الاثنين، 7 سبتمبر 2015

قطر تذكّر العالم بدارفور وواشنطن لم تتعهد المشاركة بالإعمار


استضافت الدوحة، اليوم الإثنين، الاجتماع الثالث لمجلس إدارة إعمار دارفور، بحضور أبيدون باشوا ‏الممثل الخاص المشترك ‏للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور ورئيس بعثة (يوناميد) بالوكالة، ‏وعدد من ممثلي الدول المانحة.‏

‏وفي الوقت الذي أكد فيه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري، ‏أحمد بن عبدالله آل محمود، ‏أن "دولة قطر عازمة في المضي قدماً للوفاء بالتزاماتها تجاه أهلنا وإخواننا ‏في دارفور"، قال رئيس السلطة الإقليمية في دارفور، ‏التيجاني السيسي، في تصريحات خاصة لـ"العربي ‏الجديد" إن واشنطن لم تلتزم بأية تعهدات تجاه الإقليم، ومشاريع الإعمار فيه. ‏واقتصرت مساهمتها ‏على رصد 300 مليون دولار تقول إنها لمشاريع العون الإنساني في دارفور.‏

‏ولم تعلن خلال الاجتماع الذي اختتم أعماله اليوم، أية تعهدات أو منح مالية جديدة للإقليم، في ‏حين قدم عدد من ممثلي الدول ‏عرضا عن مساهمات بلادهم في إعادة إعمار الإقليم، والمشاريع الخدمية ‏والصحية والتعليمية، التي أقامتها هناك، والتي تراوحت ‏بين 50 مليون دولار التزمت بها تركيا، و13 ‏مليون جنيه إسترليني التزمت بها بريطانيا، ونحو 33 مليون يورو التزم بها الاتحاد ‏الأوروبي.‏

‏ونوه آل محمود من جهته بأن قطر حرصت على أن تشمل وثيقة السلام في دارفور أسساً تمهد لوضع ‏استراتيجية تنمية شاملة ‏لدارفور، بالإضافة إلى الدعم المالي لاحتياجات الإنعاش والتنمية على ‏المدى الطويل من خلال المؤتمر الدولي للمانحين، وغيره من ‏المؤسسات.‏

وتعهدت قطر خلال مؤتمر الدوحة للمانحين، بمبلغ 500 مليون دولار أميركي، تم حسم مبلغ 88 مليون ‏دولار منها لمشاريع ‏الإنعاش المبكر والمشاريع التأسيسية الواردة في استراتيجية تنمية دارفور، وفقا ‏لمذكرة تفاهم تم توقيعها مع البرنامج الإنمائي ‏للأمم المتحدة خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في ‏دورتها الماضية، وتمثل هذه المساهمة 50 بالمئة من جملة ميزانية هذه ‏المشاريع، حيث تم بالفعل تحويل ‏مبلغ 10 ملايين دولار منها للبرنامج الإنمائي.‏

‏وأشار المسؤول القطري في معرض عرض المساعدات التي قدمتها بلاده لتنمية إقليم دارفور، إلى ‏توقيع مذكرة تفاهم مع جمعية ‏قطر الخيرية لحفر 300 بئر على مدى ثلاث سنوات بقيمة 3 ملايين دولار ‏أميركي. مضيفا أن بلاده تسعى لتوسيع دائرة الشركاء ‏في التنمية، حيث تم خلال زيارة أمير قطر الشيخ ‏تميم بن حمد آل ثاني، للمملكة المتحدة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ‏الماضي، الاتفاق مع ‏وزارة التنمية في الدولة البريطانية على المساهمة معها في مشروع كبير للمياه في دارفور.‏

ولفت إلى أن قطر أنجزت المرحلة الأولى من مبادراتها التنموية لدارفور ببناء خمس قرى خدمية ‏نموذجية في عدد من المحليات ‏في مختلف ولايات دارفور، من أجل تشجيع العودة الطوعية للأهالي، ‏وأشار إلى افتتاح ثلاث منها في شهر يونيو/ حزيران ‏الماضي، وسيتم افتتاح الباقي خلال الشهر الجاري، منوها ‏بأن تكلفة هذه القرى بلغت ما يقارب 31 مليون دولار وستشمل المرحلة ‏الثانية من دولة قطر ‏إنشاء عشر قرى مماثلة بمبلغ 70 مليون دولار يتم تنفيذها خلال العام المقبل. كما سيصار خلال العام ‏المقبل أيضا ‏إلى البدء في تنفيذ مشروع للبدو الرحّل بمبلغ 50 مليون دولار لما لهذه المشاريع من آثار ‏طيبة على عودة الأهالي واستقرار تعويضهم ‏عن سنين النزوح والمعاناة والحرمان.‏

‏وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة القطري خلال الاجتماع عن عقد مؤتمر للأطراف ‏المساهمة في رأسمال بنك ‏تنمية دارفور، الذي أعلنت قطر عن قرب تأسيسه برأسمال بلغ ملياري دولار، في ‏مدينة جدة وذلك بمقر الأمانة العامة لمنظمة ‏التعاون الإسلامي.‏

وأضاف أن نشاط البنك في دارفور سيقدم التمويل اللازم للمشاريع الصغيرة التي تعين أهالي دارفور على ‏تأمين لقمة العيش ‏وتعزيز فرص السلام. وقال إن الترتيبات الخاصة ببنك تنمية دارفور تسير على قدم ‏وساق بعد أن جرى استكمال وضع الشكل ‏النهائي للبنك بعد الحصول على الدراسات اللازمة من بيوت ‏الخبرة المحلية والإقليمية حول احتياجات دارفور والجوانب الهيكلية ‏وارتباطه باعتبارات التنمية الدولية ‏والاستفادة من تجارب بعض البنوك التي كانت قد أنشئت لأغراض مماثلة.‏

العربي الجديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق