا وأتراحنا، نتفقد بعضنا البعض في وجودنا وغيابنا، في حلنا وترحالنا، اضف إلى ذلك فمنتديات الراكوبة غنية جداً بالموروث الثقافي لكل لقوميات السودان، يكفي أنها أكبر موقع توثيقي للأغنية السودانية على مستوى السودان، وقد أفردت مساحات واسعة لكل صاحب موهبة لإظهار وتنمية موهبته في المجال الذي يرغب فيه، في الشعر، القصة القصيرة أو الروايات... الخ، تحت إشراف متخصصين في تلك المجالات دون تحيز لثقافة بعينها، فكل المواد كانت تمثل جهات السودان الأربع، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، هذا لم يكن سيتحقق لولا يقظة القائمين على أمرها وإدراكهم لحقيقة السودان والسودانيين، وبنوا دولتهم الاسفيرية على حقائق ماثلة واضحة للجميع، ليس على المغالطات بين العروبة والأفريقانية التي أضرت كثيراً بتقدم السودان. هكذا عرفت الراكوبة، ليس كموقع إخباري يهتم بأخبار السودان ومواجع الغلابة فقط.
ذات مساء وقد عدت تواً من عملي وأستعد العدة لدخول الراكوبة عبر جهاز حاسوبي، وبعد أن دخلت الراكوبة وجدت (بوست) عنوانه أنه تم اختيار شخصي الضعيف (وزيراً) عفواً أقصد مشرفاً على أحد الأقسام والفرحة لا تسعني. تعرفت لأول مرة على زملاء الإدارة عن قرب، ومن ضمنهم الأخ وليد الحسين المعتقل حالياً بالمملكة العربية السعودية، وبقية الإخوة والأخوات، ولا أذيع سراً إن قلت لكم إنني قد اكتشفت سر نجاح هذا الوطن البديل (منتديات الراكوبة)، الذي يكمن في مهنية وثقافة ووعي القائمين على أمرها، وعلى رأسهم وليد الحسين (فك الله أسره)، فهو رجل يجمع بين الحكمة والذكاء معاً في آن. خلال وأثناء الجلسات الإسفيرية التي كانت تجمعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي توفرها خدمة الانترنت، كنا نتحدث كثيراً عن مشاكل السودان والسودانيين دون أن نكلّ أونملّ، ونضع حلولاً ومعالجات افتراضية لمشكلات السودان في وطننا الافتراضي وهو (الراكوبة)، يتجلى ذلك في السياسة التحريرية للراكوبة التي لا تقبل بتزييف الواقع ولي عنق الحقائق، ونبتكر كل ما هو مفيد لخدمة الشعب السوداني، ألم أقل لكم إن الراكوبة بقيادة وليد الحسين أكبر من مجرد موقع أخباري!؟
أتذكر عندما تعرضت الراكوبة للتخريب بفعل الهكرز أيام انتخابات السودان 2010م ذات (الخج الاخير)، عندما استهدف جهاز الأمن الالكتروني التابع للمؤتمر الوظني موقع الراكوبة لسبب معلوم، كان الناس قد ظنوا أن ما يسمى بموقع الراكوبة قد تم تشييعه إلى مثواه الأخير. نعم فلقد فقدنا كل شيء بالكامل وقتها، ولكن كان ذلك دافعاً قوياً لنا أن نبدأ من جديد وبروح وعزيمة كبيرتين اكثر حتى نكمل المشوار والرسالة التي من أجلها وجدت الراكوبة لأنه في خلال شهر واحد فقظ من عمر التدمير، عادت الراكوبة تعانق قراءها بقوة أكثر مما كان عليه سابقاً، ويبدو أن أعداء الحرية (المؤتمر الوطني) بعد أن فشلوا في مسعاهم المستميت للنيل من الراكوبة لجاؤا لوسائل غير تقليدية وهي استهداف رموز الراكوبة أينما وجدوا، فاعتقلوا الزميل وليد الحسين بعد تدبير محكم بواسطة غيرهم لأنهم عاجزون عن فعل ذلك ولكن هيهات!!
فالحق يعلو ولا يعلي عليه ، سينتصر الحق علي الباطل لا محالة
الحريه ثم الحرية بل كل الحرية للاخ وليد الحسين

سايمون دينق /جوبا /5/9/2015

الراكوبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق