الأربعاء، 23 مارس 2016

قوى المستقبل.. عاصفة الـخلافات هل تعصف به؟!

قبل أن يجف المداد الذي وقعت به القوى السياسية المتحالفة تحت راية قوى المستقبل، لاحت في أفق التحالف خلافات وصراع حول زعامة الجسم الجديد، الذي ربما لا يصمد طويلاً في وجه العواصف القوية التي بدأت تقتلع خيامه المنصوبة على أرض رخوة رغم الاختلاف الأيديولوجي بين مكوناته، ولم يشأ المنضوون تحت راية التحالف أن يكتموا خلافاتهم ويكظموا غيظهم إلى حين أن يخرج الزرع شطأه ويستغلظ فيستوي وعملوا إلى نقض غزلهم قبل حتى أن يقوى، ففي الوقت الذي كانت طائرة الحالمون منهم تهبط في مطار أديس أبابا للمشاركة في اللقاء التحضيري، خلف من بعدهم خلف أضاعوا وثيقة المبادئ واختلفوا حول من يقود ركب التحالف، ولم يتورع بعضهم من تسريب الخلافات إلى وسائل الإعلام التي ضجت أمس بآخبار الخلافات داخل الجسم الجديد، الذي يجمع داخله أحزاب اليمين والوسط واليسار السوداني.
تضاد
كثيرون كانوا قد تنبأوا بفناء الجسم الجديد الذي يجمع في داخله تيارات متناقضة، وأطلق البعض عليه تسمية تحالف (التضاد) في ليلة ما بعد الإعلان عنه بدار حركة الإصلاح الآن، وتنبأ له تحالف قوى الإجماع الوطني بالفشل، وقال على لسان ناطقه الرسمي محمد ضياء الدين في آخر لقاء له مع الصحيفة، إنه يسعى لترقيع النظام القائم وغالبية أحزابه منسلخة من المؤتمر الوطني، لكن قيادات الأحزاب المكونة للجسم أرسلت تطمينات عديدة لأن يمضي التحالف الجديد حتى يحقق غاياته ومقاصده المرجوة منه، لأن الاتفاق الذي وقعت عليه قوى التضاد برنامج حد أدنى، يهدف إلى إيجاد حلول لأزمات البلاد المختلفة على رأسها وقف الحرب وإرساء السلام واستعادة الحريات والديمقراطية، وأعلنوا عن خطة وآليات لتنفيذها، بل ودعوا القوى السياسية الأخرى بالإسراع للانضمام للجسم الجديد، بيد أن أخباراً مزعجة بدأت تتسرب من الداخل وتظهر إلى العلن تقول بوجود خلاف حول رئاسة التحالف وحول الوفد الذي غادر إلى أديس أبابا للمشاركة في اللقاء التشاوري الذي دعت له الآلية الأفريقية رفيعة المستوى أمس الأول برئاسة زعيم الإصلاح الآن د.غازي صلاح الدين.
وحسب الخبر المنسوب إلى مصادر داخل التحالف، فإن الاجتماع الأخير الذي عقد يوم السبت الماضي شهد خلافات حادة حول مقترح إعادة الهيكلة الذي قدم غازي صلاح الدين بنواب ثلاثة لرئاسة التحالف الجديد، ونقل المصدر أن غالبية المشاركين رفضوا المقترح الذي دفعت به لجنة الهيكلة.

استهداف
ويرجح أن يكون تيار اليسار داخل التحالف هو من يقف وراء رفض أن يتسلم غازي دفة القيادة من منطلق أيديولوجي بحت، لكن عضو القيادة عمر عثمان نفى لـ(آخر لحظة) وجود خلافات داخل قوى المستقبل لكنه أقر بوجود تباين في وجهات النظر حول من يتولى رئاسة التحالف، ووصف الأمر بالطبيعي لأن طبيعة تكوينات القوى تقتضي وجود مثل هذا التباين في الآراء، بيد أن الأمر حسم بالأغلبية التي ارتضت أن يتولى زعيم الإصلاح الآن رئاسة التحالف مع تحفظ أقلية داخل اللجنة على الإجراء، وهذا بالطبع لا يسمى خلافاً بالمعنى المتعارف عليه لكلمة خلاف، وقال عمر فيما يبدو أن هذه الأقلية لم تسلم برأي الأغلبية وترتضي غازي رئيساً للتحالف، في وقت لم يستبعد وجود مؤامرة تحاك من جهات لم يسمها تجاه التحالف الجديد وتستهدفه لطبيعة تكوينه وبرنامجه المرن الذي يسع الجميع يساراً ووسطاً ويميناً وحتى اللا ديني والوثني يمكن أن يجد مكانه شاغراً في قوى المستقبل للتغيير، وقال واهم من يظن أن قوى المستقبل ستنهار بمجرد اختلاف في وجهات النظر، لأنها متفقة على برنامج ومن خلاله يمكنها معالجة كافة الخلافات الثانوية التي لا ترقى لمستوى أن يكون خلافاً ينسف التحالف ويحقق رغبات الذين في قلوبهم مرض.

رأي الأكثرية
وينظر محللون سياسيون إلى وضعية التحالف الحالية بنظرة شفقة على مصيره الذي أصبح في كف عفريت أسوة بالتحالفات السابقة التي تكونت في عهد الإنقاذ منذ قيام التجمع الوطني الديمقراطي في العام 1994 وانتهاءً بتحالف قوى الإجماع الوطني الذي يعاني الآن من خلافات داخلية كبيرة بعد تكوين قوى نداء السودان، ويحذر أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية البروفيسور حسن الساعوري من مغبة التباين الموجود الآن داخل التحالف، وينصح في حديثه لـ(آخر لحظة) مكوناته إلى اللجوء لتحكيم آلية الأكثرية والقبول برأي الأغلبية، لأنه سلوك ديمقراطي داخل جسم يسعى لاسترجاع الديمقراطية ويقوده ديمقراطيون، وأضاف إذا لم يلجأ قادة قوى المستقبل إلى تحكيم رأي الأكثرية والقبول به، فعلى السودان السلام.

تقرير:علي الدالي
صحيفة آخر لحظة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق